بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٤ ـ كنز : روى محمد بن العباس عن ابن عقدة عن محمد بن هارون عن محمد بن مالك عن نعمة بن فضيل (١) عن غالب الجهني عن أبي جعفر عن آبائه عن علي عليه‌السلام قال : قال لي النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لما أسري بي إلى السماء ثم إلى سدرة المنتهى أوقفت بين يدي ربي عز وجل فقال لي يا محمد فقلت لبيك ربي وسعديك قال قد بلوت خلقي فأيهم وجدت أطوع لك قلت ربي عليا عليه‌السلام قال صدقت يا محمد فهل اتخذت (٢) لنفسك خليفة يؤدي عنك ويعلم عبادي من كتابي ما لا يعلمون قال قلت لا فاختر لي فإن خيرتك خير لي قال قد اخترت لك عليا فاتخذه لنفسك خليفة ووصيا وقد نحلته علمي وحلمي وهو أمير المؤمنين حقا لم ينلها أحد قبله وليست لأحد بعده يا محمد علي راية الهدى وإمام من أطاعني ونور أوليائي وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك يا محمد قال فبشره بذلك فقال علي عليه‌السلام أنا عبد الله وفي قبضته إن يعاقبني فبذنبي لم يظلمني وإن يتم لي ما وعدني فالله أولى بي فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان بك قال الله سبحانه قد فعلت ذلك به يا محمد غير أني مختصه من البلاء بما لم أختص به أحدا من أوليائي قال قلت ربي أخي وصاحبي قال إنه سبق في علمي أنه مبتلى به ولو لا علي لم تعرف أوليائي ولا أولياء رسولي (٣).

١٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين عن علي بن منذر عن مسكين الرحال العابد وقال ابن المنذر عنه وبلغني أنه لم يرفع رأسه إلى السماء منذ أربعين سنة وقال أيضا حدثنا فضيل (٤) الرسان عن أبي داود عن أبي برزة قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول إن الله عهد إلي في علي عهدا فقلت اللهم بين

__________________

(١) في نسخة من المصدر : أحمد بن الفضيل.

(٢) في نسخة من المصدر : هل اخترت.

(٣) كنز الفوائد : ٣٠٥.

(٤) في المصدر : [ الفضل ] وكتب التراجم مختلفة بين الفضل والفضيل.

١٨١

لي فقال لي اسمع اللهم قد سمعت فقال الله عز وجل أخبر عليا بأنه أمير المؤمنين وسيد المسلمين وأولى الناس بالناس والكلمة التي ألزمتها المتقين (١).

١٦ ـ فس : ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ ) قال الذين جحدوا أمير المؤمنين عليه‌السلام قوله ( إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ ) قال عرضت عليهم الولاية وفرض عليهم الإيمان بها فلم يؤمنوا بها (٢).

بيان : على تأويله عليه‌السلام المراد بالكلمة الولاية أي تمت عليهم الحجة فيها وقال بعض المفسرين أي أخبر الله بأنهم لا يؤمنون وقيل أي وجب عليهم سخطه وغضبه.

١٧ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عمار بن يقظان الأسدي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) قال ولايتنا أهل البيت وأهوى بيده إلى صدره فمن لم يتولنا لم يرفع الله له عملا (٣).

١٨ ـ السدي في قوله تعالى : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) أي في آل محمد أي نوالي بهم إلى يوم القيامة ونتبرأ من أعدائهم إليها (٤).

١٩ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب يحيى بن عبد الله بن الحسن عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنا لِعِبادِنَا الْمُرْسَلِينَ إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) قال نحن هم (٥).

بيان : لعل المعنى أنا نحن الكلمة التي ذكرها الله للعباد المرسلين أو ولايتنا بأن يكون قوله ( إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ) استئنافا ويحتمل أن يكون المعنى إنا

__________________

(١) كنز الفوائد : ٣٤٢. ( النسخة الرضوية ).

(٢) تفسير القمي : ٢٩٣. والآيتان في يونس : ٩٦ و ٩٧.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧١. والآية في فاطر : ١٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٠٦. والآية في الزخرف : ٢٨.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٤٣ والآيتان في الصافات : ١٧١ و ١٧٢.

١٨٢

داخلون في الوعد بالنصرة والغلبة لأن نصرهم نصر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله.

٢٠ ـ فس : ثم ذكر الأئمة صلوات الله عليهم فقال ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) يعني فإنهم يرجعون إلى الأئمة إلى الدنيا (١).

٢١ ـ مد : العمدة بإسناده إلى ابن المغازلي من مناقبه عن أحمد بن محمد بن عبد الوهاب عن محمد بن عثمان عن محمد بن سليمان عن محمد بن علي بن خلف عن حسين الأشقر عن عثمان بن أبي المقدام (٢) عن أبيه عن ابن جبير عن ابن عباس قال : سئل النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ( فَتابَ عَلَيْهِ ) قال سأله بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا ما تبت علي فتاب عليه (٣).

٢٢ ـ كا : الكافي (٤) بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام إنه لينزل (٥) إلى ولي الأمر تفسير الأمور سنة سنة يؤمر فيها في أمر نفسه بكذا وكذا وفي أمر الناس بكذا وكذا وإنه ليحدث لولي الأمر سوى ذلك كل يوم علم الله عز وجل الخاص والمكنون العجيب المخزون مثل ما ينزل في تلك الليلة من الأمر ثم قرأ ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ ) الآية (٦).

٢٣ ـ فس : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ ) الآية قال وذلك أن اليهود سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن الروح فقال ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَما أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً ) قالوا نحن خاصة قال بل الناس عامة قالوا فكيف

__________________

(١) تفسير القمي : ٦٠٩ والآية في الزخرف : ٢٨.

(٢) في المصدر : عمر بن أبي المقدام.

(٣) العمدة : ١٩٧.

(٤) أصول الكافي ١ : ٢٤٨.

(٥) في المصدر : [ لينزل في ليلة القدر ] وللحديث صدر في تفسير آية : فيها يفرق كل أمر حكيم.

(٦) أصول الكافي ١ : ٢٤٨ راجعه فالظاهر أن الحديث معلق ما قبله : وهو محمد بن أبي عبد الله ومحمد بن الحسن عن سهل بن زياد ومحمد بن يحيى عن أحمد بن محمد جميعا عن الحسن بن العباس بن الحريش عن أبي جعفر الثاني عليه‌السلام ، وللكليني رحمه‌الله كلام حول الحسن بن العباس وحديثه ذلك.

١٨٣

يجتمع هذا يا محمد (١) تزعم أنك لم تؤت من العلم إلا قليلا وقد أوتيت القرآن وأوتينا التوراة وقد قرأت ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ ) (٢) وهي التوراة ( فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فأنزل الله تبارك وتعالى ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ ) الآية يقول علم الله أكبر من ذلك وما أوتيتم كثير عندكم قليل عند الله (٣).

٢٤ ـ ل : الخصال عن ابن عباس عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال في خطبته نحن كلمة التقوى وسبيل الهدى (٤).

٢٥ ـ يد : التوحيد بإسناده عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في خطبته أنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى (٥).

٢٦ ـ ك‍ : إكمال الدين عن الرضا نحن كلمة التقوى والعروة الوثقى (٦).

__________________

(١) في المصدر : هذان.

(٢) البقرة : ٢٦٩.

(٣) تفسير القمي : ٥٠٩ فيه : [ علم الله أكثر من ذلك ] والآية في لقمان : ٢٧.

(٤) الخصال ٢ : ٥٢ ، اختصر المصنف الحديث متنا وسند! والاسناد هكذا : على بن أحمد بن موسى قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوى قال : حدثنا محمد بن العباس بن بسام قال حدثنا محمد بن خالد بن إبراهيم السعدى قال : حدثنا الحسن بن عبد الله اليماني قال حدثنا على بن العباس المقرى قال : حدثنا حماد بن عمرو النصيبى عن جعفر بن عرفان عن ميمون ابن مهران عن عبد الله بن عباس.

(٥) التوحيد : ١٥٤ اختصر المصنف الحديث متنا واسنادا ، والاسناد هكذا : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن ابان عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن ابن سنان عن ابى بصير.

(٦) اكمال الدين : ١١٧ ، اختصر المصنف الحديث متنا واسنادا والاسناد هكذا : حدثنا ابى رحمه‌الله قال : حدثنا الحسن بن أحمد المالكى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي محمود عن الرضا عليه‌السلام.

١٨٤

٥١

(باب)

*(أنهم عليه‌السلام حرمات الله)*

الآيات : الحج «٢٢» : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ )«٣٠». تفسير الحرمة ما لا يحل انتهاكه وقيل في الآية إنها مناسك الحج وقيل هي البيت الحرام والبلد الحرام والشهر الحرام والمسجد الحرام وما ورد فيما سيأتي من الأخبار هو المعول عليه ولا شك في وجوب تعظيم الأئمة وتكريمهم في حياتهم وبعد وفاتهم وكذا تعظيم ما ينسب إليهم من مشاهدهم وأخبارهم وآثارهم وذريتهم وحاملي أخبارهم وعلومهم.

١ ـ مع ، ل ، لي : معاني الأخبار ل ، الخصال لي ، الأمالي للصدوق أبي عن الحميري عن اليقطيني عن يونس عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لله (١) عز وجل حرمات ثلاث ليس مثلهن شيء كتابه وهو حكمته ونوره وبيته الذي جعله قبلة للناس لا يقبل من أحد توجها إلى غيره وعترة نبيكم صلى‌الله‌عليه‌وآله (٢).

٢ ـ ل : الخصال سليمان بن أحمد اللخمي عن يحيى بن عثمان بن صالح ومطلب بن شعيب الأزدي وأحمد بن رشيد المصريين قالوا حدثنا إبراهيم بن حماد عن أبي حازم المديني عن عمران بن عمر بن سعيد بن المسيب عن أبيه عن جده عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن لله حرمات ثلاث [ ثلاثا ] من حفظهن حفظ الله له أمر دينه ودنياه ومن لم يحفظهن لم يحفظ الله شيئا حرمة الإسلام و

__________________

(١) في المصدر : انه قال : ان لله عز وجل حرمات ثلاثا.

(٢) معاني الأخبار : ٤٠ ، الخصال ١ : ٧١ ، الأمالي : ١٧٥ ، لم نظفر بالحديث في الخصال بالاسناد المذكور ، بل الموجود هكذا : حدثنا ابى رضي‌الله‌عنه قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن محمد بن عبد الحميد عن ابن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالى عن عكرمة عن ابن عباس قال : ان لله.

١٨٥

حرمتي وحرمة عترتي (١).

٣ ـ ل : الخصال محمد بن عمر البغدادي عن عبد الله بن بشر عن الحسن بن الزبرقان عن أبي بكر بن عياش عن الأجلح (٢) عن أبي الزبير عن جابر قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول يجيء يوم القيامة ثلاثة يشكون المصحف والمسجد والعترة يقول المصحف يا رب حرفوني ومزقوني ويقول المسجد يا رب عطلوني وضيعوني ويقول العترة يا رب قتلونا وطردونا وشردونا فأجثو للركبتين (٣) للخصومة فيقول الله جل جلاله لي أنا أولى بذلك (٤).

٤ ـ كا : الكافي علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس عن علي بن شجرة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لله عز وجل في بلاده خمس حرم حرمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمة آل الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله وحرمة كتاب الله عز وجل وحرمة كعبة الله وحرمة المؤمن (٥).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن الإمام موسى بن جعفر عن أبيه عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُماتِ اللهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ ) قال هي ثلاث حرمات واجبة فمن قطع منها حرمته فقد أشرك بالله الأولى انتهاك حرمة الله في بيته الحرام والثانية تعطيل الكتاب والعمل بغيره والثالثة قطيعة ما أوجب من فرض مودتنا وطاعتنا (٦).

٦ ـ أقول : روى ابن بطريق في المستدرك من كتاب الفردوس بإسناده عن جابر قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يجيء يوم القيامة ثلاثة المصحف والمسجد والعترة

__________________

(١) الخصال ١ : ٧١.

(٢) الاجلح بتقديم الجيم هو ابن عبد الله بن حجية يكى ابا حجية الكندي : ويقال :

اسمه يحيى ، مات سنة ١٤٥.

(٣) أي فاجلس على الركبتين.

(٤) الخصال ١ : ٨٣.

(٥) روضة الكافي : ١٠٧.

(٦) كنز الفوائد : ١٧١. والآية في الحج : ٣٠.

١٨٦

يقول المصحف حرقوني ومزقوني ويقول المسجد خربوني وعطلوني وضيعوني ويقول العترة يا رب قتلونا وطردونا وشردونا وجثوا باركين للخصومة فيقول الله تبارك وتعالى ذلك إلي وأنا أولى بذلك (١).

٥٢

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام وولايتهم العدل والمعروف والإحسان والقسط)*

*(والميزان وترك ولايتهم وأعداءهم الكفر والفسوق )

*(والعصيان والفحشاء والمنكر والبغي)*

١ ـ شف : كشف اليقين من كتاب محمد بن العباس بن مروان عن محمد بن هشام بن سهيل العسكري (٢) عن عيسى بن داود النجار عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه في قول الله جل وعز ( وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطاسِ الْمُسْتَقِيمِ ) (٣) قال العهد ما أخذ النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على الناس في مودتنا وطاعة أمير المؤمنين أن لا يخالفوه ولا يتقدموه ولا يقطعوا رحمه وأعلمهم أنهم مسئولون عنه وعن كتاب الله جل وعز وأما القسطاس فهو الإمام وهو العدل من الخلق أجمعين وهو حكم الأئمة قال الله جل وعز ( ذلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً ) قال الله هو أعرف بتأويل القرآن وما يحكم ويقضي (٤).

٢ ـ فس : ( وَضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلَيْنِ أَحَدُهُما أَبْكَمُ لا يَقْدِرُ عَلى شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلى مَوْلاهُ أَيْنَما يُوَجِّهْهُ لا يَأْتِ بِخَيْرٍ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال كيف يستوي هذا وهذا الذي يأمر بالعدل يعني

__________________

(١) المستدرك مخطوط ، ونسخته غير موجود عندي.

(٢) في المصدر : عن محمد بن إسماعيل العسكري.

(٣) الإسراء ٣٤ و ٣٥.

(٤) اليقين في إمرة أمير المؤمنين : ٨٨.

١٨٧

أمير المؤمنين والأئمة عليه‌السلام (١).

٣ ـ شي : تفسير العياشي عن عبد الأعلى عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تعالى ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) قال يعني بالولاية (٢).

٤ ـ كا : الكافي العدة عن أحمد بن محمد عن إبراهيم الهمذاني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ ) قال الأنبياء والأوصياء عليه‌السلام (٣).

بيان : لعل المعنى أنهم أصحاب الميزان والحاكمون عنده.

٥ ـ شي : تفسير العياشي عن محمد بن أبي حمزة رفعه إلى أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بهذه الآية ( الظَّالِمِينَ ) آل محمد حقهم ( إِلاَّ خَساراً ) (٤).

٦ ـ فس : قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) قال العدل شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله والإحسان أمير المؤمنين عليه‌السلام والفحشاء والمنكر والبغي فلان وفلان وفلان (٥).

٧ ـ إرشاد القلوب : بإسناده إلى عطية بن الحارث عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ ) الآية قال العدل شهادة الإخلاص وأن محمدا رسول الله والإحسان ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والإتيان بطاعتهما وإيتاء ذي القربى الحسن والحسين والأئمة من ولده عليه‌السلام ( وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) هو من ظلمهم وقتلهم ومنع حقوقهم (٦).

__________________

(١) تفسير القمي : ٣٦٢ و ٣٦٣ والآية في النحل : ٧٦.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ٤٣ فيه : [ وأمر بالعرف ، قال بالولاية واعرض عن الجاهلين قال : عنها ، يعنى الولاية ] والآية في الأعراف : ١٩٩.

(٣) أصول الكافي ١ : ٤١٩ والآية في الأنبياء : ٤٧.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ٣١٥ والآية في الاسراء : ٨٢.

(٥) تفسير القمي : ٣٦٣ و ٣٦٤. والآية في النحل : ٩٠.

(٦) إرشاد القلوب.

١٨٨

٨ ـ شي : تفسير العياشي عن إسماعيل الجريري قال : قلت لأبي عبد الله قول الله ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) قال اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى حقه وينهى قلت جعلت فداك إنا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد قال ولكنا نقرؤها وهكذا في قراءة علي عليه‌السلام قلت فما يعني بالعدل قال شهادة أن لا إله إلا الله قلت وإحسان قال شهادة أن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قلت فما يعني بإيتاء ذي القربى (١) حقه قال أداء إمام (٢) إلى إمام بعد إمام ( وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ ) قال ولاية فلان (٣).

بيان : لعله كان في قراءته عليه‌السلام (٤) حقه فأسقطته النساخ أو أداء مكان إيتاء فصحفته.

٩ ـ ني : الغيبة للنعماني الكليني عن العدة عن أحمد بن محمد عن الأهوازي عن أبي وهب عن محمد بن منصور قال : سألته يعني أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَإِذا فَعَلُوا فاحِشَةً قالُوا وَجَدْنا عَلَيْها آباءَنا وَاللهُ أَمَرَنا بِها قُلْ إِنَّ اللهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ ) قال فهل رأيت أحدا زعم أن الله أمره بالزنا وشرب الخمر أو شيء من هذه المحارم قلت لا قال فما هذه الفاحشة التي يدعون أن الله أمرهم بها قلت الله أعلم ووليه قال فإن هذا في أولياء أئمة الجور ادعوا أن الله أمرهم بالايتمام بهم (٥) فرد الله ذلك عليهم وأخبرهم أنهم قالوا عليه الكذب وسمى ذلك منهم فاحشة (٦).

١٠ ـ وبهذا الإسناد عن محمد بن منصور قال : سألت عبدا صالحا عليه‌السلام عن قول الله

__________________

(١) في المصدر : وايتاء ذى القربى حقه.

(٢) في المصدر : أداء امانته.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٢٦٧ فيه : [ ولاية فلان وفلان ] والآية في النحل : ٩٠.

(٤) قد عرفت انه موجود في المصدر.

(٥) في المصدر : امرهم بالايتمام بقوم لم يأمرهم الله بالايتمام بهم.

(٦) غيبة النعماني : ٦٤ : والآية في الأعراف : ٢٨.

١٨٩

عز وجل : ( إِنَّما حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) قال فقال إن القرآن له ظاهر وباطن فجميع ما حرم الله في القرآن فهو حرام على ظاهره كما هو في الظاهر والباطن من ذلك أئمة الجور وجميع ما أحل الله في الكتاب فهو حلال وهو الظاهر والباطن من ذلك أئمة الهدى (١).

١١ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن زكي عن محمد بن الفضيل عن محمد بن شعيب عن قيس بن الربيع عن منذر الثوري عن محمد بن الحنفية عن أبيه علي عليه‌السلام قال : يقول الله عز وجل : ( وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) فأنا ذلك المحسن (٢).

١٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنت معه جالسا فقال لي إن الله تعالى يقول ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) قال العدل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والإحسان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وإيتاء ذي القربى فاطمة عليه‌السلام (٣).

١٣ ـ شي : تفسير العياشي عن عطاء الهمداني (٤) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : العدل شهادة أن لا إله إلا الله والإحسان ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والفحشاء الأول (٥) والمنكر الثاني والبغي الثالث (٦).

١٤ ـ وفي رواية سعد الإسكاف عنه قال : يا سعد ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ) وهو محمد فمن أطاعه فقد عدل والإحسان علي عليه‌السلام ومن تولاه (٧) فقد أحسن والمحسن في

__________________

(١) غيبة النعماني : ٦٤ فيه : [ ائمة الهدى الحق ] والآية في الأعراف : ٣٢.

(٢) كنز الفوائد : ٢٤١ ( النسخة الرضوية ) فيه : [ منذر ] والآية في العنكبوت : ٦٩.

(٣) تفسير فرات : ٨٣. والآية في العنكبوت : ٦٩.

(٤) في المصدر : عن عامر بن كثير وكان داعية الحسين بن على عن موسى بن أبي الغدير عن عطاء الهمداني عن ابى جعفر عليه‌السلام في قول الله « إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى » قال : العدل.

(٥) في المصدر : « وينهى عن الفحشاء » الأول.

(٦) تفسير العياشي ٢ : ٢٦٨.

(٧) في المصدر : [ فمن تولاه ] وفيه : وايتائنا.

١٩٠

الجنة وإيتاء ذي القربى قرابتنا أمر الله العباد بمودتنا وأبنائنا ونهاهم ( عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) من بغى علينا أهل البيت ودعا إلى غيرنا (١).

٥٣

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام جنب الله ووجه الله ويد الله وأمثالها)*

١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عن أبي الجارود (٢) عن الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٣) قال نحن جنب الله.

وعن الصادق عليه‌السلام مثله (٤).

٢ ـ أبو ذر في خبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يا أبا ذر يؤتى بجاحد علي يوم القيامة أعمى أبكم يتكبكب (٥) في ظلمات يوم القيامة ينادي ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٦).

٣ ـ الصادق والباقر والسجاد عليه‌السلام في هذه الآية قالوا جنب الله علي وهو حجة الله على الخلق يوم القيامة (٧).

٤ ـ الرضا عليه‌السلام ( فِي جَنْبِ اللهِ ) قال في ولاية علي عليه‌السلام (٨).

٥ ـ وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام أنا صراط الله أنا جنب الله (٩).

__________________

(١) تفسير العياشي : ٢ : ٢٦٨.

(٢) في المصدر : العياشي بإسناده إلى ابى الجارود.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٤ والآية في سورة الزمر : ٥٦.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣ راجعه.

(٥) الكبكبة : تدهور الشيء في هوة.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٤ فيه : [ فى ظلمات القيامة ] ذيله : وفي عنقه طوق من النار.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٤.

(٨) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٤.

(٩) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٦٤.

١٩١

٦ ـ وقوله : ( وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) قال الصادق عليه‌السلام نحن وجه الله (١).

٧ ـ وروى أبو حمزة عن الباقر عليه‌السلام وضريس الكناسي عن الصادق عليه‌السلام في قوله تعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن الوجه الذي يؤتى الله منه (٢).

٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن حمران عن ابن تغلب عن الصادق عن آبائه عليه‌السلام (٣) في قول الله تعالى ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٤) قال خلقنا الله جزءا من جنب الله وذلك قوله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني في ولاية علي عليه‌السلام (٥).

٩ ـ وبهذا الإسناد عن عبد الله بن حماد عن سدير قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول وقد سأله رجل عن قول الله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام نحن والله خلقنا من نور جنب الله وذلك قول الكافر إذ استقرت به الدار ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم أجمعين (٦).

١٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن ابن عيسى عن الأهوازي عن محمد بن إسماعيل عن حمزة بن بزيع عن علي بن سويد السائي عن أبي الحسن

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب : ٣ : ٦٣ زاد بعده : [ ونحن الآيات ونحن البينات ونحن حدود الله ] والآية في الرحمن : ٢٧.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٣ والآية في القصص : ٨٨.

(٣) في المصدر : عن أبيه عن آبائه.

(٤) أي خلقنا الله وليا من أوليائه.

(٥ و ٦) كنز الفوائد : ٢٧٢ و ٢٧٣ والآية في الزمر : ٥٦ وروى فيه عن محمد بن العباس عن علي بن العباس عن الحسن بن محمد عن الحسين بن علي بن بهير ( بهيس خ ) عن موسى بن أبي العنبى ( الغدير خ ) عن عطاء الهمداني عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : « يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله » قال علي عليه‌السلام : انا جنب الله. وانا حسرة الناس يوم القيامة.

١٩٢

عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال جنب الله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وكذلك من كان بعده من الأوصياء بالمكان الرفيع إلى أن ينتهي إلى الأخير منهم والله أعلم بما هو كائن بعده (١).

ير : بصائر الدرجات ابن عيسى مثله (٢).

١١ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد الله بن همام عن عبد الله بن جعفر عن إبراهيم بن هاشم عن محمد بن خالد عن الحسن بن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن والله وجهه الذي قال ولن نهلك إلى يوم القيامة بما أمر الله به من طاعتنا وموالاتنا فذلك والله الوجه الذي هو قال ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) وليس منا ميت يموت إلا وخلفه عاقبة منه إلى يوم القيامة (٣).

١٢ ـ كنز : عبد الله بن العلاء (٤) عن المذاري عن ابن شمون عن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن وجه الله عز وجل (٥).

١٣ ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير عن منصور بن يونس عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال فيفنى كل شيء ويبقى الوجه الله أعظم من أن يوصف (٦) لا ولكن معناه كل شيء هالك إلا دينه ونحن الوجه الذي يؤتى الله منه لم نزل في عباده ما دام الله له فيهم روية (٧) فإذا لم يكن له فيهم روية رفعنا إليه ففعل بنا ما أحب قلت جعلت فداك وما الروية قال الحاجة (٨).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٧٢ و ٢٧٣ والآية في الزمر : ٥٦.

(٢) بصائر الدرجات : ١٩ فيه : إلى ان ينتهى الامر إلى آخرهم.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٢١٩. والآية في القصص : ٨٨.

(٤) الحديث مروي في المصدر : عن محمد بن العباس عن عبد الله بن العلا المذاري.

(٥) كنز جامع الفوائد : ٢١٩. والآية في القصص : ٨٨.

(٦) أي بالوجه.

(٧) في المصدر : [ رؤية ] مهموزا ولعله بالباء كما يأتي.

(٨) تفسير القمي : ٤٩٤.

١٩٣

بيان : الروية إما بالتشديد بمعنى التفكر فإن من له حاجة إلى أحد ينظر ويتفكر في إصلاح أموره أو بالتخفيف مهموزا أي نظر رحمة والأظهر أنه كان بالباء الموحدة قال الفيروزآبادي الروبة ويضم الحاجة وعلى التقادير هي كناية عن إرادة بقائهم وخيرهم وصلاحهم.

١٤ ـ فس : ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ ما أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) من القرآن وولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمة والدليل على ذلك قول الله عز وجل : ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال في الإمام لقول الصادق عليه‌السلام نحن جنب الله (١).

١٥ ـ فس : الآية هكذا ( مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ ) الآية فلما فسر الصادق عليه‌السلام جنب الله بالأئمة دل ذلك على أن ما أمر الله بمتابعته في الآية السابقة شامل للولاية فتدبر (٢).

١٦ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أحمد بن بشر عن حسان الجمال عن هاشم بن أبي عمار قال سمعت أمير المؤمنين عليه‌السلام يقول أنا عين الله وأنا جنب الله وأنا يد الله وأنا باب الله (٣).

١٧ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد عن الحسين عن فضالة عن القاسم بن بريد عن مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول أنا شجرة من جنب الله فمن وصلنا وصله الله ثم تلا هذه الآية ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) (٤).

بيان : قوله عليه‌السلام إنا شجرة في بعض النسخ شجنة قال الجزري فيه الرحم شجنة من الرحمن أي قرابة مشتبكة كاشتباك العروق شبه بذلك مجازا وأصل الشجنة بالضم والكسر شعبة من غصن من غصون الشجرة أقول على

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٧٩ والآيتان في الزمر : ٥٥ و ٥٦.

(٢) النسخة المخطوطة خالية عن هذه الرواية ، ولم نجدها أيضا في سورة الزمر من المصدر.

(٣) بصائر الدرجات : ١٩.

(٤) بصائر الدرجات : ١٩.

١٩٤

التقديرين هو كناية عن قربهم من جناب الرب عز وجل وإن من تمسك بهم فهو يصل إليه تعالى.

١٨ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن المسلي عن عبد الله بن سليمان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام قول الله عز وجل : ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) قال علي عليه‌السلام جنب الله (١).

١٩ ـ ج : الإحتجاج في حديث طويل يذكر فيه إتيان رجل من الزنادقة أمير المؤمنين عليه السلام وسؤاله عما اشتبه عليه من آيات القرآن وظن التناقض فيها فأجابه عليه السلام وأسلم فكان مما سأله قوله وأجده يقول ( يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٢) ( فَأَيْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللهِ ) (٣) و ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (٤) و ( أَصْحابُ الْيَمِينِ ما أَصْحابُ الْيَمِينِ ) و ( أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ ) (٥) ما معنى الجنب والوجه واليمين والشمال فإن الأمر في ذلك ملتبس جدا فأجابه عليه السلام بأن المنافقين قد غيروا وحرفوا كثيرا من القرآن وأسقطوا أسماء جماعة ذكرهم الله بأسمائهم من الأوصياء ومن المنافقين لكن أعمى الله أبصارهم فتركوا كثيرا من الآيات الدالة على فضل منزلة أوليائه وفرض طاعتهم ثم ذكر عليه السلام كثيرا من ذلك إلى أن قال وقد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة بقوله في أصفيائه وأوليائه عليه‌السلام ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) تعريفا للخليقة قربهم ألا ترى أنك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه إنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه وحججه في أرضه لعلمه بما يحدثه في كتابه المبدلون

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٩.

(٢) الزمر : ٥٦.

(٣) البقرة : ١١٥.

(٤) القصص : ٨٨.

(٥) الواقعة : ٢٧ و ٤١.

١٩٥

من إسقاط أسماء حججه منه وتلبيسهم ذلك على الأمة ليعينوهم على باطلهم فأثبت فيه الرموز وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه وجعل أهل الكتاب القائمين به والعالمين بظاهره وباطنه من شجرة ( أَصْلُها ثابِتٌ وَفَرْعُها فِي السَّماءِ تُؤْتِي أُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها ) أي يظهر مثل هذا العلم لمحتمليه في الوقت بعد الوقت وجعل أعداءها أهل الشجرة الملعونة الذين حاولوا إطفاء نور الله بأفواههم ( وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ ) ثم بين عليه‌السلام ذلك بأوضح البيان إلى أن قال وأما قوله ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) فالمراد كل شيء هالك إلا دينه لأن من المحال أن يهلك منه كل شيء ويبقى الوجه هو أجل وأعظم وأكرم من ذلك وإنما يهلك من ليس منه ألا ترى أنه قال ( كُلُّ مَنْ عَلَيْها فانٍ وَيَبْقى وَجْهُ رَبِّكَ ) ففصل بين خلقه ووجهه (١).

٢٠ ـ فس : علي بن الحسين عن البرقي عن البزنطي عن هشام بن سالم عن ابن طريف عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله تعالى ( تَبارَكَ اسْمُ رَبِّكَ ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ ) فقال نحن جلال الله وكرامته التي أكرم الله تبارك وتعالى العباد بطاعتنا (٢).

٢١ ـ ك‍ : إكمال الدين ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن ضريس الكناسي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن الوجه الذي يؤتى الله منه (٣).

٢٢ ـ يد : التوحيد العطار عن أبيه عن سهل عن ابن يزيد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن بعض أصحابنا عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين (٤).

__________________

(١) احتجاج الطبرسي : ١٢٩ و ١٣٣ و ١٣٤. والآيات قد تقدم الايعاز إلى مواضعها.

(٢) تفسير القمي : ٦٦٠ و ٦٦١. والآية في الرحمن : ٧٨.

(٣) اكمال الدين : ١٣٤. والآية في القصص : ٨٨.

(٤) توحيد الصدوق : ١٤٠.

١٩٦

٢٣ ـ يد : التوحيد أبي عن سعد عن ابن عيسى عن علي بن سيف عن أخيه الحسين عن أبيه سيف بن عمير [ عميرة ] عن خيثمة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال دينه وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين عليه السلام دين الله ووجهه وعينه في عباده ولسانه الذي ينطق به ويده على خلقه ونحن وجه الله الذي يؤتى منه لن نزال في عباده ما دامت لله فيهم روية (١) قلت وما الروية (٢) قال الحاجة فإذا لم يكن لله فيهم حاجة رفعنا إليه فصنع ما أحب (٣).

٢٤ ـ يد : التوحيد الدقاق عن الأسدي (٤) عن البرمكي عن ابن أبان عن بكر عن الحسين بن سعيد (٥) عن الهيثم بن عبد الله عن مروان بن صباح قال قال أبو عبد الله عليه السلام إن الله عز وجل خلقنا فأحسن خلقنا وصورنا (٦) فأحسن صورنا وجعلنا عينه في عباده ولسانه الناطق في خلقه ويده المبسوطة على عباده بالرأفة والرحمة ووجهه الذي يؤتى منه وبابه الذي يدل عليه (٧) وخزانه في سمائه وأرضه بنا أثمرت الأشجار وأينعت الثمار وجرت الأنهار وبنا أنزل (٨) غيث السماء ونبت عشب الأرض وبعبادتنا عبد الله ولو لا نحن ما عبد الله (٩).

بيان : قوله عليه‌السلام لو لا نحن ما عبد الله أي نحن علمنا الناس طريق عبادة الله وآدابها أو لا تتأتى العبادة الكاملة إلا منا أو ولايتنا شرط قبول العبادة والأوسط أظهر.

__________________

(١) في المصدر : [ الرؤية ] بالهمزة والياء ، واستظهر المصنف قبل ذلك أن صحيحه :

رؤبة بالهمزة والباء.

(٢) في المصدر : [ الرؤية ] بالهمزة والياء ، واستظهر المصنف قبل ذلك أن صحيحه :

رؤبة بالهمزة والباء.

(٣) توحيد الصدوق : ١٤٠.

(٤) في المصدر : [ محمد بن أبي عبد الله الكوفي ] والمصنف يعبر عن محمد بن جعفر بالاسدى.

(٥) في المصدر : الحسن بن سعيد.

(٦) في نسخة : صورتنا.

(٧) في المصدر : وخزائنه.

(٨) في المصدر : نزل.

(٩) توحيد الصدوق : ١٤٠ و ١٤١.

١٩٧

٢٥ ـ يد : التوحيد الدقاق عن الأسدي عن النخعي عن النوفلي عن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال إن أمير المؤمنين عليه السلام قال : أنا علم الله وأنا قلب الله الواعي ولسان الله الناطق وعين الله الناظرة وأنا جنب الله وأنا يد الله (١).

ير : محمد بن إسماعيل النيشابوري عن أحمد بن الحسن الكوفي عن إسماعيل بن نصر وعلي بن عبد الله الهاشمي عن عبد الرحمن مثله (٢) قال الصدوق رحمه‌الله معنى قوله عليه‌السلام وأنا قلب الله الواعي أنا القلب الذي جعله الله وعاء لعلمه وقلبه إلى طاعته وهو قلب مخلوق لله عز وجل كما هو عبد الله عز وجل ويقال الله كما يقال عبد الله وبيت الله وجنة الله ونار الله وأما قوله عين قوله عين الله فإنه يعني به الحافظ لدين الله وقد قال الله عز وجل ( تَجْرِي بِأَعْيُنِنا ) (٣) أي بحفظنا وكذلك قوله عز وجل : ( وَلِتُصْنَعَ عَلى عَيْنِي ) (٤) معناه على حفظي (٥).

٢٧ ـ مع : معاني الأخبار يد ، التوحيد ابن الوليد عن ابن أبان عن الحسين بن سعيد عن النضر عن ابن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال أمير المؤمنين عليه‌السلام في

__________________

(١) توحيد الصدوق : ١٥٤ و ١٥٥.

(٢) بصائر الدرجات : ١٩ فيه : عبد الله بن محمد عن محمد بن إسماعيل النيشابورى.

(٣) القمر : ١٦.

(٤) طه : ٣٩ أقول : قال السيد الرضي : والمراد بذلك ـ والله اعلم ـ ان تتربى بحيث ارعاك واراك ، وليس هناك شيء يغيب عن رؤية الله سبحانه ، ولكن هذا الكلام يفيد الاختصاص بشدة الرعاية وفرط الحفظ والكلاءة ، ولما كان الحافظ للشيء في الاغلب يديم مراعاته بعينه جاء تعالى باسم العين بدلا من ذكر الحفظ والحراسة على طريق المجاز والاستعارة ويقول العربى لغيره : انت منى بمرأى ومسمع ، يريد بذلك أنه متوفر عليه برعايته ومنصرف إليه بمراعاته ، وكذلك قوله تعالى : ، [ تجري بأعيننا ] أى تجرى ونحن عالمون بجريها غير خاف علينا شيء من تصرفها ، وحسن أن تقوم العين مقام العلم لما كانت العين طريق العلم.

(٥) توحيد الصدوق : ١٥٤ و ١٥٥.

١٩٨

خطبته أنا الهادي وأنا المهتدي (١) وأنا أبو اليتامى والمساكين وزوج الأرامل وأنا ملجأ كل ضعيف ومأمن كل خائف وأنا قائد المؤمنين إلى الجنة وأنا حبل الله المتين وأنا عروة الله الوثقى وكلمة التقوى وأنا عين الله ولسانه الصادق ويده وأنا جنب الله الذي يقول ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) وأنا يد الله المبسوطة على عباده بالرحمة والمغفرة وأنا باب حطة من عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه لأني وصي نبيه في أرضه وحجته على خلقه لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله (٢).

قال الصدوق رحمه‌الله الجنب الطاعة في لغة العرب يقال هذا صغير في جنب الله أي في طاعة الله عز وجل فمعنى قول أمير المؤمنين عليه‌السلام أنا جنب الله أي أنا الذي ولايتي طاعة الله قال الله عز وجل ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) (٣) أي في طاعة الله عز وجل (٤).

٢٨ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن البرقي عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن عبد الله بن مسكان عن مالك الجهني قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إنا شجرة من جنب الله أو جذوة فمن وصلنا وصله الله (٥).

بيان : الجذوة بالكسر القطعة من اللحم ذكره الفيروزآبادي وقال

__________________

(١) وانا المهدى خ.

(٢) في المصدر : وعلى رسوله.

(٣) قال السيد الرضي رضي‌الله‌عنه : قال قوم : معناه في ذات الله وقال قوم : فى طاعة الله وفي امر الله ، وذكر الجنب على مجرى العادة في قولهم : هذا الامر صغير في جنب ذلك الأمر أى في جهته لانه إذا عبر عنه بهذه العبارة دل على اختصاصه به من وجه قريب من معنى صفته وقال بعضهم : أى في سبيل الله أوفى الجانب الأقرب إلى مرضاته بالاوصل إلى طاعاته ، ولما كان الامر كله يتشعب إلى طريقين : احداهما هدى ورشاد ، والأخرى غى وضلال وكل واحد مجانب لصاحبه اي هو في جانب والآخر في جانب وكان الجنب والجانب بمعنى واحد حسنت العبارة هاهنا عن سبيل الله بجنب الله.

(٤) معاني الأخبار : ١٠ ، توحيد الصدوق : ١٥٥ و ١٥٦.

(٥) بصائر الدرجات : ١٩ و ٢٠.

١٩٩

ما أحسن شجرة ضرع الناقة أي قدره وهيأته أو عروقه وجلده ولحمه انتهى والظاهر أن الترديد من الراوي.

٢٩ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن البطائني عن ابن عميرة عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة قال : كنا عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل عن قول الله تبارك وتعالى ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) (١) فقال ما يقولون قلت يقولون هلك كل شيء إلا وجهه فقال سبحان الله لقد قالوا عظيما إنما عنى كل شيء هالك إلا وجهه الذي يؤتى منه ونحن وجهه الذي يؤتى منه (٢).

٣٠ ـ ير : بصائر الدرجات الحجال عن صالح بن السندي عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال نحن والله وجهه الذي قال ولن يهلك يوم القيامة من أتى الله بما أمر به من طاعتنا وموالاتنا ذاك الوجه الذي قال الله ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) ليس منا ميت يموت إلا خلف منه إلى يوم القيامة (٣).

٣١ ـ ير : بصائر الدرجات ابن يزيد عن ابن أبي عمير عن منصور عن جليس لأبي حمزة عن أبي حمزة (٤) قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله تبارك وتعالى : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال يا فلان فيهلك كل شيء ويبقى الوجه (٥) الله أعظم من أن يوصف (٦) ولكن معناها كل شيء هالك إلا دينه نحن الوجه الذي يؤتى منه لم نزل في عباد الله ما دام لله فيهم روية قلت وما الروية جعلني الله فداك قال حاجة فإذا لم يكن له فيهم حاجة رفعنا إليه فيصنع بنا ما أحب (٧).

__________________

(١) والظاهر أنهم أرادوا هلك كل شيء منه سبحانه إلا وجهه.

(٢) بصائر الدرجات : ١٩ و ٢٠.

(٣) بصائر الدرجات : ٢٠.

(٧) بصائر الدرجات : ٢٠.

(٤) في البصائر والاكمال : عن جليس له عن أبي حمزة.

(٥) في الاكمال : ويبقى وجه الله عز وجل ، والله.

(٦) في التوحيد والمعاني : من أن يوصف بالوجه ، ولكن معناه كل شيء هالك إلا دينه والوجه الذي يؤتى منه انتهى.

٢٠٠