بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

وأن يتقوا الله الخبر (١).

٢٢ ـ كا : الكافي العدة عن سهل عن ابن أبي نجران عن حماد بن عيسى عن أبي السفاتج عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( اصْبِرُوا وَصابِرُوا وَرابِطُوا ) قال اصبروا على الفرائض وصابروا على المصائب ورابطوا على الأئمة (٢).

٥٨

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام المظلومون وما نزل في ظلمهم)*

١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ ) قال نزلت فينا (٣).

٢ ـ ابن عباس في قوله تعالى : ( وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً ) أنزلت في رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته خاصة (٤).

٣ ـ شي : تفسير العياشي عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا (٥) على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنا لِلظَّالِمِينَ ) آل محمد حقهم ( ناراً ) (٦).

كا : بإسناده عن أبي حمزة مثله (٧).

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٤٥١.

(٢) أصول الكافي ٢ : ٨١. والآية في آل عمران : ٢٠٠.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣١٤ : والآية في الحج : ٤٠ والحشر : ٨.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٧٠ : والآية في آل عمران : ١٨٦.

(٥) لعل المراد انها نزل بهذا المعنى. وليس المراد انها نزلت بهذه الألفاظ.

(٦) تفسير العياشي ٢ : ٣٢٦ والآية في الكهف : ٢٩.

(٧) أصول الكافي ١ : ٤٢٥ رواه بإسناده عن أحمد بن مهران عن عبد العظيم عن محمد ابن الفضيل عن ابى حمزة. وفيه : قل الحق من ربكم في ولاية على وفيه : للظالمين آل محمد نارا.

٢٢١

٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الحسن الماضي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) إن الله أعز وأمنع من أن يظلم وأن ينسب نفسه إلى ظلم ولكن الله خلطنا بنفسه فجعل ظلمنا ظلمه وولايتنا ولايته (١).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه عليه‌السلام في قوله تعالى : وقد خاب من حمل ظلما لآل محمد هكذا نزلت (٢).

٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسن بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير عن ابن أذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : قوله عز وجل : ( وَما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللهَ ) وظلم آل محمد ف ( إِنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعِقابِ ) لمن ظلمهم (٣).

٧ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله تعالى : ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) الآية فقال أبو عبد الله عليه‌السلام نزلت هذه الآية هكذا ( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ ) يعني ولاية علي فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين آل محمد نارا أحاط بهم سرادقها (٤).

٨ ـ شي : تفسير العياشي عن زيد الشحام عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل بهذه (٥) الآية فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (٦).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٠٤ والآية في البقرة : ٥٧ والأعراف : ١٦٠.

(٢) كنز الفوائد : ١٥٩ فيه : محمد بن حماد. والآية في طه : ١١١.

(٣) كنز الفوائد : ٣٣٦. والآية في الحشر : ٧.

(٤) تفسير القمي : ٣٩٦. والآية في الكهف : ٢٩.

(٥) أي نزل بهذا المعنى ، لا انه نزل بهذه الألفاظ. والفاظ الآية هكذا : فبدل الذين ظلموا قولا غير الذي قيل لهم فانزلنا على الذين ظلموا رجزا من السماء بما كانوا يفسقون.

(٦) تفسير العياشي ١ : ٤٥ والآية في البقرة : ٥٩.

٢٢٢

٩ ـ فس : ( احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ ) قال الذين ظلموا آل محمد ( وَأَزْواجَهُمْ ) قال وأشباههم (١).

١٠ ـ فس : محمد بن جعفر الرزاز عن يحيى بن زكريا عن علي بن حسان عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( ما أَصابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَها ) صدق الله وبلغت رسله وكتابه في السماء علمه بها وكتابه (٢) في الأرض إعلامنا في ليلة القدر وفي غيرها (٣) ( إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرٌ ) (٤)

١١ ـ وحدثنا محمد بن أبي عبد الله عن سهل عن الحسن بن العباس بن الجريش (٥) عن أبي جعفر الثاني في قوله ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ) قال قال أبو عبد الله عليه‌السلام سأل رجل أبي عليه‌السلام عن ذلك فقال نزلت في أبي بكر وأصحابه واحدة مقدمة وواحدة مؤخرة ( لِكَيْلا تَأْسَوْا ) (٦) على ما فاتكم مما خص به علي بن أبي طالب عليه‌السلام ( وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) من الفتنة التي عرضت لكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله فقال الرجل أشهد أنكم أصحاب الحكم الذي لا اختلاف فيه ثم قام الرجل فذهب فلم أره (٧).

بيان : سيأتي شرح الخبر في باب الأرواح التي فيهم إن شاء الله.

١٢ ـ فس : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ ) إلى قوله ( لَقَدِيرٌ ) قال نزلت في علي وجعفر وحمزة ثم جرت في الحسين عليه‌السلام وقوله ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا ) الآية

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٥٥ فيه : [ ظلموا آل محمد حقهم ] والآية في الصافات : ٢٢.

(٢) في المصدر : كتابة.

(٣) في المصدر : وفي غير هذا.

(٤) تفسير القمي : ٦٦٥. والآية في الحديد : ٢٢ و ٢٣.

(٧) تفسير القمي : ٦٦٥. والآية في الحديد : ٢٢ و ٢٣.

(٥) في المصدر : [ الحريش ] بالحاء المهملة وهو الصحيح.

(٦) في المصدر : لكيلا تأسوا.

٢٢٣

قال الحسين عليه‌السلام (١) حين طلبه يزيد لعنه الله ليحمله إلى الشام فهرب إلى الكوفة وقتل بالطف (٢).

١٣ ـ حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن ابن مسكان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ ) الآية قال إن العامة يقولون نزلت في رسول الله لما أخرجته قريش من مكة وإنما هو القائم عليه‌السلام إذا خرج يطلب بدم الحسين وهو قوله نحن أولياء الدم وطلاب (٣) الدية (٤).

١٤ ـ كنز : روى شيخ الطائفة في كتاب مصباح الأنوار بإسناده عن محمد بن إسماعيل عن أبي الحسن الميثمي عن علي بن مهرويه عن داود بن سليمان عن الرضا عن آبائه عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حرم الله الجنة على ظالم أهل بيتي وقاتلهم وسابيهم (٥) والمعين عليهم ثم تلا هذه الآية ( أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) (٦).

١٥ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عليه‌السلام عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نزل جبرئيل عليه‌السلام بهذه الآية على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله هكذا فبدل الذين ظلموا آل محمد حقهم قولا غير الذي قيل لهم فأنزلنا على الذين ظلموا آل محمد حقهم رجزا من السماء بما كانوا يفسقون (٧) وقال عليه‌السلام (٨) نزل جبرئيل بهذه الآية هكذا إن الذين ظلموا (٩)

__________________

(١) في المصدر : قال في الحسين عليه‌السلام.

(٢) تفسير القمي : ٤٤٠ و ٤٤١ والآيتان في الحج : ٣٩ و ٤٠.

(٣) في نسخة : وطلاب الترة.

(٤) تفسير القمي : ٤٤٠ و ٤٤١.

(٥) في المصدر : وشانيهم.

(٦) كنز الفوائد : ٥٤. والآية في آل عمران : ٧٧.

(٧) البقرة : ٥٩.

(٨) من هاهنا حديث برأسه ذكره المصنف بالاسناد.

(٩) الآية في النساء : ١٦٨ هكذا : ان الذين كفروا وظلموا لم يكن الله اه.

٢٢٤

آل محمد حقهم لم يكن الله ليغفر لهم ولا ليهديهم طريقا إلا طريق جهنم خالدين فيها أبدا وكان ذلك على الله يسيرا ثم قال ( يا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ ) في ولاية علي عليه‌السلام ( فَآمِنُوا خَيْراً لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا ) بولاية علي ( فَإِنَّ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ ) (١).

بيان : قوله فبدل الذين ظلموا آل محمد لعل المعنى أن ولاية آل محمد في تلك الآية نظير مورد هذا الآية في بني إسرائيل كما ورد في الأخبار المستفيضة أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : مثل أهل بيتي مثل باب حطة في بني إسرائيل.

أو أن هذا من بطون الآية بمعنى أنه المقصود منها لأنه تعالى إنما أورد القصص في القرآن للتذكير والتنبيه على ما هو نظيرها في تلك الأمة على أنه قد ورد في تفسير الإمام الحسن العسكري عليه‌السلام وغيره أنه كان كتب على باب حطة بني إسرائيل أسماء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والأئمة عليه‌السلام وأمروا بأن يخضعوا لهم ويقروا بفضلهم فأبوا فنزل عليهم الرجز فلا إشكال حينئذ والآية الثانية في القرآن هكذا ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَظَلَمُوا لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلا لِيَهْدِيَهُمْ طَرِيقاً ) الآية.

١٥ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عمن أخبره عن علي بن جعفر قال سمعت أبا الحسن عليه‌السلام يقول لما رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تيما وعديا وبني أمية يركبون منبره أفظعه فأنزل الله تبارك وتعالى قرآنا يتأسى به ( وَإِذْ قُلْنا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبى ) ثم أوحى إليه يا محمد إني أمرت فلم أطع فلا تجزع أنت إذا أمرت فلم تطع في وصيك (٢).

١٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن خالد البرقي عن محمد بن علي الصيرفي عن ابن فضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد (٣) ظالمي آل محمد حقهم إلا خسارا (٤).

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٤٢٣ و ٤٢٤.

(٢) أصول الكافي ١ : ٤٢٦. والآية في طه : ١١٦.

(٣) في نسخة : ولا يزيد الظالمين : ظالمى آل محمد.

(٤) كنز الفوائد : ١٤٠. والآية في الاسراء : ٨٣ وهي هكذا : ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.

٢٢٥

١٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن أبي الحسن موسى عن أبيه عليه‌السلام قال : نزلت هذه الآية وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ولا يزيد الظالمين لآل محمد إلا خسارا (١).

١٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد السياري (٢) عن محمد بن خالد البرقي عن الحسين بن سيف عن أخيه عن أبيه عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قوله تعالى : وقل الحق من ربكم في ولاية علي عليه‌السلام فمن شاء فيؤمن ومن شاء فيكفر إنا أعتدنا لظالمي آل محمد حقهم نارا أحاط بهم سرادقها (٣).

١٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن البرقي عن محمد بن علي عن علي بن حماد الأزدي عن عمرو بن شمر عن جابر عن أبي عبد الله عليه‌السلام (٤) في قوله عز وجل : ( وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ) قال الذين ظلموا آل محمد حقهم (٥).

٢٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عن أبيه عن جده عليه‌السلام قال : نزلت هذه الآية في آل محمد خاصة ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) إلى قوله (٦) ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (٧).

٢١ ـ كنز : بهذا الإسناد عنه عليه‌السلام في قوله تعالى : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٤٠ والآية في الاسراء : ٨٣ وهي هكذا : ولا يزيد الظالمين إلا خسارا.

(٢) في المصدر : أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد السيارى.

(٣) كنز الفوائد : ١٤١. والآية في الكهف : ٢٩ وهي هكذا : إنا اعتدنا للظالمين نارا.

(٤) في المصدر : عن أبي جعفر عليه‌السلام.

(٥) كنز الفوائد : ١٦٢. والآية في الأنبياء : ٣.

(٦) في المصدر : ثم تلى إلى قوله.

(٧) كنز الفوائد : ١٧٢. والآيات في الحج : ٣٩ ـ ٤١.

٢٢٦

دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ ) قال نزلت فينا خاصة في أمير المؤمنين عليه‌السلام وذريته وما ارتكب من أمر فاطمة عليه‌السلام (١).

٢٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن اليقطيني عن صفوان عن حكيم الحناط عن ضريس عن أبي جعفر عليه‌السلام (٢) قال سمعته يقول ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال الحسن والحسين عليهما السلام (٣).

٢٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد المالكي عن محمد بن عيسى عن يونس عن المثنى عن عبد الله بن عجلان عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) قال هي في القائم عليه السلام وأصحابه (٤).

بيان قال الطبرسي رحمه‌الله هذه الآية أول آية نزلت في القتال وتقديره أذن للمؤمنين أن يقاتلوا من أجل أنهم ظلموا بأن أخرجوا من ديارهم وقصدوا بالإيذاء والإهانة ( وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وهذا وعد لهم بالنصر أنه سينصرهم وقال أبو جعفر عليه‌السلام نزلت في المهاجرين وجرت في آل محمد الذين أخرجوا من ديارهم وأخيفوا (٥).

٢٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن محمد بن عبد الرحمن عن المفضل عن جعفر بن الحسين الكوفي عن محمد بن زيد مولى أبي جعفر عن أبيه قال : سألت مولاي أبا جعفر عليه‌السلام قلت قوله عز وجل : ( الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللهُ ) قال نزلت في علي (٦) وحمزة وجعفر

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٧٢ و ١٧٣.

(٣) كنز الفوائد : ١٧٢ و ١٧٣.

(٢) في المصدر : عن جعفر عليه‌السلام.

(٤) كنز الفوائد : ١٧٢.

(٥) مجمع البيان ٧ : ٧٨.

(٦) في الكافي : فى رسول الله وعلى.

٢٢٧

عليه‌السلام ثم جرت في الحسين عليه‌السلام (١).

٢٥ ـ كا : الكافي بإسناده عن سلام بن المستنير عنه عليه‌السلام مثله (٢)

٢٦ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد بن سعيد عن أحمد بن الحسين عن أبيه عن حصين بن مخارق عن عبيد الله (٣) بن الحسين عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي عن أبيه صلوات الله عليهم قال : لما نزلت ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) قال قلت يا رسول الله ما هذه الفتنة قال يا علي إنك مبتلى بك وإنك مخاصم فأعد للخصومة (٤).

٢٧ ـ كنز : أحمد بن هوذة (٥) عن إبراهيم بن إسحاق عن عبد الله بن حماد عن سماعة عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ذات ليلة في المسجد فلما كان قرب الصبح دخل أمير المؤمنين عليه‌السلام فناداه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال يا علي قال لبيك قال هلم إلي فلما دنا منه قال يا علي بت الليلة حيث تراني فقد سألت ربي ألف حاجة فقضاها لي وسألت لك مثلها فقضاها وسألت لك ربي أن يجمع لك أمتي من بعدي فأبى علي ربي فقال ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) (٦).

٢٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين اليقطيني (٧) عن عيسى بن مهران عن الحسن بن الحسين العرني عن علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن حسن بن حسين عن يحيى بن علي بن أسباط (٨) عن السدي في قوله

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٧٢.

(٢) روضة الكافي : ٣٣٧ و ٣٣٨.

(٣) في المصدر : عن عبد الله بن الحسين.

(٤) كنز الفوائد : ٢٢٠ والآيتان في العنكبوت : ١ و ٢.

(٥) الصحيح كما في المصدر : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة.

(٦) كنز الفوائد : ٢٢٠ و ٢٢١.

(٧) في المصدر : محمد بن الحسين الخثعمي.

(٨) في المصدر : عن حسن بن حسين بن يحيى عن علي بن اسباط.

٢٢٨

عز وجل : ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا ) قال علي وأصحابه ( وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) أعداؤه (١).

٢٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله عن إبراهيم بن محمد عن علي بن هلال (٢) الأحمسي عن الحسن بن وهب عن جابر الجعفي عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولئِكَ ما عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ ) قال ذاك القائم عليه‌السلام إذا قام انتصر من بني أمية ومن المكذبين والنصاب (٣).

٣٠ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن السياري عن محمد بن خالد عن محمد بن علي الصيرفي عن محمد بن الفضيل عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قرأ (٤) وترى ظالمي آل محمد (٥) حقهم لما رأوا العذاب وعلي هو العذاب يقولون هل إلى مرد من سبيل (٦).

٣١ ـ وبهذا الإسناد عنه عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( إِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا ) آل محمد حقهم ( عَذاباً دُونَ ذلِكَ ) (٧).

٣٢ ـ كنز : بهذا الإسناد عن البرقي عن محمد بن أسلم عن أيوب البزاز عن ابن شمر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله (٨) عز وجل ( خاشِعِينَ مِنَ الذُّلِ

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٢١ والآيات في العنكبوت : ١ ـ ٣.

(٢) في المصدر : إبراهيم بن محمد عن على ابن محمد عن علي بن هلال.

(٣) كنز الفوائد : ٢٨٧ والآية في الشورى : ٤١.

(٤) أي فسر الآية هكذا.

(٥) في المصدر : [ وترى الظالمين محمد حقهم ] ولعله مصحف : وترى الظالمين محمدا حقهم.

(٦) كنز الفوائد : ٢٨٧. والآية في الشورى : ٤٣ وهي هكذا : وترى الظالمين لما رأوا العذاب.

(٧) كنز الفوائد : ٣١٢. والآية في الطور : ٤٧.

(٨) في المصدر : قال في قوله عز وجل.

٢٢٩

يَنْظُرُونَ مِنْ طَرْفٍ خَفِيٍ ) يعني إلى القائم عليه‌السلام (١).

٣٣ ـ وبهذا الإسناد عنه قال : ( وَلَنْ يَنْفَعَكُمُ الْيَوْمَ إِذْ ظَلَمْتُمْ ) آل محمد حقهم ( أَنَّكُمْ فِي الْعَذابِ مُشْتَرِكُونَ ) (٢).

٣٤ ـ وبهذا الإسناد عن البرقي عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَما ظَلَمْناهُمْ وَلكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ ) قال وما ظلمناهم بتركهم ولاية أهل بيتك ولكن كانوا هم الظالمين (٣).

٣٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن عبد الرحمن عن محمد بن سليمان بن بزيع عن جميع بن المبارك عن إسحاق بن محمد عن أبيه عن جعفر بن محمد عن آبائه عليهم السلام قال (٤) قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لفاطمة عليه‌السلام إن زوجك يلاقي بعدي كذا ويلاقي بعدي كذا فخبرها بما يلقى بعدي فقالت يا رسول الله ألا تدعو الله أن يصرف ذلك عنه فقال قد سألت الله ذلك له فقال إنه مبتلى ومبتلى به فهبط جبرئيل فقال ( قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الَّتِي تُجادِلُكَ فِي زَوْجِها وَتَشْتَكِي إِلَى اللهِ وَاللهُ يَسْمَعُ تَحاوُرَكُما إِنَّ اللهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ) وشكواها له لا منه ولا عليه (٥).

بيان : على هذا التأويل لا يكون حكم الظهار مربوطا بهذه الآية ومثل هذا في الآيات كثير.

٣٦ ـ كنز : قد جاءت الرواية أنه لما تم لأبي بكر ما تم وبايعه من بايع جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه‌السلام وهو يسوي قبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمسحاة في يده وقال له إن القوم قد بايعوا أبا بكر ووقعت الخذلة في الأنصار لاختلافهم وبدر (٦)

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨٧. والآية في الشورى : ٤٤.

(٢) كنز الفوائد : ٢٩٠ و ٢٩١. والآية في الزخرف : ٣٩.

(٣) كنز الفوائد : ٢٩٧ والآية في الزخرف : ٧٦.

(٤) في المصدر : عن جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم‌السلام انه قال : ان النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم قال.

(٥) كنز الفوائد : ٣٣٥ والآية في المجادلة : ١.

(٦) أي سبق الطلقاء لبيعة أبى بكر.

٢٣٠

الطلقاء للعقد للرجل خوفا من إدراككم الأمر فوضع طرف المسحاة في الأرض ويده عليها ثم قال ( بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ أَنْ يَسْبِقُونا ساءَ ما يَحْكُمُونَ ) (١).

٣٧ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر قال : قلت لأبي جعفر عليه‌السلام قوله لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ليس لك من الأمر شيء فسره لي قال فقال أبو جعفر عليه‌السلام (٢) يا جابر إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان حريصا على أن يكون علي عليه‌السلام من بعده على الناس وكان عند الله خلاف ما أراد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال قلت فما معنى ذلك قال نعم عنى بذلك قول الله لرسوله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ ) يا محمد في علي الأمر إلي في علي وفي غيره ألم أنزل إليك يا محمد فيما أنزلت من كتابي إليك ( الم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ) إلى قوله ( وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ ) قال فوض رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الأمر إليه (٣).

أقول : وقد بين وأوضح أمير المؤمنين عليه‌السلام في الخطبة القاصعة تأويل هذه الآية.

__________________

(١) لم نجد الرواية في كنز الفوائد : والنسخة المخطوطة من المصدر قد خلت عنها رأسا ، والظاهران في الرمز وهم ولعلها من كتاب آخر ، والآيات في العنكبوت : ١ ـ ٣.

(٢) في المصدر : فقال أبو جعفر عليه‌السلام : لشيء قاله الله ولشيء اراده الله يا جابر.

(٣) تفسير العياشي ١ : ١٩٧ و ١٩٨.

٢٣١

٥٩

(باب)

*( نادر في تأويل قوله تعالى : ( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) (١) )*

١ ـ ج : الإحتجاج عن أبي حمزة الثمالي قال : أتى الحسن البصري أبا جعفر عليه‌السلام فقال جئتك لأسألك عن أشياء من كتاب الله فقال له أبو جعفر عليه‌السلام أ لست فقيه أهل البصرة قال قد يقال ذلك فقال له أبو جعفر عليه‌السلام هل بالبصرة أحد تأخذ عنه قال لا قال فجميع أهل البصرة يأخذون عنك قال نعم فقال له أبو جعفر عليه‌السلام سبحان الله لقد تقلدت (٢) عظيما من الأمر بلغني عنك أمر فما أدري أكذاك أنت أم يكذب عليك قال ما هو قال زعموا أنك تقول إن الله خلق العباد ففوض إليهم أمورهم قال فسكت الحسن فقال أفرأيت من قال الله له في كتابه إنك آمن هل عليه خوف بعد هذا القول فقال الحسن لا فقال أبو جعفر عليه‌السلام إني أعرض عليك آية وأنهي إليك خطبا (٣) ولا أحسبك إلا وقد فسرته على غير وجهه فإن كنت فعلت ذلك فقد هلكت وأهلكت فقال له ما هو قال أرأيت حيث يقول ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) يا حسن بلغني أنك أفتيت الناس فقلت هي مكة فقال أبو جعفر عليه‌السلام فهل يقطع على من حج مكة وهل يخاف أهل مكة وهل تذهب أموالهم فمتى يكونون آمنين (٤) بل فينا

__________________

(١) سورة سبأ : ١٨.

(٢) أي توليت امرا عظيما وألزمته نفسك.

(٣) في المصدر : وانهى إليك خطابا.

(٤) في المصدر : قال : بلى ، قال : فمتى يكونون آمنين!.

٢٣٢

ضرب الله الأمثال في القرآن فنحن القرى التي بارك الله فيها وذلك قول الله عز وجل : فمن أقر بفضلنا حيث أمرهم الله (١) أن يأتونا فقال ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها ) أي جعلنا بينهم وبين شيعتهم القرى التي باركنا فيها ( قُرىً ظاهِرَةً ) والقرى الظاهرة الرسل والنقلة عنا إلى شيعتنا وفقهاء شيعتنا إلى شيعتنا وقوله ( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ ) فالسير مثل للعلم سيروا به ( لَيالِيَ وَأَيَّاماً ) مثل لما يسير من العلم في الليالي والأيام عنا إليهم في الحلال والحرام والفرائض والأحكام ( آمِنِينَ ) فيها إذا أخذوا من معدنها الذي أمروا أن يأخذوا منه ( آمِنِينَ ) من الشك والضلال والنقلة من الحرام إلى الحلال لأنهم أخذوا العلم ممن وجب لهم بأخذهم إياه عنهم المغفرة (٢) لأنهم أهل ميراث العلم من آدم إلى حيث انتهوا ذرية مصطفاة بعضها من بعض فلم ينته الاصطفاء إليكم بل إلينا انتهى ونحن تلك الذرية (٣) لا أنت ولا أشباهك يا حسن فلو قلت لك حين ادعيت ما ليس لك وليس إليك يا جاهل أهل البصرة لم أقل فيك إلا ما علمته منك وظهر لي عنك وإياك أن تقول بالتفويض فإن الله جل وعز لم يفوض الأمر إلى خلقه وهنا منه وضعفا ولا أجبرهم على معاصيه ظلما (٤) والخبر طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

٢ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب ج ، الإحتجاج عن الثمالي قال : دخل قاض من قضاة أهل الكوفة على علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له جعلني الله فداك أخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال له ما يقول الناس فيها قبلكم بالعراق قال يقولون إنها مكة قال وهل رأيت السرق في موضع أكثر منه بمكة قال فما هو

__________________

(١) في المصدر : حيث امر الله :.

(٢) في المصدر : ممن وجب لهم اخذهم إياه عنهم بالمعرفة.

(٣) في المصدر : ونحن تلك الذرية المصطفاة.

(٤) احتجاج الطبرسي : ١٧٨.

٢٣٣

قال إنما عنى الرجال (١) قال وأين ذلك في كتاب الله فقال أوما تسمع إلى قوله عز وجل : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ ) (٢) وقال ( وَتِلْكَ الْقُرى أَهْلَكْناهُمْ ) (٣) وقال ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) (٤) فليسأل القرية (٥) أو الرجال والعير قال وتلا عليه‌السلام آيات في هذا المعنى قال جعلت فداك فمن هم قال نحن هم وقوله (٦) ( سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال آمنين من الزيغ (٧).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن علي بن زكريا البصري عن الهيثم بن عبد الله الرماني عن الرضا عن أبيه عن جده جعفر عليه‌السلام قال : دخل على أبي بعض من يفسر القرآن فقال له أنت فلان وسماه باسمه قال نعم قال أنت الذي تفسر القرآن قال نعم قال فكيف تفسر هذه الآية ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) قال هذه بين مكة ومنى فقال له أبو عبد الله عليه‌السلام أ يكون في هذا الموضع خوف وقطيع قال نعم قال فموضع يقول الله أمن يكون فيه خوف وقطع قال فما هو قال ذاك نحن أهل البيت قد سماكم الله ناسا وسمانا قرى قال جعلت فداك أوجدني هذا في كتاب الله أن القرى رجال فقال أبو عبد الله عليه السلام أليس الله تعالى يقول ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) (٨) فللجدران والحيطان السؤال أم للناس وقال تعالى ( وَإِنْ مِنْ

__________________

(١) في المصدر : انما عنى به الرجال.

(٢) الطلاق : ٨.

(٣) الكهف : ٥٩.

(٤) يوسف : ٨٢.

(٥) في الاحتجاج : [ فيسأل القرية ] وفي المناقب : فنسأل القرية.

(٦) في المصدر : فقال : أو ما تسمع إلى قوله.

(٧) احتجاج الطبرسي : ١٧١ : مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٧٣ و ٢٧٤.

(٨) يوسف : ٨٢.

٢٣٤

قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوها قَبْلَ يَوْمِ الْقِيامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوها عَذاباً شَدِيداً ) (١) فمن المعذب الرجال أم الجدران والحيطان (٢).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن هوذة الباهلي عن إبراهيم بن إسحاق النهاوندي عن عبد الله بن حماد الأنصاري عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : دخل الحسن البصري على محمد بن علي عليه‌السلام فقال له يا أخا أهل البصرة بلغني أنك فسرت آية من كتاب الله على غير ما أنزلت فإن كنت فعلت فقد هلكت واستهلكت قال وما هي جعلت فداك قال قول الله عز وجل : ( وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بارَكْنا فِيها قُرىً ظاهِرَةً وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) ويحك كيف يجعل الله لقوم أمانا ومتاعهم يسرق بمكة والمدينة وما بينهما وربما أخذ عبد أو قتل وفاتت نفسه ثم مكث مليا ثم أومأ بيده إلى صدره وقال نحن القرى التي بارك الله فيها قال جعلت فداك أوجدت (٣) هذا في كتاب الله إن القرى رجال قال نعم قول الله عز وجل : ( وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّها وَرُسُلِهِ فَحاسَبْناها حِساباً شَدِيداً وَعَذَّبْناها عَذاباً نُكْراً ) (٤) فمن العاتي على الله عز وجل الحيطان والبيوت أم الرجال فقال الرجال ثم قال جعلت فداك زدني قال قوله عز وجل : في سورة يوسف (٥) عليه السلام ( وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيها وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنا فِيها ) لمن أمروه (٦) أن يسأل القرية والعير أم الرجال فقال جعلت فداك فأخبرني عن القرى الظاهرة قال هم شيعتنا يعني العلماء منهم (٧).

__________________

(١) الإسراء : ٥٨.

(٢) كنز الفوائد : ٢٤٥ و ٢٤٦.

(٣) في نسخة : أوجدنى.

(٤) الطلاق : ٨.

(٥) يوسف : ٨٢.

(٦) في نسخة : فمن أمروه.

(٧) كنز الفوائد : ٢٤٦ و ٢٤٧.

٢٣٥

٥ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب دخل أبو حنيفة على أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله عليه‌السلام عن أشياء لم يعرف الجواب عنها فكان فيما سأله أن قال له أخبرني عن قول الله تعالى : ( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) (١) أي موضع هو قال هو ما بين مكة والمدينة فقال عليه‌السلام نشدتكم (٢) بالله هل تسيرون بين مكة والمدينة لا تأمنون على دمائكم من القتل وعلى أموالكم من السرق ثم قال وأخبرني عن قوله ( وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً ) (٣) أي موضع هو قال ذاك بيت الله الحرام فقال نشدتكم بالله هل تعلمون أن عبد الله بن الزبير وسعيد بن جبير دخلاه فلم يأمنا القتل قال فأعفني يا ابن رسول الله (٤).

بيان : أقول التأويل الوارد في تلك الأخبار من غرائب التأويل ولعل الوجه فيها ما أشرنا إليه مرارا من أن ما ذكره سبحانه في القرآن الكريم من القصص إنما هو لزجر هذه الأمة (٥) عن أشباه أعمالهم وتحذيرهم عن أمثال ما نزل بهم من العقوبات ولم يقع في الأمم السابقة شيء إلا وقد وقع نظيره في هذه الأمة كقصة هارون مع العجل والسامري وما وقع على أمير المؤمنين عليه‌السلام من أبي بكر وعمر وكقارون وعثمان وصفورا والحميراء وأشباه ذلك مما قد أشرنا إليه في كتاب النبوة لكن بعضها ظاهر الانطباق على ما مضى وبعضها يحتاج إلى تنبيه وأمثال ذلك من القسم الثاني فإن نظير ما وقع على قوم سبإ من حرمانهم لنعم الله تعالى لكفرانهم وتعويضهم بالخمط (٦) والأثل أن الله

__________________

(١) سبأ : ١٢.

(٢) في نسخة : [ ناشدتكم ] أقول نشده الله وبالله : استحلفه أي سأله وأقسم عليه بالله. ناشده : حلفه.

(٣) آل عمران : ٩٧.

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٧٧.

(٥) ويشير الى ذلك قوله تعالى : في صدر القصة : [ لقد كان لسبإ في مسكنهم آية ] وقوله : إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور.

(٦) الخمط : الحامض او المر من كل شيء. الحمل القليل من كل شجر : الاثل : شجر يشبه الطرفاء الا انه أعظم منها وخشبه صلب جيد تصنع منه القصاء والجفان.

٢٣٦

تعالى هيأ لهم من أثمار حدائق الحقائق ببركة الصادقين من أهل بيت العصمة صلوات الله عليهم ما لا يحيط به البيان مع كونهم آمنين من فتن الجهالات والضلالات فلما كفروا بتلك النعمة سلبهم الله تعالى إياها فغاب أو خفي عنهم وذهبت الرواة وحملة الأخبار من بينهم أو خفوا عنهم فابتلوا بالآراء والمقاييس واشتبه عليهم الأمور وقل عندهم ما يتمسكون به من أخبار الأئمة الأطهار واستولت عليهم سيول الشكوك والشبهات من أئمة البدع ورءوس الضلالات فصاروا مصداق قوله تعالى : ( وَبَدَّلْناهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَواتَيْ أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ) وهذا طريق وسعت عليك لفهم أمثال تلك الأخبار والله يهدي إلى سواء السبيل.

٦ ـ كا : الكافي العدة عن البرقي عن أبيه عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه‌السلام فقال يا قتادة أنت فقيه أهل البصرة فقال هكذا يزعمون فقال أبو جعفر عليه‌السلام بلغني أنك تفسر القرآن قال له قتادة نعم فقال له أبو جعفر عليه‌السلام بعلم تفسره أم بجهل قال لا بعلم فقال له أبو جعفر عليه‌السلام فإن كنت تفسره بعلم فأنت أنت وأنا أسألك قال قتادة سل قال أخبرني عن قول الله عز وجل : في سبإ ( وَقَدَّرْنا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيها لَيالِيَ وَأَيَّاماً آمِنِينَ ) فقال قتادة ذلك من خرج من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت كان آمنا حتى يرجع إلى أهله فقال أبو جعفر عليه‌السلام نشدتك الله يا قتادة هل تعلم أنه قد يخرج الرجل من بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يريد هذا البيت فيقطع عليه الطريق فتذهب نفقته ويضرب مع ذلك ضربة فيها اجتياحه (١) قال قتادة اللهم نعم فقال أبو جعفر عليه‌السلام ويحك يا قتادة إن كنت إنما فسرت القرآن من تلقاء نفسك فقد هلكت وأهلكت وإن كنت قد أخذته من الرجال فقد هلكت وأهلكت ويحك يا قتادة ذلك من خرج من

__________________

(١) أي فيه استئصاله وهلاكه.

٢٣٧

بيته بزاد وراحلة وكراء حلال يروم (١) هذا البيت عارف بحقنا يهوانا قلبه كما قال الله عز وجل ( فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ ) (٢) ولم يعن البيت فيقول إليه (٣) فنحن والله دعوة إبراهيم عليه‌السلام التي من هوانا قلبه قبلت حجته وإلا فلا يا قتادة فإذا كان كذلك كان آمنا من عذاب جهنم يوم القيامة قال قتادة لا جرم والله ولا فسرتها إلا هكذا فقال أبو جعفر عليه‌السلام ويحك يا قتادة إنما يعرف القرآن من خوطب به (٤).

بيان : أي لا أفسرها بعد إلا كما ذكرت.

٦٠

(باب)

*(تأويل الأيام والشهور بالأئمة عليهم‌السلام )*

١ ـ ل : الخصال ابن المتوكل عن علي بن إبراهيم عن عبد الله بن أحمد الموصلي عن الصقر بن أبي دلف الكرخي قال : لما حمل المتوكل سيدنا أبا الحسن العسكري عليه‌السلام جئت أسأل عن خبره قال فنظر إلي الزراقي وكان حاجبا للمتوكل فأمر أن أدخل إليه فأدخلت إليه فقال يا صقر ما شأنك فقلت خير أيها الأستاد فقال اقعد فأخذني ما تقدم وما تأخر وقلت أخطأت في المجيء قال فوحى (٥) الناس عنه ثم قال لي ما شأنك وفيم جئت قلت لخير ما فقال لعلك تسأل عن خبر مولاك فقلت له ومن مولاي مولاي أمير المؤمنين

__________________

(١) رام الشيء : اراده.

(٢) إبراهيم : ٣٧.

(٣) أي قال فاجعل افئدة من الناس تهوى اليهم ، ولم يقل : إليه ، حتى يكون المراد هو البيت.

(٤) روضة الكافي : ٣١١ و ٣١٢.

(٥) في نسخة : [ وجى ] وفي المصدر : [ وخى ] ولعل الصحيح فاوجى الناس عنه أو فأوجأ الناس عنه اي فادفع الناس ونحوا عنه.

٢٣٨

فقال اسكت مولاك هو الحق فلا تحتشمني فإني على مذهبك فقلت الحمد لله قال أتحب أن تراه قلت نعم قال اجلس حتى يخرج صاحب البريد من عنده قال فجلست فلما خرج قال لغلام له خذ بيد الصقر وأدخله إلى الحجرة التي فيها العلوي المحبوس وخل بينه وبينه قال فأدخلني إلى الحجرة وأومأ إلى بيت فدخلت فإذا هو ٧جالس على صدر حصير وبحذاه قبر محفور قال فسلمت فرد (١) ثم أمرني بالجلوس ثم قال لي يا صقر ما أتى بك قلت سيدي جئت أتعرف خبرك قال ثم نظرت إلى القبر فبكيت فنظر إلي فقال يا صقر لا عليك لن يصلوا إلينا بسوء الآن فقلت الحمد لله ثم قلت يا سيدي حديث يروى عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا أعرف معناه قال وما هو فقلت قوله لا تعادوا الأيام فتعاديكم ما معناه فقال نعم الأيام نحن ما قامت السماوات والأرض فالسبت اسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والأحد كناية عن أمير المؤمنين والإثنين الحسن والحسين والثلاثاء علي بن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد والأربعاء موسى بن جعفر وعلي بن موسى ومحمد بن علي وأنا والخميس ابني الحسن بن علي والجمعة ابن ابني وإليه تجتمع عصابة الحق وهو الذي يملؤها قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا فهذا معنى الأيام فلا تعادوهم في الدنيا فيعادوكم في الآخرة ثم قال ودع واخرج فلا آمن عليك.

قال الصدوق رضي‌الله‌عنه الأيام ليست بأئمة ولكن كنى عليه‌السلام بها عن الأئمة لئلا يدرك معناه غير أهل الحق كما كنى الله عز وجل بـ ( التِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) (٢) عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وعلي والحسن والحسين عليه‌السلام وكما كنى عز وجل بالنعاج عن النساء على قول من روى ذلك في قصة داود والخصمين (٣) وكما كنى بالسير في الأرض عن النظر في القرآن

__________________

(١) في نسخة الكمباني : فسلمت عليه فرد على.

(٢) التين : ١ ـ ٣.

(٣) صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٢٤.

٢٣٩

سئل الصادق عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ ) (١) قال معناه أولم ينظروا في القرآن.

وكما كنى بالسر عن النكاح في قوله عز وجل : ( وَلكِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا ) (٢) وكما كنى عز وجل بأكل الطعام عن التغوط فقال في عيسى وأمه ( كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ ) (٣) ومعناه أنهما كانا يتغوطان وكما كنى بالنحل (٤) عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في قوله ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) ومثل هذا كثير (٥).

٢ ـ غط : الغيبة للشيخ الطوسي وروى جابر الجعفي قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن تأويل قول الله عز وجل : ( إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتابِ اللهِ ـ يَوْمَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ مِنْها أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ) (٦) قال فتنفس سيدي الصعداء ثم قال يا جابر أما السنة فهي جدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وشهورها اثنا عشر شهرا فهو أمير المؤمنين إلي (٧) وإلى ابني جعفر وابنه موسى وابنه علي وابنه محمد وابنه علي وإلى ابنه الحسن وإلى ابنه محمد الهادي المهدي اثنا عشر إماما حجج الله في خلقه وأمناؤه على وحيه وعلمه والأربعة الحرم الذين هم الدين القيم أربعة منهم يخرجون باسم واحد علي أمير المؤمنين عليه‌السلام وأبي علي بن الحسين وعلي بن موسى وعلي بن محمد فالإقرار بهؤلاء هو الدين القيم فلا تظلموا فيهم أنفسكم أي قولوا بهم جميعا تهتدوا (٨).

__________________

(١) الروم : ٩ ، وفاطر : ٤٤ والمؤمن : ٢١.

(٢) البقرة : ٢٣٥.

(٣) المائدة : ٧٥.

(٤) النحل : ٦٨.

(٥) الخصال ٢ : ٣٢ و ٣٣.

(٦) التوبة : ٣٦.

(٧) أي هو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ومن بعده من الأئمة حتى يصل إلى.

(٨) غيبة الطوسي : ١٠٤.

٢٤٠