بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٣٨ ـ وعنه عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَالَّذِينَ جاهَدُوا فِينا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنا ) قال هذه نزلت في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأشياعهم (١).

٣٩ ـ وعنه عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنابَ إِلَيَ ) قال اتبع سبيل محمد وعلي عليه‌السلام (٢).

٤٠ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) (٣) على الأئمة واحدا بعد واحد ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) الآية (٤).

٤١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عن زيد بن علي في قوله تعالى : ( وَعَلَى اللهِ قَصْدُ السَّبِيلِ ) قال سبيلنا أهل البيت القصد والسبيل الواضح (٥).

٤٢ ـ كا : الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن الأحول عن سلام بن المستنير عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمير المؤمنين والأوصياء من بعدهما (٦).

قب : لابن شهرآشوب عن سلام مثله (٧) بيان ذاك إشارة إلى الداعي فالمراد بمن اتبعه أمير المؤمنين عليه‌السلام والأوصياء عليه‌السلام التابعون له في جميع الأقوال والأفعال.

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣. والآية في العنكبوت : ٦٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٣. والآية في لقمان : ١٥.

(٣) فصلت : ٣٠.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٣ فيه : [ قال : استقاموا على الأئمة ] ورواه الكليني في اصول الكافي ١ : ٤٢٠ بإسناده عن الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب عن الحسين بن عثمان عن ابى أيوب عن محمد بن مسلم قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : « الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا » فقال أبو عبد الله عليه‌السلام استقاموا على الأئمة.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٣ والآية في النحل : ٩.

(٦) أصول الكافي ١ : ٤٢٥.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٨٦ والآية في يوسف : ١٠٨.

٢١

٤٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن الفضل الأهوازي عن بكر بن محمد بن إبراهيم غلام الخليل عن زيد بن موسى عن أبيه موسى بن جعفر عليه‌السلام عن آبائه (١) في قوله عز وجل : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن ولايتنا أهل البيت (٢).

٤٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن العباس عن جعفر الرماني عن حسين بن علوان عن ابن طريف عن ابن نباتة عن علي عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ ) قال عن ولايتنا (٣).

٤٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن حميد بن زياد عن الحسن بن سماعة (٤) عن صالح بن خالد عن منصور بن جرير عن فضيل بن يسار عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : تلا هذه الآية (٥) ( أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلى وَجْهِهِ أَهْدى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال يعني والله عليا والأوصياء عليه‌السلام (٦).

بيان قال البيضاوي يقال كببته فأكب وهو من الغرائب ثم قال ومعنى مكبا أنه يعثر كل ساعة ويخر على وجهه لوعورة طريقه واختلاف أجزائه ولذلك قابله بقوله ( أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا ) قائما سالما من العثار ( عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) مستوي الأجزاء أو الجهة والمراد تمثيل المشرك والموحد بالسالكين والدينين بالمسلكين وقيل المراد بالمكب الأعمى فإنه يعتسف فينكب وبالسوي البصير وقيل من يمشي مكبا هو الذي يحشر على وجهه إلى النار ومن يمشي سويا الذي يحشر على قدميه إلى الجنة (٧).

__________________

(١) رواه في المصدر عن آبائه واحدا بعد واحد الى علي عليه‌السلام.

(٢) كنز جامع الفوائد : ١٨١ ـ ١٨٢ والآية في المؤمنون : ٧٤.

(٣) كنز جامع الفوائد : ١٨١ ـ ١٨٢ والآية في المؤمنون : ٧٤.

(٤) في المصدر : [ الحسن بن محمد بن سماعة ] وفيه : منصور بن حريز.

(٥) في المصدر : تلا هذه الآية وهو ينظر إلى الناس.

(٦) كنز الفوائد : ٣٤٥. والآية في الملك : ٢٢.

(٧) أنوار التنزيل ٢ : ٥٣٦.

٢٢

٤٦ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده عن جعفر بن محمد عليه‌السلام في قوله تعالى : ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ عَلى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) قال هي ولايتنا أهل البيت لا ينكره أحد إلا ضال قال ولا ينتقص عليا إلا ضال (١).

٤٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم أحمد بن القاسم بإسناده عن زيد بن علي قال قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في قول الله ( قُلْ هذِهِ سَبِيلِي أَدْعُوا إِلَى اللهِ ) الآية قال ( أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ) من أهل بيتي لا يزال الرجل بعد الرجل يدعو إلى ما أدعو إليه (٢).

٤٨ ـ كا : الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : أوحى الله إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إنك على ولاية علي عليه‌السلام وعلي عليه‌السلام هو الصراط المستقيم (٣).

٤٩ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : هذا صراط علي مستقيم (٤).

بيان : قرأ السبعة الصراط مرفوعا منونا وعلي بفتح اللام وقرأ يعقوب وأبو رجاء وابن سيرين وقتادة والضحاك ومجاهد وقيس بن عبادة وعمرو بن ميمون علي بكسر اللام ورفع الياء منونا على التوصيف ونسب الطبرسي هذه الرواية إلى أبي عبد الله عليه‌السلام (٥) فإن كان إشارة إلى هذه الرواية فهو خلاف ظاهرها بل الظاهر أنه علي بالجر بإضافة الصراط إليه.

٥٠ ـ ويؤيده ما رواه في الطرائف : عن محمد بن مؤمن الشيرازي بإسناده عن

__________________

(١) تفسير فرات : ٧٠ فيه : [ قال : هى والله ] والآية في يوسف : ١٠٨.

(٢) تفسير فرات : ٧٠ فيه : « أدعوا إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني » من أهل بيتى وفيه : ما دعوا إليه.

(٣) أصول الكافي ١ : ٤١٦ و ٤١٧. فيه : [ محمد بن الفضل ] والآية في الزخرف : ٤٢.

(٤) أصول الكافي ١ : ٤٢٤. والآية في الحجر : ٤١.

(٥) مجمع البيان ٦ : ٣٣٦.

٢٣

قتادة عن الحسن البصري قال : كان يقرأ هذا الحرف هذا صراط علي مستقيم فقلت للحسن ما معناه قال يقول هذا طريق علي بن أبي طالب ودينه طريق ودين مستقيم فاتبعوه وتمسكوا به فإنه واضح لا عوج فيه (١).

٥١ ـ كنز : روى الحسين بن جبير في نخب المناقب بإسناده عن حمزة بن عطاء عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال هو أمير المؤمنين عليه‌السلام يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم (٢).

٥٢ ـ كنز : عن حماد بن عيسى عن بعض أصحابه رفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجادِلُ فِي اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلا هُدىً وَلا كِتابٍ مُنِيرٍ ثانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ ) قال هو الأول ثاني عطفه إلى الثاني (٣) وذلك لما أقام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمير المؤمنين عليه‌السلام علما للناس وقال والله لا نفي بهذا له أبدا (٤).

٥٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن الصيرفي عن محمد بن الفضيل عن الثمالي عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قرأ وقال الظالمون لآل محمد حقهم إن تتبعون إلا رجلا مسحورا يعنون محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال عز وجل لرسوله انظر كيف ضربوا لك الأمثال فضلوا فلا يستطيعون إلى ولاية علي عليه‌السلام سبيلا وعلي هو السبيل (٥).

٥٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب الحبشي عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا ) قال ذلك

__________________

(١) الطرائف : ٢٤. والآية في الحجر : ٤١.

(٢) كنز الفوائد : ١٢٩. والآية في النحل : ٧٦.

(٣) في المصدر : اي الثاني.

(٤) كنز الفوائد : ١٦٩ والآيتان في الحج : ٨ و ٩.

(٥) كنز الفوائد : ١٨٩. والآيتان في الفرقان. ٨ و ٩.

٢٤

علي بن أبي طالب عليه‌السلام وفي قوله ( إِنَّكَ لَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ) قال إلى ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (١).

٥٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال عن الحسن بن وهب عن جابر بن يزيد عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ ) قال في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

٥٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن عمرو بن محمد بن تركي عن محمد بن الفضل رفعه عن الضحاك قال : لما رأت قريش تقديم النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا وإعظامه له نالوا من علي عليه‌السلام وقالوا قد افتتن به محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله تعالى ( ن وَالْقَلَمِ وَما يَسْطُرُونَ ) قسم أقسم الله به ( ما أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ ) وسبيله علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

٢٥

*(باب )*

*(آخر في أن الاستقامة إنما هي على الولاية)*

١ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله المحمدي عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) يقول استكملوا طاعة الله ورسوله وولاية آل محمد عليه‌السلام ثم استقاموا عليها ( تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ ) يوم القيامة ( أَلاَّ

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨٨. والآية في الشورى : ٥٢.

(٢) كنز الفوائد : ٢٩٢. والآية في الزخرف : ٤٣.

(٣) كنز الفوائد : ٤١١. ( النسخة الرضوية ) فيه : [ محمد بن الفضل عن محمد بن شعيب عن دلهم بن صالح عن الضحاك بن مزاحم ] والآيات في سورة القلم : ١ ـ ٧.

٢٥

تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) فأولئك هم الذين إذا فزعوا يوم القيامة حين يبعثون تتلقاهم الملائكة ويقولون لهم لا تخافوا ولا تحزنوا نحن الذين كنا معكم في الحياة الدنيا لا نفارقكم حتى تدخلوا الجنة وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون (١).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن ابن أبي عمير عن أبي أيوب عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) الآية قال استقاموا على الأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد (٢).

كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن فضالة عن الحسين بن عثمان عن أبي أيوب مثله (٣).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن أبي بصير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال هو والله ما أنتم عليه وهو قوله تعالى : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) قلت متى تتنزل عليهم الملائكة بـ ( أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ ) فقال عند الموت ويوم القيامة (٤).

٤ ـ م : تفسير الإمام عليه‌السلام قال الإمام عليه‌السلام قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يزال المؤمن خائفا من سوء العاقبة لا يتيقن الوصول إلى رضوان الله حتى يكون وقت نزع روحه وظهور ملك الموت له وذلك أن ملك الموت يرد على المؤمن وهو في شدة علته وعظيم ضيق صدره بما يخلفه (٥) من أمواله وعياله وما (٦) هو عليه من اضطراب أحواله في معامليه صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨١ والآية في فصلت : ٣٠.

(٢) كنز الفوائد : ٢٨١ والآية في فصلت : ٣٠.

(٣) أصول الكافي ١ : ٢٢٠.

(٤) كنز الفوائد : ٢٨١. والآية الأولى في فصلت : ٣٠ والثانية في سورة الجن : ١٦.

(٥) في المصدر : لما يخلفه.

(٦) في نسخة : ولما هو.

٢٦

وعياله وقد بقيت في نفسه حزازتها (١) واقتطع دون أمانيه فلم ينلها فيقول له ملك الموت ما لك تتجرع غصصك فيقول لاضطراب أحوالي واقتطاعي دون آمالي (٢) فيقول له ملك الموت وهل يجزع (٣) عاقل من فقد درهم زائف (٤) قد اعتاض عنه بألف ألف ضعف (٥) الدنيا فيقول لا فيقول له ملك الموت فانظر فوقك فينظر فيرى درجات الجنان وقصورها التي تقصر دونها الأماني فيقول له ملك الموت تلك منازلك (٦) ونعمك وأموالك وأهلك وعيالك ومن كان من أهلك هاهنا وذريتك صالحا فهم هناك معك أفترضى به بدلا مما هاهنا فيقول بلى والله ثم يقول له انظر فينظر فيرى محمدا وعليا والطيبين من آلهما في أعلى عليين فيقول له أولا تراهم هؤلاء ساداتك وأئمتك هم هناك جلاسك وآناسك أفما ترضى بهم بدلا مما تفارق هاهنا فيقول بلى وربي فذلك ما قال الله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخافُوا ) فما أمامكم من الأهوال فقد كفيتموها ( وَلا تَحْزَنُوا ) على ما تخلفونه من الذراري والعيال والأموال فهذا الذي شاهدتموه في الجنان بدلا منهم ( وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ ) هذه منازلكم وهؤلاء ساداتكم آناسكم (٧) وجلاسكم ( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيها ما تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيها ما تَدَّعُونَ نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ ) (٨).

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله في تفسير هذه الآية ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ) أي وحدوا الله تعالى بلسانهم واعترفوا به وصدقوا أنبياءه ( ثُمَّ اسْتَقامُوا ) أي

__________________

(١) الحزازة : وجع في القلب من غيظ ونحوه وفي نسخة : حسراتها.

(٢) في المصدر : واقتطاعك لي دون امانى ( اموالى خ ل ).

(٣) في المصدر : وهل يحزن.

(٤) درهم زائف : المردود عليه لغش.

(٥) في نسخة وفي المصدر : واعتياض الف الف ضعف الدنيا.

(٦) في نسخة : هذه منازلك.

(٧) في المصدر : وآناسكم.

(٨) التفسير المنسوب إلى الامام العسكري عليه‌السلام : ٩٦. والآيات في فصلت ٣٠ ـ ٣٢.

٢٧

استمروا على التوحيد أو استقاموا على طاعته.

وروى محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن الرضا عليه‌السلام عن الاستقامة قال هي والله ما أنتم عليه.

«تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ» يعني عند الموت

وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه السلام

وقيل تستقبلهم الملائكة إذا خرجوا من قبورهم في الموقف بالبشارة من الله وقيل في القيامة وقيل عند الموت وفي القبر وعند البعث ( أَلاَّ تَخافُوا وَلا تَحْزَنُوا ) أي يقولون لهم لا تخافوا عقاب الله ولا تحزنوا لفوت الثواب (١) وقيل لا تخافوا مما أمامكم ولا تحزنوا على ما خلفتم من أهل وولد ( نَحْنُ أَوْلِياؤُكُمْ ) أي أنصاركم وأحباؤكم ( فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ) نتولى إيصال الخيرات إليكم من قبل الله تعالى ( وَفِي الْآخِرَةِ ) فلا نفارقكم حتى ندخلكم الجنة وقيل أي نحرسكم في الدنيا وعند الموت وفي الآخرة عن ـ أبي جعفر عليه‌السلام (٢).

أقول سيأتي تأويل آخر لها في باب أن الملائكة تأتيهم.

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله حماد عن سماعة قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول في قول الله عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعني استقاموا على الولاية في الأصل عند الأظلة حين أخذ الله الميثاق على ذرية آدم ( لَأَسْقَيْناهُمْ ) (٣) ماء غدقا يعني لأسقيناهم من الماء الفرات العذب (٤).

بيان : أي صببنا على طينتهم الماء العذب الفرات لا الماء الملح الأجاج كما مر في أخبار الطينة.

٦ ـ كنز : بالإسناد عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله

__________________

(١) في المصدر : لفوات الثواب.

(٢) مجمع البيان ٩ : ١٢ و ١٣.

(٣) في المصدر : لكنا اسقيناهم.

(٤) كنز الفوائد : ٣٥٥ و ٣٥٦. والآية في سورة الجن : ١٦.

٢٨

عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يعني لأمددناهم علما كي (١) يتعلمونه من الأئمة عليه‌السلام (٢).

٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن خالد (٣) عن محمد بن علي عن محمد بن مسلم عن بريد العجلي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ) قال يعني على الولاية ( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) قال لأذقناهم علما كثيرا يتعلمونه من الأئمة عليه‌السلام قلت قوله ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال إنما هؤلاء يفتنهم فيه يعني المنافقين (٤).

٨ ـ وروي أيضا عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن يسار عن علي بن حفص عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) قال قال الله لجعلنا أظلتهم في الماء العذب لنفتنهم فيه وفتنتهم في علي عليه‌السلام وما فتنوا فيه وكفروا إلا بما نزل في ولايته (٥).

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ ) أي على طريقة الإيمان ( لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً ) كثيرا من السماء وذلك بعد ما رفع عنهم المطر سبع سنين وقيل ضرب الماء الغدق مثلا أي لوسعنا عليهم في الدنيا ( لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ) أي لنختبرهم بذلك.

وفي تفسير أهل البيت عليه‌السلام عن أبي بصير قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام قول الله ( إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا ) قال هو والله ما أنتم عليه و ( لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ).

٦ ـ وعن بريد العجلي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : معناه لأفدناهم علما كثيرا

__________________

(١) في المصدر : علما يتعلمونه.

(٢) كنز الفوائد : ٣٥٥ و ٣٥٦. والآية في سورة الجن : ١٦.

(٣) في المصدر : عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد.

(٤) كنز الفوائد : ٤٢١ و ٤٢٢ ( النسخة الرضوية ) والآية في سورة الجن : ١٦.

(٥) كنز الفوائد : ٤٢١ و ٤٢٢ ( النسخة الرضوية ) والآية في سورة الجن : ١٦.

٢٩

يتعلمونه من الأئمة عليه‌السلام. انتهى (١).

أقول : استعارة الماء للعلم شائع لكونه سببا لحياة الروح كما أن الماء سبب لحياة البدن.

٢٦

باب

*(أن ولايتهم الصدق وأنهم الصادقون والصديقون)*

*(والشهداء والصالحون)*

الآيات : التوبة «٩» : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) «١١٩».

تفسير : قال الطبرسي رحمه‌الله في مصحف عبد الله وقراءة ابن عباس من الصادقين ـ وروي ذلك عن أبي عبد الله عليه‌السلام. ثم قال أي الذين يصدقون في أخبارهم ولا يكذبون ومعناه كونوا على مذهب من يستعمل الصدق في أقواله وأفعاله وصاحبوهم ورافقوهم وقد وصف الله الصادقين في سورة البقرة بقوله ( وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ) إلى قوله ( أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) (٢) فأمر سبحانه بالاقتداء بهؤلاء وقيل المراد بالصادقين هم الذين ذكرهم الله في كتابه وهو قوله ( رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) يعني حمزة بن عبد المطلب وجعفر بن أبي طالب ومنهم من ينتظر (٣) يعني علي بن أبي طالب.

وروى الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) مع علي عليه‌السلام وأصحابه.

__________________

(١) مجمع البيان ١٠ : ٣٧١ و ٣٧٢.

(٢) البقرة : ١٧٧.

(٣) الأحزاب : ٢٣.

٣٠

وروى جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) (١) قال مع آل محمد عليه‌السلام (٢)

. ١ ـ فس : ( وَمَنْ يُطِعِ اللهَ وَالرَّسُولَ فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) قال ( النَّبِيِّينَ ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَالصِّدِّيقِينَ ) علي عليه‌السلام ( وَالشُّهَداءِ ) الحسن والحسين ( وَالصَّالِحِينَ ) الأئمة ( وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) القائم من آل محمد عليه‌السلام (٣).

٢ ـ كنز : روى الشيخ الطوسي رحمه الله في كتاب مصباح الأنوار بإسناده عن أنس قال : صلى بنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في بعض الأيام صلاة الفجر ثم أقبل علينا بوجهه الكريم فقلت له يا رسول الله أرأيت أن تفسر لنا قوله تعالى : ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله أما النبيون فأنا وأما الصديقون فأخي علي عليه‌السلام وأما الشهداء فعمي حمزة وأما الصالحون فابنتي فاطمة وأولادها الحسن والحسين عليهم السلام الخبر (٤).

٣ ـ ير : بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن الحسن بن علي عن أحمد بن عائذ عن ابن أذينة عن بريد العجلي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال إيانا عنى (٥).

٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب جابر الأنصاري عن الباقر عليه‌السلام في قوله ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) أي مع آل محمد عليه‌السلام (٦).

٥ ـ ير : بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن عن أحمد بن محمد قال : سألت الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال الصادقون الأئمة الصديقون بطاعتهم (٧).

__________________

(١) في المصدر : عن ابى جعفر عليه‌السلام.

(٢) مجمع البيان ٥ : ٨٠ و ٨١.

(٣) تفسير القمي : ١٣١. والآية في النساء : ٦٩.

(٤) كنز الفوائد : ٦٧. والآية في النساء : ٦٩.

(٥) بصائر الدرجات : ١٠ والآية في التوبة : ١١٩.

(٧) بصائر الدرجات : ١٠ والآية في التوبة : ١١٩.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٤.

٣١

٦ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسن بن علي بن بزيع معنعنا عن أصبغ بن نباتة قال لي علي بن أبي طالب عليه‌السلام إني أريد أن أذكر حديثا قلت فما يمنعك (١) يا أمير المؤمنين أن تذكره فقال ما قلت هذا إلا وأنا أريد أن أذكره ثم قال عليه‌السلام إذا جمع الله الأولين والآخرين كان أفضلهم سبعة منا بني عبد المطلب الأنبياء أكرم الخلق ونبينا أفضل الأنبياء (٢) عليهم الصلاة والسلام ثم الأوصياء أفضل الأمم بعد الأنبياء ووصيه أفضل الأوصياء ثم الشهداء أفضل الأمم بعد الأوصياء (٣) وحمزة سيد الشهداء وجعفر ذو الجناحين يطير مع الملائكة لم ينحله شهيدا قط قبله رحمة الله عليهم أجمعين (٤) وإنما ذلك شيء أكرم الله به محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) ثم قال ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ذلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللهِ وَكَفى بِاللهِ عَلِيماً ) ثم السبطان الحسن والحسين والمهدي عليهم السلام والتحية والإكرام جعله الله ممن يشاء من أهل البيت (٦).

٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد معنعنا عن سليمان الديلمي قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام إذ دخل عليه أبو بصير وقد أخذه النفس فلما أن أخذ مجلسه قال أبو عبد الله عليه‌السلام يا أبا محمد ما هذه النفس العالي قال جعلت فداك يا ابن رسول الله كبرت سني ودق عظمي واقترب أجلي ولست أدري ما أرد عليه من أمر آخرتي فقال أبو عبد الله عليه‌السلام يا أبا محمد وإنك لتقول هذا فقال وكيف لا أقول هذا فذكر كلاما ثم قال يا أبا محمد لقد ذكر الله (٧) في كتابه المبين ( فَأُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ

__________________

(١) في المصدر : فقال عمار بن ياسر : فذكره قال : انى أريد ان اذكر حديثا ، قال ابو أيوب الأنصاري : فما يمنعك.

(٢) في المصدر : اكرم الخلق على الله ، ونبينا أكرم الأنبياء.

(٣) في المصدر : بعد الأنبياء والأوصياء.

(٤) المصدر يخلو عن قوله : رحمة الله عليهم أجمعين.

(٥) في المصدر : وجه محمد.

(٦) تفسير فرات : ٣٥ و ٣٦ والآيتان في النساء : ٦٩ و ٧٠.

(٧) في النسخة المخطوطة : [ لقد ذكرك الله ] وفي المصدر : لقد ذكركم الله في كتابه المبين بقوله.

٣٢

أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً ) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الآية ( النَّبِيِّينَ ) ونحن في هذا الموضع ( الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ ) وأنتم الصالحون فتسموا بالصلاح كما سماكم الله يا أبا محمد (١).

٨ ـ قب : لابن شهرآشوب تفسير أبي يوسف يعقوب بن سفيان عن مالك بن أنس عن نافع عن ابن عمر قال : ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ) قال أمر الله الصحابة أن يخافوا الله ثم قال ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) يعني مع محمد وأهل بيته عليه‌السلام (٢).

٩ ـ أقول جماعة بإسنادهم عن جابر بن عبد الله الأنصاري في قوله تعالى : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) قال مع محمد وأهل بيته عليه‌السلام (٣).

١٠ ـ أقول قال السيد بن طاوس قدس الله روحه رأيت في تفسير منسوب إلى الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) يقول كونوا مع علي بن أبي طالب وآل محمد صلوات الله عليهم قال الله تعالى : ( مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ ) وهو حمزة بن عبد المطلب عليه‌السلام ( وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ ) وهو علي بن أبي طالب يقول الله ( وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً ) (٤) وقال الله ( اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) وهم هاهنا آل محمد عليه‌السلام (٥).

بيان : التمسك بتلك الآية لإثبات الإمامة في المعصومين عليه‌السلام بين الشيعة معروف. وقد ذكره المحقق الطوسي طيب الله روحه القدوسي في كتاب التجريد (٦) ووجه الاستدلال بها إن الله تعالى أمر كافة المؤمنين بالكون مع الصادقين وظاهر أن ليس المراد به الكون معهم بأجسامهم بل المعنى لزوم طرائقهم ومتابعتهم في

__________________

(١) تفسير فرات : ٣٦. والآية في النساء : ٦٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٨٨ والآية في التوبة : ١١٩.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٨٨ والآية في التوبة : ١١٩.

(٤) الأحزاب : ٢٣.

(٥) سعدا السعود : ١٢٢. والآية في التوبة : ١١٩.

(٦) كشف المراد : ٢٢٢.

٣٣

عقائدهم وأقوالهم وأفعالهم ومعلوم أن الله تعالى لا يأمر عموما بمتابعة من يعلم صدور الفسق والمعاصي عنه مع نهيه عنها فلا بد من أن يكونوا معصومين لا يخطئون في شيء حتى تجب متابعتهم في جميع الأمور وأيضا أجمعت الأمة على أن خطاب القرآن عام لجميع الأزمنة لا يختص بزمان دون زمان فلا بد من وجود معصوم في كل زمان ليصح أمر مؤمنين كل زمان بمتابعتهم.

فإن قيل لعلهم أمروا في كل زمان بمتابعة الصادقين الكائنين في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يتم وجود المعصوم في كل زمان.

قلنا لا بد من تعدد الصادقين أي المعصومين بصيغة الجمع ومع القول بالتعدد يتعين القول بما تقوله الإمامية إذ لا قائل بين الإمامية بتعدد المعصومين في زمن الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله مع خلو سائر الأزمنة عنهم مع قطع النظر عن بعد هذا الاحتمال عن اللفظ.

وسيأتي تمام القول في ذلك في أبواب النصوص على أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه. والعجب من إمامهم الرازي كيف قارب ثم جانب وسدد ثم شدد وأقر ثم أنكر وأصر حيث قال في تفسير تلك الآية إنه تعالى أمر المؤمنين بالكون مع الصادقين ومتى وجب الكون مع الصادقين فلا بد من وجود الصادقين لأن الكون مع الشيء مشروط بوجود ذلك الشيء فهذا يدل على أنه لا بد من وجود الصادقين في كل وقت وذلك يمنع من إطباق الكل على الباطل فوجب (١) إن أطبقوا على شيء أن يكونوا محقين فهذا يدل على أن إجماع الأمة حجة.

فإن قيل لم لا يجوز أن يقال المراد بقوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) أي كونوا على طريقة الصالحين (٢) كما أن الرجل إذا قال لولده كن مع الصالحين لا يفيد إلا ذلك سلمنا ذلك لكن نقول إن هذا الأمر كان موجودا في زمان

__________________

(١) في المصدر : ومتى امتنع اطباق الكل على الباطل وجب.

(٢) في المصدر : على طريقة الصادقين.

٣٤

الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فقط وكان (١) هذا أمرا بالكون مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فلا يدل على وجود صادق في سائر الأزمنة سلمنا ذلك لكن لم لا يجوز أن يكون ذلك الصادق هو المعصوم الذي يمتنع خلو زمان التكليف عنه كما تقوله الشيعة.

فالجواب عن الأول أن قوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) أمر بموافقة الصادقين ونهى عن مفارقتهم وذلك مشروط بوجود الصادقين وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب فدلت هذه الآية على وجود الصادقين وقوله إنه محمول على أن يكون على طريقة الصادقين فنقول إنه عدول عن الظاهر من غير دليل قوله هذا الأمر مختص بزمان الرسول قلنا هذا باطل لوجوه الأول أنه ثبت بالتواتر الظاهر من دين محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله أن التكاليف المذكورة في القرآن متوجهة على المكلفين إلى قيام القيامة فكان الأمر في هذا التكليف كذلك.

والثاني أن الصيغة تتناول الأوقات كلها بدليل صحة الاستثناء.

والثالث لما لم يكن الوقت المعين مذكورا في لفظ الآية لم يكن حمل الآية على البعض أولى من حملها على الباقي فإما أن لا يحمل على شيء (٢) فيفضي إلى التعطيل وهو باطل أو على الكل فهو المطلوب.

والرابع أن قوله ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ ) أمر لهم بالتقوى وهذا الأمر إنما يتناول من يصح منه أن لا يكون متقيا وإنما يكون كذلك لو كان جائز الخطاء فكانت الآية دالة على أن من كان جائز الخطاء وجب كونه مقتديا بمن كان واجب العصمة وهم الذين حكم الله بكونهم صادقين وترتب الحكم في هذا يدل على أنه إنما وجب على جائز الخطاء كونه مقتديا به ليكون مانعا لجائز الخطاء عن الخطاء وهذا المعنى قائم في جميع الأزمان فوجب حصوله في كل الأزمان.

__________________

(١) في المصدر : فكان.

(٢) في المصدر : على شيء من الأوقات.

٣٥

قوله لم لا يجوز أن يكون المراد هو كون المؤمن مع المعصوم الموجود في كل زمان.

قلنا نحن معترف (١) بأنه لا بد من معصوم في كل زمان إلا أنا نقول إن ذلك المعصوم هو مجموع الأمة وأنتم تقولون إن ذلك المعصوم واحد منهم فنقول هذا الثاني باطل لأنه تعالى أوجب على كل من المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين وإنما يمكنه ذلك لو كان عالما بأن ذلك الصادق من هو لأن الجاهل بأنه من هو لو كان مأمورا بالكون معه كان ذلك تكليف ما لا يطاق لأنا لا نعلم إنسانا معينا موصوفا بوصف العصمة والعلم وأنا لا نعلم أن هذا الإنسان حاصل بالضرورة فثبت أن قوله ( كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ) ليس أمرا بالكون مع شخص معين ولما بطل هذا بقي أن المراد منه الكون مع جميع الأمة وذلك يدل على أن قول مجموع الأمة صواب وحق ولا نعني بقولنا الإجماع حجة إلا ذلك انتهى كلامه. (٢) والحمد لله الذي حقق الحق بما أجرى على أقلام أعدائه ألا ترى كيف شيد ما ادعته الإمامية بغاية جهده ثم بأي شيء تمسك في تزييفه والتعامي عن رشده وهل هذا إلا كمن طرح نفسه في البحر العجاج رجاء أن يتشبث للنجاة بخطوط الأمواج ولنشر إلى شيء مما في كلامه من التهافت والاعوجاج فنقول كلامه فاسد من وجوه أما أولا فبأنه بعد ما اعترف بأن الله تعالى إنما أمر بذلك لتحفظ الأمة عن الخطإ في كل زمان فلو كان المراد ما زعمه من الإجماع كيف يحصل العلم بتحقق الإجماع في تلك الأعصار مع انتشار علماء المسلمين في الأمصار وهل يجوز عاقل إمكان الاطلاع على جميع أقوال آحاد المسلمين في تلك الأزمنة ولو تمسك بالإجماع الحاصل في الأزمنة السابقة فقد صرح بأنه لا بد في كل زمان من معصوم محفوظ عن الخطاء.

__________________

(١) في المصدر نعترف.

(٢) مفاتيح الغيب ٤ : ١٧٦٠ و ١٧٦١.

٣٦

وأما ثانيا فبأنه على تقدير تسليم تحقق الإجماع والعلم في تلك الأزمنة فلا يتحقق ذلك إلا في قليل من المسائل فكيف يحصل تحفظهم عن الخطاء بذلك.

وأما ثالثا فبأنه لا يخفى على عاقل أن الظاهر من الآية أن المأمورين بالكون غير من أمروا بالكون معهم وعلى ما ذكره يلزم اتحادهما.

وأما رابعا فبأن المراد بالصادق إما الصادق في الجملة فهو يصدق على جميع المسلمين فإنهم صادقون في كلمة التوحيد لا محالة أو في جميع الأقوال والأول لا يمكن أن يكون مرادا لأنه يلزم أن يكونوا مأمورين باتباع كل من آحاد المسلمين كما هو الظاهر من عموم الجمع المحلى باللام فتعين الثاني وهو لازم العصمة وأما الذي اختاره من إطلاق الصادقين على المجموع من حيث المجموع من جهة أنهم من حيث الاجتماع ليسوا بكاذبين فهذا احتمال لا يجوزه كردي لم يأنس بكلام العرب قط.

وأما خامسا فبأن تمسكه في نفس ما يدعيه الشيعة في معرفة الإمام لا يخفى سخافته إذ كل جاهل وضال ومبتدع في الدين يمكن أن يتمسك بهذا في عدم وجوب اختيار الحق والتزام الشرائع فلليهود أن يقولوا لو كان محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله نبيا لكنا عالمين بنبوته ولكنا نعلم ضرورة أنا غير عالمين به وكذا سائر فرق الكفر والضلالة وليس ذلك إلا لتعصبهم ومعاندتهم وتقصيرهم في طلب الحق ولو رفعوا أغشية العصبية عن أبصارهم ونظروا في دلائل إمامتهم ومعجزاتهم ومحاسن أخلاقهم وأطوارهم لأبصروا ما هو الحق في كل باب ولم يبق لهم شك ولا ارتياب وكفى بهذه الآية على ما قرر الكلام فيها دليلا على لزوم الإمام في كل عصر وزمان.

١١ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي بإسناد أخي دعبل عن الرضا عن آبائه عن علي صلوات الله عليهم في قوله تعالى : ( فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ كَذَبَ عَلَى اللهِ وَكَذَّبَ بِالصِّدْقِ إِذْ جاءَهُ ) قال الصدق ولايتنا أهل البيت (١).

قب : لابن شهرآشوب عن أمير المؤمنين عليه‌السلام مثله (٢)

__________________

(١) أمالي ابن الشيخ : ٢٣٢. والآية في الزمر : ٣٢.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٨٨.

٣٧

بيان : لعل الغرض بيان معظم أفراد الصدق (١) الذي أتى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا تخصيصه بالولاية.

١٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسن بن علي المقري رفعه إلى أبي أيوب الأنصاري قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الصديقون ثلاثة حزقيل مؤمن آل فرعون وحبيب صاحب ياسين وعلي بن أبي طالب وهو أفضل الثلاثة (٢).

١٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الفزاري عن محمد بن عمرو عن عبد الله بن سليمان عن إسماعيل بن إبراهيم عن عمرو بن الفضل البصري عن عباد بن صهيب عن جعفر بن محمد عن آبائه عليه‌السلام قال : هبط على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ملك له عشرون ألف رأس فوثب النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ليقبل يده فقال له الملك مهلا مهلا يا محمد فأنت والله أكرم على الله من أهل السماوات وأهل الأرضين أجمعين والملك يقال له محمود فإذا بين منكبيه مكتوب ـ لا إله إلا الله محمد رسول الله علي الصديق الأكبر فقال له النبي حبيبي محمود منذ كم هذا مكتوب بين منكبيك قال من قبل أن يخلق الله آدم أباك باثني عشر ألف عام (٣).

١٤ ـ أقول روى الطبرسي عن العياشي بإسناده عن منهال القصاب قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ادع الله أن يرزقني الشهادة فقال إن المؤمن شهيد ثم تلا ( وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ).

١٥ ـ وبإسناده أيضا عن الحارث بن المغيرة قال : كنا عند أبي جعفر عليه‌السلام فقال العارف منكم هذا الأمر المنتظر له المحتسب فيه الخير كمن جاهد والله مع قائم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه ثم قال بل والله كمن جاهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بسيفه ثم قال الثالثة بل والله كمن استشهد مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في فسطاطه وفيكم آية من كتاب الله قلت أي آية جعلت فداك قال قول الله عز وجل : ( وَالَّذِينَ

__________________

(١) كل واحد من اقوال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم صدق : فمن لم يقبل أحدا منها فقد كذب بالصدق.

(٢) كنز جامع الفوائد : ٣٨٣ النسخة الرضوية.

(٣) كنز جامع الفوائد : ٣٨٣ النسخة الرضوية.

٣٨

آمَنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ أُولئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَداءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ ) ثم قال صرتم والله صادقين شهداء عند ربكم (١).

١٦ ـ لي : الأمالي للصدوق ابن موسى عن الأسدي عن سهل عن مبارك مولى الرضا عن الرضا عليه السلام قال : لا يكون المؤمن مؤمنا حتى يكون فيه ثلاث خصال سنة من ربه وسنة من نبيه وسنة من وليه فأما السنة من ربه فكتمان سره قال الله جل جلاله ( عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ ) (٢) وأما السنة من نبيه فمداراة الناس (٣) فقال ( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِينَ ) (٤) وأما السنة من وليه فالصبر في البأساء والضراء ويقول الله جل جلاله ( وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ) (٥).

١٧ ـ ن : أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن سهل عن الحارث عن ابن أبي الدلهاث مولى الرضا عليه‌السلام مثله (٦) ـ كا : علي بن محمد بن بندار عن إبراهيم بن إسحاق عن سهل بن الحارث الدلهاث مولى الرضا عليه‌السلام مثله (٧) بيان الآية هكذا ( لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ

__________________

(١) مجمع البيان ٩ : ٢٣٨. والآية في الحديد : ١٩.

(٢) الجن : ٢٦ و ٢٧.

(٣) زاد في المصادر الثلاثة : فان الله عز وجل امر نبيه بمداراة الناس فقال.

(٤) الأعراف : ١٩٩.

(٥) أمالي الصدوق : ١٩٨ والآية في البقرة : ١٧٧.

(٦) عيون الأخبار : ١٤٢ فيه : عن الحارث بن دلهات عن أبيه مولى الرضا عليه‌السلام قال : سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول.

(٧) أصول الكافي ٢ : ٢٤١ و ٢٤٢ فيه : [ عن سهل بن الحارث عن الدلهاث مولى الرضا عليه‌السلام قال : سمعت الرضا عليه‌السلام ] أقول : لعل الصحيح عن الحارث.

٣٩

عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ ) الآية ويدل الخبر على نزولها فيهم ويؤيده الأخبار السابقة.

٢٧

(باب)

*(آخر في تأويل قوله تعالى : أن لهم قدم صدق عند ربهم (١))*

١ ـ فس : أبي عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليهم السلام (٢).

شي : عن اليماني مثله (٣).

كا : علي عن أبيه مثله.

بيان : لعل المراد ولايتهم أو شفاعتهم أو المراد بالقدم المتقدم في العز والشرف ويؤيد الأول.

٢ ـ ما رواه الكليني عن الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس عمن رفعه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ ) قال ولاية أمير المؤمنين صلوات الله عليه (٤).

وقال الطبرسي : قال ابن الأعرابي القدم المتقدم في الشرف وقال أبو عبيدة والكسائي كل سابق في خير أو شر فهو عند العرب قدم ويقال

__________________

(١) يونس : ٢.

(٢) تفسير القمي : ٢٨٤. لم يذكر فيه وفي تفسير العياشي : والأئمة عليهم‌السلام.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ١٢٠ فيه : إبراهيم بن عمر عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) أصول الكافي ١ : ٤٢٢.

٤٠