القمي (١) عن الصادق عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
وطريق التأويل : أن اختيار كل منها إلى الإمام المتصرَّف في عالم الإمكان ؛ كما اُشير إليه في الدعاء (٢) : بوجوده ثبتت الأرض والسماء ، وبيُمنه رزق الورى.
ويحتمل أن تكون الإشارة إلى سورة «الذاريات» بمناسبة الآية الاُخرى المشتملة ـ بواسطة القسم ـ على الأهمية في المسألة ؛ حيث قال : (وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ * إِنَّكُمْ لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ * يُؤْفَكُ عَنْهُ مَنْ أُفِكَ) (٣). و «ذات الحبك» جمع حبيكة أي الطريقة ؛ كما في القاموس (٤) ، أو ذات الحسن والزينة كما في المجمع عن أمير المؤمنين عليهالسلام.
فالقول المختلف الذي اختلفوا فيه ولم يتحملوا لثقله وصعوبته هو الولاية والإمامة ؛ كما في الصافي (٥) عن الكافي (٦) عن الباقر : (لَفِي قَوْلٍ مُّخْتَلِفٍ) في أمر الولاية ، قال : من اُفِكَ عن الولاية اُفِكَ عن الجنة.
ولا يخلو هذا المعنى أيضاً من تكلف ، كما أن كونه «ابن العاديات» غير خال عن التكلف ؛ فإنّ العاديات على ما في تفسير الصافي (٧) وغيره (٨) خيل الغزاة في غزوة وادي اليابس ، والتوصيف بـ(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا) (٩) لانقداح النار من سنابك الخيل من شدة العَدْو وكون الأرض ذات حجارة.
وحيث إنّ الأوَّلين قد انهزم كل منهما في رئاسة الجند ، فبعث النبي صلىاللهعليهوآله علياً أمير المؤمنين عليهالسلام في الثالثة ، فصار الفتح معه ، ورجع مظفِّراً منصوراً مع غنائم كثيرة ، حتى أنه قال الصادق عليهالسلام : ما غنم المسلمون بغنيمة أكثر منها إلا في خيبر فتحاً (١٠). صار الفتح باسم أمير المؤمنين فاختصت السورة به عليهالسلام.
__________________
١. تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٣٢٧.
٢. يريد دعاء العديلة.
٣. سورة الذاريات ، الآيات ٧ ـ ٩.
٤. القاموس المحيط ، ج ٣ ، ص ٣٩٧ ؛ تاج العروس ، ج ٧ ، ص ١٧٧.
٥. الصافي ، ج ٥ ، ص ٦٩.
٦. الكافي ، ج ١ ، ص ٤٢٢ ، ح ٤٨.
٧. الصافي ، ج ٥ ، ص ٣٦٠.
٨. بحار الأنوار ، ج ٢١ ، ص ٦٨.
٩. سورة العاديات ، الآية ٢.
١٠. تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٤٣٨ ؛ تفسير فرات الكوفي ، ص ٦٠٢ ؛ الصافي ، ج ٥ ، ص ٣٦٥ ؛ بحار الأنوار ، ج ٢١ ، ص ٧٣.