٣ / ٤١٥
الثاني (١)
[في الغرض منه] (٢)
وهو تأنيس النفس بإخراجها من خفيّ إلى جلّي ؛ وإدنائه البعيد من القريب ؛ ليفيد بيانا.
وقيل : الكشف عن المعنى المقصود مع الاختصار ؛ فإنك إذا قلت : زيد أسد (٣) ، كان الغرض بيان حال زيد ، وأنه متصف بقوة البطش والشجاعة وغير ذلك ؛ [إلا] (٤) أنا لم نجد شيئا يدل عليه سوى جعلنا إيّاه شبيها بالأسد ، حيث كانت هذه الصفات مختصة به ، فصار هذا أبين وأبلغ من قولنا : زيد شهم شجاع قويّ البطش ونحوه.
الثالث
في أنه حقيقة أو مجاز
والمحققون على أنّه حقيقة ، قال الزنجاني في «المعيار» (٥) : التشبيه ليس بمجاز ؛ لأنه (٦) معنى من المعاني ؛ وله ألفاظ تدل عليه وضعا ؛ فليس فيه نقل اللفظ عن موضوعه ؛ وإنما هو توطئة لمن سلك سبيل الاستعارة والتمثيل ؛ لأنه كالأصل لهما ، وهما كالفرع له.
والذي يقع منه في حيّز المجاز عند البيانيين هو الذي يجيء على حد الاستعارة.
وتوسط الشيخ عز الدين (٧) ، فقال : «إن كان بحرف فهو حقيقة ، أو بحذفه فمجاز ، بناء على أن الحذف من باب المجاز».
٣ / ٤١٦
الرابع
في أدواته
وهي أسماء ، [وأفعال] (٨) ، وحروف.
__________________
(١) في المخطوطة (الثاني به).
(٢) ساقطة من المخطوطة.
(٣) في المخطوطة (سيد).
(٤) ساقطة من المخطوطة.
(٥) هو عبد الوهاب بن إبراهيم الزنجاني تقدم التعريف به وبالكتاب في ٣ / ١٧٥.
(٦) في المخطوطة (إلا أنه).
(٧) انظر كتابه الإشارة إلى الإيجاز في بعض أنواع المجاز : ٦٤ ، الفصل ٤٤ في مجاز التشبيه بتصرف.
(٨) ساقطة من المخطوطة.