واستوى وسلك الصراط المستقيم ، وهو الطريق الأوسط.
وإلى بعض ما أشرنا إليه يشير ما في الصافي (١) عن القمي (٢) عنه عليهالسلام : إن (الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ) النصّاب ، و (الضَّالِّينَ) أهل الشكوك الذين لا يعرفون الإمام عليهالسلام.
قوله : «يا ابن النبأ العظيم» النبأ العظيم في قوله تعالى : (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ * عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ) (٣) قد يُفسَّر بالبعث ؛ لوقوع الاختلاف فيه ، ولكن النبأ العظيم الذي قد عظم الاختلاف فيه مسألة الإمامة والولاية ، [لا] سيما في مادة أمير المؤمنين عليهالسلام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا علي ، أنت حجة الله ، وأنت باب الله ، وأنت الطريق إلى الله ، وأنت النبأ العظيم ، وأنت الصراط المستقيم ، وأنت المثل الأعلى. انتهى.
قوله : «يا ابن من هو في أم الكتاب» الخ ، إشارة إلى آية الزخرف : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٦) ، فالضمير في «إنه» وإن كان راجعاً في الظاهر إلى القرآن المذكور في السابق ، فإنّ شأنه رفيع ، ومضامينه حكمة ؛ ولكن حيث إنّ القرآن الناطق هو إمام العصر ، وأبو الأئمة وسيدهم هو أمير المؤمنين ، عليه فلا يبعد أن يكون المذكور في (لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) العلي الاسمي لا الوصفي ؛ ففي الصافي (٧) عن المعاني (٨) عن الصادق عليهالسلام : هو أمير المؤمنين عليهالسلام في أمّ الكتاب ، يعني في الفاتحة ؛ فإنه مكتوب فيها في قوله تعالى : (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ) ، قال : الصراط المستقيم هو أمير المؤمنين عليهالسلام ومعرفته. انتهى.
قوله : «يا ابن النعم السابغات» إشارة إلى الآية الشريفة : (وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً) (٩) ؛ فإن النعمة الباطنة ـ على ما سبق ـ هو الإمام عليهالسلام ، [لا] سيما الإمام الغائب عجل الله فرجه.
__________________
١. الصافي ، ج ١ ، ص ٨٧.
٢. تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٩.
٣. سورة النبأ ، الآيتان ١ ـ ٢.
٤. الصافي ، ج ٥ ، ص ٢٧٣.
٥. عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ١ ، ص ٩ ، ح ١٣.
٦. سورة زخرف ، الآية ٤.
٧. الصافي ، ج ٤ ، ص ٣٨٤.
٨. معاني الأخبار ، ص ٣٣ ، ح ٣.
٩. سورة لقمان ، الآية ٢٠.