[١٦١ / ب] خيف من [أحدهما] (١) ذلك جازت الفدية ، وليس الشرط أن يجتمعا على عدم الإقامة.
وقوله تعالى : (أَلْقِيا فِي جَهَنَّمَ) (ق : ٢٤) ، قيل هو خطاب للملك. وقال المبرد (٢) : ثنّاه على «ألق» ، والمعنى : ألق ألق ، وكذلك القول في «قفا» وخالفه أبو إسحاق (٣) ، وقال : بل هو مخاطبة للملكين.
وقال الفراء (٤) في قوله تعالى : (فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ) (الرحمن : ١٣) قال : يخاطب الإنسان مخاطبه بالتثنية. وجعل منه قوله تعالى : (وَلِمَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ جَنَّتانِ) (الرحمن : ٤٦) : وقوله تعالى : ([لِأَحَدِهِما] (٥) جَنَّتَيْنِ) (الكهف : ٣٢) فقيل : [المراد] (٥) جنة واحدة بدليل قوله تعالى آخر الآية : (وَدَخَلَ جَنَّتَهُ) (الكهف : ٣٥) فأفرد بعد ما ثنى.
وقوله : (كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَها) (الكهف : ٣٣) فإنه ما ثنى هنا إلا للإشعار بأن لها وجهين ، وأنك إذا نظرت عن يمينك ويسارك رأيت في كلتا (٦) الناحيتين ما يملأ عينك قرّة (٦) ، وصدرك مسرّة.
وقوله تعالى : (أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّي إِلهَيْنِ مِنْ دُونِ اللهِ) (المائدة : ١١٦) وإنما المتخذ إلها عيسى دون مريم ؛ فهو من باب «والنجوم الطوالع» (٧) قاله أبو
__________________
(١) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو في المخطوطة.
(٢) هو محمد بن يزيد بن عبد الأكبر ، أبو العباس المبرّد ، تقدم ذكره في ٢ / ٤٩٧.
(٣) هو إبراهيم بن السّري بن سهل ، أبو اسحاق الزجاج ، تقدمت ترجمته في ١ / ١٠٥.
(٤) هو يحيى بن زياد بن عبد الله الديلمي ، أبو زكريا الفراء ، تقدمت ترجمته في ١ / ١٥٩.
(٥) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة وهو في المخطوطة.
(٦) في المخطوطة «الجنتين ما لا عين رأت».
(٧) من بيت للفرزدق تمامه :
أخذنا بآفاق السّماء عليكم |
|
لنا قمراها والنّجوم الطّوالع |
والبيت في ديوانه (طبعة دار صادر بيروت ١ / ٤١٩) من قصيدة «أولئك آبائي».