بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٤٠٩
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

بيان قال الطبرسي قدس الله روحه في تفسير الآية ضرب سبحانه مثلا للكافر وعبادته الأصنام فقال ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ ) أي مختلفون سيئوا الأخلاق (١) وإنما ضرب هذا المثل لسائر المشركين ولكنه ذكر رجلا واحدا وصفه بصفة موجودة في سائر المشركين فيكون المثل المضروب له مضروبا لهم جميعا ويعني بقوله ( رَجُلاً فِيهِ شُرَكاءُ ) أي يعبد آلهة مختلفة وأصناما كثيرة وهم متشاجرون متعاسرون هذا يأمره وهذا ينهاه ويريد كل واحد منهم أن يفرده بالخدمة ثم يكل كل منهم أمره إلى الآخر ويكل الآخر إلى آخر فيبقى هو خاليا عن المنافع وهذا حال من يخدم جماعة مختلفة الآراء والأهواء هذا مثل الكافر ثم ضرب مثل المؤمن الموحد فقال ( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) أي خالصا يعبد مالكا واحدا لا يشوب بخدمته خدمة غيره ولا يأمل سواه ومن كان بهذه الصفة نال ثمرة خدمته لا سيما إذا كان المخدوم حكيما قادرا كريما (٢).

١٠ ـ وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني بالإسناد عن علي عليه‌السلام أنه قال : أنا ذلك الرجل السلم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

١١ ـ وروى العياشي بإسناده عن أبي خالد عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الرجل السلم للرجل (٤) علي حقا وشيعته (٥).

قوله عليه‌السلام فلان الأول أي أبو بكر فإنه لضلالته وعدم متابعته للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله اختلف المشتركون في ولايته على أهواء مختلفة يلعن بعضهم بعضا ومع ذلك تقول العامة كلهم على الحق وكلهم من أهل الجنة قوله عليه‌السلام فإنه الأول حقا يعني أمير المؤمنين عليه‌السلام وبالرجل الثاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فإنه الإمام الأول حقا وهذا يحتمل وجهين الأول أن يكون المراد بالرجل

__________________

(١) في المصدر : سيئوا الأخلاق متنازعون.

(٢) مجمع البيان ٨ : ٤٩٧.

(٤) مجمع البيان ٨ : ٤٩٧.

(٥) مجمع البيان ٨ : ٤٩٧.

(٣) في المصدر : السلم للرجل حقا على وشيعته.

١٦١

الأول أمير المؤمنين عليه‌السلام وبالرجل الثاني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويؤيده ما مر من رواية الحاكم فالمقابلة بين الرجلين باعتبار أن التشاكس بين الأتباع إنما حصل لعدم كون متبوعهم سلما للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يأخذ عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله ما يحتاج إليه أتباعه من العلم فيكون ذكر الشيعة هنا استطراديا لبيان أن شيعته لما كانوا سلما له فهم أيضا سلم للرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله والثاني أن يكون المراد بالرجل الأول كل واحد من الشيعة وبالرجل الثاني أمير المؤمنين عليه‌السلام والمعنى أن الشيعة لكونهم سلما لإمامهم لا منازعة بينهم في أصل الدين فيكون الأول حقا بيانا للرجل الثاني وشيعته بيانا للرجل الأول والمقابلة في الآية تكون بين رجل فيه شركاء وبين الرجل الثاني من الرجلين المذكورين ثانيا والأول أظهر في الخبر والثاني أظهر في الآية (١).

١٢ ـ كا : الكافي الحسين بن محمد عن المعلى عن محمد بن جمهور عن صفوان عن ابن مسكان عن الحلبي عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها ) قلت ما السلم قال الدخول في أمرنا (٢).

بيان : الجنوح الميل والسلم بالكسر والفتح الصلح ويؤنث ويذكر وقيل الآية منسوخة وقيل هي في موادعة أهل الكتاب وعلى تأويله يمكن أن يكون الضمير راجعا إلى المنافقين أي إن أظهروا القول بولاية علي في الظاهر فاقبل منهم وإن علمت نفاقهم.

١٣ ـ فس : قال علي بن إبراهيم في قوله عز وجل : ( ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً ) الآية فإنه مثل ضربه الله عز وجل لأمير المؤمنين عليه‌السلام وشركائه الذين ظلموه وغصبوا حقه وقوله تعالى : ( مُتَشاكِسُونَ ) أي متباغضون وقوله عز وجل : ( وَرَجُلاً

__________________

(١) ذكر في نسخة الكمباني بعد ذلك الحديث المتقدم تحت الرقم ٥ ، وحيث كان مكررا فاسقطناه هاهنا.

(٢) أصول الكافي ١ : ٤١٥. والآية في الأنفال : ٦١.

١٦٢

سَلَماً لِرَجُلٍ ) أمير المؤمنين عليه‌السلام سلم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

١٤ ـ مع : معاني الأخبار بإسناده عن جابر عن الباقر عليه‌السلام عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم أنا السلم لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول الله عز وجل : ( وَرَجُلاً سَلَماً لِرَجُلٍ ) الخبر (٢).

٤٨

(باب)

*(أنهم خلفاء الله والذين إذا مكنوا في الأرض أقاموا شرائع الله)*

*(وسائر ما ورد في قيام القائم عليه‌السلام زائدا على ما سيأتي)*

١ ـ كنز : محمد بن العباس عن عبد العزيز بن يحيى عن هشام بن علي عن إسماعيل بن علي المعلم عن بدل بن البحير (٣) عن شعبة عن أبان بن تغلب عن مجاهد قال : قوله عز وجل : ( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) نزلت في علي وحمزة عليه‌السلام (٤).

٢ ـ ويؤيده ما رواه الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده (٥) عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( أَفَمَنْ وَعَدْناهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ ) قال الموعود

__________________

(١) تفسير القمي : ٥٧٧.

(٢) معاني الأخبار : ٢٢ : والحديث طويل بهذا الاسناد : محمد بن إبراهيم الطالقانى عن عبد العزيز بن يحيى العلوى عن المغيرة بن محمد عن رجاء بن سلمة عن عمرو بن شمر عن جابر.

(٣) هكذا في الكتاب ومصدره ، والصحيح : بدل بن المحبر ، وهو بدل بن المحبر ابن المنبه التميمى اليربوعى أبو المنير البصرى واسطى الأصل ، يروى عن شعبة وحرب بن ميمون وخليل بن أحمد وغيرهم ، مات حدود سنة ٢١٥.

(٤) كنز الفوائد : ٢١٧ و ٢١٨. والآية في القصص : ٦١.

(٥) في المصدر : بإسناده عن رجاله إلى محمد بن على وعن أبي عبد الله عليه‌السلام.

١٦٣

علي بن أبي طالب عليه‌السلام وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا ووعده الجنة له ولأوليائه في الآخرة (١).

٣ ـ كنز : محمد بن العباس عن الفزاري عن القاسم بن إسماعيل الأنباري عن ابن البطائني (٢) عن إبراهيم عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( سَنُرِيهِمْ آياتِنا فِي الْآفاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُ ) قال في الآفاق انتقاص الأطراف عليهم وفي أنفسهم بالمسخ حتى يتبين لهم أنه القائم عليه‌السلام (٣).

٤ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن إسماعيل بن بشار عن علي بن جعفر الحضرمي عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله عز وجل : ( هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً ) (٤) قال هي ساعة القائم عليه‌السلام تأتيهم بغتة.

٥ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب زيد بن علي عليه‌السلام في قوله تعالى : ( ثُمَّ جَعَلْناكُمْ خَلائِفَ ) قال نحن هم (٥).

٦ ـ وروى حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام وأبو الصباح عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله تعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) قالا نحن هم (٦).

٧ ـ كنز : محمد بن العباس عن ابن عقدة عن أحمد بن الحسن عن أبيه عن الحصين بن مخارق عن الإمام موسى بن جعفر عليه‌السلام ـ عن آبائه (٧) في قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَ

__________________

(١) كنز الفوائد : ٢١٧ و ٢١٨. والآية في القصص ٦١.

(٢) في المصدر : عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه.

(٣) كنز الفوائد : ٢٨٣ فيه : [ انه الحق اي انه القائم عليه‌السلام ] والآية : فى فصلت : ٥٣.

(٤) كنز الفوائد : ٢٩٧. والآية في الزخرف : ٦٦.

(٥) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٥٢٢ و ٥٢٣ والآية الأولى في يونس : ١٤ والثانية في الحج : ٤١.

(٦) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٥٢٢ و ٥٢٣ والآية الأولى في يونس : ١٤ والثانية في الحج : ٤١.

(٧) في المصدر : عن أبيه عن آبائه.

١٦٤

نَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ) قال نحن هم (١).

٨ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن همام عن محمد بن إسماعيل العلوي عن عيسى بن داود عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : كنت عند أبي يوما في المسجد إذ أتاه رجل فوقف أمامه وقال يا ابن رسول الله أعيت علي (٢) آية في كتاب الله عز وجل سألت عنها جابر بن يزيد فأرشدني إليك فقال وما هي قال قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) الآية فقال نعم فينا نزلت وذلك أن فلانا وفلانا وطائفة معهم وسماهم اجتمعوا إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا يا رسول الله إلى من يصير هذا الأمر بعدك فو الله لئن صار إلى رجل من أهل بيتك إنا لنخافهم على أنفسنا ولو صار إلى غيرهم لعل غيرهم أقرب وأرحم بنا منهم فغضب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من ذلك غضبا شديدا ثم قال أما والله لو آمنتم بالله ورسوله (٣) ما أبغضتموهم لأن بغضهم بغضي وبغضي هو الكفر بالله ثم نعيتم إلي نفسي فو الله لئن مكنهم الله في الأرض ليقيموا [ ليقيمون ] الصلاة لوقتها وليؤتوا [ ليؤتون ] الزكاة لمحلها وليأمرن بالمعروف ولينهن عن المنكر إنما يرغم الله أنوف رجال يبغضونني ويبغضون أهل بيتي وذريتي فأنزل الله عز وجل ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) فلم يقبل القوم ذلك فأنزل الله سبحانه ( وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعادٌ وَثَمُودُ وَقَوْمُ إِبْراهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ وَأَصْحابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسى فَأَمْلَيْتُ لِلْكافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كانَ نَكِيرِ ) (٤).

٩ ـ كنز : محمد بن العباس عن محمد بن الحسين بن حميد عن جعفر بن عبد الله عن كثير بن عياش عن أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله عز وجل : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ) الآية قال هذه لآل محمد المهدي وأصحابه

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٧٤ والآية في الحج : ٤١.

(٢) اعيى الامر عليه : اعجزه.

(٣) في المصدر : وبرسوله.

(٤) كنز الفوائد : ١٧٤ و ١٧٥. والآيات في الحج ٤١ ـ ٤٤.

١٦٥

يملكهم الله مشارق الأرض ومغاربها ويظهر الدين ويميت الله عز وجل به وبأصحابه البدع والباطل كما أمات السفهة الحق حتى لا يرى أثر من الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ( وَلِلَّهِ عاقِبَةُ الْأُمُورِ ) (١).

١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم بإسناده عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقامُوا الصَّلاةَ ) الآية قال فينا والله نزلت (٢).

قب : لابن شهرآشوب عن موسى بن جعفر والحسين بن علي عليه‌السلام مثله (٣).

١٢ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم جعفر بن بشرويه القطان بإسناده عن ابن عباس في قول الله تعالى : ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ ) الآية قال نزلت في آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٤).

١٣ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم أحمد بن موسى بإسناده عن القاسم بن عون قال سمعت عبد الله بن محمد يقول ( وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) الآية قال هي لنا أهل البيت (٥).

١٤ ـ الإقبال : نقلا من كتاب محمد بن أبي قرة بإسناده (٦) عن محمد بن عثمان العمري عن القائم عليه‌السلام من أدعية ليالي شهر رمضان ـ اللهم إني أفتتح الثناء بحمدك إلى قوله اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل إلى قوله استخلفه في

__________________

(١) كنز الفوائد : ١٧٥.

(٢) تفسير فرات : ٩٨ ، فيه نزلت هذه الآية.

(٣) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٢٠٧ فيه : قال ، هذه فينا أهل البيت.

(٤) تفسير فرات : ١٠٢ و ١٠٣. والآية في النور : ٥٥.

(٥) تفسير فرات : ١٠٢ و ١٠٣. والآية في النور : ٥٥.

(٦) الاسناد هكذا : ابو الغنائم محمد بن محمد بن محمد بن عبد الله الحسنى قال : أخبرنا أبو عمرو محمد بن محمد بن نصر السكونى رضي‌الله‌عنه قال : سألت أبا بكر أحمد بن محمد بن عثمان البغدادي رحمه‌الله ان يخرج الى ادعية شهر رمضان التي كان عمه أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمرى رضي‌الله‌عنه وأرضاه يدعو بها فاخرج الى دفترا مجلدا باحمر فنسخت منه ادعية كثيرة وكان من جملتها اه. أقول : فاسناده الى القائم عليه‌السلام وهم.

١٦٦

الأرض كما استخلفت الذين من قبله مكن له دينه الذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا (١).

وأقول مثله في الزيارات والأدعية كثير.

٤٩

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام المستضعفون الموعودون بالنصر من الله تعالى)*

الآيات : القصص «٢٨» : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما مِنْهُمْ ما كانُوا يَحْذَرُونَ ) تفسير قال الطبرسي قدس الله روحه في قوله تعالى : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَ ) المعنى أن فرعون كان يريد إهلاك بني إسرائيل وإفناءهم ونحن نريد أن نمن عليهم ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) أي قادة ورؤساء في الخير يقتدى بهم أو ولاة وملوكا ( وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) لديار فرعون وقومه وأموالهم وقد

صحت الرواية عن أمير المؤمنين علي عليه‌السلام أنه قال : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن الدنيا علينا بعد شماسها (٢) عطف الضروس على ولدها وتلا عقيب ذلك ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية.

وروى العياشي بإسناده عن أبي الصباح الكناني قال نظر أبو جعفر عليه‌السلام إلى أبي عبد الله عليه‌السلام فقال : هذا والله من الذين قال الله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية.

وقال سيد العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام والذي بعث محمدا بالحق بشيرا

__________________

(١) الإقبال : ٥٨ و ٦٠.

(٢) شمس : ابى وامتنع. له : تنكر وابدى له العداوة وهم له بالشر. شمس الفرس : كان لا يمكن أحدا من ركوبه او اسراجه ولا يكاد يستقر.

١٦٧

و نذيرا إن الأبرار منا أهل البيت وشيعتهم بمنزلة موسى وشيعته وإن عدونا وأشياعهم بمنزلة فرعون وأشياعه.

انتهى. (١) أقول قد ورد في أخبار كثيرة أن المراد بفرعون وهامان هنا أبو بكر وعمر.

١ ـ مع : معاني الأخبار العجلي عن ابن زكريا القطان عن ابن حبيب عن ابن بهلول عن أبيه عن محمد بن سنان عن المفضل قال سمعت أبا عبد الله عليه‌السلام يقول إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نظر إلى علي والحسن والحسين عليه‌السلام فبكى وقال أنتم المستضعفون بعدي قال المفضل فقلت له ما معنى ذلك يا ابن رسول الله قال معناه أنكم الأئمة بعدي إن الله عز وجل يقول ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) فهذه الآية جارية فينا إلى يوم القيامة (٢).

٢ ـ لي : الأمالي للصدوق محمد بن عمر عن محمد بن حسين عن أحمد بن غنم بن حكم عن شريح بن مسلمة عن إبراهيم بن يوسف عن عبد الجبار عن الأعشى الثقفي عن أبي صادق قال قال علي عليه‌السلام هي لنا أو فينا (٣) هذه الآية ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) (٤).

٣ ـ فس : ( نَتْلُوا عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسى وَفِرْعَوْنَ ) إلى قوله تعالى : ( إِنَّهُ كانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ ) أخبر الله نبيه بما نال (٥) موسى وأصحابه من فرعون من القتل والظلم ليكون تعزية له فيما يصيبه في أهل بيته من أمته ثم بشره بعد تعزيته أنه يتفضل عليهم بعد ذلك ويجعلهم خلفاء في الأرض وأئمة على أمته ويردهم إلى الدنيا مع أعدائهم حتى ينتصفوا منهم فقال ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَ

__________________

(١) مجمع البيان ٧ : ٢٣٩.

(٢) معاني الأخبار : ٢٨ والحديث سقط عن نسخة الكمباني.

(٣) الترديد من الراوي.

(٤) أمالي الصدوق : ٢٨٦ و ٢٨٧.

(٥) في المصدر : بما لقى.

١٦٨

نُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما ) (١) منهم ما كانوا يحذرون أي من القتل والعذاب ولو كانت هذه الآية نزلت في موسى وفرعون لقال ونرى فرعون وهامان وجنودهما منه ما كانوا يحذرون أي من موسى ولم يقل منهم فلما تقدم قوله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً ) علمنا أن المخاطبة للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وما وعد الله به رسوله فإنما يكون بعده والأئمة يكونون من ولده وإنما ضرب الله هذا المثل لهم في موسى بني إسرائيل وفي أعدائهم بفرعون وهامان وجنودهما فقال إن فرعون قتل في بني إسرائيل وظلم فأظفر الله (٢) موسى بفرعون وأصحابه حتى أهلكهم الله وكذلك أهل بيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أصابهم من أعدائهم القتل والغصب ثم يردهم الله ويرد أعداءهم إلى الدنيا حتى يقتلوهم وقد ضرب أمير المؤمنين عليه‌السلام في أعدائه مثلا مثل ما ضربه الله لهم في أعدائهم بفرعون وهامان فقال أيها الناس إن أول من بغى على الله عز وجل على وجه الأرض عناق ابنة آدم خلق الله لها عشرين إصبعا في كل (٣) إصبع منها ظفران طويلان كالمنجلين العظيمين وكان مجلسها في الأرض موضع جريب فلما بغت بعث الله لها أسدا كالفيل وذئبا كالبعير ونسرا كالحمار وكان ذلك في الخلق الأول فسلطهم الله عليها فقتلوها ألا وقد قتل الله فرعون وهامان وخسف بقارون وإنما هذا مثل أعدائه الذين غصبوا حقه فأهلكهم الله ثم قال علي على أثر هذا المثل الذي ضربه وقد كان لي حق حازه دوني من لم يكن له ولم أكن أشركه فيه ولا توبة له إلا بكتاب منزل أو برسول مرسل وأنى له بالرسالة بعد محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ولا نبي بعد محمد فأنى يتوب وهو في برزخ القيامة غرته الأماني وغره بالله الغرور وقد أشفى على ( جُرُفٍ هارٍ فَانْهارَ بِهِ

__________________

(١) زاد في المصدر بعد : وجنودهما* : وهم الذين غصبوا آل محمد حقهم ، وقوله :

« منهم » اى من آل محمد « ما كانوا يحذرون ».

(٢) في المصدر : ان فرعون قتل بني إسرائيل وظلم فظفر الله.

(٣) في المصدر : لكل.

١٦٩

فِي نارِ جَهَنَّمَ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ ) (١) وكذلك مثل القائم عليه‌السلام في غيبته وهربه واستتاره مثل موسى خائف مستتر إلى أن يأذن الله في خروجه وطلب حقه وقتل أعدائه في قوله ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍ ) (٢) وقد ضرب بالحسين بن علي عليه‌السلام مثلا في بني إسرائيل بإدالتهم (٣) من أعدائهم.

٤ ـ حدثني أبي عن النضر عن ابن حميد عن أبي عبد الله عليه‌السلام قال : لقي المنهال بن عمرو علي بن الحسين عليه‌السلام فقال له كيف أصبحت يا ابن رسول الله قال ويحك أما آن لك أن تعلم كيف أصبحت أصبحنا في قومنا مثل بني إسرائيل في آل فرعون يذبحون أبناءنا ويستحيون نساءنا الخبر (٤).

٥ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن عبد الله بن أسد عن إبراهيم بن محمد عن يوسف بن كلب المسعودي عن عمر بن عبد الغفار بإسناده عن ربيعة بن ناجد قال سمعت عليا عليه‌السلام يقول في هذه الآية وقرأها قوله عز وجل : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) فقال لتعطفن هذه الدنيا على أهل البيت كما تعطف الضروس على ولدها (٥).

٦ ـ وبهذا الإسناد عن إبراهيم بن محمد عن يحيى بن صالح بإسناده عن أبي صالح عن علي عليه‌السلام قال : في هذه الآية والذي فلق الحبة وبرأ النسمة لتعطفن علينا هذه الدنيا كما تعطف الضروس على ولدها (٦).

بيان : قال الجوهري ضرسهم الزمان اشتد عليهم وناقة ضروس سيئة الخلق تعض حالبها ومنه قولهم هي بجن ضراسها أي بحدثان نتاجها وإذا

__________________

(١) لعله إلى هناتم المنقول عن علي عليه‌السلام : وبعده من كلام القمي.

(٢) الحج : ٣٩ و ٤٠.

(٣) في المصدر : بذلتهم من اعدائهم.

(٤) تفسير القمي : ٤٨٢ و ٤٨٣.

(٥) كنز الفوائد : ٢٣١.

(٦) كنز الفوائد : ٢٣١.

١٧٠

كان كذلك حامت عن ولدها انتهى.

وقيل الضروس الناقة يموت ولدها أو يذبح فيحشى جلده فتدنو منه وتعطف عليه.

٧ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم بإسناده عن ابن المغيرة قال قال علي عليه‌السلام فينا نزلت هذه الآية ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية (١).

٨ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن محمد بن علي بن عمر الزهري معنعنا عن ثوير بن أبي فاختة قال : قال لي علي بن الحسين أتقرأ القرآن قال قلت نعم قال فقرأت (٢) طسم سورة موسى وفرعون قال فقرأت أربع آيات من أول السورة (٣) إلى قوله ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) فقال لي مكانك حسبك والذي بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا إن الأبرار منا أهل البيت وشيعتنا كمنزلة موسى وشيعته (٤).

٩ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم الحسين بن سعيد بإسناده (٥) إلى علي بن أبي طالب عليه‌السلام قال : من أراد أن يسأل عن أمرنا وأمر القوم فإنا وأشياعنا يوم خلق الله السماوات والأرض على سنة (٦) فرعون وأشياعه فنزلت فينا هذه الآيات من أول السورة (٧) إلى قوله ( يَحْذَرُونَ ) وإني أقسم بالذي فلق الحبة وبرأ النسمة وأنزل الكتاب على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله صدقا وعدلا ليعطفن عليكم هؤلاء عطف الضروس على ولدها (٨).

١٠ ـ فر : تفسير فرات بن إبراهيم علي بن محمد الزهري بإسناده عن زيد بن سلام الجعفي قال :

__________________

(١) تفسير فرات : ١١٦.

(٢) في المصدر : قال : فاقرا.

(٣) في المصدر : من اولها.

(٤) تفسير فرات : ١١٦ فيه : [ بمنزلة ] والآيات في سورة القصص : ١ ـ ٥.

(٥) في المصدر : معنعنا عن.

(٦) الصحيح كما في المصدر : على سنة موسى واشياعه : وان عدونا واشياعه يوم خلق الله السماوات والأرض على سنة فرعون واشياعه.

(٧) أي سورة القصص.

(٨) تفسير فرات : ١١٦ و ١١٧.

١٧١

دخلت على أبي جعفر عليه‌السلام فقلت أصلحك الله إن خيثمة الجعفي حدثني عنك أنه سألك عن قول الله : ( وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثِينَ ) وأنك حدثته أنكم الأئمة وأنكم الوارثون ـ (١) قال صدق والله خيثمة لهكذا حدثته (٢).

١١ ـ شي : تفسير العياشي عن حمران عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : ( الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها ) إلى قوله ( نَصِيراً ) قال نحن أولئك (٣).

١٢ ـ شي : تفسير العياشي عن سماعة قال : سألت أبا عبد الله عليه‌السلام عن ( الْمُسْتَضْعَفِينَ ) (٤) قال هم أهل الولاية قلت أي ولاية تعني قال ليست ولاية الدين ولكنها في المناكحة والموارثة (٥) والمخالطة وهم ليسوا بالمؤمنين ولا بالكفار ومنهم المرجون لأمر الله فأما قوله ( وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ ) إلى قوله ( نَصِيراً ) فأولئك نحن (٦).

بيان : هذه الآية وقعت في موضعين في سورة النساء إحداهما قوله تعالى : ( وَما لَكُمْ لا تُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنا أَخْرِجْنا مِنْ هذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُها وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا وَاجْعَلْ لَنا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً ) (٧) وثانيتهما في قوله تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظالِمِي أَنْفُسِهِمْ قالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ ) إلى قوله : ( إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجالِ وَالنِّساءِ وَالْوِلْدانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً ) (٨) فأول عليه‌السلام الأولى بالأئمة عليه‌السلام لأن الله تعالى قد قرنهم بنفسه

__________________

(١) في المصدر : وانكم الوارثين.

(٢) تفسير فرات : ١١٦ و ١١٧.

(٣) تفسير العياشي ١ : ٢٥٧ والآيتان في النساء : ٧٥ و ٩٧.

(٦) تفسير العياشي ١ : ٢٥٧ والآيتان في النساء : ٧٥ و ٩٧.

(٤) أي في الآية : ٩٥ من سورة النساء.

(٥) في المصدر : والمواريث.

(٧) النساء : ٧٥.

(٨) النساء : ٩٦ و ٩٧.

١٧٢

حيث جعل الجهاد في سبيلهم كالجهاد في سبيله والثانية بالذين لم يكملوا في الإيمان وكانوا معذورين وانطباقها عليهم ظاهر.

١٣ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب أبو الصباح قال : نظر الباقر عليه‌السلام إلى الصادق عليه‌السلام فقال هذا والله من الذين قال الله ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ ) الآية (١).

٥٠

(باب)

*(أنهم عليهم‌السلام كلمات الله وولايتهم الكلم الطيب)*

الآيات : الكهف «١٨» : ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِماتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنا بِمِثْلِهِ مَدَداً ) «١٠٩».

لقمان «٣١ » : ( وَلَوْ أَنَّ ما فِي الْأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) «٢٧».

الفتح «٤٨» : ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) «٢٦».

تفسير قيل المراد بكلمات الله تقديراته وقيل علومه وقيل وعده لأهل الثواب ووعيده لأهل العقاب وعلى تفسير أهل البيت لعل المراد بعدم نفادها عدم نفاد فضائلهم ومناقبهم وعلومهم وأما كلمة التقوى ففسرها الأكثر بكلمة التوحيد وقيل هو الثبات والوفاء بالعهد وفي تفسير أهل البيت عليه‌السلام أنها الولاية فإن بها يتقى من النار أو لأنها عقيدة أهل التقوى.

وفي تفسير علي بن إبراهيم عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله تعالى : ( قُلْ لَوْ كانَ الْبَحْرُ مِداداً لِكَلِماتِ رَبِّي ) الآية قال قد أخبرك أن كلام الله ليس له آخر ولا

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٣٤٣.

١٧٣

غاية ولا ينقطع أبدا (١).

أقول هذا أيضا يرجع إلى فضائلهم فإنهم عليه‌السلام مهبط كلماته وعلومه فتدبر.

١ ـ قب : المناقب لابن شهرآشوب ف ، تحف العقول ج ، الإحتجاج سأل يحيى بن أكثم أبا الحسن العالم عليه‌السلام عن قوله ( سَبْعَةُ أَبْحُرٍ ما نَفِدَتْ كَلِماتُ اللهِ ) ما هي (٢) فقال هي عين الكبريت وعين اليمن (٣) وعين البرهوت وعين الطبرية وحمة ماسيدان (٤) وحمة إفريقية (٥) وعين باحوران (٦) ونحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا ولا تستقصى (٧).

بيان : الحمة بفتح الحاء وتشديد الميم كل عين فيها ماء حار ينبع يستشفي بها الأعلاء ذكره الفيروزآبادي.

٢ ـ فس : ( وَلَوْ لا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ) (٨) قال الكلمة الإمام والدليل على ذلك قوله ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) (٩) يعني الإمامة ثم قال ( وَإِنَّ الظَّالِمِينَ ) يعني الذين ظلموا هذه الكلمة ( لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ ) ثم قال ( تَرَى الظَّالِمِينَ ) يعني الذين ظلموا آل محمد حقهم ( مُشْفِقِينَ مِمَّا كَسَبُوا )

__________________

(١) رواه بإسناده عن محمد بن أحمد عن عبيد الله بن موسى عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن ابى بصير عن أبي عبد الله عليه‌السلام. وفيه : قال : بل قد اخبرك راجع تفسير القمي : ٤٠٧.

(٢) في التحف : ما هذه الابحر؟ واين هى؟.

(٣) في التحف : وعين النمر.

(٤) في المناقب : وحمة ماسيدان تدعى لسان. وفي التحف : [ ماسبندان ] وفي معجم البلدان : ماسبذان ، واصله ماه سبذان مضاف الى اسم القمر ، وهو بناحية اسفرايين.

(٥) في المناقب : [ وحمة افريقية تدعى سيلان ] وفي التحف : يدعى لسان.

(٦) في التحف : [ بحرون ] وفي الاحتجاج : [ ماجروان ] ولعل الصحيح : باجروان بالباء ، قال ياقوت : باجروان : مدينة من نواحي باب الأبواب قرب شروان ، عندها عين الحياة التي وجدها الخضر.

(٧) مناقب آل أبي طالب ٣ : ٥٠٨ ، تحف العقول : ٤٧٧ و ٤٧٩ ، الاحتجاج : ٢٥٢.

(٨) الشورى : ٢١ ـ ٢٣.

(٩) الزخرف : ٢٨.

١٧٤

أي خائفون مما ارتكبوا وعملوا ( وَهُوَ واقِعٌ بِهِمْ ) ما يخافونه ثم ذكر الله الذين آمنوا بالكلمة واتبعوها فقال ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ فِي رَوْضاتِ الْجَنَّاتِ ) إلى قوله ( ذلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا ) بهذه الكلمة ( وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ ) مما أمروا به (١).

٣ ـ فس : ( لا تَبْدِيلَ لِكَلِماتِ اللهِ ) أي لا تغير للإمامة (٢).

أقول : قد مضت الأخبار الكثيرة في أبواب أحوال آدم وإبراهيم عليه‌السلام أنهم عليهم‌السلام كلمات الله.

٤ ـ كا : الكافي بإسناده عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : وقال لأعداء الله أولياء الشيطان أهل التكذيب والإنكار ( قُلْ ما أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَما أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ ) يقول متكلفا أن أسألكم ما لستم بأهله فقال المنافقون عند ذلك بعضهم لبعض أما يكفي محمدا أن يكون قهرنا عشرين (٣) حتى يريد أن يحمل أهل بيته على رقابنا (٤) ولئن قتل محمد أو مات لننزعنها من أهل بيته ثم لا نعيدها فيهم أبدا وأراد الله عز ذكره أن يعلم نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله الذي أخفوا في صدورهم وأسروا به فقال في كتابه عز وجل ( أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) يقول لو شئت حبست عنك الوحي فلم تخبر (٥) بفضل أهل بيتك ولا بمودتهم وقد قال الله عز وجل ( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) يقول الحق لأهل بيتك والولاية (٦) ( إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ ) يقول بما ألقوه في صدورهم من العداوة

__________________

(١) تفسير القمي : ٦٠١.

(٢) تفسير القمي : ٢٩٠ والآية في يونس : ٦٤.

(٣) في المصدر : عشرين سنة.

(٤) في المصدر : على رقابنا ، فقالوا : ما أنزل الله هذا وما هو الا شيء يتقوله يريد ان يرفع أهل بيته على رقابنا ، ولئن.

(٥) في المصدر : فلم تكلم.

(٦) في المصدر : لاهل بيتك الولاية.

١٧٥

لأهل بيتك والظلم بعدك الحديث (١).

٥ ـ فس : أبي عن ابن أبي نجران عن ابن حميد عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام ( فَإِنْ يَشَإِ اللهُ يَخْتِمْ عَلى قَلْبِكَ ) قال لو افتريت ( وَيَمْحُ اللهُ الْباطِلَ ) يعني يبطله ( وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) يعني بالأئمة والقائم من آل محمد الخبر (٢).

٦ ـ ما : الأمالي للشيخ الطوسي المفيد عن المظفر بن محمد البلخي عن محمد البلخي عن محمد بن جبير عن عيسى عن مخول بن إبراهيم عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله عن عمر بن علي عن أبي جعفر عن آبائه عليه‌السلام قال قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الله عهد إلي عهدا فقلت رب (٣) بينه لي قال اسمع قلت سمعت قال يا محمد إن عليا راية الهدى بعدك وإمام أوليائي ونور من أطاعني وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين (٤) فمن أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني فبشره بذلك (٥).

٧ ـ ير : بصائر الدرجات الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن جعفر بن محمد عن محمد بن عيسى القمي عن محمد بن سليمان عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله عليه‌السلام في قوله : ( وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ ) كلمات في محمد وعلي (٦) والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم ( فَنَسِيَ ) هكذا والله أنزلت (٧) على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٨).

__________________

(١) الروضة : ٣٧٩ و ٣٨٠. والآية الأولى في صلى‌الله‌عليه‌وآله : ٨٦. والثانية في الشورى : ٢٤.

والحديث طويل اختصره المصنف ، رواه الكليني بإسناده عن علي بن محمد عن علي بن العباس عن علي بن حماد عن عمرو بن شمر عن جابر.

(٢) تفسير القمي : ٦٠١ و ٦٠٢ والآية في الشورى : ٢٤.

(٣) في المصدر : يا رب.

(٤) في المصدر : الزمها الله المتقين.

(٥) أمالي ابن الشيخ : ١٥٤.

(٦) في المناقب : وعلى فاطمة.

(٧) في المناقب : [ كذا نزلت على محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ] اقول : لعل المراد بهذا المعنى نزلت عليه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٨) بصائر الدرجات : ٢١ والآية في طه : ١١٥.

١٧٦

قب : لابن شهرآشوب عن الباقر عليه‌السلام مثله (١).

٨ ـ ك‍ : إكمال الدين الدقاق عن حمزة العلوي عن الفزاري عن محمد بن الحسين بن زيد عن محمد بن زياد الأزدي عن المفضل بن عمر عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله عز وجل : ( وَإِذِ ابْتَلى ) (٢) إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن ما هذه الكلمات قال هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه ( فَتابَ عَلَيْهِ ) وهو أنه قال أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي فتاب الله عليه ( إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) قلت له يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله (٣) ( فَأَتَمَّهُنَ ) قال يعني فأتمهن إلى القائم عليه‌السلام اثنا عشر (٤) إماما تسعة من ولد الحسين قال المفضل فقلت له يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٥) قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين عليه‌السلام إلى يوم القيامة قال فقلت له يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولد (٦) لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة فقال عليه‌السلام إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين (٧) فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول لم جعلها الله ذلك وكذلك الإمامة خلافة الله في أرضه ولم يكن لأحد أن يقول لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لأن الله عز وجل هو الحكيم في أفعاله ( لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ ) (٨).

__________________

(١) مناقب آل أبي طالب ٣ : ١٠٢.

(٢) البقرة : ١٢٤.

(٣) في المصدر : فما معنى قوله عز وجل.

(٤) في المصدر : اثنى عشر.

(٥) الزخرف : ٢٨.

(٦) في المصدر : ولدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

(٧) في المصدر : كانا نبيين واخوين.

(٨) اكمال الدين : ٢٠٤ و ٢٠٥.

١٧٧

بيان : فسر بعض المفسرين الكلمات بالتكاليف وبعضهم بالسنن الحنيفية وقيل غير ذلك ولا يخفى أن تفسيره عليه‌السلام أظهر من كل ما ذكروه إذ الظاهر أن قوله تعالى : ( وَإِذِ ابْتَلى ) مجمل يفسره قوله قال ( إِنِّي جاعِلُكَ ) إلى آخر الآية فالحاصل أن الله تعالى ابتلى إبراهيم بالكلمات التي هي الإمامة أو الأئمة فأكرمه بالإمامة فأتمهن أي إبراهيم حيث استدعى الإمامة من الله تعالى لذريته فأجابه تعالى إلى ذلك في المعصومين من ذريته الذين آخرهم القائم عليه‌السلام فقوله ( قالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي ) تفسير لقوله ( فَأَتَمَّهُنَ ) ويمكن على هذا الوجه إرجاع الضمير المستكن في ( فَأَتَمَّهُنَ ) إليه تعالى أيضا أي فأتم الله تعالى الإمامة وأكملها بدعاء إبراهيم والأول أظهر ولا يخفى انطباق جميع الكلام على هذا الوجه غاية الانطباق بلا تكلف وتعسف.

٩ ـ ير : بصائر الدرجات أحمد بن محمد عن علي بن حديد عن جميل بن دراج عن يونس بن ظبيان عن جعفر بن محمد عليه‌السلام قال سمعته يقول إن الله إذا أراد أن يخلق الإمام من الإمام بعث ملكا فأخذ شربة من تحت العرش ثم أوصلها أو دفعها إلى الإمام فيمكث في الرحم أربعين يوما لا يسمع الكلام ثم يسمع بعد ذلك فإذا وضعته أمه بعث ذلك الملك الذي كان أخذ الشربة ويكتب على عضده الأيمن ( وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقاً وَعَدْلاً لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ) (١).

١٠ ـ شي : تفسير العياشي عن جابر قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن تفسير هذه الآية في قول الله : ( يُرِيدُ اللهُ أَنْ يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) قال أبو جعفر عليه‌السلام تفسيرها في الباطن يريد الله فإنه شيء يريده ولم يفعله بعد وأما قوله ( يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ ) فإنه يعني يحق حق آل محمد وأما قوله ( بِكَلِماتِهِ ) قال كلماته في الباطن ـ علي هو كلمة الله في الباطن وأما قوله ( وَيَقْطَعَ دابِرَ الْكافِرِينَ ) فيعني (٢) بني أمية هم الكافرون يقطع الله دابرهم وأما قوله ( لِيُحِقَ

__________________

(١) بصائر الدرجات : ١٣٠ والآية في الانعام : ١١٥.

(٢) في النسخة المخطوطة [ فهو بنو أمية ]. وفي المصدر : فهم بنو أمية.

١٧٨

الْحَقَ ) فإنه يعني ليحق حق آل محمد حين يقوم القائم وأما قوله ( وَيُبْطِلَ الْباطِلَ ) يعني القائم فإذا قام يبطل باطل بني أمية وذلك (١) ( لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْباطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ ) (٢).

بيان : وذلك أي قيام القائم عليه‌السلام ليحق أو هذا هو المراد بقوله في تتمة الآية ( لِيُحِقَّ الْحَقَ ) الآية.

١١ ـ كنز : محمد بن العباس عن علي بن محمد الجعفي عن أحمد بن القاسم الأكفاني عن علي بن محمد بن مروان عن أبيه عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال : خرج علينا علي بن أبي طالب عليه‌السلام ونحن في المسجد فاحتوشناه ـ (٣) فقال سلوني قبل أن تفقدوني سلوني عن القرآن فإن في القرآن علم الأولين والآخرين لم يدع لقائل مقالا ولا يعلم تأويله ( إِلاَّ اللهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ ) وليسوا (٤) بواحد ورسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان واحدا منهم علمه الله سبحانه إياه وعلمنيه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم لا يزال في عقبه إلى يوم تقوم الساعة ثم قرأ ( وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسى وَآلُ هارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) (٥) فأنا من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة والعلم في عقبنا إلى أن تقوم الساعة ثم قرأ ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) (٦) ثم قال كان رسول الله عقب إبراهيم ونحن أهل البيت عقب إبراهيم وعقب محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (٧).

١٢ ـ كنز : محمد بن الحسين بن علي بن مهران (٨) عن أبيه عن جده عن

__________________

(١) في المصدر : وذلك قوله : ليحق.

(٢) تفسير العياشي ٢ : ٥٠ والآيتان في الأنفال : ٧ و ٨.

(٣) احتوش القوم الرجل وعليه : احدقوا به وجعلوه في وسطهم.

(٤) أي الراسخين في العلم.

(٥) البقرة : ٢٤٨.

(٦) الزخرف : ٢٨.

(٧) كنز الفوائد : ٢٩٠.

(٨) في نسخة من المصدر : مهزيار.

١٧٩

الحسين بن سعيد عن محمد بن سنان عن أبي سلام عن سورة بن كليب عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه‌السلام (١) في قول الله عز وجل : ( وَجَعَلَها كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) قال إنها في الحسين فلم يزل هذا الأمر منذ أفضى إلى الحسين عليه‌السلام ينتقل من والد إلى ولد ولا يرجع إلى أخ ولا إلى عم ولا يعلم أحد منهم خرج من الدنيا إلا وله ولد وإن عبد الله بن جعفر خرج من الدنيا ولا ولد له ولم يمكث بين ظهراني أصحابه إلا شهرا (٢).

بيان : لعل قوله ولا يعلم أحد منهم كلام الحسين بن سعيد أو غيره من رواة الخبر وغرضه بيان إبطال مذهب الفطحية بهذا الخبر فإنهم قالوا بإمامة عبد الله الأفطح بن الصادق عليه‌السلام ثم اعلم أن تلك الآية وقعت بعد قصة إبراهيم عليه‌السلام حيث قال ( وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ إِلاَّ الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ ) ثم ذكر ذلك.

وقال البيضاوي أي وجعل إبراهيم أو الله تعالى كلمة التوحيد ( كَلِمَةً باقِيَةً فِي عَقِبِهِ ) أي في ذريته فيكون فيهم أبدا من يوحد الله ويدعو إلى توحيده ( لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) أي يرجع من أشرك منهم بدعاء من وحده ونحوه (٣) قال الطبرسي رحمه‌الله ثم قال وقيل

الكلمة الباقية في عقبه هي الإمامة إلى يوم القيامة ـ عن أبي عبد الله عليه‌السلام.

واختلف في عقبه من هم فقيل ولده إلى يوم القيامة عن الحسن وقيل هم آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله عن السدي (٤).

١٣ ـ كنز : روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده عن رجاله عن مالك بن عبد الله قال : قلت لمولاي الرضا عليه‌السلام قوله تعالى : ( وَأَلْزَمَهُمْ كَلِمَةَ التَّقْوى ) (٥) قال هي ولاية أمير المؤمنين عليه‌السلام (٦).

__________________

(١) في نسخة من المصدر : عن جعفر.

(٢) كنز الفوائد : ٢٩٠ والآية في الزخرف : ٢٨.

(٣) أنوار التنزيل ٢ : ٤٠٦.

(٤) مجمع البيان ٩ فيه : فقيل : ذريته وولده عن ابن عباس : وقيل : ولده اه.

(٥) زاد في المصدر : وكانوا احق بها وأهلها.

(٦) كنز الفوائد : ٣٠٥ والآية في الفتح : ٢٦.

١٨٠