بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

٢ ـ كنز : محمد بن العباس عن الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن يعقوب عن يونس بن زهير عن أبان قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن هذه الآية ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فقال يا أبان هل بلغك من أحد فيها شيء فقلت لا فقال نحن العقبة فلا يصعد إلينا إلا من كان منا ثم قال يا أبان ألا أزيدك فيها حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها قلت بلى قال ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) الناس مماليك النار كلهم غيرك وغير أصحابك ففكهم الله منها قلت بما فكنا (١) منها قال بولايتكم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام (٢).

فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن محمد الفزاري رفعه عن يونس بن نصير عن أبان مثله (٣).

فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن أحمد بإسناده عن أبان مثله (٤).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن القاسم عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن محمد بن عمر عن أبي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) قال الناس كلهم عبيد النار إلا من دخل في طاعتنا وولايتنا فقد فك رقبته من النار والعقبة ولايتنا (٥).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن أحمد بن محمد (٦) الطبرسي بإسناده عن محمد بن الفضيل عن أبان بن تغلب قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) فضرب بيده إلى صدره وقال نحن العقبة التي من اقتحمها نجا ثم سكت ثم قال لي ألا أزيدك كلمة هي خير لك من الدنيا وما فيها ثم ذكر مثل ما مر (٧).

__________________

(١) في تفسير فرات : بما ذا جعلت فداك فكنا منها.

(٢) كنز الفوائد : ٣٨٨ ـ والآية في البلد : ١٢.

(٣) تفسير فرات : ٢١١.

(٤) تفسير فرات : ٢١١.

(٥) كنز الفوائد : ٣٨٨.

(٦) في نسخة : [ أحمد بن على ] وفي المصدر : الطبري.

(٧) كنز الفوائد : ٣٨٨.

٢٨١

فر : تفسير فرات بن إبراهيم عبد الرحمن بن محمد الحسني رفعه إليه عليه‌السلام مثله إلى قوله نجا (١).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن القاسم عن عبيد بن كثير عن إبراهيم بن إسحاق عن محمد بن الفضيل عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال نحن العقبة ومن اقتحمها نجا وبنا فك الله رقابكم من النار (٢).

٦ ـ فس : جعفر بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن ابن البطائني عن أبيه عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) قال بنا تفك الرقاب وبمعرفتنا ونحن المطعمون في يوم الجوع وهو المسغبة (٣).

٧ ـ فس : ( وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ) قال العقبة الأئمة عليه‌السلام من صعدها فك رقبته من النار ( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) قال لا يقيه من التراب شيء قوله ( أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ) قال أصحاب أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآياتِنا ) قال الذين خالفوا أمير المؤمنين عليه‌السلام ( هُمْ أَصْحابُ الْمَشْأَمَةِ ) قال المشأمة أعداء آل محمد عليه‌السلام ( عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ ) أي مطبقة.

٨ ـ أخبرنا أحمد بن إدريس عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن الحسين بن أبي يعقوب عن بعض أصحابه عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ ) يعني نعثل في قتل ابنة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ( يَقُولُ أَهْلَكْتُ مالاً لُبَداً ) يعني الذي جهز به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله في جيش العسرة ( أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ ) قال في فساد (٤) كان في نفسه ( أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ ) رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ( وَلِساناً ) يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام ( وَشَفَتَيْنِ ) يعني الحسن والحسين ( وَهَدَيْناهُ النَّجْدَيْنِ ) إلى ولايتهما ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ ) يقول ما

__________________

(١) تفسير فرات : ٢١١.

(٢) كنز الفوائد : ٣٨٨.

(٣) تفسير القمي : ٧٢٦. والآية في البلد : ١٣.

(٤) في المصدر : قال : فساد.

٢٨٢

أعلمك وكل شيء في القرآن ( ما أَدْراكَ ) فهو ما أعلمك ( يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ ) يعني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله والمقربة قرباه ( أَوْ مِسْكِيناً ذا مَتْرَبَةٍ ) يعني أمير المؤمنين عليه السلام (١) مترب بالعلم (٢).

بيان : اقتحام العقبة كناية عن الدخول في أمر شديد وإنما عبر عن الولاية باقتحام العقبة لشدتها على المنافقين (٣) وحمل ما بعده على الولاية على المبالغة حملا للمسبب على السبب والسببية في الفك ظاهر وأما في الإطعام فعلى ما في هذا الخبر من حمل اليتيم والمسكين عليهم عليه‌السلام أيضا ظاهرا وعلى ما في غيره فإن الولاية سبب لتسلط الإمام فيهدي الناس ويفك رقابهم من النار ويطعم الفقراء والمساكين ويؤدي إليهم حقوقهم ويؤيده ما في رواية أبي بصير نحن المطعمون في يوم الجوع ويحتمل أيضا بعض الأخبار أن يكون المراد باليوم ذي المسغبة يوم القيامة وباليتامى الشيعة المنقطعين عن إمامهم وبالمساكين فقراء الشيعة

فإن الولاية سبب لإطعامهم في الآخرة.

وقال الفيروزآبادي النعثل كجعفر الشيخ الأحمق ويهودي كان بالمدينة ورجل لحياني كان يشبه به عثمان إذا نيل منه انتهى.

والمراد به هنا عثمان وجيش العسرة غزوة تبوك قوله عليه‌السلام مترب بالعلم أي مستغن فيه عن غيره قال الجوهري أترب الرجل استغنى كأنه صار له من المال بقدر التراب.

٩ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم محمد بن القاسم بن عبيد بإسناده عن ابن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قلت له جعلت فداك ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) قال الناس كلهم عبيد النار غيرك وغير أصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت (٤).

__________________

(١) في نسخة : متربة بالعلم.

(٢) تفسير القمي : ٧٢٥ و ٧٢٦. والآيات في سورة البلد.

(٣) او لشدة سلوكها على السالكين.

(٤) تفسير فرات : ٢١١.

٢٨٣

١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري بإسناده عن إبراهيم بن أبي يحيى قال : سئل أبو عبد الله عليه‌السلام عن قول الله تعالى : ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) قال إن قريشا كانوا يحرمون البلد ويتقلدون لحاء الشجر وقال حماد أغصانها إذا خرجوا من الحرم فاستحلوا من نبي الله الشتم والتكذب فقال ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) إنهم عظموا البلد واستحلوا ما حرم الله تعالى (١).

بيان : قال الطبرسي رحمه‌الله في قوله تعالى : ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ ) أجمع المفسرون على أن هذا قسم بالبلد الحرام وهو مكة ( وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) وأنت يا محمد مقيم به وهو محلك وهذا تنبيه على شرف البلد بشرف من حل فيه وقيل معناه وأنت محل بهذا البلد وهو ضد المحرم أي حلال لك قتل من رأيت به من الكفار وذلك حين أمر بالقتال يوم فتح مكة وقيل معناه لا أقسم به وأنت حلال فيه منتهك الحرمة لا تحترم فلم تبق للبلد حرمة حيث هتكت حرمتك عن أبي مسلم وهو المروي عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : كانت قريش تعظم البلد وتستحل محمدا فيه فقال ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ ) يريد أنهم استحلوك فيه فكذبوك وشتموك وكانوا لا يأخذ الرجل منهم فيه قاتل أبيه ويتقلدون لحاء شجر الحرم فيأمنون بتقليدهم إياه فاستحلوا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما لم يستحلوا من غيره فعاب الله ذلك عليهم (٢).

. ١١ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن يونس قال أخبرني من رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ وَما أَدْراكَ مَا الْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ ) يعني بقوله ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام فإن ذلك فك رقبة (٣).

__________________

(١) تفسير فرات : ٢١١.

(٢) مجمع البيان ١٠ : ٤٩٢ و ٤٩٣.

(٣) أصول الكافي ١ : ٤٢٢ ، والآيات في سورة البلد.

٢٨٤

١٢ ـ كا : الكافي علي بن محمد عن سهل عن محمد بن سليمان الديلمي عن أبيه عن ابن تغلب عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له جعلت فداك قوله ( فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ ) قال من أكرمه الله بولايتنا فقد جاز العقبة ونحن تلك العقبة التي من اقتحمها نجا قال فسكت فقال لي فهلا أفيدك حرفا خيرا لك من الدنيا وما فيها قلت بلى جعلت فداك قال قوله ( فَكُّ رَقَبَةٍ ) ثم قال الناس كلهم عبيد النار غيرك وأصحابك فإن الله فك رقابكم من النار بولايتنا أهل البيت (١).

١٣ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن أحمد بن محمد بن عبد الله رفعه في قوله تعالى : ( لا أُقْسِمُ بِهذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهذَا الْبَلَدِ وَوالِدٍ وَما وَلَدَ ) قال أمير المؤمنين وما ولد من الأئمة عليه‌السلام (٢).

بيان قيل لا للنفي أي الأمر أوضح من أن يحتاج إلى قسم أورد لما يخالف المقسم عليه أو لا مزيدة للتأكيد أو أصله لأنا أقسم فحذف المبتدأ وأشبع فتحة لام الابتداء وقيل الوالد آدم وقيل إبراهيم وقيل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله والتنكير للتعظيم وإيثار ما على من للتعجب كما في قوله تعالى : ( وَاللهُ أَعْلَمُ بِما وَضَعَتْ ) (٣).

__________________

(١) أصول الكافي : ٤٣٠ و ٤٣١.

(٢) أصول الكافي : ٤١٤.

(٣) آل عمران : ٣٦.

٢٨٥

٦٦

(باب)

*(أنهم الصلاة والزكاة والحج والصيام وسائر الطاعات وأعداؤهم)*

*(الفواحش والمعاصي في بطن القرآن وفيه بعض الغرائب وتأويلها)*

١ ـ ير : بصائر الدرجات علي بن إبراهيم عن القاسم بن الربيع عن محمد بن سنان عن صباح المدائني عن المفضل أنه كتب إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فجاءه هذا الجواب من أبي عبد الله عليه‌السلام أما بعد فإني أوصيك ونفسي بتقوى الله وطاعته فإن من التقوى الطاعة والورع والتواضع لله والطمأنينة والاجتهاد والأخذ بأمره والنصيحة لرسله والمسارعة في مرضاته واجتناب ما نهى عنه فإنه من يتق الله فقد أحرز نفسه من النار بإذن الله وأصاب الخير كله في الدنيا والآخرة ومن أمر بالتقوى فقد أبلغ الموعظة جعلنا الله من المتقين (١) برحمته جاءني كتابك فقرأته وفهمت الذي فيه فحمدت الله على سلامتك وعافية الله إياك ألبسنا الله وإياك عافيته في الدنيا والآخرة كتبت تذكر أن قوما أنا أعرفهم كان أعجبك نحوهم وشأنهم وأنك أبلغت عنهم أمورا تروي عنهم كرهتها لهم ولم تر بهم إلا طريقا (٢) حسنا وورعا وتخشعا وبلغك أنهم يزعمون أن الدين إنما هو معرفة الرجال ثم بعد ذلك إذا عرفتهم فاعمل ما شئت وذكرت أنك قد عرفت أن أصل الدين معرفة الرجال فوفقك الله وذكرت أنه بلغك أنهم يزعمون أن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والشهر الحرام هو (٣) رجل وأن

__________________

(١) في المختصر : جعلنا الله وإياكم من المتقين.

(٢) إلا هديا حسنا خ ل.

(٣) في المختصر : هم رجال.

٢٨٦

الطهر والاغتسال من الجنابة هو رجل وكل فريضة افترضها الله على عباده (١) هو رجل وأنهم ذكروا ذلك بزعمهم أن من عرف ذلك الرجل فقد اكتفى بعلمه به من غير عمل وقد صلى وآتى الزكاة وصام وحج واعتمر واغتسل من الجنابة وتطهر وعظم حرمات الله والشهر الحرام والمسجد الحرام (٢) وأنهم ذكروا أن من عرف هذا بعينه وبحده وثبت في قلبه جاز له أن يتهاون فليس له أن يجتهد في العمل وزعموا أنهم إذا عرفوا ذلك الرجل فقد قبلت منهم هذه الحدود لوقتها وإن لم يعملوا بها (٣) وأنه بلغك أنهم يزعمون أن الفواحش التي نهى الله عنها الخمر والميسر والربا والدم والميتة ولحم الخنزير هو رجل (٤) وذكروا أن ما حرم الله من نكاح الأمهات والبنات (٥) والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم على المؤمنين من النساء مما حرم الله إنما عنى بذلك نكاح نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما سوى ذلك مباح كله وذكرت أنه بلغك أنهم يترادفون المرأة الواحدة ويشهدون بعضهم لبعض بالزور ويزعمون أن لهذا ظهرا وبطنا يعرفونه فالظاهر ما يتناهون عنه يأخذون به مدافعة عنهم والباطن هو الذي يطلبون وبه أمروا بزعمهم (٦) وكتبت تذكر الذي عظم من ذلك عليك حين بلغك وكتبت تسألني عن قولهم في ذلك أحلال هو أم حرام وكتبت تسألني عن تفسير ذلك وأنا أبينه حتى لا تكون من ذلك في عمى ولا في شبهة وقد كتبت إليك في كتابي هذا تفسير ما سألت عنه فاحفظه كله كما قال الله في كتابه ( وَ

__________________

(١) في المختصر : فهى رجال.

(٢) في المختصر : والمسجد الحرام والبيت الحرام.

(٣) وان هم لم يعملوا بها خ ل.

(٤) في المختصر : هم رجال.

(٥) في المختصر : الامهات والاخوات والعمات.

(٦) هذه مقالة يشبه أقوال الباطنية والملاحدة التي اتخذوا دين الله هزوا ولعبا ، رفضوا أحكام الله وتعدوا حدودها فضلوا واضلوا كثيرا من الناس. وكان من بدء طهور الإسلام قوم يحرفون الكلم عن مواضعه يتبعون ما تشابه من كلام الله وكلام رسوله والأئمة عليهم‌السلام حبا للرئاسة وتفريق كلمة المسلمين اعاذنا الله من الزيغ والضلالة ، وكان طائفة منهم يسمون الخطابية يدينون بأمثال هذه الضلالات يخرجون الناس عن الطريق السوى.

٢٨٧

تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ ) (١) وأصفه لك بحلاله وأنفي عنك حرامه إن شاء الله كما وصفت ومعرفكه حتى تعرفه إن شاء الله فلا تنكره إن شاء الله ولا قوة إلا بالله والقوة لله جميعا أخبرك أنه من كان يدين بهذه الصفة التي كتبت تسألني عنها فهو عندي مشرك بالله تبارك وتعالى بين الشرك لا شك فيه (٢) وأخبرك أن هذا القول كان من قوم سمعوا ما لم يعقلوه عن أهله ولم يعطوا فهم ذلك ولم يعرفوا حد ما سمعوا فوضعوا حدود تلك الأشياء مقايسة برأيهم ومنتهى عقولهم ولم يضعوها على حدود ما أمروا كذبا وافتراء على الله ورسوله وجرأة على المعاصي فكفى بهذا لهم جهلا ولو أنهم وضعوها على حدودها التي حدت لهم وقبلوها لم يكن به بأس ولكنهم حرفوها وتعدوا (٣) وكذبوا وتهاونوا بأمر الله وطاعته ولكني أخبرك أن الله حدها بحدودها لئلا يتعدى حدوده أحد ولو كان الأمر كما ذكروا لعذر الناس بجهلهم ما لم يعرفوا حد ما حد لهم ولكان المقصر والمتعدي حدود الله معذورا (٤) ولكن جعلها حدودا محدودة لا يتعداها إلا مشرك كافر ثم قال ( تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَعْتَدُوها وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَأُولئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) (٥) فأخبرك حقائق (٦) أن الله تبارك وتعالى اختار الإسلام لنفسه دينا ورضي من خلقه فلم يقبل من أحد إلا به وبه بعث أنبياءه ورسله ثم قال ( وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْناهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ) (٧) فعليه وبه بعث أنبياءه ورسله ونبيه محمدا صلى‌الله‌عليه‌وآله فأفضل (٨) الدين معرفة الرسل وولايتهم وأخبرك أن الله أحل حلالا وحرم حراما (٩) إلى يوم القيامة فمعرفة الرسل و

__________________

(١) الحاقة : ١٢.

(٢) في المختصر : لا يسع لاحد الشك فيه.

(٣) في المختصر : وتعدوا الحق.

(٤) في المختصر : معذورا اذ لم يعرفوها.

(٥) البقرة : ٢٢٩.

(٦) بحقائقها خ ل.

(٧) الإسراء : ١٠٥.

(٨) في المختصر : فاصل الدين.

(٩) في المختصر : فجعل حلاله حلالا الى يوم القيامة وجعل حرامه حراما.

٢٨٨

ولايتهم وطاعتهم هو الحلال فالمحلل ما أحلوا والمحرم ما حرموا وهم أصله ومنهم الفروع الحلال وذلك سعيهم ومن فروعهم أمرهم شيعتهم وأهل ولايتهم بالحلال من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم شهر رمضان وحج البيت والعمرة وتعظيم حرمات الله ومشاعره وتعظيم البيت الحرام والمسجد الحرام والشهر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة ومكارم الأخلاق ومحاسنها وجميع البر ثم ذكر بعد ذلك فقال في كتابه ( إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) (١) فعدوهم هم الحرام المحرم وأولياؤهم الداخلون في أمرهم إلى يوم القيامة فهم (٢) الفواحش ( ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) والخمر والميسر والزنا والربا والدم والميتة ولحم الخنزير فهم الحرام المحرم وأصل كل حرام وهم الشر وأصل كل شر ومنهم فروع الشر كله ومن ذلك الفروع الحرام واستحلالهم إياها ومن فروعهم تكذيب الأنبياء وجحود الأوصياء (٣) وركوب الفواحش الزنا والسرقة وشرب الخمر والمسكر (٤) وأكل مال اليتيم وأكل الربا والخدعة والخيانة وركوب الحرام كلها وانتهاك المعاصي وإنما يأمر الله ( بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسانِ وَإِيتاءِ ذِي الْقُرْبى ) يعني مودة ذي القربى وابتغاء طاعتهم ( وَيَنْهى عَنِ الْفَحْشاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ) وهم أعداء الأنبياء وأوصياء الأنبياء وهم المنهي عن مودتهم وطاعتهم ( يَعِظُكُمْ ) بهذه ( لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ) وأخبرك أني لو قلت لك إن الفاحشة والخمر والميسر والزنا والميتة والدم ولحم الخنزير هو رجل وأنا أعلم أن الله قد حرم هذا الأصل وحرم فرعه ونهى عنه وجعل ولايته كمن عبد من دون الله وثنا وشركا ومن دعا إلى عبادة نفسه فهو كفرعون إذ قال ( أَنَا

__________________

(١) النحل : ٩٠.

(٢) أي عدوهم كل الفواحش ، لانهم الآمرون بها ، والناعون عن المعروف والخيرات.

(٣) في المصدر : وجحودهم الأوصياء.

(٤) في المصدر : الخمر والمنكر.

٢٨٩

رَبُّكُمُ الْأَعْلى ) (١) فهذا كله على وجه إن شئت قلت هو رجل وهو إلى جهنم ومن شايعه على ذلك فإنهم (٢) مثل قول الله ( إِنَّما حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ ) (٣) لصدقت ثم لو أني قلت إنه فلان ذلك كله لصدقت إن فلانا هو المعبود المتعدي حدود الله التي نهى عنها أن يتعدى (٤) ثم إني أخبرك أن الدين وأصل الدين هو رجل وذلك الرجل هو اليقين وهو الإيمان وهو إمام أمته وأهل زمانه فمن عرفه عرف الله ودينه ومن أنكره أنكر الله ودينه ومن جهله جهل الله ودينه ولا يعرف الله ودينه وحدوده وشرائعه بغير ذلك الإمام كذلك جرى بأن معرفة الرجال (٥) دين الله والمعرفة على وجهين معرفة ثابتة على بصيرة يعرف بها دين الله ويوصل بها إلى معرفة الله فهذه المعرفة الباطنة الثابتة بعينها الموجبة حقها المستوجب أهلها عليها الشكر لله التي من عليهم بها من من الله يمن به على من يشاء مع المعرفة الظاهرة ومعرفة في الظاهر فأهل المعرفة في الظاهر الذين علموا أمرنا بالحق على غير علم لا تلحق (٦) بأهل المعرفة في الباطن على بصيرتهم ولا يصلون بتلك المعرفة المقصرة إلى حق معرفة الله كما قال في كتابه ( وَلا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفاعَةَ إِلاَّ مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ) (٧) فمن شهد شهادة الحق لا يعقد عليه قلبه ولا يبصر ما يتكلم به لا يثاب عليه مثل ثواب من عقد عليه قلبه على بصيرة فيه كذلك من تكلم بجور لا يعقد عليه قلبه لا يعاقب عليه عقوبة من عقد عليه قلبه وثبت على بصيرة فقد عرفت كيف كان حال رجال أهل المعرفة

__________________

(١) النازعات : ٢٤.

(٢) في المصدر : فافهم.

(٣) البقرة : ١١٣ والنحل : ١١٥.

(٤) في المختصر : انى لو قلت : انه فلان وهو ذلك كله لصدقت وان فلانا هو المعبود من دون الله والمتعدى بحدود الله التي نهى عنها ان تتعدى.

(٥) في نسخة : فذلك معنى ان معرفة الرجال دين الله.

(٦) لا يلحقون خ ل.

(٧) الزخرف : ٨٦.

٢٩٠

في الظاهر والإقرار بالحق على غير علم في قديم الدهر وحديثه إلى أن انتهى الأمر إلى نبي الله وبعده إلى من صاروا إلى من انتهت (١) إليه معرفتهم وإنما عرفوا بمعرفة أعمالهم ودينهم الذي دان (٢) الله به المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته وقد يقال إنه من دخل في هذا الأمر بغير يقين ولا بصيرة خرج منه كما دخل فيه رزقنا الله وإياك معرفة ثابتة على بصيرة وأخبرك أني لو قلت إن الصلاة والزكاة وصوم شهر رمضان والحج والعمرة والمسجد الحرام والبيت الحرام والمشعر الحرام والطهور والاغتسال من الجنابة وكل فريضة كان ذلك هو النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي جاء به من عند ربه لصدقت لأن ذلك كله إنما يعرف بالنبي ولو لا معرفة ذلك النبي والإيمان به والتسليم له ما عرف ذلك فذلك من من الله على من يمن (٣) عليه ولو لا ذلك لم يعرف شيئا من هذا فهذا كله ذلك النبي وأصله وهو فرعه وهو دعاني إليه ودلني عليه وعرفنيه وأمرني به وأوجب علي له الطاعة فيما أمرني به لا يسعني جهله وكيف يسعني جهل من هو فيما بيني وبين الله وكيف يستقيم لي لو لا أني أصف أن ديني هو الذي أتاني به ذلك النبي أن أصف أن الدين غيره وكيف لا يكون ذلك معرفة الرجل وإنما هو الذي جاء به عن الله وإنما أنكر الدين من أنكره بأن قالوا : ( أَبَعَثَ اللهُ بَشَراً رَسُولاً ) (٤) ثم قالوا ( أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا ) (٥) فكفروا بذلك الرجل وكذبوا به وقالوا ( لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ ) (٦) فقال الله : ( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتابَ الَّذِي جاءَ بِهِ مُوسى نُوراً وَهُدىً لِلنَّاسِ ) (٧) ثم قال في آية أخرى

__________________

(١) في المصدر : [ إلى من صار وإلى من انتهت إليه معرفتهم ] وفي نسخة : إلى ما صاروا إلى ما انتهت إليه معرفتهم.

(٢) دانوا خ ل.

(٣) من عليه خ ل.

(٤) الإسراء : ٩٤.

(٥) التغابن : ٦.

(٦) الأنعام : ٨.

(٧) الأنعام : ٩١.

٢٩١

( وَلَوْ أَنْزَلْنا مَلَكاً لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لا يُنْظَرُونَ وَلَوْ جَعَلْناهُ مَلَكاً لَجَعَلْناهُ رَجُلاً ) إن الله تبارك وتعالى إنما أحب أن يعرف بالرجال وأن يطاع بطاعتهم فجعلهم سبيله ووجهه الذي يؤتى منه لا يقبل الله من العباد غير ذلك ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) فقال فيما أوجب (١) ذلك من محبته لذلك ( مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً ) (٢) فمن قال لك إن هذه الفريضة كلها إنما هي رجل وهو يعرف حد ما يتكلم به فقد صدق ومن قال على الصفة التي ذكرت بغير الطاعة فلا يغني التمسك في الأصل بترك الفروع كما لا تغني شهادة أن لا إله إلا الله بترك شهادة أن محمدا رسول الله ولم يبعث الله نبيا قط إلا بالبر والعدل والمكارم ومحاسن الأخلاق ومحاسن الأعمال والنهي عن الفواحش ( ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) فالباطن منه ولاية أهل الباطل والظاهر منه فروعهم ولم يبعث الله نبيا قط يدعو إلى معرفة ليس معها طاعة في أمر ونهي فإنما يقبل الله من العباد العمل بالفرائض التي افترضها الله على حدودها مع معرفة من جاءهم به من عنده ودعاهم إليه فأول ذلك معرفة من دعا إليه ثم طاعته فيما يقربه بمن الطاعة له وإنه من عرف أطاع ومن أطاع حرم الحرام ظاهره وباطنه ولا يكون تحريم الباطن واستحلال الظاهر إنما حرم الظاهر بالباطن والباطن بالظاهر معا جميعا ولا يكون الأصل والفروع وباطن الحرام حرام [ حراما ] وظاهره حلال ولا يحرم الباطن ويستحل الظاهر وكذلك لا يستقيم أن يعرف صلاة الباطن ولا يعرف صلاة الظاهر ولا الزكاة ولا الصوم ولا الحج ولا العمرة ولا المسجد الحرام وجميع (٣) حرمات الله وشعائره وأن يترك معرفة الباطن لأن باطنه ظهره ولا يستقيم إن ترك (٤) واحدة منها إذا كان الباطن حراما خبيثا

__________________

(١) في المصدر : فيمن اوجب.

(٢) النساء : ٨٠.

(٣) في المختصر : ولا جميع حرمات الله ولا شعائره.

(٤) في نسخة : ان يترك.

٢٩٢

فالظاهر منه إنما يشبه الباطن فمن زعم أن ذلك إنما هي المعرفة وأنه إذا عرف اكتفى بغير طاعة فقد كذب وأشرك ذاك لم يعرف ولم يطع وإنما قيل اعرف واعمل ما شئت من الخير فإنه لا يقبل ذلك منك بغير معرفة فإذا عرفت فاعمل لنفسك ما شئت من الطاعة قل أو كثر فإنه مقبول منك (١) أخبرك أن من عرف أطاع إذا عرف وصلى (٢) وصام واعتمر وعظم حرمات الله كلها ولم يدع منها شيئا وعمل بالبر كله ومكارم الأخلاق كلها وتجنب سيئها وكل (٣) ذلك هو النبي والنبي أصله وهو أصل هذا كله لأنه جاء به ودل عليه وأمر به ولا يقبل من أحد شيئا منه إلا به ومن عرف (٤) اجتنب الكبائر وحرم ( الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَما بَطَنَ ) وحرم المحارم كلها لأن بمعرفة النبي وبطاعته دخل فيما دخل فيه النبي وخرج مما خرج منه النبي ومن زعم أنه يحلل الحلال ويحرم الحرام بغير معرفة النبي لم يحلل لله حلالا ولم يحرم له حراما وأنه من صلى وزكى وحج واعتمر وفعل ذلك كله بغير معرفة من افترض الله عليه طاعته لم يقبل منه شيئا من ذلك ولم يصل ولم يصم ولم يزك ولم يحج ولم يعتمر ولم يغتسل من الجنابة ولم يتطهر ولم يحرم لله حراما ولم يحلل لله حلالا وليس له صلاة وإن ركع وسجد ولا له زكاة وإن أخرج لكل أربعين درهما درهما (٥) ومن عرفه وأخذ عنه أطاع الله وأما ما ذكرت أنهم يستحلون نكاح ذوات الأرحام التي حرم الله في كتابه فإنهم زعموا أنه إنما حرم علينا بذلك نكاح نساء النبي فإن أحق ما بدأ به

__________________

(١) في المختصر : من الطاعة والخير قل او كثر بعد ان لا تترك شيئا من الفرائض والسنن الواجبة فانه مقبول منك مع جميع اعمالك.

(٢) لعل الصحيح : [ إذا عرف صلى ] وفي المختصر : وصام وزكى وحج.

(٣) في المختصر : ومبتدأ كل ذلك.

(٤) في المختصر : فمن عرفه.

(٥) زاد في المختصر بعد ذلك : ولا له حج ولا عمرة وإنما يقبل ذلك كله بمعرفة رجل وهو من امر الله خلقه بطاعته والاخذ عنه فمن عرفه واخذ عنه فقد اطاع الله.

٢٩٣

تعظيم حق الله وكرامة رسوله (١) وتعظيم شأنه وما حرم الله على تابعيه ونكاح نسائه (٢) من بعد قوله ( وَما كانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْواجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَداً إِنَّ ذلِكُمْ كانَ عِنْدَ اللهِ عَظِيماً ) (٣) وقال الله تبارك وتعالى ( النَّبِيُّ أَوْلى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ ) (٤) وهو أب لهم ثم قال : ( وَلا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلاَّ ما قَدْ سَلَفَ إِنَّهُ كانَ فاحِشَةً وَمَقْتاً وَساءَ سَبِيلاً ) (٥) فمن حرم نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لتحريم الله ذلك فقد حرم ما حرم الله في كتابه من الأمهات والبنات والأخوات والعمات والخالات وبنات الأخ وبنات الأخت وما حرم الله من الرضاعة لأن تحريم ذلك كتحريم نساء النبي فمن حرم ما حرم الله من الأمهات والبنات والأخوات والعمات من نكاح نساء النبي صلى الله عليه وآله واستحل ما حرم الله من نكاح سائر ما حرم الله فقد أشرك إذا اتخذ ذلك دينا وأما ما ذكرت أن الشيعة يترادفون المرأة الواحدة فأعوذ بالله أن يكون ذلك من دين الله ورسوله إنما دينه أن يحل ما أحل الله ويحرم ما حرم الله وأن مما أحل الله المتعة من النساء في كتابه والمتعة في الحج أحلهما ثم لم يحرمهما فإذا أراد الرجل المسلم أن يتمتع من المرأة فعلى كتاب الله وسننه نكاح غير سفاح (٦) تراضيا على ما أحبا من الأجر والأجل كما قال الله ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلا جُناحَ عَلَيْكُمْ فِيما تَراضَيْتُمْ بِهِ مِنْ بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ) (٧) إن هما أحبا أن يمدا في الأجل على ذلك الأجر فآخر يوم من

__________________

(١) في المختصر : كرامته وكرامة رسول الله.

(٢) من نكاح نسائه خ ل. وفي المختصر : ونكاح نسائه بعده بقوله.

(٣) الأحزاب : ٥٣.

(٤) الأحزاب : ٦.

(٥) النساء : ٢٢.

(٦) في المختصر : فعل ما شاء وعلى كتاب الله وسنة نبيه نكاح غير سفاح.

(٧) النساء : ٢٤.

٢٩٤

أجلها قبل أن ينقضي الأجل قبل غروب الشمس مدا فيه وزادا في الأجل ما أحبا (١) فإن مضى آخر يوم منه لم يصلح إلا بأمر مستقبل وليس بينهما عدة إلا من سواه فإن أرادت سواه اعتدت خمسة وأربعين يوما وليس بينهما ميراث ثم إن شاءت تمتعت من آخر فهذا حلال لهما إلى يوم القيامة إن هي شاءت من سبعة وإن هي شاءت من عشرين ما بقيت في الدنيا (٢) كل هذا حلال لهما على حدود الله ( وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ) وإذا أردت المتعة في الحج فأحرم من العقيق واجعلها متعة فمتى ما قدمت طفت بالبيت واستلمت الحجر الأسود وفتحت به وختمت (٣) سبعة أشواط ثم تصلي ركعتين عند مقام إبراهيم ثم اخرج من البيت فاسع بين الصفا والمروة سبعة أشواط تفتح بالصفا وتختم بالمروة فإذا فعلت ذلك قصرت حتى إذا كان يوم التروية صنعت ما صنعت بالعقيق ثم أحرم بين الركن والمقام بالحج فلم تزل محرما حتى تقف بالموقف ثم ترمي الجمرات وتذبح وتحلق وتحل وتغتسل ثم تزور البيت فإذا أنت فعلت ذلك فقد أحللت وهو قول الله ( فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ ) (٤) أن تذبح وأما ما ذكرت أنهم يستحلون الشهادات بعضهم لبعض على غيرهم فإن ذلك ليس هو إلا قول الله (٥) ( يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهادَةُ بَيْنِكُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَيْرِكُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِي

__________________

(١) على ما احبا خ ل.

(٢) في المختصر : ان هي شاءت تمتعت منه ابدا وان هي شاءت من عشرين بعد ان تعتد من كل واحد فارقته خمسة وأربعين يوما فلها ذلك ما بقيت في الدنيا.

(٣) وختمت به خ ل.

(٤) النساء : ١٩٦.

(٥) في الوسائل : [ فان ذلك لا يجوز ولا يحل ، وليس هو على ما تأولوا الا لقول الله ] وهو موجود في المختصر.

٢٩٥

الْأَرْضِ فَأَصابَتْكُمْ مُصِيبَةُ الْمَوْتِ ) إذا كان مسافرا (١) وحضره الموت اثنان ذوا عدل من دينه فإن لم يجدوا فآخران ممن يقرأ القرآن من غير أهل ولايته ( تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ فَيُقْسِمانِ بِاللهِ إِنِ ارْتَبْتُمْ لا نَشْتَرِي بِهِ ثَمَناً ) قليلا ( وَلَوْ كانَ ذا قُرْبى وَلا نَكْتُمُ شَهادَةَ اللهِ إِنَّا إِذاً لَمِنَ الْآثِمِينَ فَإِنْ عُثِرَ عَلى أَنَّهُمَا اسْتَحَقَّا إِثْماً فَآخَرانِ يَقُومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذِينَ اسْتَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْأَوْلَيانِ ) من أهل ولايته ( فَيُقْسِمانِ بِاللهِ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَمَا اعْتَدَيْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِينَ ذلِكَ أَدْنى أَنْ يَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلى وَجْهِها أَوْ يَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَيْمانٌ بَعْدَ أَيْمانِهِمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاسْمَعُوا ) (٢) وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقضي بشهادة رجل واحد مع يمين المدعي ولا يبطل حق مسلم ولا يرد شهادة مؤمن فإذا أخذ (٣) يمين المدعي وشهادة الرجل قضى له بحقه وليس يعمل بهذا (٤) فإذا كان لرجل مسلم قبل آخر حق يجحده ولم يكن له شاهد غير واحد فإنه إذا رفعه إلى ولاة الجور أبطلوا حقه ولم يقضوا فيها بقضاء رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان الحق في الجور أن لا يبطل (٥) حق رجل فيستخرج الله على يديه حق رجل مسلم ويأجره الله ويحيي عدلا كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يعمل به وأما ما ذكرت في آخر كتابك أنهم يزعمون أن الله رب العالمين هو النبي وأنك شبهت قولهم بقول الذين قالوا في عيسى ما قالوا فقد عرفت أن السنن والأمثال كائنة (٦) لم يكن شيء فيما مضى إلا سيكون مثله حتى لو كانت شاة

__________________

(١) في الوسائل : وذلك إذا كان مسافرا.

(٢) المائدة : ١٠٦ ـ ١٠٨.

(٣) فاذا وجد خ ل.

(٤) أي وليس يعمل هذا القضاء الذي قضى به رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : وعلى هذا فما بعده تفسير له ، ويستحيل أن يكون الصحيح : ويعمل بهذا ، اى وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم يعمل بهذا القضاء.

(٥) في المختصر : وقد كان في الحق ان لا يبطل حق رجل مسلم وكان يستخرج الله.

(٦) في المختصر : والامثال قائمة.

٢٩٦

برشاء كان هاهنا مثله (١) واعلم أنه سيضل قوم على (٢) ضلالة من كان قبلهم كتبت تسألني عن مثل ذلك ما هو وما أرادوا به أخبرك أن الله تبارك وتعالى هو خلق الخلق ( لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ ) والدنيا والآخرة وهو رب كل شيء وخالقه خلق الخلق وأحب أن يعرفوه بأنبيائه واحتج عليهم بهم فالنبي عليه السلام هو الدليل على الله عبد مخلوق مربوب اصطفاه لنفسه برسالته وأكرمه بها فجعله خليفته في خلقه ولسانه فيهم وأمينه عليهم وخازنه في السماوات والأرضين قوله قول الله لا يقول على الله إلا الحق من أطاعه أطاع الله ومن عصاه عصى الله وهو مولى من كان الله ربه ووليه من أبى أن يقر له بالطاعة فقد أبى أن يقر لربه بالطاعة وبالعبودية ومن أقر بطاعته أطاع الله وهداه فالنبي مولى الخلق جميعا عرفوا ذلك أو أنكروه وهو الوالد المبرور فمن أحبه وأطاعه فهو الولد البار ومجانب للكبائر وقد بينت (٣) ما سألتني عنه وقد علمت أن قوما سمعوا صفتنا هذه فلم يعقلوها بل حرفوها ووضعوها على غير حدودها على نحو ما قد بلغك وقد برئ الله ورسوله من قوم (٤) يستحلون بنا أعمالهم الخبيثة وقد (٥) رمانا الناس بها والله يحكم بيننا وبينهم فإنه يقول ( الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَناتِ الْغافِلاتِ الْمُؤْمِناتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ ) (٦) وأرجلهم بما كانوا يعملون يومئذ يوفيهم الله أعمالهم السيئة (٧)

__________________

(١) في المختصر : حتى لو كانت هناك شاة برشاء كان هاهنا مثلها.

(٢) في المصدر : بضلالة.

(٣) في المصدر : وقد كتبت لك.

(٤) في المختصر : منهم وممن يصفون من قوم.

(٥) في المختصر : وينسبونها إلينا وانا نقول بها ونأمرهم بالاخذ بها فقد رمانا.

(٦) هكذا في الكتاب ومصدره ، والصحيح : تشهد عليهم السنتهم وايديهم وارجلهم.

(٧) الآية هكذا : [ يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ] فقوله : اعمالهم السيئة تفسير للدين بنفسه او بتقدير المضاف اي جزاء اعمالهم السيئة. والظاهر أنه من تصحيف النساخ وقد ذكرها في المختصر مثل المصحف الشريف.

٢٩٧

( وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ ) (١) وأما ما كتبت به ونحوه وتخوفت أن يكون صفتهم من صفته فقد أكرمه الله عن ذلك تعالى ربنا عما يقولون علوا كبيرا صفتي هذه صفة صاحبنا التي وصفنا له وعنه أخذناه فجزاه الله عنا أفضل الجزاء فإن جزاءه على الله فتفهم كتابي هذا والقوة لله (٢).

بيان : قال الفيروزآبادي ردفت النجوم توالت وترادفا تعاونا وتناكحا وتتابعا قوله هو الحلال المحلل ما أحلوا أي عرفانهم حلال يصير سببا لتحليل كل حلال وتحريم كل حرام قوله وذلك سعيهم أي الفروع الحلال يحصل من سعيهم ويعرف ببيانهم ولعله كان من شعبهم.

قوله فهم الفواحش أي هم والخمر والميسر وغير ذلك الفواحش ما ظهر وما بطن فهم ما بطن والخمر والميسر وغيرها ما ظهر قوله عليه‌السلام وأنا أعلم الجملة حالية وقوله لصدقت جزاء الشرط وبعض الجمل معترضة وفي بعض النسخ ولصدقت قوله فهذا كله جزاء الشرط قوله وإنما عرفوا أي أهل المعرفة ويحتمل الأوصياء قوله عليه‌السلام وكيف يستقيم لي أي لا يستقيم لي أن أقول إن الدين غير النبي إلا بأن أقول إن ديني هو الذي أتاني به النبي فما لم أنسب ديني إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لا يصح ديني فعلى هذا الوجه يصح أن يقال الدين وأصله ذلك الرجل كما أن كل من أنكر الدين فقد أنكر أولا النبي ثم أنكر دينه قوله وهو يعرف الضمير راجع إلى الموصول أي يقول هذا الكلام على الوجه الذي قلنا قوله وباطن الحرام حرام الجملة حالية أي لا يكون الأصل والفروع مع هذا القول وكذا قوله ويستحل الظاهر حالية قوله وهو أب لهم كذا في قراءة أهل البيت كما سيأتي قوله عليه‌السلام فمن حرم نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أي يستلزم تحريم نساء النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله لتحريم الله لها تحريم سائر النساء المحرمات لأن الله كما حرم في

__________________

(١) النور : ٦٣ ـ ٦٥.

(٢) بصائر الدرجات : ١٥٤ ـ ١٥٧.

٢٩٨

القرآن نساء النبي حرم سائر المحرمات أيضا فمن اقتصر على تحريم نسائه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم فقد أشرك وأنكر القرآن وأما سائر الفقرات فسيأتي شرح كل منها في بابه والخبر لا يخلو من تشويش والنسخ التي عندنا كانت سقيمة فأوردناه كما وجدناه والمقصود منه ظاهر لمن تأمل فيه.

٢ ـ خص : منتخب البصائر محمد بن عبد الحميد عن منصور بن يونس عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : قلت له قول الله عز وجل : ( فَقَدْ آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً ) قلت أنت أعلم قال طاعة الله معرفة الرسل وولايتهم هي الحلال فالمحلل ما حللوا إلى آخر الخبر (١).

٣ ـ كش : رجال الكشي حمدويه عن محمد بن عيسى عن يونس عن بشير الدهان عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال كتب أبو عبد الله عليه‌السلام إلى أبي الخطاب بلغني أنك تزعم أن الزنا رجل وأن الخمر رجل وأن الصلاة رجل والصيام رجل وأن الفواحش رجل وليس هو كما تقول إنا أصل الحق (٢) وفروع الحق طاعة الله وعدونا أصل الشر وفروعهم الفواحش وكيف يطاع من لا يعرف وكيف يعرف من لا يطاع (٣).

بيان : قال السيد الداماد رحمه‌الله فيه وجهان الأول أن يكون الطاعة جمع طائع أو طيع كما أن السادة جمع السيد والقادة جمع قائد والصاغة جمع صائغ وعلى هذا ففروع الحق الشيعة ومعنى الكلام أنا أصل الحق وفروع الحق من شيعتنا إنما هم الطيعون الطائعون المطيعون لله عز وجل.

الثاني أن تكون هي اسم الجنس فيعني بها جنس الطاعات والحسنات أو المصدر أي إطاعة الله والتعبد له عز وجل فيما أمر به من العبادات ونهى عنه من المعاصي وحينئذ يقدر حذف المضاف إلى الضمير في اسم إن والتقدير

__________________

(١) مختصر بصائر الدرجات : ٧٨ و ٨٨ فيه : [ صفتى هذه صفة النبي وهي صفة من وصفه من بعده ، اخذنا ذلك وبه نقتدى ] راجعه.

(٢) اهل الحق خ ل.

(٣) رجال الكشي : ١٨٨.

٢٩٩

أن معرفة حقنا والدخول في ولايتنا أصل الحق وأس الدين وفروع الحق ومتممات الدين هي ضروب الطاعات والعبادات والامتثال في أوامر الله تعالى والانتهاء عند نواهيه وكذلك الفواحش على قياس ما ذكر إما بمعنى الطواغي على جمع الفاحشة والطاغية بالهاء للمبالغة لا بالتاء للتأنيث فكل فاحش جاوز الحد في الفحش والسوء وطاغ تعدى الحد في الطغيان والعتو فهو فاحشة وطاغية من باب المبالغة فالمعنى عدونا أصل الشر وأساس الضلال وفروعهم الفواحش الطواغي من أصحاب الغواية والضلالة وإما بمعنى الفاحشات من الآثام والسيئات من المعاصي يعني أن الدخول في حزب عدونا والانخراط في سلكهم أصل الشر والضلال في الدين وفروع ذلك فواحش الأعمال وموبقات المعاصي قوله عليه‌السلام وكيف يطاع من لا يعرف على صيغة المجهول يعني أن معرفة الله تعالى وطاعته سبحانه لا تتم إحداهما من دون الأخرى فكما لا يطاع من لا يعرف عزه وجلاله لا يعرف كبرياءه ومجده من لا يطاع انتهى كلامه رفع مقامه.

أقول لما كان الخبر السابق كالشرح لهذا الخبر لم نتعرض لبيانه.

٤ ـ كش : رجال الكشي طاهر بن عيسى عن جعفر بن محمد عن الشجاعي عن الحمادي رفعه إلى أبي عبد الله عليه‌السلام أنه قيل له روي أن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجال فقال ما كان الله عز وجل ليخاطب خلقه بما لا يعلمون (١).

٥ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب إدريس بن عبد الله عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( ما سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ) (٢) قال عنى بها لم نك من أتباع الأئمة الذين قال الله فيهم ( وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ ) (٣) ألا ترى أن الناس يسمون الذي يلي السابق في الحلبة (٤) المصلي فذلك الذي عنى حيث قال لم نك

__________________

(١) رجال الكشي : ١٨٨.

(٢) المدثر : ٤٢ و ٤٣.

(٣) الواقعة : ١٠.

(٤) الحلبة : الدفعة من الخيل في الرهان خاصة. والخيل تجمع للسباق.

٣٠٠