«القَذى» ما يقع في العين فيؤذي.
قوله : «فنخطى» من الخطو بمعنى : المشي.
«المناهل» جمع المنهل ـ بفتح الميم : موضع الشرب.
«الصدى» العطش وردّ الصوت وغير ذلك.
قوله : «أبرت» من البوار ، أباره الله أي : أهلكه.
«اجتثت» من الجَثّ : بمعنى القطع وانتزاع الشجر من أصله وحسم مادته.
الإعراب :
قوله : «بنفسي أنت من مغيَّب» الخ. قد مر في الفصل السابق إعراب «بنفسي أنت» وأمثاله ، والكلام هنا في بيان «مِن» في «مِن مغيَّب» ، فربما تخيّل كون «من» تجريدية ، كالباء التجريدية في «لقيت من زيد أو يزيد أسداً». والتجريد من جملة المحسَّنات البديعية المذكورة في علم البديع ، وهو ـ على ماقاله في التلخيص ـ أن ينتزع من أمر ذي صفة مثله فيها مبالغة لكمالها فيه ، نحو قولهم : «ولي من فلان صديق حميم» وغير ذلك من الأمثلة ، فقد انتزع من زيد صفة الشجاعة التي هي أظهر أوصاف الأسد بل تمام ملاك الأُسدية ادعاءً ، فكأن من لقي شجاعاً أسداً. وكذلك قد انتزع من فلان أظهر أوصافه وهو الصداقة ، وصح التعبير بالصديق عن هذه الصفة من قبيل «شعر شاعر».
هذا ، ولكن المعمول دخول «من» في موارد التجريد على المنتزع منه لا على المنتزع ، ففي المقام قد دخل «من» على المغيَّب وهو المنتزع ، فالظاهر عدم كونه من باب التجريد ، بل «من» في أمثال المقام من قبيل الداخلة على التميز في موارد رفع الإبهام عن النسبة ، كما في قولك : «لله درَّه فارساً» أو «من فارس». وقال الشاعر على ما في شرح الرضي (١) :
لله درّ أنوشِرْوان من رجلٍ |
|
ما كان أعرفُه بالدُّونِ والسفل |
فإن نسبة در زيد إلى الله المستلزم لفرط العجب منه محتمل لاُمور من حيث الاتصاف بصفات الكمال من الشجاعة أو الكتابة أو النطق أو العلم أو غير ذلك ، فالتعقيب بالفارسية يرفع الإبهام ، وكان العجب ناش منه ، فصح التعبير بكون «من» ابتدائية أو نشوية في هذه المقامات وفي الشعر العربي ، وإن كان مدخول «من» لمجرده» ليس منشأ للعجب ، ولكن
__________________
١. شرح الرضي على الكافية ، ج ٢ ، ص ٦١ ، رقم الشاهد ٢٠٤.