واعلم أن الغرض حينئذ بالحذف في هذا الضرب أشياء :
منها البيان بعد الإبهام كما في فعل المشيئة على ما سبق ؛ نحو (١) : أمرته فقام ؛ أي بالقيام. وعليه قوله تعالى : (أَمَرْنا مُتْرَفِيها فَفَسَقُوا فِيها) (الإسراء : ١٦) أي أمرناهم بالفسق ؛ وهو مجاز عن تمكينهم وإقدارهم.
ومنها : المبالغة بترك التقييد ؛ نحو : (هُوَ يُحيِي وَيُمِيتُ) (يونس : ٥٦) ، وقوله : (فَهُمْ لا يُبْصِرُونَ) (يس : ٩) ونفي الفعل غير متعلق أبلغ من نفيه متعلقا به ؛ لأن المنفيّ في الأول نفس الفعل ، وفي الثاني متعلّقه.
تنبيه
٣ / ١٧٩ قد يلحظ (٢) الأمران ؛ فيجوز الاعتباران ؛ كقوله تعالى : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللهِ وَرَسُولِهِ) (الحجرات : ١) أجاز الزمخشريّ (٣) في حذف المفعول منه الوجهين (٤).
وكذلك في قوله في آخر سورة (٥) [الحج] (٦) : (وَجاهِدُوا فِي اللهِ) (الحج : ٧٨).
حذف الحال
كقوله تعالى : (وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بابٍ* سَلامٌ عَلَيْكُمْ) (الرعد : ٢٣ ـ ٢٤) ، أي قائلين سلام عليكم.
قال ابن أبي الربيع (٧) : اعلم أنّ العرب قد تحذف الحال إذا كانت بالفعل لدلالة مصدر الفعل عليه ؛ فتقول : قتلته صبرا ، وأتيته ركضا (٨) [والتقدير أتيته أركض ركضا] (٨) ، قال
__________________
(١) في المخطوطة (ونحو).
(٢) في المخطوطة (تلخص).
(٣) في الكشاف ٤ / ٢ أول سورة الحجرات.
(٤) في المخطوطة (لوجهين).
(٥) في المخطوطة (السورة).
(٦) ليست في المخطوطة.
(٧) تقدم التعريف به في ٢ / ٥٠٢.
(٨) ما بين الحاصرتين ساقط من المطبوعة.