والفرات لا يدوم فوقها ؛ وإنما يدوم الأجاج.
وقال أبو عليّ (١) في قوله تعالى : (عَلى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ) (الزخرف : ٣١) : «(٢) [إن ظاهر اللفظ يقتضي أن يكون من مكة والطائف جميعا ؛ ولما لم يمكن أن يكون منهما ، دلّ المعنى على تقدير : «رجل من إحدى القريتين».
وقوله [تعالى] : (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً) (نوح : ١٦) (٢)». أي في إحداهنّ.
وقوله تعالى : (نَسِيا حُوتَهُما) (الكهف : ٦١) ، والناسي كان يوشع (٣) ، بدليل قوله ٣ / ٤ لموسى : (فَإِنِّي نَسِيتُ الْحُوتَ) (الكهف : ٦٣) ؛ ولكن أضيف النّسيان لهما جميعا لسكوت موسى عنه.
وقوله [تعالى] : (فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ (٤) [فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ (٤)]) (البقرة : ٢٠٣). والتعجيل يكون في اليوم الثاني ، وقوله : (وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ) (البقرة : ٢٠٣) ، قيل : إنه من هذا أيضا ، وإن موضع الإثم والتعجيل يجعل [المتأخر] (٥) الذي لم يقصّر مثل ما جعل للمقصّر. ويحتمل أن يراد : لا يقولنّ أحدهما لصاحبه : أنت مقصّر ؛ فيكون المعنى : لا يؤثّم أحدهما صاحبه.
وقوله [تعالى] : (وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ) (النساء : ١١).
وقوله [تعالى] : (جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ) (الأعراف : ١٩٠) ، أي أحدهما ، على أحد القولين.
وقوله : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيما حُدُودَ اللهِ فَلا جُناحَ عَلَيْهِما فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ) (البقرة : ٢٢٩). فالجناح على الزّوج لأنه أخذ ما أعطى ؛ قال أبو بكر الصيرفي (٦) المعنى : فإن
__________________
(١) هو أبو علي الفارسي ، كما في الاتقان للسيوطي ٣ / ١١٨ في النوع الثاني والخمسين في حقيقته ومجازه. تقدم ذكره في ١ / ٣٧٥.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) هو فتى موسى عليهالسلام ، وهو من ذرية النبي يوسف عليهالسلام ، قال ابن الأثير : «وولد يوسف افرايم ومنشا فولد لافرايم نون ولنون يوشع» (الكامل في التاريخ ١ / ٨٨).
(٤) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة وهو في المطبوعة.
(٥) في المخطوطة «التأخير».
(٦) هو محمد بن عبد الله ، أبو بكر الصيرفي تقدم ذكره في ١ / ٣٨٠.