المصدر بمعنى اسم الفاعل ، أي : نفسي واقٍ لك وحامٍ.
قوله : «يا ابن خيرة المهذبين» في بعض النسخ بتعريف «الخيرة» ، وفي بعضها مجرداً عن اللام ، وهو أوضح ؛ لأن «الخيرة» ليس جمعاً كسائر أخواته ، مثل «الهداة» و «السادة» وغيرهما ، بل مفرد كما يستفاد من قوله : «محمد خيرة الخلق». ومن قول السجاد عليهالسلام : أنا الخيرة بين الخيرتين (١) ، فهو بمعنى المختار والمنتخب. فلو كان معرّفاً باللام فلا تصحّ الإضافة ، على أن توصيفه بـ «المهذَّبين» لا يطابق قاعدة الوصف من التطابق على الموصوف في الإفراد والجمعية.
قوله : «لدى الله لعليٌّ حكيمٌ» إتيان اللام في الخبر المجرَّد عن «إنّ» مبني على لغة ، كما في قول الشاعر :
* اُمُّ الحُلَيْس لعجوزٌ شَهْرَبَة (٢) *
ولعل النظر إلى أصل الكلام ؛ حيث إنّه مقتبس من الآية الشريفة : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ لَدَيْنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) (٣) في سورة الزخرف ، ودخول اللام في الأصل بملاحظة «إنّ» ، فلم يتغيّر في الحكاية تبعاً ؛ إذ المحكي لا يتغير ، وإن كان يرد عليه التغير في لفظ «لدى الله» لا يناسب الحكاية ؛ لكونه في الأصل «لدينا».
قوله : «فكان قاب قوسين» اسمُ كان ضمير راجع إلى الدنوّ المستفاد من «دنا» ، و «دنوّاً» مفعول مطلق ويتقيه بالاقتراب من العلي الأعلى بيان فرع الدنوّ ؛ لرفع توهم الدنو من جبرئيل وغيره ، غاية الأمر إرادة القرب المعنوي من الدنو.
قوله : «أين استقرت بك النوى» في محل الممفعولين لـ «شعري» ؛ لأنه بمعنى العلم ، إلا أنه قد عُلَّق به سبب الاستفهام عن المفعولين.
البلاغة :
قوله : «بأبي أنت واُمّي» ربما يقال في أمثال هذه العبارات أنها مردَّدة بين الكذب والعقوق ، فإن كانت صادرة في حال حياة الوالدين فهو عقوق بالنسبة إليهما ؛ من حيث جعلاهما فداءً للآخر من دون إجازة منهما فضولاً.
__________________
١. مجمع البحرين ، ج ١ ، ص ٧١٨ مادة «خير».
٢. نقله في الصحاح ج ١ ص ١٥٩ مادة «شهرب» ؛ لسان العرب ، ج ١ ، ص ٥١٠.
٣. سورة الزخرف ، الآية ٤.