انتفاع أهل السموات به أكثر. قال ابن الأنباري : يقال : إن القمر وجهه يضيء لأهل الشمس ، وظهره إلى الأرض (١) ، ولهذا قال تعالى : (فِيهِنَ) لما كان أكثر نوره يضيء إلى أهل السماء.
الثامن
الغلبة والكثرة
كقوله [تعالى] (٢) : (فَمِنْهُمْ ظالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سابِقٌ بِالْخَيْراتِ [بِإِذْنِ اللهِ]) (٢) (فاطر : ٣٢) ، قدم الظالم لكثرته ، ثم المقتصد ، ثم السابق.
وقوله : (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) (هود : ١٠٥).
(مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ) [٢١٠ / ب] (آل عمران : ١٥٢).
(الْخَبِيثاتُ لِلْخَبِيثِينَ (٣) [وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثاتِ] (٣) وَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ) (النور : ٢٦).
وجعل منه الزمخشريّ (٤) : (فَمِنْكُمْ كافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ) (التغابن : ٢) يعني بدليل قوله [تعالى] (٥) (وَما أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ) (يوسف : ١٠٣) وحديث بعث النار.
وأما قوله : (فَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَأُعَذِّبُهُمْ عَذاباً شَدِيداً) (آل عمران : ٥٦) ، قدّم ذكر العذاب لكون الكلام مع اليهود الذين كفروا بعيسى وراموا قتله (٦) [ولأن ما قبله من ذكر حكمه فقال نبيهم هو على سبيل التهديد والوعيد لهم فناب العداة منهم] (٦).
وجعل من هذا النوع قوله تعالى : (وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ) (المائدة : ٣٨) ؛ لأنّ السرقة في الذكور أكثر.
وقدم في الزنا المرأة في قوله : (الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي) (النور : ٢) لأن الزنا فيهنّ (٧)
__________________
(١) في المخطوطة (للأرض).
(٢) ليست في المخطوطة.
(٣) ليست في المخطوطة.
(٤) الكشاف ٤ / ١٠٤.
(٥) ليست في المطبوعة.
(٦) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.
(٧) في المخطوطة (فيه).