إنما عاداهم لكفرهم ؛ وأن عداوة الملائكة كفر ، وإذا كانت عداوة الأنبياء كفرا ، فما بال [١٥٧ / ب] الملائكة وهم أشرف!. والمعنى : ومن عاداهم عاداه الله وعاقبه أشد العقاب [المهين] (١). [انتهى] (٢).
وقد أدمج في هذا الكلام (٣) مذهبه ، في تفضيل الملك على النّبيّ وإن لم يكن مقصودا فهو كما قيل :
وما كنت زوّارا ولكنّ ذا الهوى |
|
إلى حيث يهوى القلب تهوى به الرّجل |
ومثله قول مطيع :
أمّي الضريح الذي أسمّي (٤) |
|
ثم استهلّ (٥) على الضريح |
ألا ترى أنه لم يقل : «عليه» لأنه باك بذكر الضريح الذي من عادته أن يبكي عليه ويحزن لذكراه (٦).
الحادي عشر : قصد العموم
كقوله تعالى : (حَتَّى إِذا أَتَيا أَهْلَ قَرْيَةٍ اسْتَطْعَما أَهْلَها) (الكهف : ٧٧) ولم يقل : «استطعمهم (٧) للإشعار بتأكيد العموم ؛ وأنهما لم يتركا أحدا من أهلها إلا استطعماه وأبى ، ومع ذلك قابلهم بأحسن الجزاء. وفيه التنبيه على محاسن الأخلاق ، ودفع السيئة بالحسنة. ٢ / ٤٩٥
وقوله [تعالى] (٨) : (وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ) (يوسف : ٥٣) فإنه لو قيل : «إنها لأمارة» لاقتضى تخصيص ذلك ؛ فأتى بالظاهر ليدلّ على أن المراد التعميم ؛
__________________
(١) ساقطة من المخطوطة.
(٢) ساقطة من المطبوعة.
(٣) في المخطوطة (الكتاب).
(٤) في المخطوطة (أمسى).
(٥) اضطربت في المخطوطة كما يلي (اسهلى).
(٦) في المخطوطة (لذكره).
(٧) في المخطوطة (استطعماهم).
(٨) ليست في المخطوطة.