بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

يد : مع : أبي عن سعد عن ابن عيسى عن ابن بزيع عن منصور مثله (١) ـ ك‍ ، إكمال الدين العطار عن سعد عن اليقطيني عن ابن بزيع مثله (٢).

٣٢ ـ يد : التوحيد بإسناده عن صفوان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ ) قال من أتى الله بما أمر به من طاعة محمد والأئمة من بعده صلى الله عليه وآله فهو الوجه الذي لا يهلك ثم قرأ ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ ) (٣).

٣٣ ـ وبإسناده أيضا عن صفوان عنه عليه السلام قال : نحن وجه الله الذي لا يهلك (٤).

٣٤ ـ سن : المحاسن بإسناده عن الحارث النضري قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية قال كل شيء هالك إلا من أخذ الطريق الذي أنتم عليه (٥).

٣٥ ـ ن : عيون أخبار الرضا عليه‌السلام في حديث طويل عن أبي الصلت عن الرضا عليه‌السلام قال : فقلت يا ابن رسول الله فما معنى الخبر الذي رووه أن ثواب لا إله إلا الله النظر إلى وجه الله تعالى فقال يا أبا الصلت من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه عليه‌السلام الذين بهم يتوجه (٦) إلى الله عز وجل وإلى دينه ومعرفته وقال الله عز وجل : ( كُلُّ شَيْءٍ ) (٧) هالك إلا وجهه فالنظر إلى أنبياء الله تعالى

__________________

(١) توحيد الصدوق : ١٣٩ ، معاني الأخبار : ٩.

(٢) اكمال الدين : ١٣٤.

(٣) توحيد الصدوق : ١٣٩ ، اسناد الحديثين هكذا : حدثنا محمد بن على ماجيلويه رحمه‌الله عن محمد بن يحيى العطار وعن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال.

(٤) توحيد الصدوق : ١٣٩ ، اسناد الحديثين هكذا : حدثنا محمد بن على ماجيلويه رحمه‌الله عن محمد بن يحيى العطار وعن سهل بن زياد عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن صفوان الجمال.

(٥) محاسن البرقي : ٢١٩ الموجود فيه : عن أبيه عن صفوان بن يحيى عن أبي سعيد عن أبي بصير عن الحارث بن المغيرة النضرى قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « كل شيء هالك إلا وجهه » قال : كل شيء هالك إلا من أخذ طريق الحق.

(٦) في المصدر : الذين هم الذين بهم يتوجه.

(٧) في المصدر : قال : عز وجل : « كل من عليها فان ويبقى وجه ربك » وقال الله عز وجل : كل شيء.

٢٠١

ورسله وحججه عليه‌السلام في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين يوم القيامة وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أبغض أهل بيتي وعترتي لم يرني ولم أره يوم القيامة (١).

بيان قد مضى الكلام في كتاب التوحيد في تأويل تلك الآيات فلا نعيده حذرا من التكرار وجملة القول في ذلك أن تلك المجازات شائعة في كلام العرب فيقال لفلان وجه عند الناس وفلان يد على فلان وأمثال ذلك والوجه يطلق على الجهة فالأئمة الجهة التي أمر الله بالتوجه إليها ولا يتوجه إليه تعالى إلا بالتوجه إليهم وكل شيء هالك باطل مضمحل إلا دينهم وطريقتهم وطاعتهم وهم عين الله أي شاهده على عباده فكما أن الرجل ينظر بعينه ليطلع على الأمور فكذلك خلقهم الله ليكونوا شهداء من الله عليهم ناظرين في أمورهم والعين يطلق على الجاسوس وعلى خيار الشيء وقال الجزري في حديث عمر إن رجلا كان ينظر في الطواف إلى حرم المسلمين فلطمه علي عليه‌السلام فاستعدى عليه فقال ضربك بحق أصابته عين من عيون الله أراد خاصة من خواص الله عز وجل ووليا من أوليائه انتهى (٢) وإطلاق اليد على النعمة والرحمة والقدرة شائع فهم نعمة الله التامة ورحمته المبسوطة ومظاهر قدرته الكاملة والجنب الجانب والناحية وهم الجانب الذي أمر الله الخلق بالتوجه إليه والجنب يطلق على الأمير ويحتمل أن يكون كناية عن أن قرب الله تعالى لا يحصل إلا بالتقرب بهم كما أن قرب الملك يكون بجنبه.

٣٦ ـ وروى الكفعمي عن الباقر عليه‌السلام في تفسير هذا الكلام أنه قال : معناه أنه ليس شيء أقرب إلى الله تعالى من رسوله ولا أقرب إلى رسوله من وصيه فهو في القرب كالجنب وقد بين الله تعالى ذلك في قوله ( أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يا حَسْرَتى عَلى ما فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللهِ ) يعني في ولاية أوليائه وقال عليه‌السلام في قولهم باب الله معناه أن الله احتجب عن خلقه بنبيه والأوصياء

__________________

(١) عيون أخبار الرضا : ٦٥.

(٢) النهاية ٣ : ١٦٣.

٢٠٢

من بعده وفوض إليهم من العلم ما علم احتياج (١) الخلق إليه ولما استوفى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله على علي عليه‌السلام العلوم والحكمة قال أنا مدينة العلم وعلي بابها وقد أوجب الله على خلقه الاستكانة لعلي عليه‌السلام بقوله ( ادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ) (٢) أي الذين لا يرتابون في فضل الباب وعلو قدره وقال في موضع آخر ( وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوابِها ) (٣) يعني الأئمة عليهم السلام الذين هم بيوت العلم ومعادنه وهم أبواب الله ووسيلته والدعاة إلى الجنة والأدلاء عليها إلى يوم القيامة (٤).

__________________

(١) في نسخة : ما احتاج الخلق إليه.

(٢) البقرة : ٥٨.

(٣) البقرة : ١٨٩.

(٤) كتاب الكفعمي غير موجود عندي.

٢٠٣

٥٤

(باب)

*(أن المرحومين في القرآن هم وشيعتهم عليهم‌السلام )*

١ ـ فس : في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) في الدين ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ ) يعني آل محمد وأتباعهم يقول الله ( وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) يعني أهل رحمة لا يختلفون في الدين (١).

بيان : أرجع عليه‌السلام اسم الإشارة إلى الرحمة كما ذهب إليه المحققون من المفسرين ومنهم من أرجعه إلى الاختلاف وجعل اللام للعاقبة.

٢ ـ شي : تفسير العياشي عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن رجل قال : سألت علي بن الحسين عليه‌السلام عن قول الله : ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) قال عنى بذلك من خالفنا من هذه الأمة وكلهم يخالف بعضهم بعضا في دينهم (٢) ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) فأولئك أولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة طينا (٣) أما تسمع لقول إبراهيم ( رَبِّ اجْعَلْ هذا بَلَداً آمِناً وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَراتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللهِ ) قال إيانا عنى وأولياءه وشيعته وشيعة وصيه ( قالَ وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلى عَذابِ النَّارِ ) (٤) قال عنى بذلك من جحد وصيه ولم يتبعه من أمته وكذلك والله حال هذه الأمة (٥).

__________________

(١) تفسير القمي : ٣١٥ ، والآيتان في هود : ١١٨ و ١١٩.

(٢) في المصدر : وأما قوله : إلا.

(٣) في نسخة : [ طينتا ] وفي المصدر : الطيبة.

(٤) البقرة : ١٢٦.

(٥) تفسير العياشي ٢ : ١٦٤.

٢٠٤

شي : عن سعيد بن المسيب عنه عليه‌السلام مثله (١).

٣ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن ابن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام ونحن في الطريق ليلة الجمعة اقرأ فإنها ليلة الجمعة قرآنا فقرأت ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ) كان ( مِيقاتُهُمْ أَجْمَعِينَ يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) فقال أبو عبد الله عليه‌السلام نحن والله الذين رحم الله ونحن والله الذين استثنى الله ولكنا نغني عنهم (٢).

بيان ( إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ ) أي يوم التميز بين المحق والمبطل بالثواب والعقاب ونحوهما ( مِيقاتُهُمْ ) أي موعدهم والضمير للكفار وليس كان في المصحف ولعله زيد من النساخ ( لا يُغْنِي ) أي لا يدفع مكروها ( مَوْلًى عَنْ مَوْلًى ) أي متبوع عن تابع ويحتمل جميع معاني الأولى (٣) ( شَيْئاً ) نائب المفعول المطلق أي شيئا من غناء ( وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) الضمير للمولى الأول والجمع باعتبار المعنى أو الأعم ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) استثناء من الأول على تفسيره عليه‌السلام وإفراد الدين كما في بعض النسخ لموافقة لفظة من وضمير هم في عنهم للشيعة.

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن إسحاق بن عمار عن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) قال نحن والله الذين رحم الله والذين استثنى والذين تغني ولايتنا (٤).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عيسى عن

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ١٦٤ و ١٦٥. متنه هكذا : عن علي بن الحسين عليه‌السلام في قوله : « ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم » فاولئك هم اولياؤنا من المؤمنين ولذلك خلقهم من الطينة الطيبة اه.

(٢) أصول الكافي ١ : ٤٢٣ : والآيات في الدخان : ٤٠ ـ ٤٢.

(٣) هكذا في الكتاب.

(٤) كنز جامع الفوائد : ٢٩٩ : والآيتان في الدخان : ٤١ و ٤٢.

٢٠٥

النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) قال نحن أهل الرحمة (١).

٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن عبد الله بن أحمد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن الشحام قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام ليلة جمعة فقال لي اقرأ فقرأت ثم قال يا شحام اقرأ فإنها ليلة قرآن فقرأت حتى إذا بلغت ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ ) قال (٢) هم قال قلت ( إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) قال نحن القوم الذين رحم الله ونحن القوم الذين استثنى الله وإنا والله نغني عنهم (٣).

٧ ـ ج : الإحتجاج عن محمد ويحيى ابني عبد الله بن الحسن عن أبيهما عن جدهما عن علي عليه‌السلام قال : لما خطب أبو بكر قام أبي بن كعب فقال يا معاشر المهاجرين ثم ذكر خطبته الطويلة في الاحتجاج على أبي بكر في خلافة علي عليه‌السلام إلى أن قال وايم الله ما أهملتم لقد نصب لكم علم يحل لكم الحلال ويحرم عليكم الحرام ولو أطعتموه ما اختلفتم ولا تدابرتم ولا تقاتلتم ولا برئ بعضكم من بعض فو الله إنكم بعده لمختلفون في أحكامكم (٤) وإنكم بعده لناقضو عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وإنكم على عترته لمختلفون إن سئل هذا عن غير من يعلم (٥) أفتى برأيه فقد أبعدتم وتجاريتم وزعمتم الاختلاف رحمة هيهات أبى الكتاب ذلكم يقول الله تبارك وتعالى ( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ ما جاءَهُمُ الْبَيِّناتُ وَأُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ ) (٦) ثم أخبرنا باختلافكم فقال ( وَلا يَزالُونَ مُخْتَلِفِينَ

__________________

(١) كنز جامع الفوائد : ٢٩٩ ، والآيتان في الدخان : ٤١ و ٤٢.

(٢) في المصدر : قال ، هى.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٢٩٩ ، والآيتان في الدخان : ٤١ و ٤٢.

(٤) في المصدر : فى اعقابكم.

(٥) في المصدر : [ عن غير ما يعلم ] وفيه : تخارستم وزعمتم أن الخلاف رحمة هيهات أبى الكتاب ذلك عليكم بقول الله.

(٦) آل عمران : ١٠٥.

٢٠٦

إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ ) أي للرحمة وهم آل محمد إلى آخر الخبر (١).

٨ ـ فس : قوله عز وجل : ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً ) قال من والى غير أولياء (٢) [ الله ] لا يغني بعضهم عن بعض ثم استثنى من والى آل محمد فقال إلا من رحمه الله (٣).

٩ ـ كا : الكافي العدة عن سهل عن محمد بن سليمان (٤) عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قال لأبي بصير يا با محمد والله ما استثنى الله عز ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين وشيعته فقال في كتابه وقوله الحق ( يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ ) يعني بذلك عليا وشيعته (٥).

__________________

(١) احتجاج الطبرسي : ٦٧ و ٦٨ والآيتان في هود : ١١٨ و ١١٩.

(٢) في المصدر : غير اولياء الله.

(٣) تفسير القمي : ٦١٧ والآيتان في الدخان : ٤١ و ٤٢.

(٤) في المصدر : محمد بن سليمان عن أبيه.

(٥) روضة الكافي : ٣٣ و ٣٥ والآيتان في الدخان : ٤١ و ٤٢.

٢٠٧

٥٥

(باب)

*(ما نزل في أن الملائكة يحبونهم ويستغفرون لشيعتهم)*

١ ـ كنز : عن جابر بن يزيد (١) قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) قال يعني الملائكة ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) (٢) ... ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يعني شيعة محمد وآل محمد ( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية الطواغيت الثلاثة ومن بني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) يعني ولاية علي عليه‌السلام وهو السبيل وقوله تعالى : ( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ ) يعني الثلاثة ( وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) وقوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية علي عليه‌السلام وهي الإيمان ( فَتَكْفُرُونَ ) (٣).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة رفعه إلى ابن نباتة عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنزل عليه فضلي من السماء وهي هذه الآية ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) وما في الأرض يومئذ مؤمن غير رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنا (٤).

بيان : يدل هذا الخبر على أن سورة المؤمن من أوائل السور النازلة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمكة ولا خلاف في أنها مكية لكن عدها بعضهم من أواسط ما نزلت بمكة ولا عبرة بقولهم مع أنه لا ينافي ذلك لأن أكثر من عدوه من السابقين صاروا من المنافقين.

__________________

(١) في المصدر : قال : وروى بعض أصحابنا عن جابر بن يزيد.

(٢) اختصر الآية : وتمامه كما في المصحف الشريف : ويؤمنون به.

(٣) كنز الفوائد : ٢٧٨ ، والآيات في غافر : ٧ و ٩ و ١٠.

(٤) كنز الفوائد : ٢٧٦ و ٢٧٧ والآيات في غافر : ٧ ـ ١٠.

٢٠٨

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد بإسناده إلى أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام قال قال علي عليه‌السلام لقد مكثت الملائكة سبع سنين وأشهرا لا يستغفرون إلا لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولي وفينا نزلت هذه الآيات ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ ) إلى قوله تعالى : ( رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) فقال قوم من المنافقين من أبو علي وذريته الذين أنزلت فيهم هذه الآية فقال (١) سبحان الله أما من آبائهم إبراهيم وإسماعيل هؤلاء آباؤنا (٢).

بيان : كأنهم لعنهم الله اعترضوا على نزول الآية في علي عليه‌السلام بأن آباءه القريبة كانوا مشركين لزعمهم أن أبا طالب وعبد المطلب وأكثر آبائهم لم يؤمنوا فأجاب على سبيل التنزل بأنه تعالى قال ( وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ ) ولم يقيده بالآباء القريبة فإن صح قولكم يمكن أن يكون المراد آباءه البعيدة كإبراهيم وإسماعيل.

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن علي عن حسين الأشقر عن علي بن هاشم عن محمد بن عبيد الله بن أبي رافع عن أبي أيوب عن عبد الله بن عبد الرحمن عن أبيه قال قال رسول الله لقد صلت الملائكة على علي عليه‌السلام (٣) سنتين لأنا كنا نصلي وليس معنا أحد غيرنا (٤).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن أبي بصير قال : قال لي أبو عبد الله عليه‌السلام يا با محمد إن لله ملائكة تسقط الذنوب عن ظهر شيعتنا كما تسقط الريح الورق من الشجر أوان سقوطه وذلك قوله عز وجل : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) واستغفارهم والله لكم دون هذا الخلق يا با محمد فهل سررتك قال فقلت نعم (٥).

__________________

(١) في المصدر : [ فقال علي عليه‌السلام ] وفيه : [ أليس هؤلاء آباؤنا ]؟.

(٢) كنز الفوائد : ٢٧٦ و ٢٧٧ والآيات في غافر : ٧ ـ ١٠.

(٤) كنز الفوائد : ٢٧٦ و ٢٧٧ والآيات في غافر : ٧ ـ ١٠.

(٥) كنز الفوائد : ٢٧٦ و ٢٧٧ والآيات في غافر : ٧ ـ ١٠.

(٣) في المصدر : علي وعلى علي.

٢٠٩

٦ ـ وفي حديث آخر بالإسناد المذكور وذلك قوله عز وجل : ( وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) إلى قوله عز وجل : ( عَذابَ الْجَحِيمِ ) فسبيل الله علي والذين آمنوا أنتم ما أراد غيركم (١).

٧ ـ فس : أبي عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن حماد عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سئل هل الملائكة أكثر أم بنو آدم فقال والذي نفسي بيده لملائكة الله في السماوات أكثر من عدد التراب في الأرض وما في السماء موضع قدم إلا وفيها ملك يسبحه ويقدسه ولا في الأرض شجرة ولا مدر إلا وفيها ملك موكل بها يأتي الله كل يوم بعلمها (٢) والله أعلم بها وما منهم أحد إلا ويتقرب كل يوم إلى الله بولايتنا أهل البيت ويستغفر لمحبينا ويلعن أعداءنا ويسأل الله أن يرسل عليهم العذاب إرسالا (٣).

٨ ـ فس : عن محمد بن عبد الله الحميري عن أبيه عن محمد بن الحسين ومحمد بن عبد الجبار جميعا عن محمد بن سنان عن المنخل بن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( وَكَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّهُمْ أَصْحابُ النَّارِ ) يعني بني أمية ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله ( وَمَنْ حَوْلَهُ ) يعني الملائكة ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) أي شيعة آل محمد ( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية فلان وفلان وبني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) أي ولاية ولي (٤) ( وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) يعني من تولى عليا عليه‌السلام فذلك صلاحهم ( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٧٦ و ٢٧٧ والآيات في غافر : ٧ ـ ١٠.

(٢) في المصدر : بعملها.

(٣) تفسير القمي : ٥٨٣ : والآيات في غافر : ٦ ـ ١٠.

(٤) في المصدر : أى ولاية على ولى الله.

٢١٠

رَحِمْتَهُ ) يعني يوم القيامة ( وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لمن نجاه الله من هؤلاء يعني من ولاية فلان وفلان ثم قال ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية علي عليه‌السلام ( فَتَكْفُرُونَ ) (١).

٥٦

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام حزب الله وبقيته وكعبته وقبلته وأن)*

*(الأثارة من العلم علم الأوصياء)*

١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو عبد الله عليه‌السلام في خبر ونحن كعبة الله ونحن قبلة الله قوله تعالى : ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ ) (٢) نزلت فيهم عليهم‌السلام.

بيان : فسر أكثر المفسرين بقية الله بما أبقاه الله لهم من الحلال بعد التنزه عما حرم عليهم من تطفيف المكيال والميزان أو إبقاء الله نعمته عليهم أو ثواب الآخرة الباقية وأما الخبر فالمراد به من أبقاه في الأرض من الأنبياء والأوصياء عليهم‌السلام لهداية الخلق أو الأوصياء والأئمة الذين هم بقايا الأنبياء في أممهم والأخبار في ذلك كثيرة أوردناها في مواقعها منها ما ذكر في الإحتجاج في خبر الزنديق المدعي للتناقض في القرآن حيث قال أمير المؤمنين عليه‌السلام وقد ذكر الحجج والكنايات التي وردت لهم في القرآن هم بقية الله يعني المهدي عليه‌السلام الذي يأتي عند انقضاء هذه النظرة فيملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ومنها ما سيأتي إن شاء الله نقلا عن الكافي عن أبي عبد الله عليه‌السلام أنه سأله رجل عن القائم عليه‌السلام يسلم عليه بإمرة المؤمنين قال لا ذاك اسم سمى الله به أمير المؤمنين لم يسم به أحد

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٨٣ ، والآيات في غافر : ٦ ـ ١٠.

(٢) هود : ٨٦.

٢١١

قبله ولا يتسمى به بعده إلا كافر قلت جعلت فداك كيف يسلم عليه قال يقولون السلام عليك يا بقية الله ثم قرأ الآية.

ومنها ما سيأتي أيضا في كتاب الغيبة أن القائم عليه‌السلام قال : أنا بقية الله في أرضه.

وفي خبر آخر إذا خرج يقرأ هذه الآية ثم يقول أنا بقية الله وحجته إلى أن قال لا يسلم عليه مسلم إلا قال السلام عليك يا بقية الله في أرضه.

وفي حديث ولادة الرضا عليه‌السلام أن الكاظم عليه‌السلام أعطاه أمه نجمة وقال خذيه فإنه بقية الله عز وجل في أرضه.

وسيأتي أيضا إن شاء الله في باب ذهاب الباقر عليه‌السلام إلى الشام بأسانيد جمة أن أهل مدين لما أغلقوا عليه الباب صعد جبلا يشرف عليهم فقال بأعلى صوته يا أهل المدينة الظالم أهلها أنا بقية الله يقول الله ( بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ) وسيأتي جميع ذلك في محالها إن شاء الله تعالى.

٢ ـ فس : ( أُولئِكَ حِزْبُ اللهِ ) يعني الأئمة أعوان الله ( أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) (١).

٣ ـ ير : بصائر الدرجات صالح عن الحسن عمن رواه عن أبي عبيدة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : ( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) إنما عنى بذلك علم الأوصياء والأنبياء ( إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ ) (٢).

٤ ـ كا : الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن جميل بن صالح عن أبي عبيدة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) قال عنى بالكتاب التوراة والإنجيل وأما الأثارة من العلم فإنما عنى بذلك علم أوصياء الأنبياء (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ٦٧١ ، والآية في المجادلة : ٢٢.

(٢) بصائر الدرجات : ١٥١ ، والآية في الاحقاف : ٤.

(٣) أصول الكافي ، ١ : ٤٢٦. فيه. واما اثارة من علم.

٢١٢

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله ( أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ ) أي بقية من العلم يؤثر من كتب الأولين تعلمون به أنهم شركاء لله (١).

٥ ـ كنز : روى أبو نعيم الحافظ عن محمد بن حميد بإسناده عن عيسى بن عبد الله بن عبيد الله بن عمر بن أبي طالب عن أبيه عن جده عن علي عليه‌السلام أنه قال : قال سلمان الفارسي يا أبا الحسن ما طلعت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إلا وضرب بين كتفي وقال يا سلمان هذا وحزبه هم المفلحون (٢).

٦ ـ ج : الإحتجاج عن أمير المؤمنين عليه‌السلام في حديث المدعي للتناقض قال عليه‌السلام الهداية هي الولاية كما قال الله عز وجل ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْغالِبُونَ ) والذين آمنوا في هذا الموضع هم المؤتمنون على الخلائق والأوصياء (٣) في عصر بعد عصر (٤).

٧ ـ يد : التوحيد بإسناده عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : فنحن وشيعتنا حزب الله وحزب الله ( هُمُ الْغالِبُونَ ) الخبر.

__________________

(١) مجمع البيان ج ٩ : ٨٠٢.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٣٣٥ و ٣٣٦.

(٣) في المصدر : من الحجج والأوصياء.

(٤) الاحتجاج ، ١٣٠. والآية في المائدة ، ٥٦.

٢١٣

٥٧

(باب)

*(ما نزل فيهم عليهم‌السلام من الحق والصبر)*

*(والرباط والعسر واليسر)*

١ ـ ك‍ : إكمال الدين أحمد بن هارون وابن مسرور وابن شاذويه جميعا عن محمد الحميري عن أبيه عن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن المفضل قال : سألت الصادق عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) قال عليه‌السلام العصر عصر خروج القائم عليه‌السلام ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ ) يعني أعداءنا ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) يعني بآياتنا ( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) يعني بمواساة الإخوان ( وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ) يعني بالإمامة ( وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) يعني بالفترة (١).

بيان : قوله عليه‌السلام يعني أعداءنا أي الباقون بعد الاستثناء أعداؤنا فلا ينافي كون الاستثناء متصلا قوله تعالى : ( وَتَواصَوْا ) أي وصى بعضهم بعضا قوله يعني بالفترة أي بالصبر على ما يلحقهم من الشبه والفتن والحيرة والشدة في غيبة الإمام عليه‌السلام.

٢ ـ فس : بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله عليه‌السلام في خطبة الغدير في علي والله نزلت سورة العصر ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ وَالْعَصْرِ ) إلى آخره (٢).

٣ ـ فس : محمد بن جعفر عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَتَواصَوْا بِالْحَقِّ وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) فقال استثنى أهل صفوته من خلقه

__________________

(١) اكمال الدين : ٣٦٨ و ٣٦٩. والآيات في سورة العصر.

(٢) الحديث سقط عن النسخة المخطوطة ، ولم نجده في تفسير القمي. ولكن يوجد ذلك في الاحتجاج : ٣٩.

٢١٤

حيث قال : ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) يقول آمنوا بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ) ذرياتهم ومن خلفوا بالولاية ( وَتَواصَوْا ) بها وصبروا عليها (١).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم بن سلمة عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن أبي صالح الحسن بن إسماعيل عن عمران بن عبد الله المشرقاني عن عبد الله بن عبيد عن محمد بن علي عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٢) قال : استثنى الله سبحانه أهل صفوته من خلقه حيث قال ( إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) أي أدوا الفرائض ( وَتَواصَوْا بِالْحَقِ ) أي بالولاية ( وَتَواصَوْا بِالصَّبْرِ ) أي وصوا ذراريهم ومن خلفوا من بعدهم بها وبالصبر عليها (٣).

فر : تفسير فرات بن إبراهيم مرسلا عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٥ ـ مع : معاني الأخبار ابن الوليد عن الصفار عن ابن أبي الخطاب عن البطائني (٥) عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فقال اصبروا على المصائب وصابروهم على التقية ورابطوا على من تقتدون به ( وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (٦).

بيان : لعل الضمير في صابروهم راجع إلى المخالفين والإتيان بتلك الصيغة إما للمبالغة وبيان لزوم تحمل المشقة في ذلك والاهتمام به لأن ما

__________________

(١) تفسير القمي : ٧٣٨ و ٧٣٩.

(٢) زاد في المصدر : فى قوله عز وجل : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٤٠٦.

(٤) تفسير فرات : ٢٣٠. فيه : حدثنا أبو القاسم العلوى قال : حدثنا فرات معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام راجعه.

(٥) في المصدر : محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن علي بن اسباط عن ابن أبي حمزة عن ابى بصير.

(٦) معاني الأخبار : ١٠٥. والآية في آل عمران : ٢٠٠.

٢١٥

يكون في مقابلة الخصم يكون الاهتمام به أكثر أو لأنهم أيضا يصبرون على ما يرون من الشيعة مما يخالف دينهم وينتهزون الفرصة في الانتقام منهم أحيانا.

وقال الطبرسي رحمه‌الله أي اصبروا على دينكم وأثبتوا عليه وصابروا الكفار ورابطوهم في سبيل الله أو اصبروا على الجهاد وصابروا وعدي إياكم ورابطوا الصلوات أي انتظروها واحدة بعد واحدة.

٦ ـ وروي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : معناه ( اصْبِرُوا ) على المصائب ( وَصابِرُوا ) على عدوكم ( وَرابِطُوا ) عدوكم (١).

٧ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله ( أُولئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِما صَبَرُوا ) قال هم الأئمة.

وقال الصادق عليه‌السلام نحن صبر وشيعتنا أصبر منا وذلك أنا صبرنا على ما نعلم وصبروا هم على ما لا يعلمون وقوله ( وَيَدْرَؤُنَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ ) أي يدفعون سيئة من أساء إليهم بحسناتهم (٢).

بيان : على ما نعلم أي وقوعه قبله أو كنه ثوابه.

٨ ـ شي : تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله تبارك وتعالى ( اصْبِرُوا ) يقول عن المعاصي ( وَصابِرُوا ) على الفرائض ( وَاتَّقُوا اللهَ ) يقول مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ثم قال وأي منكر أنكر من ظلم الأمة لنا وقتلهم إيانا ( وَرابِطُوا ) يقول في سبيل الله ونحن السبيل فيما بين الله وخلقه ونحن الرباط الأدنى فمن جاهد (٣) عنا جاهد عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما جاء به من عند الله ( لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) يقول لعل الجنة توجب لكم إن فعلتم ذلك ونظيرها من قول الله ( وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعا إِلَى اللهِ وَعَمِلَ صالِحاً وَقالَ إِنَّنِي مِنَ

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٥٦٢.

(٢) تفسير القمي : ٤٨١ والآية في القصص ، ٥٤.

(٣) في المصدر : فقد جاهد.

٢١٦

الْمُسْلِمِينَ ) ولو كانت هذه الآية في المؤذنين كما فسرها المفسرون لفاز القدرية وأهل البدع معهم (١).

بيان : لعل المراد المؤذنين بالمرابطون الذين يتوقعون في الثغور لإعلام المسلمين أحوال المشركين أي لو كان المراد بالرباط هذا المعنى لزم فوز القدرية من المخالفين وأهل البدع لأنه يتأتى منهم تلك المرابطة فترتب الفلاح عليه يقتضي فلاحهم أيضا.

٩ ـ شي : تفسير العياشي عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا ) قال اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الأئمة عليه‌السلام (٢).

١٠ ـ شي : تفسير العياشي عن يعقوب السراج قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام تبقى الأرض يوما بغير عالم منكم يفزع الناس إليه قال فقال لي إذا لا يعبد الله يا با يوسف لا تخلو الأرض من عالم ظاهر منا يفزع الناس إليه في حلالهم وحرامهم وإن ذلك لمبين في كتاب الله قال الله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا اصْبِرُوا ) على دينكم (٣) ( وَصابِرُوا ) عدوكم ممن يخالفكم ( وَرابِطُوا ) إمامكم ( وَاتَّقُوا اللهَ ) فيما أمركم به وافترض عليكم (٤).

١١ ـ وفي رواية أخرى عنه ( اصْبِرُوا ) على الأذى فينا قلت ( وَصابِرُوا ) قال عدوكم (٥) مع وليكم قلت ( وَرابِطُوا ) قال المقام مع إمامكم ( وَاتَّقُوا اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) قلت تنزيل قال نعم (٦).

بيان : لعله كان على وجه آخر فصححته النساخ على وفق ما في المصاحف

__________________

(١) تفسير العياشي ١ : ٢١٢ والآية الأولى في آل عمران : ٢٠٠ والثانية في فصلت : ٣٢.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٢١٢.

(٣) في المصدر : « يا أيها الذين آمنوا اصبروا » على دينكم.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٢١٢ و ٢١٣.

(٦) تفسير العياشي ١ : ٢١٢ و ٢١٣.

(٥) في المصدر : على عدوكم.

٢١٧

أو المراد بالتنزيل المعنى الظاهر من الآية.

١٢ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه‌السلام في هذه الآية قال نزلت فينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك من نسلنا (١) المرابط ومن نسل ابن ناتل المرابط (٢).

بيان ابن ناتل كناية عن ابن عباس والناتل المتقدم والزاجر أو بالثاء المثلثة كناية عن أم العباس نثيلة فقد وقع في الأخبار المنشدة (٣) في ذمهم نسبتهم إليها والحاصل أن من نسلنا من ينتظر الخلافة ومن نسلهم أيضا ولكن دولتنا باقية ودولتهم زائلة.

١٣ ـ شي : تفسير العياشي عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( اصْبِرُوا ) يعني بذلك عن المعاصي ( وَصابِرُوا ) يعني التقية ( وَرابِطُوا ) يعني على الأئمة ثم قال أتدري ما معنى البدوا ما لبدنا فإذا تحركنا فتحركوا واتقوا الله ما لبدنا ربكم لعلكم تفلحون قال قلت جعلت فداك إنما نقرؤها ( وَاتَّقُوا اللهَ ) قال أنتم تقرءونها كذا ونحن نقرؤها كذا (٤).

بيان : لبد كنصر وفرح لبودا ولبدا أقام ولزق كألبد ذكره الفيروزآبادي والمعنى لا تستعجلوا في الخروج على المخالفين وأقيموا في بيوتكم ما لم يظهر منا ما يوجب الحركة من النداء والصيحة وعلامات خروج القائم عليه‌السلام وظاهره أن تلك الزيادات كانت داخلة في الآية ويحتمل أن يكون تفسيرا للمرابطة والمصابرة بارتكاب تجوز في قوله عليه‌السلام نحن نقرؤها كذا ويحتمل أن يكون لفظة الجلالة زيدت من النساخ ويكون واتقوا ما لبدنا ربكم كما يومئ إليه كلام الراوي.

__________________

(١) في المصدر : يكون من نسلنا المرابط ومن نسل ابن نائل المرابط.

(٢) تفسير العياشي ١ : ٢١٢ و ٢١٣.

(٣) في النسخة المخطوطة : فى الاشعار المنشدة.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٢١٣ و ٢١٤.

٢١٨

١٤ ـ ني : علي بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن هارون بن مسلم عن القاسم بن عروة عن بريد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فقال اصبروا على أداء الفرائض وصابروا عدوكم ورابطوا إمامكم (١).

١٥ ـ ني : الغيبة للنعماني علي عن عبيد الله عن علي بن إبراهيم عن علي بن إسماعيل عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عليه‌السلام عن أبيه عليه‌السلام أن ابن عباس بعث إليه من يسأله عن هذه الآية ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) فغضب علي بن الحسين عليه‌السلام وقال للسائل وددت أن الذي أمرك بهذا واجهني به قال (٢) نزلت في أبي وفينا ولم يكن الرباط الذي أمرنا به بعد وسيكون ذلك ذرية من نسلنا المرابط ثم قال أما إن في صلبه يعني ابن عباس وديعة ذرئت لنار جهنم سيخرجون أقواما من دين الله أفواجا وستصبغ الأرض بدماء فراخ من فراخ آل محمد عليه‌السلام تنهض تلك الفراخ في غير وقت وتطلب غير مدرك ويرابط الذين آمنوا ويصبرون ويصابرون ( حَتَّى يَحْكُمَ اللهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحاكِمِينَ ) (٣).

١٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود النجار عن موسى بن جعفر عن أبيه عليه‌السلام (٤) قال : جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأغلق عليه وعليهم الباب وقال يا أهلي وأهل الله إن الله عز وجل يقرأ عليكم السلام وهذا جبرئيل معكم في البيت يقول إني قد جعلت عدوكم لكم فتنة فما تقولون قالوا نصبر يا رسول الله لأمر الله وما نزل من قضائه حتى نقدم على الله عز وجل ونستكمل جزيل ثوابه فقد سمعناه يعد الصابرين الخير كله

__________________

(١) غيبة النعماني : ١٠٦.

(٢) في المصدر : ثم قال.

(٣) غيبة النعماني : ١٠٦.

(٤) في المصدر : عن أبيه عن ابى جعفر.

٢١٩

فبكى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى سمع نحيبه من خارج البيت فنزلت هذه الآية ( وَجَعَلْنا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكانَ رَبُّكَ بَصِيراً ) أنهم سصيبرون [ سيصبرون ] أي سيصبرون كما قالوا صلوات الله عليهم (١).

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد بن ثابت عن القاسم بن إسماعيل عن محمد بن سنان عن سماعة عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ) قال صبار على (٢) ما نزل به من شدة أو رخاء صبور على الأذى فينا شكور لله على ولايتنا أهل البيت (٣).

١٨ ـ سن : المحاسن بعض الصحابة في قول الله عز وجل : ( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ) اليسر الولاية والعسر الخلاف وموالاة أعداء الله (٤).

١٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد البرقي عن ابن أسباط عن البطائني عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( اصْبِرْ عَلى ما يَقُولُونَ ) يا محمد من تكذيبهم إياك فإني منتقم منهم برجل منك وهو قائمي الذي سلطته على دماء الظلمة (٥).

٢٠ ـ فس : أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : ( اصْبِرُوا ) على المصائب ( وَصابِرُوا ) على الفرائض ( وَرابِطُوا ) على الأئمة (٦).

٢١ ـ كا : الكافي بعض أصحابنا رفعه عن محمد بن سنان عن داود بن كثير الرقي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : إن الله تبارك وتعالى لما خلق نبيه ووصيه وابنته وابنيه وجميع الأئمة عليه‌السلام وخلق شيعتهم أخذ عليهم الميثاق أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٩٠ والآية في الفرقان : ٢٠.

(٢) في المصدر : صبار على مودتنا وعلى ما نزل به.

(٣) كنز الفوائد : ٢٤٧ والآية في سبأ : ٣١.

(٤) محاسن البرقي ١٨٦. فيه : [ بعض أصحابه رفعه ] والآية في البقرة : ١٨٥.

(٥) كنز الفوائد : ٢٨٣ ( النسخة الرضوية ) والآية في صلى‌الله‌عليه‌وآله : ١٧.

(٦) تفسير القمي : ١١٨.

٢٢٠