بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

محبوب عن منصور بزرج عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال النجم رسول الله والعلامات الأئمة من بعده عليه وعليهم السلام (١).

شي : عن أبي بصير مثله (٢).

٢٣ ـ شي : تفسير العياشي عن المفضل بن صالح عن بعض أصحابه عن أحدهما عليه‌السلام في قوله ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال هو أمير المؤمنين عليه‌السلام (٣).

٢٤ ـ شي : تفسير العياشي عن معلى بن خنيس عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) فالنجم (٤) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والعلامات الأوصياء بهم يهتدون (٥).

فر : علي بن محمد الزهري رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام وذكر مثله (٦).

٢٥ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي مخلد الحناط (٧) قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال النجم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والعلامات الأوصياء (٨).

٢٦ ـ شي : تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن أبي الحسن عليه‌السلام في قول الله تعالى ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال نحن العلامات والنجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٩).

٢٧ ـ شي : تفسير العياشي عن إسماعيل بن أبي زياد عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال له ظاهر وباطن فالظاهر الجدي وعليه

__________________

(١) أمالي ابن الشيخ : ١٠١ و ١٠٢. والآية في النحل : ١٦.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ فيه : قال : هم الأئمة.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٥.

(٥) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٥.

(٤) في المصدر وتفسير فرات : قال : النجم.

(٦) تفسير فرات : ٨٤.

(٧) في المصدر : الخياط وهو الصحيح.

(٨) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ ، والآية في النحل : ١٦.

(٩) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦ ، والآية في النحل : ١٦.

٨١

تبنى القبلة وبه يهتدي أهل البر والبحر لأنه لا يزول (١).

٢٨ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الورد عن أبي جعفر في قوله تعالى : ( وَعَلاماتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ ) قال نحن النجم (٢).

٢٩ ـ وعن الهيتي وداود الجصاص عن الصادق عليه‌السلام والوشاء عن الرضا عليه‌السلام النجم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والعلامات الأئمة (٣).

٣٠ أبو المضا عن الرضا عليه‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لعلي عليه‌السلام أنت نجم بني هاشم (٤).

٣١ ـ وعنه صلى‌الله‌عليه‌وآله (٥) أنت أحد العلامات (٦).

٣٢ ـ عباية عن علي عليه‌السلام مثل أهل بيتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم (٧).

٣١

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام حبل الله المتين والعروة الوثقى وأنهم آخذون بحجزة الله)*

الآيات البقرة «٢» : ( فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى لَا انْفِصامَ لَها ) ٢٥٦.

آل عمران «٣» : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) وقال تعالى ( ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ ما ثُقِفُوا إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) «١١٢».

__________________

(١) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٦. اقول لم يذكر الباطن وهو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم والأئمة عليهم‌السلام لمعلوميته عند الراوي : او ذكره ولم يذكره الراوي.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٣.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٣.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٣.

(٥) في المصدر : قال : انت.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٣.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٣.

٨٢

تفسير : الطاغوت الشيطان والأصنام وكل معبود غير الله وكل مطاع باطل سوى أولياء الله وقد عبر الأئمة عن أعدائهم في كثير من الروايات والزيارات بالجبت والطاغوت واللات والعزى وسيأتي في باب جوامع الآيات النازلة فيهم عليهم السلام أن الصادق عليه‌السلام قال : عدونا في كتاب الله الفحشاء والمنكر والبغي والأصنام والأوثان والجبت والطاغوت.

والعروة ما يتمسك به والانفصام الانقطاع.

وقال الطبرسي قيل في معنى حبل الله أقوال.

أحدها أنه القرآن وثانيها أنه دين الإسلام وثالثها ما رواه أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : نحن حبل الله الذي قال ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) والأولى حمله على الجميع والذي يؤيده ما رواه أبو سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض (١).

. وقال رحمه‌الله في قوله : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) (٢) أي بعهد من الله وعهد من الناس.

أقول سيأتي في كتاب أحوال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام أخبار كثيرة في أنه المراد بالحبل في الآيتين.

١ ـ كنز : ذكر صاحب نهج الإيمان في تأويل قوله تعالى : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) ـ روى أبو عبد الله الحسين بن جبير في كتاب نخب المناقب لآل أبي طالب حديثا مسندا إلى الرضا عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من أحب أن يتمسك بالعروة

__________________

(١) مجمع البيان ٢ : ٤٨٢.

(٢) مجمع البيان ٢ : ٤٨٨.

٨٣

الوثقى فليستمسك (١) بحب علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

٢ ـ وروي أيضا في الكتاب المذكور عن الحسين بن جبير بإسناده إلى أبي جعفر الباقر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( إِلاَّ بِحَبْلٍ مِنَ اللهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ ) قال حبل من الله كتاب الله وحبل من الناس علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

٣ ـ مد : العمدة بإسناده عن الثعلبي عن عبد الله بن محمد بن عبد الله عن عثمان بن الحسن عن جعفر بن محمد بن أحمد عن حسن بن حسين عن يحيى بن علي الربعي عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : نحن حبل الله الذي قال الله تعالى : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٤).

قب : لابن شهرآشوب أبان مثله (٥).

٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب موسى بن جعفر عن آبائه عليه‌السلام وأبو الجارود عن الباقر عليه‌السلام وزيد بن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قال مودتنا أهل البيت (٦).

٥ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي أبو عمرو (٧) عن ابن عقدة عن جعفر بن علي بن نجيح عن حسن بن حسين عن أبي حفص الصائغ (٨) عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال نحن الحبل (٩).

__________________

(١) في النسخة المخطوطة : [ فليتمسك ] وفي المصدر : ان يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك.

(٢) كنز الفوائد : ٤٤.

(٣) كنز الفوائد : ٥٨. فيه حديثا مسندا الى ابى جعفر الباقر عليه‌السلام.

(٤) العمدة : ٣٥.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٣.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧٠ و ١٧١.

(٧) في المصدر : [ ابو عمر ] وهو عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي.

(٨) في المصدر : قال أبو العباس هو عمر بن راشد أبو سليمان.

(٩) أمالي ابن الشيخ : ١٧١.

٨٤

قب : أبو حفص مثله (١).

٦ ـ فس : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً ) قال التوحيد والولاية.

وفي رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( وَلا تَفَرَّقُوا ) قال إن الله تبارك وتعالى علم أنهم سيفترقون بعد نبيهم ويختلفون فنهاهم الله عن التفرق كما نهى من كان قبلهم فأمرهم أن يجتمعوا على ولاية آل محمد عليه‌السلام ولا يتفرقوا (٢).

٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسين (٣) عن أبيه عن حصين بن مخارق عن أبي الحسن موسى عن آبائه عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقى ) قال مودتنا أهل البيت (٤).

٨ ـ وبهذا الإسناد عن حصين عن هارون بن سعيد عن زيد بن علي عليه‌السلام قال : العروة الوثقى المودة لآل محمد عليه‌السلام (٥).

٩ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : آل محمد عليه‌السلام هم حبل الله الذي أمر بالاعتصام به فقال ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) (٦).

أقول : قد مضت أخبار الحجزة في كتاب التوحيد وغيره وسيأتي إن شاء الله تعالى.

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٢ : ٢٧٣.

(٢) تفسير القمي : ٩٨.

(٣) في المصدر : أحمد بن الحسين بن سعيد.

(٤) كنز الفوائد ٢٢٦.

(٥) كنز الفوائد ٢٢٦.

(٦) تفسير العياشي ١ : ١٩٤.

٨٥

٣٢

(باب)

*(أن الحكمة معرفة الإمام)*

١ ـ فس : الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن علي بن محمد عن بكر بن صالح عن جعفر بن يحيى عن علي بن القصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت جعلت فداك قوله ( وَلَقَدْ آتَيْنا لُقْمانَ الْحِكْمَةَ ) قال أوتي معرفة إمام زمانه (١).

٢ سن ، المحاسن أبي عن النضر عن الحلبي عن أبي بصير قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) فقال هي طاعة الله ومعرفة الإمام (٢).

كا : علي عن اليقطيني عن يونس عن أيوب بن الحسن عن أبي بصير مثله (٣) ـ شي : عن أبي بصير مثله (٤).

٣ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام قال سمعته يقول ( وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً ) قال معرفة الإمام واجتناب الكبائر التي أوجب الله عليها النار (٥).

٤ ـ شي : تفسير العياشي عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله قال : الحكمة المعرفة (٦) والتفقه في الدين فمن فقه منكم فهو حكيم وما أحد يموت من المؤمنين أحب إلى إبليس من فقيه (٧).

أقول : قد مضى مثلها بأسانيد مع شرحها في كتاب العلم.

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٠٥. والآية في لقمان : ١٢.

(٢) محاسن البرقي : ١٤٨ والآية في البقرة : ٢٦٩.

(٣) أصول الكافي ١ : ١٨٥ فيه : ايوب بن الحر.

(٤) تفسير العياشي ١ : ١٥١.

(٥) تفسير العياشي ١ : ١٥١.

(٦) في المصدر : قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : « ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا » فقال : ان الحكمة.

(٧) تفسير العياشي ١ : ١٥١ فيه : وما من احد.

٨٦

٣٣

(باب)

*(أنهم : الصافون والمسبحون وصاحب المقام المعلوم)*

*(وحملة عرش الرحمن وأنهم السفرة الكرام البررة)*

١ ـ فس : محمد بن جعفر عن عبد الله بن محمد بن خالد عن العباس بن عامر عن الربيع بن محمد عن يحيى بن مسلم عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال سمعته يقول ( وَما مِنَّا إِلاَّ لَهُ مَقامٌ مَعْلُومٌ ) قال نزلت في الأئمة والأوصياء من آل محمد صلوات الله عليهم (١).

قب : لابن شهرآشوب يحيى بن محمد الفارسي عنه عليه‌السلام مثله (٢) ـ فر : الفزاري (٣) بإسناده عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٢ ـ فس : أحمد بن محمد الشيباني عن محمد بن أحمد بن معاوية عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن محمد التفليسي عن الحسن بن محبوب عن صالح بن رزين عن شهاب بن عبد ربه قال سمعت الصادق عليه‌السلام يقول يا شهاب نحن شجرة النبوة ومعدن الرسالة ومختلف الملائكة ونحن عهد الله وذمته ونحن ود الله وحجته كنا أنوار صفوف (٥) حول العرش نسبح فيسبح أهل السماء بتسبيحنا إلى أن هبطنا إلى الأرض فسبحنا فسبح أهل الأرض بتسبيحنا ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) فمن وفى بذمتنا فقد وفى بعهد الله عز وجل وذمته ومن

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٦. والآية في الصافات : ١٦٤.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٣.

(٣) في المصدر : جعفر بن محمد الفزارى معنعنا عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

(٤) تفسير فرات : ١٣١.

(٥) في المصدر : ونحن ودائع الله وحجته ، كنا أنوارا صفوفا.

٨٧

خفر (١) ذمتنا فقد خفر ذمة الله عز وجل وعهده (٢).

بيان : كون الآيتين بعد ذكر الملائكة لا ينافي نزولهما فيهم عليه‌السلام فإن مثل ذلك كثير في القرآن مع أنه لكونهم من المقدسين الروحانيين واختلاطهم بالملائكة في عالم الظلال لا يبعد إطلاق الملائكة عليهم مجازا.

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عمر (٣) بن يونس الحنفي اليمامي عن داود بن سليمان المروزي عن الربيع بن عبد الله الهاشمي عن أشياخ من آل محمد عن علي بن أبي طالب عليه‌السلام قالوا (٤) قال علي عليه‌السلام في بعض خطبه إنا آل محمد كنا أنوارا حول العرش فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت الملائكة بتسبيحنا ثم أهبطنا إلى الأرض فأمرنا الله بالتسبيح فسبحنا فسبحت أهل الأرض بتسبيحنا ف ( إِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) (٥).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس رفعه إلى محمد بن زياد قال : سأل ابن مهران عبد الله بن العباس عن تفسير قوله تعالى : ( وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ) (٦) فقال ابن عباس إنا كنا عند رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأقبل علي بن أبي طالب عليه‌السلام فلما رآه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله تبسم في وجهه وقال مرحبا بمن خلقه الله قبل آدم بأربعين ألف عام فقلت يا رسول الله أكان الابن قبل الأب قال نعم إن الله تعالى خلقني وخلق عليا عليه‌السلام قبل أن يخلق آدم بهذه المدة خلق نورا فقسمه نصفين فخلقني

__________________

(١) أي : ومن نقض ذمتنا فقد نقص ذمة الله وعهده.

(٢) تفسير القمي : ٥٦٠ و ٥٦١.

(٣) في نسخة من المصدر : « أحمد بن محمد عن عمر بن يونس الحنفي اليمامى » وهو الصحيح : واحمد هو أحمد بن محمد بن عمر ، ابن ابن عمر بن يونس هذا.

(٤) في المصدر : عن اشياخ من آل علي عليه‌السلام قالوا.

(٥) كنز الفوائد : ٢٦١.

(٦) الصافات : ١٦٦ و ١٦٧.

٨٨

من نصفه وخلق عليا عليه‌السلام من النصف الآخر قبل الأشياء كلها ثم خلق الأشياء فكانت مظلمة فنورها من نوري ونور علي عليه‌السلام ثم جعلنا عن يمين العرش ثم خلق الملائكة فسبحنا فسبحت الملائكة وهللنا فهللت الملائكة وكبرنا فكبرت الملائكة فكان ذلك من تعليمي وتعليم علي عليه‌السلام وكان ذلك في علم الله السابق أن لا يدخل النار محب لي ولعلي عليه‌السلام ولا يدخل الجنة مبغض لي ولعلي ألا وإن الله عز وجل خلق ملائكة بأيديهم أباريق اللجين مملوة من ماء الحياة من الفردوس فما أحد من شيعة علي عليه‌السلام إلا وهو طاهر الوالدين تقي نقي مؤمن بالله فإذا أراد أحدهم (١) أن يواقع أهله جاء ملك من الملائكة الذين بأيديهم أباريق ماء الجنة فيطرح من ذلك الماء في الآنية التي يشرب منها فيشربه فبذلك الماء ينبت الإيمان في قلبه كما ينبت الزرع فهم على بينة من ربهم ومن نبيهم ومن وصيه علي عليه‌السلام ومن ابنتي الزهراء ثم الحسن ثم الحسين ثم الأئمة من ولد الحسين فقلت يا رسول الله ومن هم الأئمة قال أحد عشر مني وأبوهم علي بن أبي طالب عليه‌السلام ثم قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الحمد لله الذي جعل محبة علي والإيمان به سببين يعني سببا لدخول الجنة وسببا للنجاة من النار (٢).

٥ ـ فس : ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأوصياء من بعده يحملون علم الله ( وَمَنْ حَوْلَهُ ) يعني الملائكة ( يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يعني شيعة آل محمد ( رَبَّنا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تابُوا ) من ولاية فلان وفلان وبني أمية ( وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ ) أي ولاية ولي الله (٣) ( وَقِهِمْ عَذابَ الْجَحِيمِ رَبَّنا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدْتَهُمْ وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبائِهِمْ وَأَزْواجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) يعني

__________________

(١) في المصدر : فاذا أراد أبو أحدهم.

(٢) كنز الفوائد : ٢٦١ و ٢٦٢ فيه : « والايمان سببين » وفيه : وسببا للفوز من من النار.

(٣) في المصدر : اي ولاية على ولاية الله.

٨٩

من تولى عليا عليه‌السلام فذلك صلاحهم ( وَقِهِمُ السَّيِّئاتِ وَمَنْ تَقِ السَّيِّئاتِ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمْتَهُ ) يعني يوم القيامة ( وَذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ) لمن نجاه الله من ولاية فلان وفلان ثم قال ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا ) يعني بني أمية ( يُنادَوْنَ لَمَقْتُ اللهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمانِ ) يعني إلى ولاية علي عليه‌السلام ( فَتَكْفُرُونَ ) (١).

بيان : سيأتي الأخبار الكثيرة في إطلاق العرش على العلم إن شاء الله تعالى.

٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن خلف

بن حماد عن أبي أيوب الحذاء عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( بِأَيْدِي سَفَرَةٍ كِرامٍ بَرَرَةٍ ) قال هم الأئمة عليه‌السلام (٢).

٧ ـ فس : ( كَلاَّ إِنَّها تَذْكِرَةٌ ) قال القرآن ( فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ مَرْفُوعَةٍ ) قال عند الله ( مُطَهَّرَةٍ بِأَيْدِي سَفَرَةٍ ) قال بأيدي الأئمة ( كِرامٍ بَرَرَةٍ ) (٣).

بيان : قال البيضاوي ( سَفَرَةٍ ) أي كتبة من الملائكة أو الأنبياء (٤).

٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن محمد الفزاري عن أحمد بن الحسين (٥) عن محمد بن حاتم عن هارون بن الجهم عن محمد بن مسلم قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول قول الله تعالى (٦) ( الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ ) يعني (٧) محمدا وعليا والحسن والحسين وإبراهيم (٨) وإسماعيل وموسى وعيسى صلوات الله عليهم أجمعين (٩).

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٨٣. والآيات في سورة غافر : ٧ ـ ١٠.

(٢) كنز الفوائد : ٣٧٠ والآيتان في سورة عبس : ١٥ و ١٦.

(٣) تفسير القمي : ٧١٢. والآيات في عبس : ١٣ ـ ١٦.

(٤) أنوار التنزيل ٢ : ٥٨٥.

(٥) في المصدر : أحمد بن الحسين العلوى.

(٦) في المصدر : يقول في قوله عز وجل.

(٧) في المصدر : قال يعنى.

(٨) في المصدر : والحسين ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى.

(٩) كنز الفوائد : ٣٥١. والآية في سورة غافر : ٧.

٩٠

٩ ـ فس : ( إِنَّ الَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ ) يعني الأنبياء والرسل والأئمة عليه‌السلام ( لا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ ) (١).

إيضاح المشهور بين المفسرين أن المراد بهم الملائكة ولا بعد في هذا التأويل لأن كون الملائكة عند ربهم ليس إلا بحسب القرب المعنوي وهذا في الأنبياء والأئمة عليه‌السلام أتم.

١٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسن بن علي بن مهزيار عن أبيه عن جده عن علي بن حديد عن منصور بن يونس عن أبي السفاتج عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول ( وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً سُبْحانَهُ بَلْ عِبادٌ مُكْرَمُونَ ) وأومأ بيده إلى صدره وقال ( لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ ) إلى قوله ( وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ) (٢).

بيان لعله على تأويله عليه‌السلام يكون إشارة إلى قول من قال بألوهية أمير المؤمنين عليه‌السلام والأئمة عليه‌السلام مع أن لهم أولادا فالمراد بالعباد المكرمون الذين ظنوهم رحمانا ويحتمل أن يكون المعنى أنهم يدعون أن الله اتخذ الملائكة ولدا ثم نزه سبحانه نفسه تعالى عن ذلك ثم قال بل له عباد مكرمون عنده يصطفيهم ويختارهم وهم في غاية الإطاعة والانقياد والتذلل له فلا يبعد حينئذ أن يكون المراد بالعباد إما الأئمة عليه‌السلام أو ما يشملهم وسائر المكرمين من الملائكة والنبيين والوصيين صلوات الله عليهم أجمعين.

١١ ـ عد : العقائد وأما العرش الذي هو العلم فحملته أربعة من الأولين وأربعة من الآخرين فأما الأربعة من الأولين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام وأما الأربعة من الآخرين ـ فمحمد وعلي والحسن والحسين عليهم السلام هكذا روي بالأسانيد الصحيحة عن الأئمة عليه‌السلام (٣).

__________________

(١) تفسير القمي : ٢٣٤. والآية في الأعراف : ٢٠٦.

(٢) كنز الفوائد : ١٦٢. والآيات في الأنبياء. ٢٦ ـ ٢٨.

(٣) اعتقادات الصدوق : ٨٢.

٩١

٣٤

باب

*(أنهم : أهل الرضوان والدرجات وأعداءهم)*

*(أهل السخط والعقوبات)*

١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عن عمار الساباطي قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله تعالى : ( أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَ اللهِ كَمَنْ باءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللهِ وَمَأْواهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللهِ ) فقال الذين اتبعوا رضوان الله هم الأئمة عليه‌السلام وهم والله يا عمار درجات للمؤمنين وبولايتهم ومعرفتهم إيانا يضاعف لهم أعمالهم ويرفع الله لهم الدرجات العلى (١).

كا : علي بن محمد عن سهل عن ابن محبوب عن هشام بن سالم عن عمار مثله (٢).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن جابر بن يزيد قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ وَكَرِهُوا رِضْوانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) قال كرهوا عليا عليه‌السلام وكان علي رضا الله ورضا رسوله أمر الله بولايته يوم بدر ويوم حنين وببطن نخلة ويوم التروية ونزلت فيه اثنتان وعشرون آية في الحجة التي صد فيها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عن المسجد الحرام بالجحفة وبخم (٣).

روضة الواعظين عنه عليه‌السلام مثله (٤).

٣ ـ فس : ( ذلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا ما أَسْخَطَ اللهَ ) يعني موالاة فلان وفلان ظالمي أمير المؤمنين عليه‌السلام ( فَأَحْبَطَ أَعْمالَهُمْ ) يعني التي عملوها من الخير (٥).

__________________

(١) مناقب آل أبي أبي طالب ٣ : ٣١٤. والآية في آل عمران : ١٦١ و ١٦٢.

(٢) أصول الكافي ١ : ٤٣٠ فيه : يضاعف الله.

(٣) كنز الفوائد : ٣٠٣.

(٤) روضة الواعظين ١ : ١٢٨ والآية في سورة محمد : ٢٨.

(٥) تفسير القمي : ٦٣١. والآية في محمد : ٢٨.

٩٢

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد الواسطي عن زكريا بن يحيى عن إسماعيل بن عثمان عن عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قلت له قول الله عز وجل : ( لَقَدْ رَضِيَ اللهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ ) كم كانوا قال ألفا ومائتين قلت هل كان فيهم علي عليه‌السلام قال نعم سيدهم وشريفهم (١).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس (٢) عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) قال نزلت في علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

٦ ـ وروى الحسن بن محبوب (٤) عن صندل عن ابن فرقد قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام اقرءوا سورة الفجر في فرائضكم ونوافلكم فإنها سورة الحسين وارغبوا فيها رحمكم الله فقال له أبو أسامة وكان حاضر المجلس كيف صارت هذه السورة للحسين عليه‌السلام خاصة فقال ألا تسمع إلى قوله تعالى : ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي ) إنما يعني الحسين بن علي صلوات الله عليهما فهو ذو النفس المطمئنة الراضية المرضية وأصحابه من آل محمد صلوات الله عليهم الرضوان (٥) [ هم الراضون ] عن الله يوم القيامة وهو راض عنهم وهذه السورة في الحسين بن علي عليه‌السلام وشيعته وشيعة آل محمد خاصة فمن أدمن (٦) قراءة الفجر كان مع الحسين عليه‌السلام في درجته في الجنة ( إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) (٧).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٣٠٥ فيه : نعم علي سيدهم وشريفهم.

(٢) في المصدر : عن يونس بن يعقوب.

(٣) كنز الفوائد : ٣٨٦. والآيات في الفجر : ٢٧ ـ ٣٠.

(٤) في المصدر : وروى عن الحسن بن محبوب.

(٥) في المصدر : هم الراضون عن الله.

(٦) ادمن الشيء : ادامه.

(٧) كنز الفوائد : ٣٨٦.

٩٣

٧ ـ وروى الصدوق رحمه الله بإسناده عن سدير (١) قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه قال لا إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع لذلك فيقول له ملك الموت يا ولي الله لا تجزع فو الذي بعث محمدا بالحق لأنا أبر بك وأشفق عليك من الوالد البر الرحيم بولده افتح عينيك وانظر قال فيتمثل له رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة صلوات الله عليهم فيقول هؤلاء رفقاؤك فيفتح عينيه وينظر إليهم ثم تنادى نفسه ( يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ) إلى محمد وأهل بيته عليه‌السلام ( ارْجِعِي إِلى رَبِّكِ راضِيَةً ) بالولاية ( مَرْضِيَّةً ) بالثواب ( فَادْخُلِي فِي عِبادِي ) يعني محمد [ محمدا ] وأهل بيته ( وَادْخُلِي جَنَّتِي ) فما من شيء أحب إليه من انسلال روحه واللحوق بالمنادي (٢).

٣٥

*(باب أنهم : الناس)* (٣)

١ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم عبيد بن كثير عن أحمد بن صبيح عن الحسين بن علوان عن جعفر عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : قام رجل إلى علي عليه‌السلام فقال يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الناس وأشباه الناس والنسناس قال علي عليه‌السلام يا حسن أجبه قال فقال له الحسن عليه‌السلام سألت عن الناس فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الناس لأن الله يقول :

__________________

(١) في المصدر : وروى أبو جعفر محمد بن بابويه رحمه‌الله عن سعد بن عبد الله عن عباد بن سليمان عن سدير الصيرفى.

(٢) كنز الفوائد : ٣٨٦ و ٣٨٧.

(٣) وقد تطلق هذه الكلمة في الاخبار ويراد بها العامة كثيرا.

٩٤

( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) (١) ونحن منه وسألت عن أشباه الناس فهم شيعتنا وهم منا وهم أشباهنا وسألت عن النسناس وهم هذا السواد الأعظم وهو قول الله تعالى ( أُولئِكَ ) (٢) كالأنعام بل هم أضل سبيلا (٣).

بيان قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) (٤) قيل المراد بالناس سائر العرب وهو المروي عن أبي جعفر عليه‌السلام وقيل أراد به إبراهيم فإنه لما كان إماما كان بمنزلة الأمة فسماه وحده ناسا وقيل أراد إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ومن بعدهم من الأنبياء عليه‌السلام عن أبي عبد الله عليه‌السلام وقيل أراد به آدم عليه‌السلام وقيل هم العلماء الذين يعلمون الدين ويعلمونه الناس (٥).

٢ ـ كا : الكافي العدة عن سهل وعلي بن إبراهيم عن أبيه جميعا عن ابن محبوب عن عبد الله بن غالب عن أبيه عن سعيد بن المسيب قال سمعت علي بن الحسين عليه‌السلام يقول إن رجلا جاء إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام فقال أخبرني إن كنت عالما عن الناس وعن أشباه الناس وعن النسناس فقال أمير المؤمنين عليه‌السلام يا حسين أجب الرجل فقال الحسين عليه‌السلام أما قولك أخبرني عن الناس فنحن الناس ولذلك قال الله تبارك وتعالى ذكره في كتابه ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) (٦) فرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أفاض بالناس وأما قولك أشباه الناس فهم شيعتنا وهم موالينا وهم منا ولذلك قال إبراهيم صلى الله عليه ( فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي ) (٧) وأما قولك النسناس فهم السواد الأعظم وأشار بيده إلى جماعة الناس ثم قال ( إِنْ هُمْ

__________________

(١) البقرة : ١٩٩.

(٤) البقرة : ١٩٩.

(٦) البقرة : ١٩٩.

(٢) في المصدر : [ ان هم الا كالانعام ] وهو الصحيح ، والآية في الفرقان ٤٤ ، واما الآية التي ذكرها في المتن فهي في سورة الأعراف : ١٧٩ هكذا : اولئك كالانعام بل هم اضل اولئك هم الغافلون.

(٣) تفسير فرات : ٨.

(٥) مجمع البيان ٢ : ٢٩٦.

(٧) إبراهيم : ٣٦.

٩٥

إِلاَّ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً ) (١).

توضيح قال الجزري النسناس قيل هم يأجوج ومأجوج وقيل خلق على صورة الناس أشبهوهم في شيء وخالفوهم في شيء وليسوا من بني آدم وقيل هم من بني آدم ومنه الحديث أن حيا من عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل رجل منهم يد ورجل من شق واحد ينقرون كما ينقر الطائر ويرعون كما ترعى البهائم.

ونونها مكسورة وقد تفتح انتهى (٢).

وأما قوله عليه‌السلام فرسول الله الذي أفاض بالناس الظاهر أن المراد بالناس هنا غير ما هو المراد به في الآية على هذا التفسير والمراد بالناس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته عليه‌السلام كما مر لأن الله تعالى قال في تلك الآية مخاطبا لعامة الخلق ( ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفاضَ النَّاسُ ) (٣) وهم إنما أطاعوا هذا الأمر بأن أفاضوا مع الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله فهم الناس حقيقة ويحتمل على بعد أن يكون المراد بالناس هنا وفي الآية أهل البيت عليه‌السلام بأن يكون الرسول أمر بالإفاضة مع أهل بيته عليهم‌السلام.

وقال الفيروزآبادي السواد من الناس عامتهم.

٣ ـ فس : ( وَقالَ الْإِنْسانُ ما لَها ) قال ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام (٤).

__________________

(١) روضة الكافي : ٢٤٤ و ٢٤٥. والآية في الفرقان : ٤٤.

(٢) النهاية ٤ : ١٥٠.

(٣) البقرة : ١٩٩.

(٤) تفسير القمي : ٧٣٢ والآية في سورة الزلزلة : ٣.

٩٦

٣٦

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام البحر واللؤلؤ والمرجان)*

١ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن أحمد عن محفوظ بن بشر عن ابن شمر عن جابر عن أبي عبد الله قال عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال لا يبغي علي على فاطمة ولا تبغي فاطمة على علي ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسين عليه‌السلام (١).

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن جعفر بن سهل عن أحمد بن محمد عن عبد الكريم (٢) عن يحيى بن عبد الحميد عن قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي (٣) عن أبي سعيد الخدري في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة قال لا يبغي هذا على هذه ولا هذه على هذا ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين (٤).

٣ ـ كنز : علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن محمد بن سنان (٥) عن أبي الجارود عن الضحاك عن ابن عباس في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ ) علي وفاطمة ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام (٦).

__________________

(١) كنز الفوائد : ٣٢٠. والآيات في سورة الرحمن : ١٩ ـ ٢٢.

(٢) في المصدر : عن أحمد بن محمد بن عبد الكريم.

(٣) قال ابن حجر في التقريب : عمارة بن جوين أبو هارون العبدى مشهور بكنيته شيعى.

(٤) كنز الفوائد : ٣٦٦. ( النسخة الرضوية ).

(٦) كنز الفوائد : ٣٦٦. ( النسخة الرضوية ).

(٥) في المصدر : [ محمد بن صلة ] ولعله مصحف : والظاهر بقرينة ابى الجارود ان الرجل هو محمد بن سنان الباهلى أبو بكر البصرى المعروف بالعوقى. والعوقة : حى من الازد نزل فيهم.

٩٧

٤ ـ كنز : علي بن مخلد الدهان عن أحمد بن سليمان عن إسحاق بن إبراهيم الأعمش عن كثير بن هشام عن كهمش (١) بن الحسن عن أبي السليل (٢) عن أبي ذر رضي الله عنه في قوله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) قال علي وفاطمة عليه‌السلام ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين عليه‌السلام فمن رأى مثل هؤلاء الأربعة علي وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا كافر فكونوا مؤمنين بحب أهل البيت ولا تكونوا كفارا ببغض أهل البيت فتلقوا في النار (٣).

بيان قال الطبرسي رحمه‌الله البحران العذب والمالح يلتقيان ثم لا يختلط أحدهما بالآخر ومعنى مرج أرسل.

وقد روي عن سلمان الفارسي وسعيد بن جبير وسفيان الثوري بأن البحرين علي وفاطمة عليه‌السلام بينهما برزخ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسين عليه‌السلام ولا غرو أن يكونا بحرين لسعة فضلهما وكثرة خيرهما فإن البحر إنما يسمى بحرا لسعته.

وقد قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لفرس ركبه وأجراه فأحمده وجدته بحرا (٤).

انتهى.

أقول لا غرو أي لا عجب.

٥ ـ ل : الخصال أبي عن سعيد عن الأصبهاني عن المنقري عن يحيى بن سعيد القطان قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال علي وفاطمة بحران من العلم عميقان لا يبغي أحدهما على صاحبه ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) الحسن والحسين عليه‌السلام (٥).

__________________

(١) في التقريب : كهمس بالمهملة.

(٢) ابو السليل هو ضريب بن نقير القيسي الجريرى.

(٣) كنز الفوائد : ٣٦٦ ( النسخة الرضوية ).

(٤) مجمع البيان ٩ : ٢٠١.

(٥) الخصال ١ : ٣٤.

٩٨

فس : محمد بن أبي عبد الله عن سعد مثله (١).

٦ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو معاوية الضرير عن الأعمش بن أبي صالح عن ابن عباس أن فاطمة عليه‌السلام بكت للجوع والعري فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اقنعي يا فاطمة بزوجك فو الله إنه سيد في الدنيا وسيد في الآخرة وأصلح بينهما فأنزل الله ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ ) يقول أنا الله أرسلت البحرين علي بن أبي طالب عليه‌السلام بحر العلم وفاطمة بحر النبوة ( يَلْتَقِيانِ ) يتصلان أنا الله أوقعت الوصلة بينهما ثم قال ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ ) مانع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يمنع علي بن أبي طالب عليه‌السلام أن يحزن لأجل الدنيا ويمنع فاطمة أن تخاصم بعلها لأجل الدنيا ( فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُما ) يا معشر الجن والإنس ( تُكَذِّبانِ ) بولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام أو حب فاطمة الزهراء عليها السلام فاللؤلؤ الحسن والمرجان الحسين لأن اللؤلؤ الكبار والمرجان الصغار (٢).

٧ ـ مد : العمدة بإسناده عن الثعلبي من تفسيره عن الحسين بن محمد الدينوري عن موسى بن محمد عن علي بن محمد بن الحسن بن علوية عن رجل من أهل مصر (٣) عن أبي حذيفة عن أبيه عن سفيان الثوري في قول الله عز وجل : ( مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيانِ بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ ) قال فاطمة وعلي عليه‌السلام ( يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجانُ ) قال الحسن والحسين ع.

قال الثعلبي وروي هذا القول أيضا عن سعيد بن جبير وقال : ( بَيْنَهُما بَرْزَخٌ ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

__________________

(١) تفسير القمي : ٦٥٩.

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٠١.

(٣) في المصدر : الدينورى حدثنا ( موسى خ ل ) محمد بن علي بن عبد الله قال : قرأ أبى على أبى محمد بن الحسين بن علوية القطان من كتابه وانا اسمع حدثنا بعض أصحابنا حدثني رجل من أهل مصر يقال له : طسم.

(٤) العمدة : ٢١٠.

٩٩

٣٧

(باب)

*(أنهم : الماء المعين والبئر المعطلة والقصر المشيد)*

*(وتأويل السحاب والمطر والظل والفواكه وسائر المنافع)*

*(الظاهرة بعلمهم وبركاتهم عليهم‌السلام )*

١ ـ فس : قوله ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) قال أرأيتم إن أصبح إمامكم غائبا فمن يأتيكم بإمام مثله.

حدثنا محمد بن جعفر عن محمد بن أحمد عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن علي الفزاري عن محمد بن جمهور عن فضالة بن أيوب قال : سئل الرضا عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقال عليه‌السلام ماؤكم أبوابكم أي الأئمة والأئمة أبواب الله (١) بينه وبين خلقه ( فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) يعني يأتيكم بعلم الإمام (٢).

٢ ـ غط : الغيبة للشيخ الطوسي جماعة عن التلعكبري عن أحمد بن علي عن الأسدي عن سعد عن ابن عيسى عن موسى بن القاسم وأبي قتادة معا عن علي بن حفص عن علي بن جعفر عن أخيه موسى عليه‌السلام قال : قلت له ما تأويل قول الله ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) فقال إذا فقدتم إمامكم فلم تروه فما ذا تصنعون (٣).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد بن يسار عن محمد بن خالد عن النضر عن يحيى الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ ماؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِماءٍ مَعِينٍ ) قال إن غاب إمامكم

__________________

(١) في المصدر : اي الأئمة أبواب الله.

(٢) تفسير القمي : ٦٩٠. والآية في سورة الملك : ٣٠.

(٣) غيبة الطوسي : ١١٠ و ١١١. والآية في سورة الملك : ٣٠.

١٠٠