بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فمن يأتيكم بإمام جديد (١).

بيان : كون الماء كناية عن علم الإمام لاشتراكهما في كون أحدهما سبب حياة الجسم والآخر سبب حياة الروح غير مستبعد والمعين الماء الظاهر الجاري على وجه الأرض.

٤ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب عبد العظيم الحسني بإسناده إلى جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول لأشربنا قلوبهم الإيمان والطريقة هي ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام والأوصياء عليه‌السلام (٢).

٥ ـ فس : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ ) (٣) مشيد قال هو مثل (٤) لآل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله قوله ( بِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) هو الذي لا يستقى منها وهو الإمام الذي قد غاب فلا يقتبس منه العلم إلى وقت الظهور والقصر المشيد هو المرتفع وهو مثل لأمير المؤمنين والأئمة صلوات الله عليهم وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله ( لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ ) (٥) وقال الشاعر في ذلك

بئر معطلة وقصر مشرف

مثل لآل محمد مستطرف

فالقصر مجدهم الذي لا يرتقى

والبئر علمهم الذي لا ينزف (٦)

٦ ـ مع : معاني الأخبار محمد بن إبراهيم بن أحمد الليثي (٧) عن علي بن فضال عن أبيه عن إبراهيم بن زياد قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَبِئْرٍ

__________________

(١) كنز الفوائد : ٤١٠ ( النسخة الرضوية ).

(٢) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٤٤٣ والآية في سورة الجن : ١٦.

(٣) الحج : ٤٥.

(٤) في نسخة : هو مثل جرى لال.

(٥) التوبة : ٣٣. والفتح : ٢٨. والصف : ٩.

(٦) تفسير القمي : ٤٤١.

(٧) في المصدر : الليثى عن أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي عن علي بن الحسن بن فضال.

١٠١

مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) قال البئر المعطلة الإمام الصامت والقصر المشيد الإمام الناطق (١).

ير : علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس عن أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٢) ـ خص ، منتخب البصائر سعد عن علي بن إسماعيل مثله (٣) ـ مع : أبي عن أحمد بن إدريس عن الأشعري عن علي بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال سألت أبا عبد الله عليه‌السلام وذكر مثله سواء(٤).

٨ ـ كا : الكافي محمد بن الحسن وعلي بن محمد عن سهل عن موسى بن القاسم عن علي بن جعفر عن أخيه عليه‌السلام مثله (٥) ـ وعن محمد بن يحيى عن العمركي عن علي بن جعفر مثله (٦).

٩ ـ مع : معاني الأخبار المظفر العلوي عن ابن العياشي عن أبيه عن إسحاق بن محمد عن ابن شمون عن الأصم عن عبد الله بن القاسم عن صالح بن سهل أنه قال : أمير المؤمنين عليه‌السلام هو القصر المشيد والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك.

وقال محمد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري الملقب بشنبولة

بئر معطلة وقصر مشرف (٧)

مثل لآل محمد مستطرف

فالناطق القصر المشيد منهم

والصامت البئر التي لا تنزف (٨)

كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن عامر عن محمد بن الحسين عن الربيع بن محمد عن صالح بن سهل مثله (٩).

__________________

(١) معاني الأخبار : ٣٨.

(٤) معاني الأخبار : ٣٨.

(٢) بصائر الدرجات : ١٤٨ و ١٤٩.

(٣) مختصر البصائر : ٥٧.

(٥) أصول الكافي ١ : ٤٢٧.

(٦) أصول الكافي ١ : ٤٢٧.

(٧) في نسخة من المصدر : وقصر مشيد.

(٨) معاني الأخبار : ٣٨.

(٩) كنز الفوائد : ١٧٥ فيه : معطلون من الملك.

١٠٢

١٠ ـ قال وروى أبو عبد الله الحسين بن جبير في كتاب نخب المناقب حديثا يرفعه إلى الصادق عليه‌السلام في تفسير قوله تعالى : ( وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَشِيدٍ ) أنه قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله القصر المشيد والبئر المعطلة علي عليه‌السلام.

وأحسن ما قيل في هذا التأويل.

بئر معطلة وقصر مشرف. (١)

مثل لآل محمد مستطرف.

فعلي القصر المشيد منهم.

والبئر علمهم الذي لا ينزف. (٢)

بيان أول الآية قوله تعالى : ( فَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَهْلَكْناها وَهِيَ ظالِمَةٌ فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها وَبِئْرٍ مُعَطَّلَةٍ ) قال البيضاوي عطف على قرية أي وكم بئر عامرة في البوادي تركت لا يستقى منها لهلاك أهلها وقصر مشيد أي مرفوع أي مجصص (٣) أخليناه عن ساكنيه وقيل المراد ببئر بئر في سفح جبل بحضرموت وبقصر قصر مشرف على قلته فكانا لقوم حنظلة بن صفوان من بقايا قوم صالح فلما قتلوه أهلكهم الله وعطلهما انتهى. (٤) وأقول على تأويلهم عليه‌السلام يحتمل أن يكون المراد بهلاك أهل القرية هلاكهم المعنوي (٥) أي ضلالتهم فلا ينتفعون لا بإمام صامت ولا بإمام ناطق ووجه التشبيه فيهما ظاهر كما نبهناك عليه تشبيها للحياة المعنوية بالصورية والانتفاعات الروحانية بالجسمانية ويحتمل على بعد أن يكون الواو فيهما للقسم والأول أصوب وقد عرفت مرارا أن ما وقع في الأمم السابقة يقع نظيرها في

__________________

(١) في المصدر : وقصر مشيد.

(٢) كنز الفوائد : ١٧٥. والآية في الحج ، ٤٥.

(٣) في المصدر : او مجصص.

(٤) أنوار التنزيل ٢ : ١٠٦.

(٥) أو أنهم عليهم‌السلام أرادوا الأعم من ذلك ، فيشمل الهلاك الحقيقي في أهل القرية والمعنوى في هذه الأمة. وهذا المعنى الأعم هو الجامع بين التنزيل والتأويل.

١٠٣

تلك الأمة فكل ما وقع من العذاب والهلاك البدني ومسخ الصور في الأمم السالفة فنظيرها في هذه الأمة هلاكهم المعنوي بضلالتهم وحرمانهم عن العلم والكمالات وموت قلوبهم ومسخها فهم وإن كانوا في صورة البشر فهم ( كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُ ) وإن كانوا ظاهرا من الأحياء فهم أموات ولكن لا يشعرون إذ لا يسمعون الحق ولا يبصرونه ولا يعقلونه ولا ينطقون به ولا يتأتى منهم أمر ينفعهم في آخرتهم فعلى هذا التحقيق لا تنافي تلك التأويلات تفاسير ظواهر الآيات وهذا الوجه يجري في أكثر الروايات المشتملة على غرائب التأويلات مما قد مضى وما هو آت.

١١ ـ ير : بصائر الدرجات علي بن إسماعيل عن محمد بن عمرو بن سعيد عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَظِلٍّ مَمْدُودٍ وَماءٍ مَسْكُوبٍ وَفاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لا مَقْطُوعَةٍ وَلا مَمْنُوعَةٍ ) قال يا نصر إنه ليس حيث تذهب الناس إنما هو العالم وما يخرج منه (١).

خص ، منتخب البصائر سعد عن علي بن إسماعيل مثله (٢) بيان هذا من غرائب التأويل ولعل المراد أنه ليس حيث تذهب الناس من انحصار جنة المؤمنين في الجنة الصورية الأخروية بل لهم في الدنيا أيضا ببركة أئمتهم عليه‌السلام جنات روحانية من ظل حمايتهم ولطفهم الممدود في الدنيا والآخرة وماء مسكوب من علومهم الحقة التي بها تحيا النفوس والأرواح وفواكه كثيرة من أنواع معارفهم التي لا تنقطع عن شيعتهم ولا يمنعون منها وفرش مرفوعة مما يلتذون بها من حكمهم وآدابهم بل لا يلتذ المقربون في الآخرة أيضا في الجنان الصورية إلا بتلك الملاذ المعنوية التي كانوا يتنعمون بها في الدنيا كما يشهد به بعض الأخبار ومرت الإشارة إليه في كتاب المعاد وأشبعنا القول فيه في كتاب عين الحياة.

__________________

(١) بصائر الدرجات ١٤٨. والآيات في الواقعة : ٣٠ ـ ٣٣.

(٢) مختصر بصائر الدرجات : ٥٧.

١٠٤

١٢ ـ فس : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال التين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والزيتون أمير المؤمنين عليه‌السلام وطور سينين الحسن والحسين عليه‌السلام وهذا البلد الأمين الأئمة عليه‌السلام ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال نزلت في الأول ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال ذاك أمير المؤمنين عليه‌السلام ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) أي لا يمن عليهم به ثم قال لنبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال أمير المؤمنين عليه‌السلام (١) ( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) (٢).

١٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن عبد الله بن العلاء عن ابن شمون عن الأصم عن البطل عن ابن دراج قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول قوله تعالى : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) التين الحسن والزيتون الحسين صلوات الله عليهما (٣).

١٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن يحيى الحلبي عن بدر بن الوليد عن أبي الربيع الشامي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ ) قال التين والزيتون الحسن والحسين وطور سينين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قلت (٤) قوله ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال الدين ولاية علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٥).

١٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن محمد بن زيد عن إبراهيم بن محمد بن سعد (٦) عن محمد بن الفضيل قال : قلت لأبي الحسن الرضا عليه‌السلام أخبرني

__________________

(١) في المصدر : قال : بأمير المؤمنين.

(٢) تفسير القمي : ٧٣٠. والآيات في سورة التين.

(٣) كنز الفوائد : ٣٩٣.

(٥) كنز الفوائد : ٣٩٣.

(٤) في المصدر : قال : قوله.

(٦) هكذا في الكتاب وفي نسختين من المصدر : والظاهران سعد مصحف سعيد ، فيكون الرجل إبراهيم بن محمد بن سعيد الثقفى.

١٠٥

عن قول الله عز وجل : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) إلى آخر السورة فقال التين والزيتون الحسن والحسين عليه‌السلام قلت ( وَطُورِ سِينِينَ ) قال ليس هو طور سينين ولكنه طور سيناء قال فقلت وطور سيناء فقال نعم هو أمير المؤمنين عليه‌السلام قلت ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال هو رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أمن الناس به إذا أطاعوه (١) قلت ( لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ) قال ذاك أبو فصيل حين أخذ الله ميثاقه له بالربوبية ولمحمد صلى الله عليه وآله بالنبوة ولأوصيائه بالولاية فأقر وقال نعم ألا ترى أنه قال ( ثُمَّ رَدَدْناهُ أَسْفَلَ سافِلِينَ ) يعني الدرك الأسفل حين نكص وفعل بآل محمد ما فعل قال قلت ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال والله هو أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) قال قلت ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) قال مهلا مهلا لا تقل هكذا هذا هو الكفر بالله لا والله ما كذب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بالله طرفة عين قال قلت فكيف هي قال فمن يكذبك (٢) بعد بالدين والدين أمير المؤمنين عليه‌السلام ( أَلَيْسَ اللهُ بِأَحْكَمِ الْحاكِمِينَ ) (٣).

بيان : لعله عليه‌السلام على تأويلهم عليه‌السلام إنما استعير اسم التين للحسن عليه‌السلام لكونه من ألذ الثمار وأطيبها ، وروي أنه من ثمار الجنة ، وهي كثيرة المنافع والفوائد وهو عليه‌السلام من ثمار الجنة لتولده منها وبعلومه وحكمه تتغذى وتتقوى أرواح المقربين واسم الزيتون للحسين عليه‌السلام لأنه فاكهة وإدام ودواء وله دهن مبارك لطيف وهو عليه‌السلام ثمرة فؤاد المقربين وعلومه قوت قلوب المؤمنين وبنور أولاده الطاهرين (٤) اهتدى جميع المهتدين وقد مثل الله نوره بأنوارهم كما شاع في أخبارهم واسم الطور لأمير المؤمنين عليه‌السلام إما لأنه صاحبه إذ بين الله فضله عليه‌السلام وفضل أولاده وشيعته لموسى عليه‌السلام عليه أو لتشبيهه عليه‌السلام به في

__________________

(١) في المصدر : امن الناس به من النار إذا اطاعوه.

(٢) في المصدر : أفمن يكذبك.

(٣) كنز الفوائد : ٣٩٣ و ٣٩٤ ، والآيات في سورة التين.

(٤) في النسخة المخطوطة : وبنوره ونور أولاده الطاهرين.

١٠٦

رزانته في أمر الدين وثباته في الحق وعلو قدره كما خاطبه الخضر عليه‌السلام بقوله كنت كالجبل لا تحركه العواصف أو لكونه وتدا للأرض به تستقر كما أن الجبال أوتاد لها كما روي أنه عليه‌السلام زر الأرض الذي تسكن عليه.

أو لكونه مهبطا لأنوار الله وتجلياته وإفاضاته كما أن ذلك الجبل كان كذلك أو لأنه عليه‌السلام تولد منه الحسنان عليه‌السلام كما نبتت من الطور الشجرتان وفسر البلد الأمين بمكة وإنما عبر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله بها لكونه صاحب مكة ومشرفها أو لكونه لشرفه بين المقربين والمقدسين كمكة بين سائر الأرضين أو لأنه عليه‌السلام من آمن به وبأهل بيته فهو آمن من الضلالة في الدنيا والعذاب في الآخرة كما أن من دخل مكة فهو آمن وقد قال صلى‌الله‌عليه‌وآله أنا مدينة العلم وعلي بابها.

ويمكن إجراء مثل ما ذكرنا فيما رواه علي بن إبراهيم وإن كان التشبيه في غيرها أتم وأما تأويل الإنسان بأبي بكر فيحتمل أن يكون سببا لنزول الآية أو لأنه أكمل أفرادها ومصداقها في ظهور تلك الشقاوة فيه وكونه سببا لشقاوة غيره كما أن تأويل ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا ) بأمير المؤمنين عليه‌السلام لكونه مورد نزوله أو أكمل أفراده على أنه يحتمل تخصيص في الموضعين فيكون الاستثناء منقطعا ويكون الجمع للتعظيم أو لدخول سائر الأئمة عليه‌السلام فيه.

وقال البيضاوي في قوله تعالى : ( فَما يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ ) فأي شيء يكذبك يا محمد دلالة أو نطقا بعد بالدين بالجزاء بعد ظهور هذه الدلائل وقيل ما بمعنى من وقيل الخطاب للإنسان على الالتفات والمعنى فما الذي يحملك على الكذب (١).

١٦ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن محمد بإسناده (٢) عن محمد بن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ ) قال التين الحسن

__________________

(١) لم نجد هذه الألفاظ في تفسير البيضاوى والموجود فيه يخالف ذلك ، راجع أنوار التنزيل ٢ : ٦٦٧.

(٢) في المصدر : معنعنا عن محمد بن الفضيل بن يسار.

١٠٧

عليه السلام والزيتون الحسين عليه‌السلام فقلت وقوله ( وَطُورِ سِينِينَ ) فقال ليس هو طور سينين إنما هو طور سيناء ذلك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام قلت قوله (١) ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم سكت ساعة ثم قال لم لا تستوفي مسألتك إلى آخر السورة قلت بأبي وأمي قوله ( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) قال ذلك أمير المؤمنين عليه‌السلام وشيعته كلهم ( فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ ) (٢).

١٧ ـ وقال أبو الحسن موسى عليه‌السلام في قوله ( وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ ) قال ذلك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣) ونحن سبيله آمن الله به الخلق في سبيلهم من النار إذا أطاعوه (٤).

١٨ ـ فس : ( إِنَّ اللهَ فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال الحب أن يفلق العلم من الأئمة عليه‌السلام والنوى ما بعد عنه (٥).

١٩ ـ فس : ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَباتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ ) هو مثل للأئمة عليه‌السلام يخرج علمهم بإذن ربهم ( وَالَّذِي خَبُثَ ) مثل لأعدائهم ( لا يَخْرُجُ ) علمهم ( إِلاَّ نَكِداً ) أي كدرا فاسدا (٦).

__________________

(١) في نسخة : [ فى قوله ].

(٢) تفسير فرات : ٢١٧.

(٣) للحديث صدر وذيل لم يذكرهما المصنف للاختصار او لنقص في نسخته : والصدر هو هكذا : فرات قال : حدثني جعفر بن محمد بن مروان معنعنا عن محمد بن الفضيل الصيرفى قال : سألت ابا الحسن موسى بن جعفر عليه‌السلام عن قول الله تبارك وتعالى ، « والتين والزيتون » قال : التين الحسن ، والزيتون الحسين ، فقلت له ، « وطور سينين » قال : انما هو طور سيناء ، قلت : فما يعنى بقوله : طور سيناء؟ قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام ، قال : قلت : « وهذا البلد الأمين » قال ذاك رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو سبلنا امن الله اه ، واما الذيل فهو هكذا : قلت : قوله : « إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات قال : ذاك أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام وشيعته « فلهم أجر غير ممنون » قال قلت له : « فما يكذبك بعد بالدين » قال : معاذ الله لا والله ما هكذا قال تبارك وتعالى ولا كذا أنزلت ، قال : انما قال : « فما يكذبك بعد بالدين أليس الله بأحكم الحاكمين » انتهى أقول : لعل الصحيح ، فمن يكذبك.

(٤) تفسير فرات : ٢١٨.

(٥) تفسير القمي : ١٩٩ ، والآية في الانعام : ١٩٥.

(٦) تفسير القمي : ٢١٩. والآية في الأعراف : ٥٨.

١٠٨

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله ( وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ ) معناه الأرض الطيب ترابه ( يَخْرُجُ نَباتُهُ ) أي زروعه خروجا حسنا ناميا زاكيا من غير كد ولا عناء ( بِإِذْنِ رَبِّهِ ) بأمر الله وإنما قال ذلك ليكون أدل على العظمة ونفوذ الإرادة من غير تعب ولا نصب ( وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلاَّ نَكِداً ) أي والأرض السبخة التي خبث ترابها لا يخرج ريعها إلا شيئا قليلا لا ينتفع به (١).

وأقول على تأويله عليه‌السلام هذا تمثيل للطينة الطيبة التي هي منشأ العلوم والمعارف والطاعات والخيرات والطينة الخبيثة التي لا يتوقع منها نفع وخير ويؤيده ما روى الطبرسي عن ابن عباس ومجاهد والحسن أن هذا مثل ضربه الله لمؤمن والكافر فأخبر أن الأرض كلها جنس واحد إلا أن منها طينة تلين بالمطر ويحسن نباتها ويكثر ريعها ومنها سبخة لا تنبت شيئا وإن أنبتت فمما لا منفعة فيه وكذلك القلوب كلها لحم ودم ثم منها لين يقبل الوعظ ومنها قاس جاف لا يقبل الوعظ فليشكر الله تعالى من لان قلبه لذكره (٢).

٢٠ ـ شي : تفسير العياشي عن المفضل قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قوله ( فالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوى ) قال الحب المؤمن وذلك قوله ( وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي ) (٣) والنوى هو الكافر الذي نأى عن الحق فلم يقبله (٤).

شي : عن صالح بن رزين رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام مثله (٥) بيان يظهر منه أن الحب صفة مشبهة من المحبة ولم يرد فيما عندنا من كتب اللغة وإنما ذكروا الحب بالكسر بمعنى المحبوب وبالفتح جمع الحبة ولا يبعد أن يكون هنا جمع الحبة بمعنى حبة القلب وهي سويداؤه ويكون وجه

__________________

(١) مجمع البيان ٤ : ٤٣٢.

(٢) مجمع البيان ٤ : ٤٣٢.

(٣) طه : ٣٩.

(٤) تفسير العياشي ١ : ٣٧٠.

(٥) تفسير العياشي ١ : ٣٧٠ فيه ، [ صالح بن سهل ] وفيه : الحب ما حبه ، والنوى ما نأى عن الحق فلم يقبله.

١٠٩

تسمية حبة القلب بها أنها محل للمحبة والنوى بالواو البعد كالنأى بالهمز ولعله ليس الغرض بيان الاشتقاق بل هو تفسير له بالبعد الذي يكون لقلب الكافر عن قبول الحق مع أنه يحتمل أن يكون في الأصل مهموزا فخفف وأبدل وإن لم يذكره اللغويون.

٢١ ـ كا : الكافي أحمد بن مهران عن عبد العظيم الحسني عن موسى بن محمد عن يونس بن يعقوب عمن ذكره عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً ) يقول لأشربنا قلوبهم الإيمان والطريقة هي ولاية علي أبي طالب والأوصياء عليه‌السلام (١).

٣٨

(باب)

*(نادر في تأويل النحل بهم عليهم‌السلام )*

١ ـ فس : أبي عن الوشاء عن رجل عن حريز عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) قال نحن النحل الذي أوحى الله إليه (٢) ( أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) أمرنا أن نتخذ من العرب شيعة ( وَمِنَ الشَّجَرِ ) يقول من العجم ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) من الموالي والشراب المختلف ألوانه (٣) العلم الذي يخرج منا إليكم (٤).

٢ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ

__________________

(١) أصول الكافي ١ : ٤١٩ والآية في سورة الجن ، ١٦.

(٢) في المصدر : نحن النحل التي أوحى الله إليها.

(٣) في المصدر : والذي خرج من بطونها شراب مختلف الوانه.

(٤) تفسير القمي : ٣٦٢. والآية في النحل : ٦٨.

١١٠

اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال ما بلغ من النحل (١) أن يوحى إليها بل فينا نزلت فنحن النحل ونحن المقيمون لله في أرضه بأمره والجبال شيعتنا والشجر النساء المؤمنات (٢).

٣ ـ قال ويؤيده ما وجدته في مزار بالحضرة الغروية سلام الله على مشرفها في زيارة جامعة وهذا لفظه اللهم صل على الفئة الهاشمية والمشكاة الباهرة النبوية والدوحة المباركة الأحمدية والشجرة الميمونة الرضية التي تنبع (٣) بالنبوة وتتفرع بالرسالة وتثمر بالإمامة وتغذي ينابيع الحكمة وتسقي من مصفى العسل والماء العذب الغدق الذي فيه حياة القلوب ونور الأبصار الموحى إليه بأكل الثمرات واتخاذ البيوتات من الجبال والشجر ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) السالك سبل ربه التي من رام غيرها ضل ومن سلك سواها هلك ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) المستمع الواعي القائل (٤) الداعي (٥).

بيان : قد عرفت في كثير من الأخبار أن ما في القرآن مما ظاهره في غذاء الأجساد ونمو الأبدان والتذاذها فباطنه في قوت القلوب وغذاء الأرواح وتوقير الكمالات كتأويل الماء والنور والضياء بالعلم والحكمة فلا غرو في التعبير عنهم عليه‌السلام بالنحل لمظلوميتهم بين الخلق وإخفائهم ما في بطونهم من العلم الذي هو شفاء القلوب ودواء الصدور وغذاء الأرواح فيخرج منهم شراب مختلف ألوانه من أنواع العلوم والمعارف والحكم المتنوعة التي لا تحصى وكذا لا عجب في التعبير عن العرب بالجبال لثباتهم ورسوخهم في الأمر وكونهم قبائل مجتمعة وكذا استعارة الشجر للعجم لكونهم متفرقين ولكثرة منافعهم وشدة انقيادهم وقابليتهم وكذا استعارة ما يعرشون للموالي لأنهم ملحقون كأنهم

__________________

(١) في المصدر : بالنحل.

(٢) كنز الفوائد : ١٢٧.

(٥) كنز الفوائد : ١٢٧.

(٣) في المصدر : [ تينع ] أقول : ينع الشجر : ادرك وطاب وحان قطافه.

(٤) في المصدر : القابل الداعي.

١١١

مصنوعون ولوجوه أخر لا تخفى وكذا تشبيه النساء بالشجر ظاهر.

٤ ـ ويؤيد الوجه الأول ما رواه الكليني بإسناده (١) عن ابن أبي يعفور عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : اتقوا على دينكم واحجبوه (٢) بالتقية فإنه لا إيمان لمن لا تقية له إنما أنتم في الناس كالنحل في الطير لو أن الطير يعلم (٣) ما في أجواف النحل ما بقي منها شيء إلا أكلته ولو أن الناس علموا ما في أجوافكم أنكم تحبونا أهل البيت لأكلوكم بألسنتهم ولنحلوكم (٤) في السر والعلانية رحم الله عبدا منكم كان على ولايتنا (٥).

٥ ـ شي : تفسير العياشي عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) (٦) ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) فالنحل الأئمة والجبال العرب والشجر الموالي عتاقة ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) يعني الأولاد والعبيد ممن لم يعتق وهو يتولى الله ورسوله والأئمة عليه‌السلام والشراب (٧) المختلف ألوانه فنون العلم قد يعلمها الأئمة شيعتهم ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) يقول في العلم شفاء للناس والشيعة هم الناس وغيرهم الله أعلم بهم ما هم قال ولو كان كما يزعم أنه العسل الذي يأكله الناس إذا ما أكل منه فلا يشرب ذو عاهة إلا برأ لقول الله ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) ولا خلف لقول الله و

__________________

(١) الاسناد هكذا : أبو علي الأشعري عن الحسن بن علي الكوفي عن العباس بن عامر عن جابر المكفوف عن عبد الله بن أبي يعفور.

(٢) في المصدر : فاحجبوه.

(٣) في المصدر : تعلم.

(٤) نحله القول : اضاف إليه قولا قاله غيره وادعاه عليه. نحل زيدا : سابه نحله المرض : هزله.

(٥) أصول الكافي ٢ : ٢١٨.

(٦) في المصدر : الى « إن في ذلك لآيات لقوم يؤمنون » * أقول : فيه وهم ولعله من النساخ ، والصحيح : « لآية لقوم يتفكرون » راجع سورة النحل : ٦٨ و ٦٩.

(٧) في المصدر والنسخة المخطوطة : والثمرات المختلف الوانه.

١١٢

إنما الشفاء في علم القرآن لقوله ( وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) (١) فهو شفاء ورحمة لأهله لا شك فيه ولا مرية وأهله الأئمة الهدى الذين قال الله تعالى : ( ثُمَّ أَوْرَثْنَا ) (٢) الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا (٣).

٦ ـ وفي رواية أبي الربيع الشامي عنه في قول الله ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ ) فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) قال تزوج من قريش ( وَمِنَ الشَّجَرِ ) قال في العرب ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال في الموالي ( يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِها شَرابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوانُهُ ) قال أنواع العلم ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) (٤).

٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن الحسين بن إبراهيم معنعنا عن محمد بن الفضيل قال : سألت أبا الحسن عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً ) قال من قريش (٥) قلت قوله ( وَمِنَ الشَّجَرِ ) قال يعني من العرب قال قلت ( وَمِمَّا يَعْرِشُونَ ) قال يعني من الموالي قال قلت قوله ( فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً ) قال هو السبيل الذي نحن عليه من دينه قلت ( فِيهِ شِفاءٌ لِلنَّاسِ ) قال يعني ما يخرج من علم أمير المؤمنين عليه‌السلام علي بن أبي طالب عليه‌السلام فهو الشفاء كما قال ( شِفاءٌ لِما فِي الصُّدُورِ ) (٦).

__________________

(١) الإسراء : ٨٢.

(٢) فاطر : ٣٢.

(٣) تفسير العياشي ٢ : ٢٦٣ و ٢٦٤.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ٢٦٣ و ٢٦٤.

(٥) في المصدر : « وأوحى ربك إلى النحل » قال : هم الأوصياء ، قال : قلت : قوله :

« أن اتخذي من الجبال بيوتا » قال : يعنى قريشا.

(٦) تفسير فرات : ٨٤.

١١٣

٣٩

باب

*(أنهم عليهم‌السلام السبع المثاني )*

١ ـ فس : أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن محمد بن سيار (١) عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا وجهلنا من جهلنا من عرفنا فأمامه اليقين ومن جهلنا فأمامه السعير (٢).

بيان قوله فأمامه اليقين أي الموت المتيقن فينتفع بتلك المعرفة حينئذ أو إن المعرفة التي حصلت له في الدنيا بالدليل تحصل له حينئذ بالمشاهدة وعين اليقين أو تحصل له المثوبات المتيقنة وأما قوله نحن المثاني فهو إشارة إلى قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) والمشهور بين المفسرين أنها سورة الفاتحة وقيل السبع الطوال وقيل مجموع القرآن لقسمته أسباعا وقوله من المثاني بيان للسبع والمثاني من التثنية أو الثناء فإن كل ذلك مثنى تكرر قراءته وألفاظه أو قصصه ومواعظه أو مثنى بالبلاغة والإعجاز ومثن على الله بما هو أهله من صفاته العظمى وأسمائه الحسنى ويجوز أن يراد بالمثاني القرآن أو كتب الله كلها فتكون من للتبعيض وقوله ( وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) (٣) إن أريد بالسبع الآيات أو السور فمن عطف الكل على البعض أو العام على الخاص وإن أريد به الأسباع فمن عطف أحد الوصفين على الآخر هذا ما قيل في تفسير ظاهر الآية الكريمة ويدل عليها بعض الأخبار أيضا وأما تأويله عليه‌السلام لبطن الآية فلعل كونهم عليه‌السلام سبعا باعتبار أسمائهم فإنها سبعة

__________________

(١) في المصدر : عن محمد بن سنان.

(٢) تفسير القمي : ٣٥٣.

(٣) الحجر : ٨٧.

١١٤

وإن تكرر بعضها أو باعتبار أن انتشار أكثر العلوم كان من سبعة منهم فلذا خص الله هذا العدد منهم بالذكر فعلى تلك التقادير يجوز أن يكون المثاني من الثناء لأنهم الذين يثنون عليه تعالى حق ثنائه بحسب الطاقة البشرية وأن يكون من التثنية لتثنيتهم مع القرآن كما ذكره الصدوق رحمه‌الله أو مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أو لأنهم عليه‌السلام ذوو جهتين جهة تقدس وروحانية وارتباط تام بجنابه تعالى وجهة ارتباط بالخلق بسبب البشرية ويحتمل أن يكون السبع باعتبار أنه إذا ثنى يصير أربعة عشر موافقا لعددهم عليه‌السلام إما بأخذ التغاير الاعتباري بين المعطي والمعطى له إذ كونه معطي إنما يلاحظ مع جهة النبوة والكمالات التي خصه الله بها وكونه معطي له مع قطع النظر عنها أو يكون الواو في قوله ( وَالْقُرْآنَ ) بمعنى مع فيكونون مع القرآن أربعة عشر وفيه ما فيه ويحتمل أن يكون المراد بالسبع في ذلك التأويل أيضا السورة ويكون المراد بتلك الأخبار أن الله تعالى إنما امتن بهذه السورة على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في مقابلة القرآن العظيم لاشتمالها على وصف الأئمة عليه‌السلام ومدح طريقتهم وذم أعدائهم في قوله ( صِراطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ ) (١) إلى آخر السورة فالمعنى نحن المقصودون بالمثاني ويحتمل بعض الأخبار أن يكون تفسيرا للمثاني فقط بأن تكون من بمعنى مع أو تعليلية والله يعلم وحججه ع.

٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن أحمد بإسناده (٢) عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال فقال لي نحن والله السبع المثاني ونحن وجه الله نزول بين أظهركم من عرفنا (٣)

__________________

(١) الفاتحة : ٧.

(٢) في المصدر : معنعنا عن سماعة بن مهران.

(٣) في المصدر : نزل بين أظهركم من عرفنا فقد عرفنا ومن جهلنا فامامه اليقين يعنى الموت.

١١٥

ومن جهلنا فأمامه اليقين (١).

٣ ـ يد : التوحيد العطار عن أبيه عن سهل عن ابن يزيد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن بعض أصحابنا (٢) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نحن المثاني التي أعطاها الله نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم عرفنا من عرفنا ومن جهلنا فأمامه اليقين (٣).

ير : أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن علي بن حديد عن علي بن أبي المغيرة عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٤).

شي : عن سورة مثله (٥).

قال الصدوق رحمه‌الله معنى قوله نحن المثاني أي نحن الذين قرننا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى القرآن وأوصى بالتمسك بالقرآن وبنا وأخبر أمته أن لا نفترق حتى نرد عليه حوضه (٦).

٤ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن موسى بن سعدان عن عبد الله بن القاسم عن هارون بن خارجة قال : قال لي أبو الحسن عليه‌السلام نحن المثاني التي أوتيها رسول الله صلى الله عليه وآله ونحن وجه الله نتقلب بين أظهركم فمن عرفنا ومن لم يعرفنا فأمامه اليقين (٧).

٥ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن الحسن (٨) عن الحسين بن سعيد عن ابن سنان عن أبي سلام

__________________

(١) تفسير فرات : ٨١.

(٢) لعله سورة بن كليب الآتي.

(٣) توحيد الصدوق : ١٤٠.

(٦) توحيد الصدوق : ١٤٠.

(٤) بصائر الدرجات : ٢٠ فيه : [ وجه الله في الأرض نتقلب بين اظهركم ] وفيه : وجهلنا من جهلنا ، ومن جهلنا.

(٥) تفسير العياشي ٢ : ٢٤٩ و ٢٥٠ فيه : [ فى الأرض نتقلب بين اظهركم ، عرفنا من عرفنا فامامه اليقين ، ومن انكرنا فامامه السعير.

(٧) بصائر الدرجات : ٢٠ فيه : فمن عرفنا عرفنا.

(٨) في المصدر : أحمد بن محمد.

١١٦

عن بعض أصحابه (١) عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : نحن المثاني التي أعطى الله نبينا ونحن وجه الله نتقلب في الأرض بين أظهركم (٢).

٦ ـ شي : تفسير العياشي عن يونس بن عبد الرحمن رفعه (٣) قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال إن ظاهرها الحمد وباطنها ولد الولد والسابع منها القائم عليه‌السلام (٤).

٧ ـ قال حسان (٥) سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال ليس هكذا تنزيلها (٦) إنما هي ولقد آتيناك سبع مثاني (٧) نحن هم ( وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) ولد الولد (٨).

٨ ـ شي : تفسير العياشي عن القاسم بن عروة عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال سبعة أئمة والقائم (٩).

٩ ـ شي : تفسير العياشي سماعة قال قال أبو الحسن عليه‌السلام ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) قال لم يعط الأنبياء إلا محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وهم السبعة الأئمة الذين يدور عليهم الفلك والقرآن العظيم محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١٠).

بيان : يجري في تلك الأخبار أكثر الاحتمالات التي ذكرناها في الخبر الأول وإن كان بعضها هنا أبعد ولا يبعد أن تكون تلك الأخبار من روايات الواقفية أو من الأخبار البدائية وفي بعضها يحتمل أن يكون المراد بالسابع السابع من الصادق عليه‌السلام فلا تغفل.

__________________

(١) لعله سورة بن كليب المتقدم.

(٢) بصائر الدرجات : ٢٠.

(٣) في المصدر : يونس بن عبد الرحمن عمن ذكره رفعه.

(٤) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٠.

(٨) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٠.

(٩) تفسير العياشي ٢ : ٢٥٠.

(٥) في المصدر : حسان العامرى.

(٦) أي ليس معناها ما ظننت.

(٧) في المصدر : سبعا من المثانى.

(١٠) تفسير العياشي ٢ : ٢٥١.

١١٧

١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن يزداد القمي بإسناده (١) عن حسان العامري قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله : ( وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي ) قال ليس هكذا تنزيلها إنما هي ولقد آتيناك سبع مثاني (٢) نحن هم ولد الولد ( وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ ) علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٣).

٤٠

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام أولو النهى)*

١ ـ فس : أبي عن ابن محبوب عن ابن رئاب عن عمار عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) قال نحن والله أولو النهى فقلت جعلت فداك وما معنى أولي النهى قال ما أخبر الله به رسوله مما يكون بعده من ادعاء أبي فلان الخلافة والقيام بها والآخر من بعده والثالث (٤) من بعدهما وبني أمية فأخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام وكان ذلك كما أخبر الله نبيه وكما أخبر رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام وكما انتهى إلينا من علي فيما يكون من بعده من الملك في بني أمية وغيرهم فهذه الآية التي ذكرها الله في الكتاب ( إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى ) فنحن أولو النهى الذين انتهى إلينا علم هذا كله فصبرنا لأمر الله فنحن قوام الله على خلقه وخزانه على دينه نخزنه ونستره ونكتتم به من عدونا كما اكتتم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حتى أذن الله له في الهجرة وجاهد (٥) المشركين فنحن على منهاج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله

__________________

(١) في المصدر : معنعنا.

(٢) في المصدر : سبعا من المثانى.

(٣) تفسير فرات : ٨٢.

(٤) في الكنز : ومن بعدهما بنو أمية.

(٥) في البصائر والكنز : وجهاد المشركين.

١١٨

حتى يأذن الله لنا في إظهار دينه بالسيف وندعو الناس إليه فنضربهم عليه عودا كما ضربهم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بدوا (١).

ير : علي بن إسماعيل عن أبي عبد الله البرقي عن أبي محبوب مثله(٢).

كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن إدريس عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن ابن محبوب مثله (٣) ـ قب : لابن شهرآشوب عمار بن مروان مثله (٤) بيان المشهور أن النهى جمع النهية بالضم بمعنى العقل لأنه ينهى صاحبه عن القبيح ويظهر من الخبر أنه مشتق من الانتهاء ولا استبعاد فيه مع أنه يحتمل أن يكون بيانا لحاصل المعنى لا لمأخذ الاشتقاق.

٤١

*(باب أنهم)*

*( عليهم‌السلام العلماء في القرآن وشيعتهم أولو الألباب)*

١ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الأهوازي عن النضر عن القاسم بن سليمان عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله عز وجل : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فقال نحن الذين نعلم وعدونا الذين لا يعلمون وشيعتنا أولو الألباب (٥).

٢ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن أبي داود المسترق عن محمد بن مروان قال : قلت لأبي عبد الله عليه‌السلام ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) الآية وذكر مثله (٦).

__________________

(١) تفسير القمي : ٤١٩ و ٤٢٠.

(٢) بصائر الدرجات : ١٥٢.

(٣) كنز الفوائد : ١٧٤ ( النسخة الرضوية ).

(٤) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٣ فيه اختصار راجعه.

(٥) بصائر الدرجات : ١٧. والآية في الزمر : ٩.

(٦) بصائر الدرجات : ١٧. والآية في الزمر : ٩.

١١٩

كنز : محمد بن العباس عن علي بن أحمد بن حاتم عن حسن بن عبد الواحد عن إسماعيل بن صبيح عن سفيان بن إبراهيم عن عبد المؤمن عن سعد بن مجاهد عن جابر عنه عليه‌السلام مثله (١).

وعنه عن عبد الله بن زيدان بن يزيد عن محمد بن أيوب عن جعفر بن عمر عن يوسف بن يعقوب عن جابر مثله (٢).

فر : الفضل بن يوسف بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٣).

٣ ـ ير : بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن علي بن أسباط عن أبيه قال : كنت عند أبي عبد الله عليه‌السلام فسأله رجل من أهل هيت فقال جعلت فداك قول الله ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ ) فقال نحن الذين نعلم (٤) وعدونا الذين لا يعلمون وأولو الألباب شيعتنا (٥).

قب : لابن شهرآشوب عن الصادق عليه‌السلام مثله ورواه سعد والنضر عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام (٦).

٤ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن أبي بصير (٧) قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ ) الآية قال نحن الذين نعلم وعدونا ( الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ ) وشيعتنا ( أُولُوا الْأَلْبابِ ) (٨).

ير : بهذا الإسناد عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٩) ـ ٥ الحسن بن علي عن العباس بن عامر عن أسباط بن سالم عن الصادق

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢٨٩ ( النسخة الرضوية ).

(٢) كنز الفوائد : ٢٨٩ ( النسخة الرضوية ).

(٣) تفسير فرات : ١٣٧.

(٤) في المصدر والمناقب : « نحن الذين يعلمون » وفيه : وشيعتنا أولو الالباب.

(٥) بصائر الدرجات : ١٧.

(٦) مناقب آل أبي طالب : ٣ : ٣٤٣.

(٧) في المصدر : القاسم بن محمد عن على عن ابى بصير قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام.

(٨) بصائر الدرجات : ١٧.

(٩) بصائر الدرجات : ١٧.

١٢٠