وقوله تعالى : (يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذابِ يُذَبِّحُونَ) (البقرة : ٤٩) ، ف «يذبّحون» وما بعده تفسير للسّوم ، وهو في القرآن كثير.
قال أبو الفتح بن جني (١) : «ومتى كانت الجملة تفسيرا لم يحسن الوقف على ما قبلها دونها لأن تفسير الشيء لاحق به ، ومتمّم له ، وجار مجرى بعض أجزائه ؛ كالصلة من الموصول ، والصفة من الموصوف».
وقد يجيء لبيان العلّة والسبب ، كقوله تعالى : (فَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ إِنَّا نَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَما يُعْلِنُونَ) (يس : ٧٦) ؛ وليس هذا من قولهم ، (٢) [وإلاّ لما حزن الرسول ؛ وإنما يجيء به لبيان السبب في أنه لا يحزنه قولهم.
وكذلك قوله : (وَلا يَحْزُنْكَ قَوْلُهُمْ] (٢) إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً) (يونس : ٦٥).
ولو جاءت الآيتان على حد ما جاء قوله تعالى : (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا) [١٦٨ / أ]([وَعَمِلُوا] (٣) الصَّالِحاتِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ) (المائدة : ٩) ، لكانت «أن» مفتوحة ، لكنها جاءت على حد قوله ...
فائدة
٣ / ٣٨ قيل : الجملة التفسيرية لا موضع لها من الإعراب. وقيل : يكون لها موضع إذا كان للمفسّر موضع ؛ ويقرب منها ذكره تفصيلا ، كما سبق في قوله : (وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً) (الأعراف : ١٤٢).
ومثل : (فَصِيامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِ) (البقرة : ١٩٦).
القسم السابع عشر
خروج اللفظ مخرج الغالب
كقوله تعالى : (وَرَبائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُمْ مِنْ نِسائِكُمُ) (النساء : ٢٣) ، فإن
__________________
(١) هو أبو الفتح ، عثمان بن جنّي النحوي. تقدمت ترجمته في ١ / ٣٦١.
(٢) ما بين الحاصرتين ساقط من المخطوطة.
(٣) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.