قوله : «يا ابن طه والمحكمات ، يا ابن يس والذاريات ، يا ابن الطور والعاديات».
أما كون «طه» و «يس» من أسماء النبي صلىاللهعليهوآله فواضح ، ففي الصافي (١) عن المعاني عن الصادق عليهالسلام : وأما طه اسم من أسماء النبي ، ومعناه يا طالب الحق الهادي إليه. وعن القمي (٢) عنهما عليهماالسلام قالا : كان رسول الله إذا صلّى قام على أصابع رجليه حتى تورم ، فأنزل الله تعالى (طه) بلغة طيِّ : «يا محمّد» ، (مَا أَنزَلْنَا) (٣) الآية.
وفي الصافي (٤) عن المعاني (٥) عن الصادق عليهالسلام : وأما «يس» فاسم من أسماء النبي ، ومعناه : يا أيها السامع للوحي.
ثم إنك قد عرفت تفسير المحكم والمتشابه ، ولكن في الصافي (٦) عن الكافي (٧) والعياشي (٨) عنه : أن المحكمات أمير المؤمنين والأئمة عليهمالسلام ، والمتشابهات فلان وفلان. انتهى.
ولعل التعبير بالمحكمات عن الأئمة ـ سلام الله عليهم ـ لكونهم اُمّ الكتاب وأساس القرآن والقرآن الناطق ، فكما أنّ المتشابهات لابدّ أن ترجع بالأخرة إلى المحكمات ، فكذا غير الأئمة إذا اختلفوا في أمر لابدّ أن يرجعوا إليهم ، فهم رافعوا الخلاف ، وأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون أعداءهم ـ وهم المتشابهات ـ ابتغاء الفتنة.
هذا كله واضح على ما بينّا السرّ في التخصيص بابن طه ويس والمحكمات ، وأمّا «الذاريات» فلم أجد السر مستقيماً بالنسبة إلى هذه العبارات إلا بنحو تكلف وتأويل ، فإن (الذَّارِيَاتِ) ـ على ما فسّروها ـ الرياح تذرو التراب وغيره ، و (فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا) السحب الحاملات للأمطار ، و (فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا) السفن الجارية في البحر بسهولة ، و (فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا) الملائكة التي تقسم الاُمور من الأرزاق والآجال وغيرها ؛ كذا في الصافي (٩) عن
__________________
١. الصافي ، ج ٣ ، ص ٢٩٩ ؛ كشاف القناع ، ج ٣ ، ص ٢٨ ؛ معاني الأخبار ، ص ٢٢ ؛ بحار الأنوار ، ج ١٦ ، ص ٨٦ ؛ نور الثقلين ، ج ٣ ، ص ٣٦٧.
٢. تفسير القمي ، ج ٢ ، ص ٥٧ ؛ البرهان ، ج ٣ ، ص ٢٩ ؛ حلية الأبرار ، ج ١. ص ٢٤٤ ؛ بحار الأنوار ، ج ١٦ ، ٨٥ ، ح ٢.
٣. سورة طه ، الآيتان ١ ـ ٢.
٤. الصافي ، ج ٤ ، ص ٢٤٤.
٥. معاني الأخبار ، ج ٢٢ ؛ بحار الأنوار ، ج ١٦ ، ص ٨٦ ، ح ٤.
٦. الصافي ، ج ١ ، ص ٣١٨.
٧. الكافي ، ج ١ ، ص ٤١٥ ، ح ١٤.
٨. تفسير العياشي ، ج ١ ، ص ١٦٢ ، وانظر : الصراط المستقيم ، ج ١ ، ص ٢٩٢.
٩. الصافي ، ج ٥ ، ص ٦٧.