بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

لفلان قدم في الإسلام ثم قال ( أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ ) أي أجرا حسنا ومنزلة رفيعة بما قدموا من أعمالهم ـ و قيل هو شفاعة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله في القيامة ـ وهو المروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

وروي أن المعنى سبقت لهم السعادة في الذكر الأول (١).

٤ ـ شي : تفسير العياشي عن يونس عمن ذكره في قول الله ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا ) إلى آخر الآية قال الولاية (٢).

٢٨

باب

*(أن الحسنة والحسنى الولاية والسيئة عداوتهم عليهم‌السلام )*

١ ـ شي : تفسير العياشي قال محمد بن عيسى في رواية شريف عن محمد بن علي (٣) وما رأيت محمديا مثله قط في قوله تعالى : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) قال الحسنة التي عنى الله ولايتنا أهل البيت والسيئة عداوتنا أهل البيت (٤).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس في تفسيره عن المنذر بن محمد عن أبيه عن الحسين بن سعيد عن أبان بن تغلب عن فضيل بن الزبير عن أبي الجارود عن أبي داود السبيعي عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير المؤمنين عليه‌السلام يا أبا عبد الله هل تدري ما الحسنة التي من جاء بها ( هُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) (٥) قلت لا قال الحسنة مودتنا أهل البيت والسيئة عداوتنا أهل البيت (٦).

__________________

(١) مجمع البيان ٥ : ٨٨ و ٨٩.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ١١٩.

(٣) الظاهر أنه الباقر عليه‌السلام. والفاعل في ( ما رايت ) هو شريف : وضمير مثله يرجع إلى الباقر عليه‌السلام.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٣٨٦. والآية في الانعام : ١٦٠.

(٥) راجع سورة النمل : ٨٩ و ٩٠.

(٦) كنز الفوائد : ٢١١.

٤١

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن عبد الله بن جبلة الكناني عن سلام بن أبي عمرة الخراساني عن أبي الجارود عن أبي عبد الله الجدلي قال : قال لي أمير المؤمنين عليه‌السلام أ لا أخبرك بالحسنة التي من جاء بها أمن من فزع يوم القيامة والسيئة التي من جاء بها كب على وجهه في نار جهنم قلت بلى يا أمير المؤمنين قال الحسنة حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل البيت (١).

أقول روى ابن بطريق في العمدة من تفسير الثعلبي بإسناده عن أبي عبد الله الجدلي مثله (٢) ـ وفي المستدرك عن الحافظ عن أبي نعيم (٣) بإسناده إلى الجدلي مثله (٤).

٤ ـ كنز : أحمد بن إدريس (٥) عن ابن عيسى عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار الساباطي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام وسأله عبد الله بن أبي يعفور عن قول الله عز وجل : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فقال وهل تدري ما الحسنة إنما الحسنة معرفة الإمام وطاعته وطاعته من طاعة الله (٦).

٥ ـ وبالإسناد المذكور عنه قال : الحسنة ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (٧).

٦ ـ كنز : علي (٨) بن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر الجعفي أنه سأل أبا جعفر عليه‌السلام عن

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢١١.

(٢) العمدة : ٣٧.

(٣) في النسخة المخطوطة : عن الحافظ ابى نعيم.

(٤) المستدرك : لم نظفر بنسخته.

(٥) رواه في المصدر : عن محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس.

(٦) كنز الفوائد : ٢١١. والآية في النمل : ٨٩.

(٧) كنز الفوائد : ٢١١ و ٢١٢. والآيتان في النمل : ٨٩ و ٩٠.

(٨) رواه في المصدر : عن محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس.

٤٢

قول الله عز وجل : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) قال الحسنة ولاية علي والسيئة عداوته وبغضه (١).

٧ ـ ما : (٢) الأمالي للشيخ الطوسي بإسناد عن عمار الساباطي قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام إن أبا أمية يوسف بن ثابت حدث عنك أنك قلت لا يضر مع الإيمان عمل ولا ينفع مع الكفر عمل فقال إنه لم يسألني أبو أمية عن تفسيرها إنما عنيت بهذا أنه من عرف الإمام من آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وتولاه ثم عمل لنفسه ما شاء من عمل الخير قبل منه ذلك وضوعف له أضعافا كثيرة وانتفع بأعمال الخير مع المعرفة فهذا ما عنيت بذلك وكذلك لا يقبل الله من العباد الأعمال الصالحة التي يعملونها إذا تولوا الإمام الجائر الذي ليس من الله تعالى فقال له عبد الله بن أبي يعفور أليس الله تعالى قال ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فكيف لا ينفع العمل الصالح ممن يوالي (٣) أئمة الجور فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام هل تدري ما الحسنة التي عناها الله تعالى في هذه الآية هي معرفة الإمام وطاعته وقد قال الله تعالى : ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ هَلْ تُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) وإنما أراد بالسيئة إنكار الإمام الذي هو من الله تعالى ثم قال أبو عبد الله عليه‌السلام من جاء يوم القيامة بولاية إمام جائر ليس من الله وجاء منكرا لحقنا جاحدا لولايتنا أكبه الله تعالى يوم القيامة في النار (٤).

قب : لابن شهرآشوب مرسلا مثله (٥).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢١١ و ٢١٢ والآيتان في النمل : ٨٩ و ٩٠.

(٢) الحديث في الأمالي مسندا ، اسناده هكذا : اخبرنا محمد بن محمد عن ابى غالب أحمد بن محمد الزرارى عن عبد الله بن جعفر الحميري عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار بن موسى الساباطى.

(٣) في المصدر : ممن تولى.

(٤) أمالي ابن الشيخ : ٢٦٦ و ٢٦٧.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٥٢٢. ذكر فيه تفسير الآية فقط.

٤٣

٨ ـ فس : أحمد بن إدريس عن محمد بن أحمد عن الحسين بن سعيد عن محمد بن الحصين عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عن أبي الخطاب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى وَاتَّقى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) قال بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) قال بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) (١).

ير : أحمد بن محمد عن الأهوازي عن محمد بن كثير عن خالد بن يزيد عن عبد الأعلى عمن رواه عنه عليه‌السلام مثله (٢) بيان لعله على تأويله عليه‌السلام المراد بالحسنى العقيدة أو الكلمة الحسنى وفسرها أكثر المفسرين بالعدة والمثوبة.

٩ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب صح عن الحسن بن علي عليه‌السلام أنه خطب الناس فقال في خطبته إنا من أهل البيت الذين افترض الله مودتهم على كل مسلم فقال تعالى ( قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى ) وقوله ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

١٠ ـ العكبري في فضائل الصحابة بإسناده (٣) عن أبي مالك وأبو صالح عن ابن عباس والثمالي بإسناده عن ابن عباس قال : اقتراف الحسنة المودة لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

١١ ـ الكاظم عليه‌السلام في قوله تعالى : ( بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ) قال بغضنا ( وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) (٥) قال من شرك في دمائنا (٦).

١٢ ـ وعن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) قال الحسنة

__________________

(١) تفسير القمي : ٧٢٨ و ٧٢٩ والآيات في سورة الليل : ٥ ـ ١٠.

(٢) بصائر الدرجات : ١٥١.

(٣) في المصدر : والثمالى بإسناده عن السدى عن ابن عباس.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧١. والآية في الشورى : ٢٣.

(٥) البقرة : ٨١.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣. والآية في النمل : ٨٩ و ٩٠.

٤٤

حبنا ومعرفة حقنا والسيئة بغضنا وانتقاص حقنا (١).

١٣ ـ وقال زيد بن علي وأبو عبد الله الجدلي قال علي عليه‌السلام ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) قال حبنا ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ ) قال بغضنا (٢).

١٤ ـ وعن سليمان بن عبد الله بن الحسن عن أبيه عن آبائه عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً ) قال المودة لآل محمد (٣).

١٥ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن إسحاق بن عمار قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها ) فما الحسنة والسيئة قال قلت أخبرني يا ابن رسول الله قال الحسنة الستر والسيئة إذاعة حديثنا (٤).

١٦ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد (٥) بإسناده عن أبي حنيفة سائق الحاج قال سمعت عبد الله بن الحسين يقول ( وَأَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ ) (٦) قال الإذاعة علينا حديثنا ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ ) (٧) حبنا أهل البيت والسيئة بغضنا أهل البيت (٨).

١٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قرأ ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها ) (٩) فقال إذا جاء بها مع الولاية فله عشر أمثالها وإذا ( جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلاَّ مِثْلَها ) وأما قوله ( مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْها وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ) فالحسنة ولايتنا وحبنا ( وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣. والآية في النمل ٨٩ و ٩٠.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣. والآية في النمل ٨٩ و ٩٠.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٤ والآية في الانعام : ١١٠ ، أو في النمل : ٨٩.

(٤) تفسير فرات : ٤٢. والآية في الانعام : ١١٠.

(٥) في النسخة المخطوطة : [ الحسن بن سعيد ] والمصدر خال عن كليهما.

(٦) البقرة : ٨١.

(٧) الأنعام : ١١٠ او النمل : ٨٩.

(٨) تفسير فرات : ٤٢.

(٩) الأنعام : ١١٠.

٤٥

فَكُبَّتْ وُجُوهُهُمْ فِي النَّارِ ) (١) فهي بغضنا أهل البيت لا يقبل الله لهم عملا ولا صرفا ولا عدلا وهم في نار جهنم ( لا يُخْرَجُونَ مِنْها ) و ( لا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذابُ ) (٢).

١٨ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بولاية علي عليه‌السلام (٣) ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) النار ( وَما يُغْنِي عَنْهُ مالُهُ إِذا تَرَدَّى ) ما يغني علمه إذا مات ( إِنَّ عَلَيْنا لَلْهُدى ) إن عليا للهدى ( وَإِنَّ لَنا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولى فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى ) القائم عليه‌السلام إذا قام بالسيف قتل من ألف تسعمائة وتسعا وتسعين ( لا يَصْلاها إِلاَّ الْأَشْقَى الَّذِي كَذَّبَ ) بالولاية ( وَتَوَلَّى ) عنها ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) المؤمن ( الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) الذي يعطي العلم أهله ( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) للقربة (٤) إلى الله تعالى ( وَلَسَوْفَ يَرْضى ) إذا عاين الثواب (٥).

وقال أبو عبد الله عليه‌السلام ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) أي بالولاية ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) أي بالولاية (٦).

١٩ ـ كنز : روى أحمد بن القاسم عن البرقي عن أيمن بن محرز عن سماعة عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال : ( فَأَمَّا مَنْ أَعْطى ) الخمس ( وَاتَّقى ) ولاية الطواغيت ( وَصَدَّقَ بِالْحُسْنى ) بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى ) فلا يريد شيئا من الخير إلا تيسر له ( وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ ) بالخمس ( وَاسْتَغْنى ) برأيه عن أولياء الله ( وَكَذَّبَ بِالْحُسْنى ) بالولاية ( فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى ) فلا يريد شيئا من الشر إلا

__________________

(١) النمل : ٨٩ و ٩٠.

(٢) تفسير فرات : ٤٥. راجعه ففيه اختلاف.

(٣) في المصدر : بالولاية. وفيه : للنار.

(٤) في المصدر : تجزى : ما لأحد عنده مكافاة « إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى » القربة إلى الله تعالى.

(٥) تفسير فرات : ٢١٤ و ٢١٥ والآيات في الليل : ٩ ـ ٢١.

(٦) تفسير فرات : ٢١٥ فيه : على بن محمد الزهرى معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله : « فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى » بالولاية « فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى » بالولاية « فسنيسره للعسرى »

٤٦

تيسر له وأما قوله ( وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى ) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ومن تبعه ( الَّذِي يُؤْتِي مالَهُ يَتَزَكَّى ) قال ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو قوله تعالى : ( وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ ) (١) وقوله ( وَما لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزى ) فهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي ليس لأحد عنده نعمة تجزى ونعمته جارية على جميع الخلق (٢).

٢٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى (٣) عن يونس عن محمد بن الفضيل عن العبد الصالح عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ) فقال نحن الحسنة وبنو أمية السيئة (٤).

٢١ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن سورة بن كليب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : نزلت (٥) هذه الآية على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمرت بالتقية فسار بها عشرا حتى أمر أن يصدع بما أمر وأمر بها علي عليه‌السلام فسار بها حتى أمر أن يصدع بها ثم أمر الأئمة بعضهم بعضا فساروا بها فإذا قام قائمنا سقطت التقية وجرد السيف ولم يأخذ من الناس ولم يعطهم إلا بالسيف (٦).

٢٢ ـ أقول روى ابن بطريق في العمدة عن تفسير الثعلبي بإسناده عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْناً ) قال المودة لآل محمد عليه‌السلام (٧).

__________________

(١) المائدة : ٥٥.

(٢) كنز الفوائد ٤٦٨ ( النسخة الرضوية ) والآيات في سورة الليل.

(٣) في المصدر : [ عن الحسين بن أحمد بن محمد بن عيسى ] وفيه تصحيف : والصحيح ما في الصلب والحسين بن أحمد هو المالكى.

(٤) كنز الفوائد : ٢٨٢. والآية في فصلت : ٣٤.

(٥) في المصدر : لما نزلت.

(٦) كنز الفوائد : ٢٨٢. والآية في فصلت : ٣٤.

(٧) العمدة : ٢٧. والآية في الشورى : ٢٣.

٤٧

٢٣ ـ وروي عن ابن المغازلي أيضا بإسناده عن السدي مثله وزاد في آخره وقال في قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضى ) قال رضي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن يدخل أهل بيته الجنة (١).

٢٩

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام نعمة الله والولاية شكرها وأنهم )*

*(فضل الله ورحمته وأن النعيم هو الولاية و)*

*(بيان عظم النعمة على الخلق بهم عليهم‌السلام)*

الآيات إبراهيم «١٤» : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ ) «٢٨ و ٢٩».

التكاثر «١٠٢» : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) «٨».

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ ) يحتمل أن يكون المراد ألم تر إلى هؤلاء الكفار عرفوا نعمة الله بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أي عرفوا محمدا ثم كفروا به فبدلوا مكان الشكر كفرا.

وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا يفوز من فاز.

. ويحتمل أن يكون المراد جميع نعم الله على العموم بدلوها أقبح التبديل واختلف في المعنى بالآية فروي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام وابن عباس وابن جبير وغيرهم (٢) أنهم كفار قريش كذبوا نبيهم ونصبوا له الحرب والعداوة.

وسأل رجل أمير المؤمنين عليه‌السلام عن هذه الآية فقال هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فأما بنو أمية فمتعوا إلى حين وأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر ..

__________________

(١) العمدة : ١٨٦. والآية في الضحى : ٥.

(٢) هو الضحاك ومجاهد. على ما في المجمع.

٤٨

( وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) أي أنزلوا قومهم دار الهلاك بأن أخرجوهم إلى بدر وقيل أنزلوهم دار الهلاك أي النار بدعائهم إلى الكفر (١).

وقال في قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) ـ قيل عن النعيم في المطعم والمشرب وغيرهما من الملاذ وقيل هو الأمن والصحة ، وروي ذلك عن أبي جعفر عليه‌السلام وأبي عبد الله عليه‌السلام.

وروى العياشي بإسناده في حديث طويل قال : سأل أبو حنيفة أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية فقال ما النعيم عندك يا نعمان قال القوت من الطعام والماء البارد فقال لئن أوقفك الله بين يديه يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها أو شربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه قال فما النعيم جعلت فداك قال نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم الله بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألف الله بين قلوبهم وجعلهم إخوانا بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم الله للإسلام وهو (٢) النعمة التي لا تنقطع والله سائلهم عن حق النعيم الذي أنعم به عليهم وهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعترته عليه‌السلام.

انتهى. (٣) أقول ورواه الراوندي أيضا في دعواته.

وقال الزمخشري في تفسير قوله تعالى : ( بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) أي شكر نعمة الله كفرا لأن شكرها الذي وجب عليهم وضعوا مكانه كفرا أو أنهم بدلوا نفس النعمة كفرا على أنهم لما كفروها سلبوها فبقوا مسلوبي النعمة موصوفين بالكفر ثم روى خبر الأفجرين كما ذكره الطبرسي بعينه عن عمر إلا أنه قدم في التفصيل بني المغيرة على بني أمية وقال ( جَهَنَّمَ ) عطف بيان لدار البوار (٤).

__________________

(١) مجمع البيان ٦ : ٣١٤ و ٣١٥ فيه : وهي النار بدعائهم اياهم إلى الكفر بالنبى صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم واغوائهم اياهم.

(٢) في المصدر : وهي النعمة.

(٣) مجمع البيان ١٠ : ٥٣٤ و ٥٣٥.

(٤) الكشاف ٢ : ٤٣٢.

٤٩

١ ـ ن : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام الحسين بن أحمد البيهقي عن محمد بن يحيى الصولي عن ابن ذكوان (١) القاسم بن إسماعيل عن إبراهيم بن العباس الصولي قال : كنا يوما بين يدي علي بن موسى الرضا عليه‌السلام فقال ليس في الدنيا نعيم حقيقي فقال له بعض الفقهاء ممن يحضره فيقول الله عز وجل : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد فقال له الرضا عليه‌السلام وعلا صوته كذا فسرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب فقال طائفة هو الماء البارد وقال غيرهم هو الطعام الطيب وقال آخرون هو النوم الطيب ولقد حدثني أبي عن أبيه أبي عبد الله عليه‌السلام أن أقوالكم هذه ذكرت عنده في قول الله عز وجل : ( لَتُسْئَلُنَ ) (٢) يومئذ عن النعيم فغضب عليه‌السلام وقال إن الله عز وجل لا يسأل عباده عما تفضل عليهم به ولا يمن بذلك عليهم والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين فكيف يضاف إلى الخالق عز وجل ما لا يرضى للمخلوقين به ولكن النعيم حبنا أهل البيت وموالاتنا يسأل الله عز وجل عنه (٣) بعد التوحيد والنبوة لأن العبد إذا وفى بذلك أداه إلى نعيم الجنة الذي لا يزول ولقد حدثني بذلك أبي عن أبيه عن محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي عليه‌السلام أنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يا علي إن أول ما يسأل عنه العبد بعد موته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأنك ولي المؤمنين بما جعله الله وجعلته لك فمن أقر بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الذي لا زوال له.

فقال لي ابن ذكوان (٤) بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتدئا من غير سؤال أحدثك بهذا من جهات منها لقصدك لي من البصرة ومنها أن عمك أفادنيه ومنها أني كنت مشغولا باللغة والأشعار ولا أعول على غيرهما فرأيت النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في النوم والناس يسلمون عليه فيجيبهم فسلمت فما رد علي فقلت ما أنا من

__________________

(١) في المصدر : ابو ذكوان.

(٤) في المصدر : ابو ذكوان.

(٢) في المصدر : ثم لتسألن.

(٣) يسأل الله عباده عنه.

٥٠

أمتك يا رسول الله فقال بلى ولكن حدث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من إبراهيم قال الصولي وهذا حديث قد رواه الناس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا أنه ليس فيه ذكر النعيم والآية وتفسيرها إنما رووا أن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة الشهادة والنبوة وموالاة علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

٢ ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير عن عثمان بن عيسى عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال نزلت في الأفجرين من قريش بني أمية وبني المغيرة فأما بنو المغيرة فقطع الله دابرهم يوم بدر وأما بنو أمية فمتعوا إلى حين ثم قال ونحن والله نعمة الله التي أنعم الله بها على عباده وبنا يفوز من فاز (٢).

٣ ـ فس : ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ثُمَّ يُنْكِرُونَها ) قال نعمة الله هم الأئمة عليه‌السلام والدليل على أن الأئمة نعمة الله قول الله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال الصادق عليه‌السلام نحن والله نعمة الله التي أنعم بها على عباده وبنا فاز من فاز (٣).

٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب الصادق والباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) نعمة الله رسوله إذ يخبر أمته بمن يرشدهم من الأئمة ( وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) ذلك معنى قول النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا ترجعن بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض وبني الدين على اتباع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي ) (٤) واتباع الكتاب ( وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ ) (٥) واتباع الأئمة من أولاده ( وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسانٍ ) (٦) فاتباع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يورث المحبة

__________________

(١) عيون الأخبار : ٢٧٠ و ٢٧١.

(٢) تفسير القمي : ٣٤٧.

(٣) تفسير القمي : ٣٦٣. فيه : أنعم الله بها.

(٤) آل عمران : ٣١.

(٥) الأعراف : ١٥٧.

(٦) التوبة : ١٠٠.

٥١

( يُحْبِبْكُمُ اللهُ ) واتباع الكتاب يورث السعادة ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقى ) (١) واتباع الأئمة يورث الجنة (٢).

٥ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي أبو عمرو (٣) عن ابن عقدة عن جعفر بن علي (٤) عن حسن بن حسين عن عمر بن راشد عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن النعيم وفي قوله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال نحن الحبل (٥).

٦ ـ فس : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) أي عن الولاية والدليل على ذلك قوله ( وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ ) (٦) قال عن الولاية.

أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن مسلمة بن عطاء عن جميل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت قول الله ( لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال تسأل هذه الأمة عما أنعم الله عليهم برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم بأهل بيته عليه‌السلام (٧).

٧ ـ فس : أبي عن الأصفهاني عن المنقري عن شريك عن جابر قال : قال رجل عند أبي جعفر عليه‌السلام ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ) (٨) قال أما النعمة الظاهرة فهو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به من معرفة الله عز وجل وتوحيده وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا فاعتقد والله قوم هذه النعمة الظاهرة والباطنة واعتقدها قوم ظاهرة ولم يعتقدوها باطنة فأنزل الله ( يا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَلَمْ

__________________

(١) هكذا في الكتاب ومصدره والصحيح « فمن اتبع » راجع طه ، ١٢٣.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٤. زاد في آخره : رضى الله عنهم ورضوا عنه.

(٣) في المصدر : أبو عمر ، وهو عبد الواحد بن محمد بن مهدي.

(٤) في المصدر : جعفر بن علي بن نجيح الكندي قال : حدثنا حسن بن حسين قال :

حدثنا أبو حفص الصائغ ، قال أبو العباس. هو عمر بن راشد أبو سليمان.

(٥) أمالي ابن الشيخ : ١٧١. والآية الثانية في آل عمران : ١٠٣.

(٦) الصافات : ٢٤.

(٧) تفسير القمي : ٧٣٨.

(٨) لقمان : ٢٠.

٥٢

تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ ) (١) ففرح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عند نزولها إذ لم يقبل الله تبارك وتعالى إيمانهم إلا بعقد ولايتنا ومحبتنا (٢).

٨ ـ ك‍ : إكمال الدين الهمذاني عن علي عن أبيه عن محمد بن زياد الأزدي قال : سألت سيدي موسى بن جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ) فقال النعمة الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب (٣).

٩ ـ سن : المحاسن الوشاء عن عاصم بن حميد عن عمرو بن أبي نصر (٤) قال حدثني رجل من أهل البصرة قال : رأيت الحسين بن علي عليه‌السلام وعبد الله بن عمر يطوفان بالبيت فسألت ابن عمر فقلت قول الله ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه ثم إني قلت للحسين بن علي عليه‌السلام قول الله ( وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) قال أمره أن يحدث بما أنعم الله عليه من دينه (٥).

١٠ ـ سن : المحاسن عثمان بن عيسى عن أبي سعيد عن أبي حمزة قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام جماعة فدعا بطعام ما لنا عهد بمثله لذاذة وطيبا حتى تملينا وأتينا بتمر ننظر فيه إلى وجوهنا من صفائه وحسنه فقال رجل لتسئلن يومئذ غدا عن هذا النعيم (٦) الذي نعمتم عند ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أبو عبد الله عليه‌السلام الله أكرم وأجل من أن يطعمكم طعاما فيسوغكموه ثم يسألكم عنه ولكنه يسألكم عما أنعم به عليكم بمحمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧).

ورواه محمد بن علي عن عبيس (٨) بن هشام عن أبي خالد القماط عن أبي حمزة مثله (٩)

__________________

(١) المائدة : ٤١.

(٢) تفسير القمي : ٥٠٩.

(٣) اكمال الدين : ٢٠٩ والآية في لقمان : ٢٠.

(٤) في المصدر : عمرو بن أبي نصر.

(٥) المحاسن : ٢١٨ والآية في سورة الضحى : ١١.

(٦) في المصدر : فقال رجل : « ثم لتسئلن يومئذ عن النعيم » عن هذا النعيم.

(٧) المحاسن : ٤٠٠.

(٩) المحاسن : ٤٠٠.

(٨) في المصدر : ورواه عن محمد بن على عن عيسى بن هشام.

٥٣

أقول أوردناه بسند آخر في أبواب الأطعمة.

١١ ـ شي : تفسير العياشي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) بمحمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

١٢ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي الحسن علي بن محمد بن ميثم عن أبي عبد الله عليه‌السلام (١) قال : أبشروا بأعظم المنن عليكم قول الله ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) فالإنقاذ من الله هبة والله لا يرجع من هبته (٣).

١٣ ـ شي : تفسير العياشي عن ابن هارون قال : كان أبو عبد الله عليه‌السلام إذا ذكر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال بأبي وأمي ونفسي وقومي وعشيرتي (٤) عجب للعرب كيف لا تحملنا على رءوسها والله يقول في كتابه ( وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها ) فبرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والله أنقذوا (٥).

١٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو جعفر عليه‌السلام في قوله ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) يعني الأمن والصحة وولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٦).

١٥ ـ التنوير في معاني التفسير ، الباقر والصادق عليه‌السلام النعيم ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (٧).

١٦ ـ الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَباطِنَةً ) قال النعمة الظاهرة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به من معرفته وتوحيده وأما النعمة الباطنة فولايتنا أهل البيت وعقد مودتنا (٨).

١٧ ـ محمد بن مسلم عن الكاظم عليه‌السلام الظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب (٩).

__________________

(١) في المصدر : فى قوله تعالى :.

(٢) تفسير العياشي ١ : ١٤٩ والآية في آل عمران : ١٠٣.

(٣) تفسير العياشي ١ : ١٤٩ والآية في آل عمران : ١٠٣.

(٤) في المصدر : وعترتى.

(٥) تفسير العياشي ١ : ١٩٤ و ١٩٥. والآية في آل عمران : ١٠٣.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٥٣ والآيات تقدم ذكر موضعها.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٢ : ١٥٣ والآيات تقدم ذكر موضعها.

(٨) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٤.

(٩) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٤.

٥٤

١٨ ـ شي : تفسير العياشي عن الأصبغ بن نباتة قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في قوله ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً ) قال نحن نعمة الله التي أنعم بها على العباد (١).

١٩ ـ شي : تفسير العياشي عن ذريح عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول جاء ابن الكواء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فسأله عن قول الله : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) قال تلك قريش بدلوا نعمة الله كفرا وكذبوا نبيهم يوم بدر (٢).

٢٠ ـ شي : تفسير العياشي محمد بن حاتم (٣) قال وجدت في كتاب أبي حمزة الزيات عن عمرو بن مرة قال : قال ابن عباس لعمر يا أمير المؤمنين هذه الآية ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) قال هما الأفجران من قريش ـ أخوالي وأعمامك فأما أخوالي فاستأصلهم الله يوم بدر وأما أعمامك فأملى الله لهم إلى حين (٤).

٢١ ـ شي : تفسير العياشي عن عمرو بن سعيد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : ( الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ ) قال فقال ما تقولون في ذلك قلت نقول هما الأفجران من قريش بنو أمية وبنو المغيرة فقال بلى هي (٥) قريش قاطبة إن الله خاطب نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال إني قد فضلت قريشا على العرب وأنعمت (٦) عليهم نعمتي وبعثت إليهم رسولا (٧) فبدلوا نعمتي وكذبوا رسلي (٨).

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٩٢ فيه : [ أنعم الله بها ].

(٢) تفسير العياشي ٢ : ٢٢٩.

(٣) في المصدر : على بن حاتم.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ٢٣٠.

(٥) في الكافي : قال : ثم قال : هى.

(٦) في التفسير والكافي : واتممت.

(٧) في الكافي : رسولي فبدلوا نعمتى كفرا واحلوا قومهم دار البوار.

(٨) تفسير العياشي ٢ : ٢٢٩ فيه : وكذبوا رسولي.

٥٥

٢٢ ـ وفي رواية زيد الشحام عنه عليه‌السلام قال : قلت له بلغني أن أمير المؤمنين سئل عنها فقال عني بذلك الأفجران من قريش أمية ومخزوم فأما مخزوم فقتلها الله يوم بدر وأما أمية فمتعوا إلى حين فقال أبو عبد الله عليه‌السلام عنى الله والله بها قريشا قاطبة الذين عادوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونصبوا له الحرب (١).

٢٣ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد بن المعلى عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن الحارث النضري عن أبي جعفر عليه‌السلام مثل الحديث الأول (٢).

٢٤ ـ شي : تفسير العياشي عن جعفر بن أحمد عن العمركي عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام أنه سئل عن هذه الآية ( يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللهِ ) قال عرفوه ثم أنكروه (٣).

٢٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن أحمد بن حاتم عن أحمد بن عبد الواحد (٤) عن القاسم بن الضحاك عن أبي حفص الصائغ عن جعفر بن محمد عليه‌السلام أنه قال : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) والله ما هو الطعام والشراب ولكن ولايتنا أهل البيت (٥).

٢٦ ـ وقال أيضا حدثنا أحمد بن محمد الوراق عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص الصائغ عن الإمام جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن النعيم (٦).

٢٧ ـ وقال أيضا حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن عمر بن عبد العزيز عن عبد الله بن نجيح اليماني قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ما معنى قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال النعيم الذي أنعم الله به عليكم من ولايتنا وحب محمد وآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧).

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٢٩. والآية ذكرنا قبلا موضعها.

(٢) روضة الكافي : ١٠٣ فيه : النصرى.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٢٦٦.

(٤) في المصدر : عن حسن بن عبد الواحد.

(٥) كنز الفوائد : ٤٠٥ ـ ٤٩٠ ( النسخة الرضوية ).

(٦) كنز الفوائد : ٤٩٠. النسخة الرضوية.

(٧) كنز الفوائد : ٤٠٥ و ٤٩٠. من النسخة الرضوية.

٥٦

٢٨ ـ وقال أيضا حدثنا أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن أبي عمير عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام في قوله تعالى : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن نعيم المؤمن وعلقم الكافر (١).

بيان : العلقم الحنظل وكل شيء مر.

٢٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن الحسن بن القاسم عن محمد بن عبد الله بن صالح عن مفضل بن صالح عن سعيد بن عبد الله (٢) عن ابن نباتة عن علي عليه‌السلام أنه قال : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) نحن النعيم (٣).

٣٠ ـ وقال أيضا حدثنا علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد الثقفي عن إسماعيل بن بشار عن علي بن عبد الله بن غالب عن أبي خالد الكابلي قال : دخلت على محمد بن علي عليه‌السلام فقدم لي طعاما لم آكل أطيب منه فقال لي يا أبا خالد كيف رأيت طعامنا فقلت جعلت فداك ما أطيبه غير أني ذكرت آية في كتاب الله فنغصته قال وما هي قلت ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فقال والله لا تسأل عن هذا الطعام أبدا ثم ضحك حتى افتر ضاحكا وبدت أضراسه وقال أتدري ما النعيم قلت لا قال نحن النعيم الذي تسألون عنه (٤).

بيان : قوله فنغصته على بناء المفعول أي تكدر التذاذي به قال الفيروزآبادي أنغص الله عليه العيش ونغصه فتنغصت معيشته تكدرت وقال افتر بتشديد الراء ضحك ضحكا حسنا.

٣١ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم معنعنا عن أبي حفص الصائغ قال سمعت عن جعفر بن محمد عليه‌السلام يقول في قول الله تعالى ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال نحن من النعيم الذي ذكر الله ثم قال جعفر عليه‌السلام ( وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ ) (٥).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٤٠٥ و ٤٩٠.

(٢) في المصدر : سعد بن عبد الله.

(٣) كنز الفوائد : ٤٠٦ و ٤٩١.

(٤) كنز الفوائد : ٤٠٦ و ٤٩١.

(٥) تفسير فرات : ٢٢٩. والآية الثانية في الأحزاب : ٣٧.

٥٧

٣٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن الحسن معنعنا عن حنان بن سدير عن أبيه قال : كنت عند جعفر بن محمد عليه‌السلام فقدم إلينا طعاما ما أكلت طعاما مثله قط فقال لي يا سدير كيف رأيت طعامنا هذا قلت بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله ما أكلت مثله قط ولا أظن أني آكل أبدا مثله ثم إن عيني تغرغرت (١) فبكيت فقال يا سدير ما يبكيك قلت يا ابن رسول الله ذكرت آية في كتاب الله قال وما هي قلت قول الله في كتابه ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) فخفت أن يكون هذا الطعام الذي يسألنا الله عنه فضحك حتى بدت نواجذه ثم قال يا سدير لا تسأل عن طعام طيب ولا ثوب لين ولا رائحة طيبة بل لنا خلق وله خلقنا ولنعمل فيه بالطاعة وقلت له بأبي أنت وأمي يا ابن رسول الله فما النعيم قال لي حب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعترته عليه‌السلام يسألهم الله يوم القيامة كيف كان شكركم لي حين أنعمت عليكم بحب علي وعترته (٢).

٣٣ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن محمد بن مخلد الجعفي معنعنا عن أبي حفص الصائغ قال قال عبد الله بن الحسن يا أبا حفص ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال ولايتنا والله يا أبا حفص (٣).

٣٤ ـ كنز : روى الشيخ المفيد قدس الله روحه بإسناده إلى محمد بن السائب الكلبي قال : لما قدم الصادق عليه‌السلام العراق نزل الحيرة فدخل عليه أبو حنيفة وسأله عن مسائل وكان مما سأله أن قال له جعلت فداك ما الأمر بالمعروف فقال عليه‌السلام المعروف يا أبا حنيفة المعروف في أهل السماء المعروف في أهل الأرض وذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال جعلت فداك فما المنكر قال اللذان ظلماه حقه وابتزاه أمره وحملا الناس على كتفه قال ألا ما هو أن ترى الرجل على معاصي الله فتنهاه عنها فقال أبو عبد الله عليه‌السلام ليس ذاك بأمر بمعروف ولا نهي عن منكر

__________________

(١) أي تردد فيها الدم ولم يجر.

(٢) تفسير فرات : ٢٣٠.

(٣) تفسير فرات : ٢٣٠.

٥٨

إنما ذاك خير قدمه قال أبو حنيفة أخبرني جعلت فداك عن قول الله عز وجل : ( ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ) قال فما هو عندك يا أبا حنيفة قال الأمن في السرب (١) وصحة البدن والقوت الحاضر فقال يا أبا حنيفة لئن وقفك الله وأوقفك يوم القيامة حتى يسألك عن كل أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك قال فما النعيم جعلت فداك قال النعيم نحن الذين أنقذ الله الناس بنا من الضلالة وبصرهم بنا من العمى وعلمهم بنا من الجهل قال جعلت فداك فكيف كان القرآن جديدا أبدا قال لأنه لم يجعل لزمان دون زمان فتخلقه الأيام ولو كان كذلك لفني القرآن قبل فناء العالم (٢).

٣٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد بن مالك عن الحسن بن علي بن مروان (٣) عن سعيد بن عثمان عن داود الرقي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قوله تعالى : ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أي بأي نعمتي تكذبان بمحمد أم بعلي فيهما (٤) أنعمت على العباد (٥).

٣٦ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن الأصم عن ابن واقد عن أبي يوسف البزاز قال : تلا أبو عبد الله عليه‌السلام هذه الآية ( فَاذْكُرُوا آلاءَ اللهِ ) قال أتدري ما آلاء الله قلت لا قال هي أعظم نعم الله على خلقه وهي ولايتنا (٦).

٣٧ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى رفعه في قول الله عز وجل : ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما تُكَذِّبانِ ) أبالنبي (٧) أم بالوصي نزل في الرحمن (٨).

__________________

(١) السرب بفتح السين وسكون الراء : الطريق.

(٢) كنز الفوائد : ٤٩١ و ٤٩٢ ( النسخة الرضوية ).

(٣) في المصدر : مهران.

(٤) لعل الصحيح : فبهما انعمت.

(٥) كنز الفوائد : ٣٢٠ والآية في الرحمن : ١٣ وبعدها.

(٦) أصول الكافي ١ : ٢١٧. والآية هكذا : [ فاذكروا آلاء الله ] راجع الأعراف :

٦٩ ـ و ٧٣.

(٧) في المصدر : نزلت أبالنبى أم بالوصى؟.

(٨) أصول الكافي ١ : ٢١٧. والآية في الرحمن : ١٣ وبعدها.

٥٩

٣٨ ـ أقول روى السيد الأجل محمد بن الحسن الحسيني في رواية الصحيفة الكاملة الشريفة بإسناده عن متوكل بن هارون عن أبي عبد الله الصادق صلوات الله عليه قال : أخبر الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله بما يلقى أهل بيت محمد صلوات الله عليه وأهل مودتهم وشيعتهم منهم يعني بني أمية في أيامهم وملكهم قال وأنزل الله تعالى فيهم ( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللهِ كُفْراً وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دارَ الْبَوارِ جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَها وَبِئْسَ الْقَرارُ ) ونعمة الله محمد وأهل بيته حبهم إيمان يدخل الجنة وبغضهم كفر ونفاق يدخل النار (١).

بيان : لعله على تفسيره عليه‌السلام المراد أن النعمة محمد وأهل بيته عليه‌السلام وحبهم شكر لتلك النعمة وبغضهم كفر لها فبدلوا شكر النعمة كفرا ويحتمل أن يكون قوله عليه‌السلام حبهم إيمان بيانا لسبب كونهم نعمة وإطلاق النعمة عليهم في الآية ويكون مفاد الآية أنهم أخذوا مكان ما جعلنا لهم من النعمة أي آل محمد عليه‌السلام أعداءهم الذين هم أصول الكفر وأركانه فرضوا بهم خلفاء فعبر عنهم بالكفر مبالغة في كفرهم.

٣٩ ـ سن : المحاسن بعض أصحابنا رفعه في قول الله تبارك وتعالى ( وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلى ما هَداكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ) (٢) قال الشكر المعرفة وفي قوله ( وَلا يَرْضى لِعِبادِهِ الْكُفْرَ وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ) (٣) فقال الكفر هاهنا الخلاف والشكر الولاية والمعرفة (٤).

٤٠ ـ شي : تفسير العياشي عن زرارة عن أبي جعفر عليه‌السلام وحمران عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( لَوْ لا فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ ) قال فضل الله رسوله ورحمته ولاية الأئمة عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) الصحيفة الكاملة : ١٧.

(٢) البقرة : ١٨٥.

(٣) الزمر : ٧.

(٤) المحاسن : ١٤٩.

(٥) تفسير العياشي ١ : ٢٦٠. والآية في النساء : ٨٤.

٦٠