بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة مثله.

مجالس الشيخ : عن الغضائري ، عن البروفري ، عن أحمد بن أدريس عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن علوان ، عن ابن شمر ، عن جابر عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقبل بوجهه إلى الناس إلى آخر الخبر (١).

٢٨ ـ لى : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن الحسين ، عن محمد بن جمهور ، عن محمد بن زياد ، عمن سمع محمد بن مسلم الثقفي يقول : سمعت أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه‌السلام يقول : إن الله تبارك وتعالى ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم شهر رمضان إلى آخره ، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم : أبشروا عباد الله ، فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا بوركتم وبورك فيكم حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادوهم أبشروا عباد الله فقد غفر الله لكم ذنوبكم ، وقبل توبتكم ، فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون (٢).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة مثله.

٢٩ ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد بن الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن أبيه عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن شهر رمضان شهر عظيم يضاعف الله فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ويرفع فيه الدرجات ، من تصدق في هذا الشهر بصدقة غفر الله له ، ومن أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر الله له ، ومن حسن فيه خلقه غفر الله له ، ومن كظم فيه غيظه غفر الله له ، ومن وصل فيه رحمه غفر الله له.

ثم قال عليه‌السلام : إن شهركم هذا ليس كالشهور ، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة والرحمة ، وإذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب ، هذا شهر الحسنات فيه مضاعفة ، وأعمال الخير فيه مقبولة ، من صلى منكم في هذا الشهر لله عزوجل

__________________

(١) تراه في التهذيب ج ١ ص ٤٠٧ ، ولايوجد في الامالى المطبوع.

(٢) امالى الصدوق ص ٣٣.

٣٦١

ركعتين يتطوع بهماغفر الله له.

ثم قال عليه‌السلام : إن الشقى حق الشقي من خرج عنه هذا الشهر ولم يغفر ذنوبه ، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الرب الكريم (١).

ن : النقاش والطالقاني عن أحمد الهمداني مثله (٢).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن محمد الكوفي ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال مثله.

٣١ ـ لى : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهما‌السلام يقول : إن لله تبارك وتعالى في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار إلا من أفطر على مسكر فاذا كان آخر ليلة منه عتق فيها مثل ما أعتق في جميعه (٣).

ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين مثله (٤).

ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن رجاء بن يحيى ، عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير مثله (٥).

مجالس الشيخ : عن الحسين بن عبيدالله ، عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن عمير مثله (٦).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : مثله.

٣ ـ ثو (٧) لى : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٣.

(٢) عيون الاخبار ج ١ ص ٢٩٣.

(٣) أمالى الصدوق ص ٣٥.

(٤) ثواب الاعمال ص ٦١.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١١.

(٦) لايوجد في أماليه المطبوع ، وتراه في التهذيب ج ١ ص ٤٠٧.

(٧) ثواب الاعمال ص ٥٩.

٣٦٢

فضالة ، عن سيف بن عميرة ، عن عبيد الله بن عبدالله ، عمن سمع أبا جعفر الباقر عليه‌السلام يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما حضر شهر رمضان وذلك لثلاث بقين من شعبان قال لبلال : ناد في الناس! فجمع الناس ، ثم صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال :

أيها الناس! إن هذا الشهر قد حضركم (١) وهو سيد الشهور ، فيه ليلة خير من ألف شهر ، تغلق فيه أبواب النيران ، وتفتح فيه أبواب الجنان ، فمن أدركه فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن أدرك والديه فلم يغفر له فأبعده الله ، ومن ذكرت عنده فلم يصل على فلم يغفر له فأبعده الله (٢).

مجالس الشيخ : الغضائري ، عن جماعة عن الكليني ، عن عدة من أصحابه عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد مثله (٣).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن أحمد ، ابن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن علي بن فضال ، عن سيف بن عميرة مثله.

٣٢ ـ ثو (٤) لى : محمد بن إبراهيم ، عن علي بن سعيد العسكري ، عن الحسين بن علي بن الاسود العجلي عن عبدالحميد بن يحيى الحماني ، عن أبي بكر الهذلي ، عن الزهري ، عن عبيدالله بن عبدالله ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا دخل شهر رمضان أطلق كل أسير وأعطى كل سائل (٥).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن إبراهيم ، عن علي بن سعيد العسكرى ، عن أبي بكر الهذلي مثله.

٣٣ ـ لى : الدقاق ، عن الاسدي ، عن سهل ، عن عبدالعظيم الحسني ، عن أبي الحسن العسكري عليه‌السلام قال : لما كلم الله عزوجل موسى بن عمران عليه‌السلام قال موسى :

__________________

(١) في المجالس : قد خصكم الله به.

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٥.

(٣) تراه في التهذيب ج ١ ص ٤٠٦ ولا يوجد في الامالى.

(٤) ثواب الاعمال ص ٦٥.

(٥) أمالى الصدوق ص ٣٦.

٣٦٣

إلهى ماجزاء من صام شهر رمضان لك محتسبا؟ قال : يا موسى اقيمه يوم القيامة مقاما لايخاف فيه ، قال : إلهي فماجزاء من صام شهر رمضان يريد به الناس؟ قال : يا موسى ثوابه كثواب من لم يصمه ، الخبر (١).

٣٤ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن علي ماجيلويه ، عن عمه محمد بن أبي القاسم ، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي ، عن محمد بن علي القرشي عن محمد بن سنان ، عن زياد بن منذر ، عن أبي جعفرمحمد بن علي الباقر عليه‌السلام قال : لماكلم الله موسى بن عمران ـ وذكر نحوه وزاد في آخره : قال : إلهي فما جزاء من صام في بياض النهار يلتمس بذلك رضاك؟ قال : يا موسى له جنتي وله الامان من كل هول يوم القيامة ، والعتق من النار.

٣٥ ـ لى : الطالقاني ، عن أحمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه ، عن مروان بن مسلم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شعبان شهري ورمضان شهر الله عزوجل ، فمن صام من شهري يوما كنت شفيعه يوم القيامة ، ومن صام شهر رمضان اعتق من النار (٢).

٣٦ ـ ل : محمد بن عمرو البصري ، عن أحمد بن محمد بن حمدون النسائي عن محمد بن عبدالله الازدي وكان ثقة ، عن الحسن بن عبدالوهاب ، عن الهيثم بن الجويري ، عن زيد العمي ، عن أبي نصرة ، عن جابر بن عبدالله ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم يعطهن امة نبي قبلي :

أما واحدة فاذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله عزوجل إليهم ، ومن نظر الله إليه لم يعذبه أبدا.

وأما الثانية فان خلوف أفواههم حين يمسون عند الله عزوجل أطيب من

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ١٢٦ ، وهو ذيل الحديث ، أخرج تمامه في ج ٦٩ ص ٣٨٣ ٣٨٤ من كتاب الايمان والكفر الباب ٣٨ جوامع مكارم الاخلاق تحت الرقم ٤٥ ، وعن كتاب فضائل الاشهر الثلاثة تحت الرقم ١٣١.

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٧٣.

٣٦٤

ريح المسك.

وأما الثالثة فان الملائكة يستغفرون لهم في ليلهم ونهارهم.

وأما الرابعة فان الله عزوجل يأمر جنته أن استغفري وتزيني لعبادي ، فيوشك أن يذهب بهم نصب الدنيا وأذاها ، ويصيروا إلى جنتي وكرامتي.

وأما الخامسة فاذا كان آخر ليلة غفر لهم جميعا ، فقال رجل : في ليلة القدر يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : ألم تر إلى العمال إذا فرغوا من أعمالهم وفوا (١).

٣٧ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي‌الله‌عنه ، عن علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن المفضل بن عمر ، عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي حمزة ، عن جابر بن عبدالله الانصاري قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعطيت امتي خمس خصال الخبر وفي آخره هكذا : فقال رجل يا رسول الله! هي ليلة القدر؟ قال : لا أما ترون العمال إذا عملوا كيف يؤتون اجورهم؟

٣٨ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سهل ، عن محمد بن سنان عن المفضل ، عن ابن ظبيان قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : المحمدية السمحة إقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وصيام شهر رمضان ، وحج البيت والطاعة للامام ، و أداء حقوق المؤمن ، الخبر (٢).

٣٩ ـ ل : أبو الحسن علي بن الحسن بن أبي الفرج المؤذن عن محمد بن الحسن الكرخي قال : سمعت الحسن بن علي عليهما‌السلام يقول لرجل في داره : يا أبا هارون من صام عشرة أشهر رمضان متواليات دخل الجنة (٣).

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٥٣.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٥٩ ، وبعده : فان من حبس حق المؤمن أقامه الله يوم القيامة خمسمائة على رجليه حتى يسيل من عرقه أودية ثم ينادى مناد من عندالله جل جلاله : هذا الظالم الذى حبس الله عن حقه قال : فيوبخ أربعين عاما ثم يؤمر به إلى نارجهنم.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٥٨.

٣٦٥

٤٠ ـ ن : بالاسناد إلى دارم عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رجب شهر الله الاصم ، يصب الله فيه الرحمة على عباده ، وشهر شعبان تشعب فيه الخيرات ، وفي أول ليلة من شهر رمضان يغل المردة من الشياطين ، و يغفر في كل ليلة سبعين ألفا ، فاذا كان في ليلة القدر غفر الله له بمثل ما غفر في رجب وشعبان وشهر رمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه وبين أخيه شحناء ، فيقول الله عزوجل : انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا (١).

٤١ ـ جا (٢) ما : المفيد ، عن الجعابي ، عن محمد بن يحيى بن سليمان المروزي ، عن عبيدالله بن محمد العبسي ، عن حماد بن سلمة ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : هذا شهر رمضان شهر مبارك افترض الله صيامه تفتح فيه أبواب الجنان ، وتصفد فيه الشياطين ، وفيه ليلة خير من ألف شهر ، فمن حرمها حرم ، يردد ذلك صلى‌الله‌عليه‌وآله ثلاث مرات (٣).

مجالس الشيخ : عن أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد ، عن علي بن فضال عن محمد بن عبيد ، عن الفضل بن دكين ، عن عبدالسلام بن حرب ، عن أيوب السجستاني ، عن أبي قلابة مثله (٤).

٤٢ ـ ما : بالاسناد المتقدم إلى حماد بن سلمة عن محمد بن عمر ، عن أبي سلمة ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من صام شهر رمضان إيمانا و احتسابا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ، ومن صلى ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر الله ما تقدم من ذنبه (٥).

٤٣ ـ ما المفيد ، عن أحمد بن الوليد ، عن أبيه ، عن الصفار ، عن ابن عيسى

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٧١.

(٢) مجالس المفيد ص ٧٢.

(٣) أمالى الطوسى ج ١ ص ٧١ وتكرر في ص ١٤٩ من المصدر بالاسناد.

(٤) لايوجد في الامالى المطبوع.

(٥) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤٩.

٣٦٦

عن ابن محبوب ، عن علي بن أبي حمزه ، عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : أفضل ما توسل به المتوسلون الايمان بالله ورسوله إلى أن قال : وصوم شهر رمضان فانه جنة من عذاب الله (١).

ع : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه ، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر باسناده رفعه إلى علي عليه‌السلام مثله (٢).

٤٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن مروان ، عن أبيه ، عن يحيى ابن سالم الفراء ، عن حماد بن عثمان ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لما اسرى بي إلى السماء ، دخلت الجنة فرأيت فيها قصرا من ياقوت أحمر ، يرى باطنه من ظاهره ، لضيائه ونوره ، وفيه قبتان من در وزبرجد فقلت : يا جبرئيل لمن هذا القصر؟ قال : هو لمن أطاب الكلام ، وأدام الصيام ، و أطعم الطعام ، وتهجد بالليل والناس نيام.

قال علي عليه‌السلام : فقلت : يا رسول الله وفي امتك من يطيق هذا؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : أتدري ما إطابة الكلام؟ فقلت : الله ورسوله أعلم ، قال : من قال سبحان الله و الحمد لله ولا إله إلا الله والله اكبر ، أتدري ما إدامة الصيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : من صام شهر الصبر شهر رمضان ولم يفطر منه يوما ، أتدري ما إطعام الطعام؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : من طلب لعياله مايكف به وجوههم عن الناس ، أتدري ما التهجد بالليل ، والناس نيام؟ قلت : الله ورسوله أعلم ، قال : من لم ينم حتى يصلي العشاء الا خرة ، والناس من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين نيام بينهما (٣).

٤٥ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن على بن أحمد بن سيابة ، عن عمر

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٢٢٠ وللحديث ذيل تركه المصنف ، وقد أخرجه في ج ٦٩ ص ٣٨٦ باب جوامع المكارم.

(٢) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٦ ، وتراه في المحاسن ٢٨٩.

(٣) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٧٣.

٣٦٧

ابن عبدالجبار بن عمر ، عن أبيه ، عن علي بن جعفر بن محمد بن على عليهم‌السلام ، عن أبيه عن جده ، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اعطيت امتي في شهر رمضان خمسا لم تعطها امة نبي قبلي : إذا كان أول يوم منه نظر الله عزوجل إليهم فاذا نظر الله عزوجل إليهم لم يعذبهم بعدها ، وخلوف أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة في كل يوم وليلة منه ، ويأمر الله عزوجل جنته فيقول تزيني لعبادي المؤمنين يوشك أن يستر يحوا من نصب الدنيا وأذاها إلى جنتي وكرامتي ، فاذا كان آخر ليلة منه غفر الله عزوجل لهم جميعا (١).

٤٦ ـ ما : باسناد المجاشعي ، عن علي عليه‌السلام قال : عليكم بصيام شهررمضان فان صيامه جنة حصينة من النار ، الخبر (٢).

٤٧ ـ ج (٣) ع : في خطبة فاطمة صلوات الله عليها في أمر فدك « فرض الله الصيام تثبيتا للاخلاص » (٤).

٤٨ ـ ع : عن أنس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : جاءني جبرئيل فقال لي : الاسلام عشرة أسهم ، إلى أن قال : الرابعة الصوم ، وهي الجنة (٥).

أقول : قد أوردنا بعض الاخبار في باب ليلة القدر ، وبعضها في باب فضل شهر رجب.

٤٩ ـ ل (٦) لى (٧) ع : ما جيلويه ، عن عمه ، عن البرقي ، عن علي بن

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١٠.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٣٦.

(٣) الاحتجاج ص ٦٢.

(٤) علل الشرايع ج ١ ص ٢٣٦.

(٥) علل الشرائع ج ١ ص ٢٣٧.

(٦) الخصال ج ٢ ص ١٠٧.

(٧) أمالى الصدوق ص ١١٦ في حديث.

٣٦٨

الحسين البرقي ، عن عبدالله بن جبلة ، عن معاوية بن عمار ، عن الحسن بن عبدالله عن آبائه ، عن جده الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم‌السلام قال : جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فسأله أعلمهم عن مسائل ، فكان فيما سأله أن قال لاي شئ فرض الله عزوجل الصوم على امتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الامم السالفة أكثر من ذلك؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن آدم لما أكل من الشجرة بقي في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش ، والذي يأكلونه تفضل من الله عزوجل عليهم ، وكذلك كان على آدم ، ففرض الله ذلك على امتي ثم تلا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله هذه الاية « كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون * أياما معدودات » (١).

قال اليهودي : صدقت يا محمد فما جزاء من صامها؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتسابا إلا أو جب الله له سبع خصال : أولها يذوب الحرام من جسده ، والثانية يقرب من رحمة الله ، والثالثة يكون قد كفر خطيئة أبيه آدم ، والرابعة يهون الله عليه سكرات الموت ، والخامسة أمان من الجوع والعطش يوم القيامة والسادسة يعطيه الله براءة من النار ، والسابعة يطعمه الله من طيبات الجنة ، قال : صدقت يا محمد (٢).

٥٠ ـ لى : ابن المتوكل ، عن الاسدي ، عن إسحاق بن محمد ، عن حمزة ابن محمد قال : كتبت إلى أبي محمد العسكري عليه‌السلام : لم فرض الله عزوجل الصوم؟ فورد في الجواب : ليجد الغني مس الجوع فيمن على الفقير (٣).

٥١ ـ ع (٤) ن : في علل الفضل بن شاذان ، عن الرضا عليه‌السلام فان قال : فلم امروا بالصوم؟ قيل : لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش ، فيستدلوا على فقر

__________________

(١) البقرة : ١٨٣.

(٢) علل الشرايع ج ٢ ص ٦٦.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٦.

(٤) علل الشرائع ج ١ ص ٢٥٦ ـ ٢٥٧.

٣٦٩

الاخرة ، وليكون الصائم خاشعا ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا عارفا صابرا لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات وليكون ذلك واعظا لهم في العاجل ، ورائضا لهم على أداء ما كلفهم ودليلا في الا جل ، وليعرفوا شدة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم.

فان قال : فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصة دون سائر الشهور؟ قيل : لان شهر رمضان هو الشهر الذي أنزل الله تعالى فيه القرآن ، وفيه فرق بين الحق والباطل ، كما قال الله تعالى : « شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان » (١) وفيه نبئ محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وفيه ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر وفيها يفرق كل أمرحكيم ، وهي رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شر أو مضرة أو منفعة أورزق أو أجل ، ولذلك سميت ليلة القدر.

فان قال : فلم امروا بصوم شهر رمضان لا أقل من ذلك ولا أكثر؟ قيل : لانه قوة العباد الذي يعم فيه القوي والضعيف ، وإنما أوجب الله تعالى الفرائض على أغلب الاشياء وأعم القوى ، ثم رخص لاهل الضعف ورغب أهل القوة في الفضل ، ولو كانوا يصلحون على أقل من ذلك لنقصهم ، ولو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم (٢).

٥٢ ـ ع : في علل ابن سنان عن الرضا عليه‌السلام : علة الصوم لعرفان مس الجوع والعطش ، ليكون العبد ذليلا مستكينا مأجورا محتسبا صابرا فيكون ذلك دليلا على شدائد الا خرة ، مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات ، واعظا له في العاجل ، دليلا على الا جل ، ليعلم شدة مبلغ ذلك من أهل الفقر والمسكنة في

__________________

(١) البقرة : ١٨٥.

(٢) عيون الاخبارج ٢ ص ١١٦ ـ ١١٧.

٣٧٠

الدنيا والاخرة (١).

٥٣ ـ ع : علي بن أحمد ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن علي بن العباس ، عن عمرو بن عبدالعزيز ، عن هشام بن الحكم قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن علة الصيام قال : أما العلة في الصيام ليستوي ، به الغني والفقير ، وذلك لان الغني لم يكن ليجد مس الجوع ، فيرحم الفقير ، لان الغني كلما أراد شيئا قدر عليه ، فأراد الله عزوجل أن يسوى بين خلقه وأن يذيق الغني مس الجوع والالم ، ليرق على الضعيف ويرحم الجائع (٢).

٥٤ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي عمير ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبى جعفر عليه‌السلام قال : قال : يا جابر من دخل عليه شهر رمضان نهاره وقام وردا من ليلته و حفظ فرجه ولسانه ، وغض بصره وكف أذاه ، خرج من الذنوب كيوم ولدته امه ، قال : قلت له : جعلت فداك ما أحسن هذا من حديث؟ قال : ما أشد هذا من شرط؟ (٣).

كتاب الغايات : عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام وذكر نحوه.

٥٥ ـ مجالس الشيخ : عن المفيد ، عن ابن قولويه ، عن الكليني ، عن علي ابن إبراهيم ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لجابر بن عبدالله : يا جابر هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام وردا من ليله ، وعف بطنه وفرجه ، وكف لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من الشهر ، فقال جابر : يا رسول الله! ما أحسن هذا الحديث؟ فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا جابر وما أشد هذه الشروط؟ (٤).

٥٦ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى عن الاهوازي ، عن ابن علوان

__________________

(١ ـ ٢) علل الشرائع ج ٢ ص ٦٦.

(٣) ثواب الاعمال ص ٥.

(٤) لم نجده في المصدر المطبوع.

٣٧١

عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي عليهم‌السلام قال : لماحضر شهر رمضان قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله وأثني عليه ، ثم قال : أيها الناس كفا كم الله عدوكم من الجن ، وقال : « ادعوني أستجب لكم » (١) ووعدكم الاجابة ألاوقد وكل الله بكل شيطان مريد سبعة من الملائكة فليس بمحلول حتى ينقضي شهركم هذا ، ألا وأبواب السماء مفتحة من أول ليلة منه ، ألا والدعاء فيه مقبول (٢).

٥٧ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن إبراهيم بن مهزيار ، عن أخيه علي ، عن الاهوازي ، عن القاسم بن محمد ، عن علي بن أبي حمزة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في حديث طويل يقول في آخره : إن أبواب السماء تفتح في شهر رمضان ، وتصفد الشياطين ، وتقبل أعمال المؤمنين ، نعم الشهر شهر رمضان ، كان يسمى على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله المرزوق (٣).

٥٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن الاهوازي ، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن الحكم أخي هشام ، عن عمرو بن يزيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله في كل ليلة من شهر رمضان عتقاء من النار ، إلا من أفطر على مسكر أو مشاحن ، أو صاحب شاهين ، قال : قلت : وأي شئ صاحب الشاهين؟ قال : الشطرنج (٤).

٥٩ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن ابن هشام ، عن يحيى ابن أبي عمران الهمداني ، عن يونس ، عن حماد الرازي قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : من أفطر يوما من شهر رمضان خرج روح الايمان منه (٥).

٦٠ ـ ضا : أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : إن الله جل وعلا يعتق في

__________________

(١) المؤمن : ٦٠.

(٢) ثواب الاعمال ص ٥٩.

(٣ ـ ٤) ثواب الاعمال ص ٦١.

(٥) ثواب الاعمال ص ٢١٢.

٣٧٢

أول ليلة من شهر رمضان ستمائة ألف عتيق من النار ، فاذا كان العشر الاواخر عتق كل ليلة منه مثل ما عتق في العشرين الماضية ، فاذا كان ليلة الفطر أعتق من النار مثل ما أعتق في سائر الشهور.

٦١ ـ م : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن لله خيارا من كل ما خلقه ، فله من البقاع خيار ، وله من الليالي والايام خيار ، وله من الشهور خيار ، وله من عباده خيار ، وله من خيار هم خيار.

فأما خياره من البقاع فمكة والمدينة وبيت المقدس ، وأما خياره من الليالي فليالي الجمع ، وليلة النصف من شعبان ، وليلة القدر ، وليلتا العيدين ، وأما خياره من الايام فأيام الجمع والاعياد ، وأما خياره من الشهور فرجب وشعبان وشهر رمضان ، وأما خياره من عباده فولد آدم ، وخيار من ولد آدم من اختارهم على علم بهم ، فان الله عزوجل لما اختار خلقه اختار ولد آدم ، ثم اختار من ولد آدم العرب ثم اختار من العرب مضر ، ثم اختار من مضر قريشا ، ثم اختار من قريش هاشما ثم اختار من هاشم أناوأهل بيتي كذلك ، فمن أحب العرب فبحبي أحبهم ، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم.

وإن الله عزوجل اختار من الشهور شهررجب وشعبان وشهر رمضان : فشعبان أفضل الشهور إلا مما كان من شهر رمضان فانه أفضل منه ، وإن الله عزوجل ينزل في شهر رمضان من الرحمة ألف ضعف ما ينزل في سائر الشهور ويحشر شهر رمضان في أحسن صورة فيقيمه على تلعة لايخفى وهو عليها على أحد ممن ضمه ذلك المحشر ، ثم يأمر ويخلع عليه من كسوة الجنة وخلعها وأنواع سندسها وثيابها ، حتى يصير في العظم بحيث لاينفده بصر ، ولا يغني علم مقداره اذن ولا يفهم كنهه قلب.

ثم يقال لمنادمن بطنان العرش : ناد! فينادي : يا معشر الخلائق أما تعرفون هذا؟ فيجيب الخلائق يقولون : بلى لبيك داعي ربنا وسعديك أما إننا لانعرفه يقول منادي ربنا : هذا شهر رمضان ما أكثر من سعد به؟ وما أكثر من شقي به؟

٣٧٣

ألا فليأته كل مؤمن له معظم بطاعة الله فيه ، فليأخذ حظه من هذه الخلع ، فتقاسموها بينكم على قدر طاعتكم لله وجد كم قال : فيأتيه المؤمنون الذين كانوا لله فيه مطيعين فيأخذون من تلك الخلع على مقادير طاعتهم كانت في الدنيا ، فمنهم من يأخذ ألف خلعة ، ومنهم من يأخذ عشرة ألاف ، ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وأقل ، فيشر فهم الله بكراماته.

ألا وإن أقواما يتعاطون تناول تلك الخلع ، يقولون في أنفسهم : لقد كنا بالله مؤمنين ، وله موحدين ، وبفضل هذا الشهر معترفين فيأخذونها ويلبسونها فتتقلب على أبدانهم مقطعات نيران ، وسرابيل قطران ، يخرج على كل واحد منهم بعدد كل سلكة من تلك الثياب أفعى وعقرب وقد تناولوا من تلك الثياب أعدادا مختلفة على قدر أجرامهم : كل من كان جرمه أعظم فعدد ثيابه أكثر فمنهم الاخذ ألف ثوب ، ومنهم الاخذ عشرة آلاف ثوب ، ومنهم من يأخذ أكثر من ذلك وإنها لاثقل على أبدانهم من الجبال الرواسى على الضعيف من الرجال ، ولولا ماحكم الله تعالى بأنهم لايموتون لماتوا من أقل قليل ذلك الثقل والعذاب ، ثم يخرج عليهم بعدد كل سلكة في تلك السرابيل من القطران ومقطعات النيران أفعى وحية وعقرب وأسد ونمر وكلب من سباع النار ، فهذه تنهشه ، وهذه تلدغه ، وهذا يفرسه وهذا يمزقه ، وهذا يقطعه.

يقولون : يا ويلنا مالنا تحولت علينا هذه الثياب ، وقد كانت من سندس واستبرق وأنواع خيار أثواب الجنة تحولت علينا مقطعات النيران ، وسرابيل قطران وهي على هؤلاء ثياب فاخرة ملذذة منعمة؟

فيقال لهم : ذلك بما كانوا يطيعون في شهر رمضان ، وكنتم تعصون ، وكانوا يعفون وكنتم تزنون ، وكانوا يخشون ربهم وكنتم تجترؤن ، وكانوا يتقون السرق وكنتم تسرقون ، وكانوا يتقون ظلم عبادالله وكنتم تظلمون ، فتلك نتايج أفعالهم الحسنة! وهذه نتايج أفعالكم القبيحة.

فهم في الجنة خالدون ، لايشيبون فيها ولايهرمون ، ولا يحولون عنها ولا

٣٧٤

يخرجون ، ولا يقلقون فيها ولا يغتمون ، بل هم فيها سارون من خوف ، مبتهجون آمنون مطمئنون ولاخوف عليهم ولا هم يحزنون ، وأنتم في النار خالدون تعذبون فيها وتهانون ، ومن نيرانها إلى زمهريرها تنقلبون ، وفي حميمها تغتسلون ، ومن زقومها تطعمون ، ولمقامعها تقمعون ، وبضروب عذابها تعاقبون ، أحياء أنتم فيها و لاتموتون أبد الا بدين إلا من لحقته منكم رحمة رب العالمين ، فخرج منها بشفاعة محمد أفضل النبيين بعد العذاب الاليم والنكال الشديد (١).

٦٢ ـ قب : سئل الحسين عليه‌السلام لم افترض الله عزوجل على عبده الصوم؟ فقال عليه‌السلام : ليجد الغني مس الجوع ، فيعود بالفضل على المساكين (٢).

٦٣ ـ مجالس الشيخ : ابن عبدون ، عن ابن الزبير ، عن ابن فضال عن محمد بن عبيد ، عن عبيدالله بن موسى ، عن نصر بن علي ، عن النضر بن سنان عن أبي سلمة بن عبدالرحمن بن عوف عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : شهر رمضان شهر فرض الله عليكم صيامه ، فمن صامه إيمانا واحتسابا خرج من ذنوبه كيوم ولدته امه (٣).

ومنه : عن الغضائري ، عن جماعة ، عن الكليني ، عن أحمد بن إدريس.

عن محمد بن عبدالجبار ، عن صفوان ، عن إسحاق بن عمار ، عن المسمعي أنه سمع أبا عبدالله عليه‌السلام يوصي ولده إذا دخل شهر رمضان : فاجهدوا أنفسكم فان فيه تقسم الارزاق وتكتب الا جال ، وفيه يكتب وفد الله الذين يفدون إليه ، وفيه ليلة العمل فيها خير من العمل في ألف شهر (٤).

ومنه : عن الغضائري ، عن التلعكبري ، عن الكليني ، عن محمد بن إسماعيل عن الفضل بن شاذان ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من لم يغفر له في شهر رمضان مايغفر له إلى قابل إلا أن يشهد عرفة (٥).

__________________

(١) تفسير الامام ص ٣٠٠ ـ ٣٠٢.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٦٨.

(٣ ـ ٥) قدمرت الاشارة إلى أنها لاتوجد في المصدر المطبوع.

٣٧٥

٦٤ ـ كتاب الامامة والتبصرة لعلى بن بابويه : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، رغم أنف رجل أدرك أبويه عند الكبر فلم يد خلاه الجنة رغم أنف رجل دخل عليه شهر رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له.

٤٧

* باب *

* « ( فضل جمع شهر رمضان ) » *

١ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن أحمد بن النضر ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : إن لجمع شهر رمضان لفضلا على جمع سائر الشهور كفضل رسول الله عليه‌السلام على سائر الرسل (١).

٤٨

( باب )

* « ( أنه لم سمى هذا الشهر برمضان ) » *

١ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي ، عن هشام بن سالم ، عن سعد ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : كنا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال : لاتقولوا هذا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان فان رمضان اسم من أسماء الله عزوجل ، لا يجئ ولا يذهب ، وإنما يجئ ويذهب الزائل ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فالشهر المضاف إلى الاسم ، والاسم اسم الله ، وهو الشهر الذي انزل فيه القرآن ، جعله الله تعالى مثلا وعيدا (٢).

__________________

(١) كفضل شهر رمضان على سائر الشهور خ ل ، راجع ثواب الاعمال ص ٣٦.

(٢) معانى الاخبار ص ٣١٥ ، والمثل : الاية والحجة كقوله تعالى في عيسى بن مريم عليهما‌السلام : « وجعلناه مثلا لبنى اسرائيل ».

٣٧٦

ير : ابن عيسى مثله (١).

٢ ـ مع : أبي ، عن محمد العطار ، عن أحمد بن محمد ومحمدبن الحسين ، عن محمد بن يحيى الخثعمي ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي صلوات الله : لاتقولوا رمضان ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فانكم لاتدرون ما رمضان؟ (٢).

٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : لاتقولوا رمضان ، فانكم لاتدرون ما رمضان؟ فمن قاله فليتصدق وليصم كفارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى : شهر رمضان (٣).

٤ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن أبيه ، عن سعد بن عبدالله ، عن محمد ابن الحسن ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عن طلحة بن زيد ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : لاتقولوا رمضان ، ولاجاء رمضان ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فانكم لاتدورن ما رمضان؟

__________________

(١) لم نجده في بصائر الدرجات المطبوع وأخرجه في الوسائل تحت الرقم ١٣٥٠٩ عن مختصر البصائر لسعد بن عبدالله عن ابن عيسى عن البزنطى وأخرجه في المستدرك ج ١ ص ٥٧٨ ولكن صدر السند محمد بن يحيى العطار عن ابن عيسى.

(٢) معانى الاخبارص ٣١٥.

(٣) نوادر الراوندى ص ٤٧.

٣٧٧

٤٩

* « ( الدعاء عند رؤية هلال شهر رمضان ) » *

* « ( وما يقرء في لياليه وأيامه وما ينبغى ) * »

* « ( أن يراعى فيه من الاداب ) » *

أقول : سيجئ إنشاء الله أكثر أخبار هذا الباب في أبواب عمل شهر رمضان وقد سبق في أدعية شهر رمضان من كتاب الدعاء أيضا فتذكر (١).

١ ـ ثو (٢) لى : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن ابن علوان عن عمرو بن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر الباقر عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا نظر إلى هلال شهر رمضان ، استقبل القبلة بوجهه ثم قال :

اللهم أهله علينا بالامن والايمان والسلامة والاسلام ، والعافية المجللة والرزق الواسع ، ودفع الاسقام وتلاوة القرآن ، والعون على الصلاة والصيام اللهم سلمنا لشهر رمضان وسلمه لنا ، وتسلمه منا حتى ينقضي شهر رمضان ، وقد غفرت لنا (٣).

أقول : قدمر تمامه (٤).

٢ ـ لى : أبي ، عن علي بن موسى ، عن ابن عيسى ، عن علي بن الحسن عن محمد بن عبيد ، عن عبيد بن هارون ، عن أبي يزيد ، عن حصين ، عن الصادق عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : عليكم في شهر رمضان بكثرة

__________________

(١) قد عرفت انه لم يعقد في كتاب الدعاء باب لذلك.

(٢) ثواب الاعمال ص ٥٨.

(٣) أمالى الصدوق ص ٢٩.

(٤) راجع ص ٣٦٠ فيما سبق.

٣٧٨

الاستغفار والدعاء ، فأما الدعاء فيدفع عنكم به البلاء وأما الاستغفار فتمحى به ذنوبكم (١).

كتاب فضائل الاشهر الثلاثة مثله.

٣ ـ لى : عن الصادق عليه‌السلام قال : إذا أتى شهر رمضان فاقرء كل ليلة إنا أنزلناه ألف مرة ، فإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين فاشدد قلبك ، وافتح اذنيك لسماع العجائب مما ترى.

قال : وقال رجل لابي جعفر عليه‌السلام : يا ابن رسول الله! كيف أعرف أن ليلة القدر تكون في كل سنة؟ قال : إذا أتى شهر رمضان فاقرء سورة الدخان في كل ليلة مرة ، وإذا أتت ليلة ثلاثة وعشرين ، فانك ناظر إلى تصديق الذي عنه سألت (٢).

٤ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن أحمد بن محمد بن الحسين بن إسحاق ابن جعفر ، عن جده الحسين ، عن أبيه إسحاق بن جعفر ، عن أخيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي عليهم‌السلام قال : بينا أنا مع علي بن الحسين عليهما‌السلام في طريق أو مسير إذ نظر إلى هلال شهر رمضان فوقف ثم قال : أيها الخلق المطيع! الدائب السريع المتردد في منازل التقدير ، المتصرف في فلك التدبير ، آمنت بمن نور بك الظلم ، وأوضح بك البهم ، وجعلك آية من آيات ملكه ، وعلامة من علامات سلطانه ، فحدبك الزمان ، وامتهنك بالكمال و النقصان ، والطلوع والافول ، والانارة والكسوف ، في كل ذلك أنت له مطيع وإلى إرادته سريع.

سبحانه ما أعجب ما دبرأمرك ، وألطف ما صنع في شأنك ، جعلك مفتاح شهرلحادث أمر ، جعلك الله هلال بركة لاتمحقها الايام وطهارة لاتدنسها ، الاثام

__________________

(١) أمالى الصدوق ص ٣٧ ـ

(٢) أمالى الصدوق ص ٣٨٨ ، وهو شطر من حديث طويل في شأن انا أنزلناه في ليلة القدر برواية العباس بن حريش تراه في الكافى ج ١ ص ٢٥٢.

٣٧٩

هلال أمنة من الافات ، وسلامة من السيئات ، هلال سعد لانحس فيه ، ويمن لانكد فيه ، ويسر لايمازجه عسر ، وخير لايشوبه شر ، هلال أمن وإيمان ، ونعمة وإحسان.

اللهم اجعلنا من أرضى من طلع عليه ، وأزكى من نظر إليه ، وأسعد من تعبد لك فيه ، ووفقنا اللهم فيه للطاعة والتوبة ، واعصمنا من الاثام والحوبة وأوزعنا شكر النعمة ، واجعل لنا فيه عونا منك على ما تدنينا إليه من مفترض طاعتك ونفلها ، إنك الاكرم من كل كريم ، والارحم من كل رحيم ، آمين آمين رب العالمين (١).

أقول : قد مرت أدعية الهلال في كتاب الدعاء (٢) ويأتي في أبواب أعمال السنة أيضا.

٥ ـ ضا : اعلم يرحمك الله أن لشهر رمضان حرمة ليست كحرمة سائر الشهور ، لما خصه الله به وفضله ، وجعل فيه ليلة القدر العمل فيها خير من العمل في ألف شهر ليس فيها ليلة القدر ، فعليكم بغض الطرف وكف الجوارح عما نهى الله عنه ، وتلاوة القرآن ، والتسبيح والتهليل ، والاكثار من ذكر الله ، و الصلاة على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في الليل والنهار ما استطعتم ، ولاتجعلوا يوم صومكم كيوم فطركم ، وإن الصوم جنة من النار.

وقد روي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : من دخل عليه شهر رمضان فصام نهاره وأقام وردا في ليلته ، وحفظ فرجه ولسانه ، وغض بصره وكف أذاه خرج من ذنوبه كهيئة يوم ولدته امه ، فقيل له : ما أحسن هذا من حديث؟ فقال : ما أصعب هذا من شرط؟

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : نوم الصائم عبادة ، ونفسه تسبيح.

وقيل : للصائم فرحتان ، فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربه اتبعوا سنة

__________________

(١) امالى الطوسى ج ٢ ص ١١٠.

(٢) راجع ج ٩٥ ص ٣٤٣ ـ ٣٤٦.

٣٨٠