ومنه : (آياتٌ مُحْكَماتٌ) (آل عمران : ٧) لإمكان «آي» ، ولا يقال إنه لطلب المشاكلة فقد قال تعالى بعده (١) : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ) (آل عمران : ٧) ، فدل على عدم المشاكلة لإمكان «أخريات».
وكذلك (٢) قوله : (تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ) (البقرة : ٢٥) ، وليس رأس آية ، ولا فيه مشاكلة ، لإمكان «الأنهر».
وقد جاء أنفس للقلة ، كقوله : (وَأَنْفُسَنا وَأَنْفُسَكُمْ) (آل عمران : ٦١) ، وقيل : المراد نفسان من باب : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) (التحريم : ٤).
***
الثاني : إنما يتم في المنكّر أما المعرّف فيستغنى بالعموم عن ذلك ، وبهذا يخدش في كثير (٣) مما سبق جعله [من] (٤) هذا النوع. وقد قال الزمخشري في قوله تعالى : (مِنَ الثَّمَراتِ) (البقرة : ٢٢) : إنه جمع قلة ، وضع موضع جمع الكثرة (٥) ، وردّ عليه بأن [«أل»] (٤) في «الثمرات» للعموم فيصير كالثمار ، ولا حاجة إلى ارتكاب وضع جمع قلة موضع جمع [كثرة] (٤) ، وكذلك بيت حسان السابق فإن الجفنات [٢٢٨ / أ] معرّفة ب «أل» «وأسيافنا» مضاف ، فيعمّ.
تذكير المؤنث
يكثر في تأويله بمذكر ، كقوله تعالى : (فَمَنْ جاءَهُ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّهِ) (البقرة : ٢٧٥) ، على تأويلها بالوعظ.
وقوله : (وَأَحْيَيْنا بِهِ بَلْدَةً مَيْتاً) (ق : ١١) ، على تأويل البلدة بالمكان ، وإلا لقال : «ميتة».
__________________
(١) عبارة المخطوطة (فقال بعده).
(٢) في المخطوطة (وكذا).
(٣) في المخطوطة زيادة في العبارة (من باب كثير).
(٤) ليست في المخطوطة.
(٥) انظر الكشاف ١ / ٤٦ عند تفسير الآية (٢٢) من سورة البقرة.