بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

١٥ ـ شى : عن محمد الحلبي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر » قال : بعشر ذي الحجة ناقصة حتى انتهى إلى شعبان فقال : ناقص لايتم (١).

١٦ ـ شى : عن أبي خالد الواسطي قال : أتيت أبا جعفر عليه‌السلام يوم شك فيه من رمضان فاذا مائدة موضوعة وهو يأكل ، ونحن نريد أن نسأله ، فقال : ادنوا! الغداة! إذا كان مثل هذا اليوم لم يحكم فيه سبب يرونه فلا تصوموا.

ثم قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، عن أميرالمؤمنين أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لما ثقل في مرضه قال : أيها الناس إن السنة اثنا عشر شهرا منها أربعة حرم ، ثم قال بيده : رجب مفرد ، وذو القعدة وذوالحجة والمحرم ثلاث متواليات ، ألا وهذا الشهر المفروض رمضان فصوموا لرؤيته ، وأفطروا لرؤيته فاذا خفي الشهر فأتموا العدة شعبان ثلاثين ، وصوموا الواحد والثلاثين ، وقال بيده : الواحد والاثنين والثلاثة ، ثم ثنى إبهامه ثم قال : أيها الناس شهر كذى وشهر كذى (٢) وقال علي عليه‌السلام : صمنا مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تسعا وعشرين ولم نقضه و رآه تماما (٣).

١٧ ـ دعائم الاسلام : عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : لاتصام الفريضة إلا باعتقاد ونية ، ومن صام على شك فقد عصى.

وعن أبي جعفرمحمد بن على عليه‌السلام أنه قال : لان افطر يوما من رمضان أحب إلى من أن أصوم يوما من شعبان أزيده في رمضان.

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٥ ، في آية الاعراف ١٤٢ ، ولعل فيه سقطا ويشبه أن يكون هكذا كما في سائر الروايات : فذو القعدة تامة وذوالحجة ناقصة ثم الشهور على مثل ذلك شهر تام وشهر ناقص ، وشعبان لايتم أبدا :

(٢) قد يستدل بقول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « شهر كذا وشهر كذا » على أن الشهر قد يكون ناقصا وقد يكون تاما. وليس به ، فلعله صلى‌الله‌عليه‌وآله أراد أن الشهور على الترتيب هكذا ( وهو الظاهر ) شهر كذا يعنى تام ثلاثون يوما وشهر كذا يعنى ناقص تسعة وعشرون يوما.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٨٨.

٣٠١

يعني أن يصام ذلك اليوم ولا يعلم أنه من رمضان وينوي أنه من رمضان فهذا لايجب لانه بمنزلة من زاد في فريضة من الفرائض وهذا لايحل الزيادة فيها ولا النقص منها ، ولكن ينبغي لمن شك في أول رمضان أن يصوم اليوم الذي لا يستيقن أنه من رمضان تطوعا على أنه من شعبان ، فان علم بعد ذلك أنه من رمضان قضى يوما مكانه (١) لانه كان صامه تطوعا فيكون له أجران ، ولا يتعمد الفطر في يوم يرى أنه من شهر رمضان ولعله أن يتيقن ذلك بعد أن أفطر فيكون قد أفطر يوما من شهر رمضان.

وهذا لمن لم يكن مع إمام ، فأما من كان مع إمام أو بحيث يبلغه أمر الامام فقد حمل ذلك الامام عنه : يصوم بصوم الامام ، ويفطر بفطره ، فالامام ينظر في ذلك ويعني به كما ينبغي وينظر في امور الدين كلها ، التي قلده الله للنظر في أمرها ، ولا يصوم ولا يفطر ولا يأمر الناس بذلك إلا على يقين من أمره وما يثبت عنده صلوات الله عليه ، وعلى الائمة أجمعين المستحفظين امور الدنيا والدين والاسلام والمسلمين (٢).

١٨ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام : الصوم للرؤية ، والفطر للرؤية وليس بالرأي ولا التظني وليس الرؤية أن يراه واحد ولا اثنان ولا خمسون.

وقال : ليس على أهل القبلة إلا الرؤية ، وليس على المسلمين إلا الرؤية.

وقال الصادق عليه‌السلام : إذا صح هلال رجب فعد تسعة وخمسين يوما وصم يوم الستين ، وروي أنه إذا غاب الهلال قبل الشفق فهو لليلة وإذا غاب بعد الشفق فهو لليلتين وإذا رأيت ظل رأسك فيه فهو لثلاث ليال.

وروي عن الصادق عليه‌السلام أنه قال : إذا شككت في صوم شهر رمضان فانظر أي يوم صمت عام الماضي وعد منه خمسة أيام ، وصم يوم الخامس.

وقال الصادق عليه‌السلام : لا يقبل في رؤية الهلال إلا شهادة خمسين رجلا عدد القسامة إذا كانوا في المصر أو شهادة عدلين إذا كان خارج المصر ، ولا يقبل شهادة

__________________

(١) هذا فتوى القاضى ، نفسه ، وفى الرواية أنه لا يقضى فان الفرض وقع على اليوم بعينه.

(٢) دعائم الاسلام : ٢٧٢.

٣٠٢

النساء في الطلاق ولا في رؤية الهلال.

١٩ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن علي بن أحمد ، عن محمد بن هارون الصوفي ، عن أبي تراب عبيدالله بن موسى الرؤياني ، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني ، عن سهل بن سعد قال : سمعت الرضا عليه الصلاة والسلام يقول : الصوم للرؤية ، والفطر للرؤية ، وليس منا من صام قبل الرؤية للرؤية وأفطر قبل الرؤية للرؤية.

قال : فقلت له : يا ابن رسول الله! فما ترى في صوم يوم الشك؟ فقال : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه عليهم الصلاة السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام : لان أصوم يوما من شعبان أحب إلي من أن افطر يوما من شهر رمضان (١).

قال : مصنف هذا الكتاب : هذا حديث غريب لا أعرفه إلا بهذا الاسناد ولم أسمعه إلا من علي بن أحمد.

ومنه : عن أحمد بن محمد بن يحيى العطار ، عن سعد بن عبدالله ، عن أبي الجوزا المنبه بن عبدالله ، عن الحسين بن علوان ، عن عمرو بن ثابت بن هرمز الحداد عن سعد بن طريف ، عن الاصبغ بن نباتة قال : قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة والسلام :

يأتي على الناس زمان يرتفع فيه الفاحشة ، ولتصنع (٢) وينتهك فيه المحارم ، ويعلن فيه الزنا ، ويستحل فيه أموال اليتامى ، ويؤكل فيه الرباء ، و يطفف في المكائيل والموازين ، ويستحل الخمر بالنبيذ ، والرشوة بالهدية والخيانة بالامانة ، ويتشبه الرجال بالنساء ، والنساء بالرجال ، ويستخف بحدود الصلاة ويحج فيه لغير الله.

__________________

(١) كان الراوى سها : أراد أن يقول : لان أفطر يوما من شهر رمضان احب إلى من ان اصوم يوما من شعبان يعنى يزيده في رمضان ، كما في سائر الاحاديث.

(٢) كذا ، ولعل الصحيح : وتضيع فيه الامانة.

٣٠٣

فاذا كان ذلك الزمان انتفخت الاهلة تارة حتى يرى هلال ليلتين وخفيت تارة حتى يفطر شهر رمضان في أوله ، ويصام العيد في آخره (١) فالحذر الحذر حينئذ من أخذ الله على غفلة ، فان من وراء ذلك موت ذريع يختطف الناس اختطافا حتى أن الرجل ليصبح سالما ويمسي دفينا ، ويمسي حيا ويصبح ميتا.

__________________

(١) ولا بأس أن نشير ههنا عند ختام البحث إلى بعض ما لعله ينفع في المقام فنقول : قال الله عزوجل : « يسألونك عن الاهلة قل هى مواقيت للناس والحج » : سئل عن الاهلة وهى جمع هلال ( وهو القوس المنير من القمر لاول ليلة يبدو بعد المحاق ) فأجاب بأنها مواقيت اى كل هلال ميقات واجل ينذر بانتهاء الشهر الجارى. وانما قال : « للناس والحج » ليشمل مصالح الدنيا والدين : فبما خلقهم مفطورين على الاجتماع والتمدن جعل لهم الاهلة لتقويم حقوقهم المدنية وهو الخلاق العليم ، وبما انزل عليهم الكتاب وكلفهم العبادات وأهمها فريضة الحج ، جعل لهم الاهلة لتقويم وظائفهم الشرعية ، ذلك تقدير العزيز العليم ، هو الذى جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق.

فالاهلة مواقيت طبيعية وتقويم فطرى يعرفه كل بيئة ومجتمع ، اذا طالعوا صفحة الافق واستهلوا لرؤية الهلال ، بخلاف تقويم المنجمين ومواقيتهم الاعتبارية ، فانها مع اختلاف أرصادهم ومبانيهم مختص بهم ، لايعرف الامن قبلهم ، فلو استغنى الناس عن التقويم الالهى الفطرى بمعرفة فروردين ارديبهشت كالاعاجم ، وتشرين الاول والثانى كالروم وغير ذلك من الشهور والسنين الاعتبارية ، فلا مندوحة للمؤمنين بالدين الفطرى ـ وهو الاسلام ـ عن أن يكون عبرتهم بالتقويم الفطرى وهو معرفة الاهلة.

لكن المسلم في الفطرة أن المدار على الهلال الواقعى الثابت في الافق وأن الشهور يتحقق بتحقق الاهلة ، لابتحقق الرؤية ، ولذلك ترى الناس يستهلون في الليلة التى يشك فيها : وهى ليلة الثلاثين. ولا يستهلون في ليلة التاسعة والعشرين قبلها ولا في ليلة الحادية والثلاثين بعدها ، فان المعلوم من سنة الله وتقدير منازل القمر ، أنه لا يكون شهر أقل من تسعة وعشرين ولا أزيد من ثلاثين. وليس ذلك الا لان المدار على ثبوت الهلال واقعا

٣٠٤

فاذا كان ذلك الزمان وجب التقدم في الوصية قبل نزول البلية ، ووجب تقديم الصلاة في أول وقتها خشية فوتها في آخر وقتها ، فمن بلغ منكم ذلك الزمان فلا يبيتن ليلة إلا على طهر ، وإن قدر أن لايكون في جميع أحواله إلا طاهرا فليفعل

__________________

فليلة الثلاثين يشك في ثبوت الهلال ، ولذلك يستهلون حتى يعلموا ذلك بأسهل الوسائل والطرق الفطرية وهى الرؤية ، واماليلة التاسعة والعشرين فمعلوم عدمه واقعا ، وليلة الحادية والثلاثين معلوم وجوده قطعا. فالاستهلال ومطالعة الافق ليلة الثلاثين استعلام بأنه هل ثبت و خلق فيه الهلال أولا؟ وكأن المستهلين يطالعون صفحة التقويم الفطرى : هل كتب فيها أن هذه الليلة غرة الشهر القادم أولا؟

وهذا الاستهلال واجب عقلا قضاء لحق الفطرة ، وكل تكليف أزيد من هذا حتى الاستخبار من سائر الامصار ساقط عنهم كيف بنصب الارصاد ومعرفة منازل القمر الهيوية ودورانه وتعيين عام الكبيسة على ما قيل. فانها كلها خارجة عن تناول المجتمع فطرة ، وانما تنال بالقسر والتكلف ولايتأتى الا من قبل الخواص ، نعم اذا شهد أهل بلد آخر فلا بأس بقضاء ذلك اليوم بعد ذلك فانه الاخذ بالاحتياط.

فاذا استهلوا ورأ وا الهلال فقد ثبت بذلك عندهم حلول الشهر القادم بالفطرة ، وان لم يروا كانوا على الميقات الاول. ومن الممكن أن يراه جيل في صقع ولا يراه آخرون في صقع آخر ، فيكون لكل من الصقعين والجيلين حكم نفسه حتى اذا شملهم لواء الحج ببيت الله الحرام شملهم حكم ذلك الصقع مجتمعا.

هذا ما قضى به الفطرة ، وتشهد به روايات كثيرة من طرق الفريقين بين طائفة تقول صم للرؤية وأفطر للرؤية ، وطائفة تقول بأن يوم الشك يصام من شعبان فاذا شهد أهل بلد آخر فاقضه ، وطائفة ترد على اهل الحساب من المنجمين كما ستعرف الوجه في ذلك.

وهناك أخبار أخر مبناها على الحساب والعدد ـ ما بين صحاح وضعاف : طائفة تحكم بأن شهر رمضان تام ابداوشوال ناقص ابدا وهكذا كل الشهور شهر تام وشهر ناقص ، وطائفة بأن اليوم المتمم للستين من هلال رجب اول شهر رمضان ، وطائفة ان اليوم الخامس من أول شهر رمضان الماضى يومه الاول في العام الجارى ، غير ذلك مما هى مبتنية على أن

٣٠٥

فانه على وجل ، لايدري متى يأتيه رسول الله لقبض روحه ، وقد حذرتكم إن حذرتم ، وعرفتكم إن عرفتم ، ووعظتكم إن اتعظتم ، فاتقوا الله في سرائر كم و علانيتكم ، ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ، ومن يبتغ غير الاسلام دينا فلن يقبل منه

__________________

السنة ٣٥٤ يوما تاما كما أن بعضها تصرح بذلك.

وهذه الاخبار مدارها الحكومة على دليل الرؤية ، فان الرؤية انما هو طريق فطرى لثبوت الهلال ، لكن عدم الرؤية لايدل على عدم الهلال واقعا ، وحينما لم تقع الرؤية تحكم هذه الروايات بثبوت الهلال في الافق وأنه قد خرج من المحاق ، كما اذا ظهر امام المسلمين وأخبر بأن الهلال في القطر الفلانى ليلة الخميس مثلا قابل للرؤية وأنها غرة شهر رمضان كان قوله ذلك حاكما على دليل الرؤية ، ولا منافاة بين الدليلين : الحاكم والمحكوم.

وقد يورد عليها بأن السنة القمرية تزيد على ٣٥٤ يوما بثمان ساعات وثمان و أربعين دقيقة ( لكل شهر ٢٩ يوما و ١٢ ساعة و ٤٤ دقيقة ) كمابين بالارصاد ، وقد كان المعول والمصرح في تلك الروايات أن السنة ٣٥٤ يوما تاما ( لكل شهر ٢٩ يوما و ١٢ ساعة تماما ).

لكنه غير وارد حيث ان تلك الزيادة ليس باعتبار الهلال وخروجه عن المحاق ١٢ مرة ، بل هو باعتبار وضع القمر بالنسبة إلى الشمس إلى حصول مثل ذلك الوضع ، فالسنة المذكورة في الروايات هلالية واقعية ، وسنتهم نجومية اعتبارية ، وبينهما بون بعيد. وقد رأيت في بعض الكتب أن السنة الهلالية تزيد على ٣٥٤ يوما بساعتين و ٤٨ دقيقة ( لكل شهر ٢٩ يوماو ١٢ ساعة و ١٤ دقيقة ) فقط ، وفى بعض آخر كدائرة الوجدى أن دورانه من هلال إلى هلال يتم في ٢٩ يوما ونصف يوم فيكون السنة ٣٥٤ يوما تماما كما هو مفاد تلك الاخبار.

فان صح أن السنة ٣٥٤ يوما كملا ، وأن سير القمر من هلال إلى هلال يتم في ٢٩ يوما و ١٢ ساعة ، انقسم كرة الارض بحسب التوهم إلى قطرين : قطر الليل وقطر النهار وفى كل قطر منها : شهر تام وشهر ناقص أبدا ، الا ان كل شهر كان في احد القطرين ناقصا هو بعينه في القطر الاخر تام



٣٠٦

وهو في الاخرة من الخاسرين.

ومنه : عن أبيه ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد ، عن إبراهيم

__________________

ولابد على ذلك من ارصاد جديد بالمراصد الجديدة المتقنة فيعين أن الهلال اول ما يخرج من المحاق بالنسبة إلى كرة الارض في أى مكان قابل للرؤية لاول ساعة ، فاذا عين ذلك المكان ـ ونسمية ـ كان ذاك الهلال الطالع غرة للشهر الجارى لهم وهكذا لمن بعدهم سواء الا أنهم كلما دخلوا في ظلمة الليل على التدريج يرون الهلال أضوء ثم أضوء ، حتى أن الذين يرونه بعد ٢٣ ساعة من طلوعه مثلا يرونه بارزا كأنه لليلتين وليس به ، بل هو لليلة كما لا يخفى.

فاذا مضى من طلوع الهلال الاول ٢٩ يوما ونصف يوم ، طلع الهلال ، ثانيا من المحاق لكن المكان الذى عين في الهلال الاول ورئى فيه لاول ساعة وسميناه دار إلى حيث يدخل في ضوء الصباح ، والمكان الذى كان في الدور الاول مقابلا له ونسميه عاد إلى مكان ويرى الهلال فيه ، فيكون أول ليلتهم للشهر القادم.

فمع أن المكان كان في اول الشهر تابعا لمكان ، في الدور الثانى هذا يتقدم في رؤية الهلال ويكون تابعا له وبينما يتم المكان يومه الثلاثين للشهر الاول ، رمضان مثلا دخل مكان في شهر شوال فكان شهر رمضان لمكان وما بعده إلى نصف القطر ثلاثين يوما وللمكان وما بعده إلى نصف القطر ٢٩ يوما ، ثم ينعكس الامر على هذا النمط أبدا.

وهذا المبنى يتوقف على كون الهلال ورؤيته معتبرة لكل الارض بمعنى أن الهلال اذارئى في المكان أو كانت الامكنة الموازية لها من حيث الدخول في الظلام كلها تابعة لهلا لهما ، رئيت فيها الهلال أولم يرلحاجب أو غيم.

ويمكن بيان ذلك بأنه لما خلق الله الهلال مشرفا على الارض برها وبحرها ، فهو يتعلق بمصالح عامتهم ، فكما أن ليلة القدر ـ التى هى خير من ألف شهر تنزل الملائكة والروح فيها باذن ربهم من كل أمر وفيها يفرق كل امر حكيم امرا من عندنا ـ لا يشذ عن ليلة واحدة يتدرج في ٢٤ ساعة ويغشى عامة أهل الارض ، فكذلك غرة شهر رمضان مثلا لاتشذ عن ليلة واحدة تستوعب جميع أهل الارض في ٢٤ ساعة على التدريج.

٣٠٧

ابن هاشم ، عن حمزة بن يعلى ، عن محمد بن الحسين بن أبي خالد رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إذا صح هلال رجب فعد تسعة وخمسين يوما وصم يوم الستين.

__________________

هذا اذا ثبت بالمراصد الدقيقة ان دور الهلال من طلوع إلى طلوع ٢٩ يوما ونصف يوم على التمام ، واما اذا زاد عليه ولو ١٤ دقيقة انخرمم تلك القاعدة ، حيث ان التام والناقص من الشهور يدور ان على الافاق ، ولابد لكل شهر من رصد ومحاسبة.

ولا ينفع في ذلك ما ورد في مكاتبة محمد بن الفرج الرخجى من وضع الكبيسة في كل خمسة اعوام وان كان يؤيد أن الزيادة هى ١٤ دقيقة ، فانها في كل خمسة اعوام تكون نصف يوم.

وذلك فان الكبيسة ليس لها حقيقة خارجية ، بل هو اعتبار محض لعلماء النجوم لحفظ المحاسبات ، وهو الغاء الكسور عند محاسبة الشهورحتى يجتمع قدر نصف يوم ، فاذا بلغ النصف زيد في احد الشهور الناقصة ( وقد يزيدونها في الشهور التامة فيكون أحدا وثلاثين ، ولابدع فانها اعتبارية ) فيتم ثلاثين يوما بعد ماكان في العام الماضى ناقصا.

وأما في افق الارض وحساب الطبيعة ، وهو مدار الاحكام الفطرية ، فالكسور يتحقق تدريجا وينصرم ، ولا يجتمع هناك حتى نحسبها حيث شئنا ، ولو أردنا أن نحسبها مجتمعة ونعمل كبيسة ، لانجد مخصصا لابتداء أحد الاعوام بالكبيسة ، الا اعتبارا ، فهى اعتبار في اعتبار ولامحل لها في حساب الطبيعة والفطرة.

على أنا لو عملنا الكبيسة ـ على بطلانها ـ تهافتت الروايات الحاكمة بالعدد وتناقضت وانهار بنيانها في نفسها :

أما أولا فان السنة تكون في عام الكبيسة ٣٥٥ يوما وقد حكم فيها بأن السنة ٣٥٤ يوما.

وأما ثانيا ، فلان أحد الشهور الناقصة في عام الكبيسة تام كامل فاذا جعلنا أول السنة محرم كان ذوالحجة ٣٠ يوما وان جعلنا اول السنة شهر رمضان كان شعبان تاما ، وقد حكم فيها بأن ذا الحجة وشعبان لايتمان ابدا.

٣٠٨

٣٨

* ( باب ) *

* « ( ادعية الافطار والسحور وآدابهما ) » *

أقول : قد مضى ما يناسب ذلك في كتاب الدعاء في أبواب أدعية شهررمضان فتذكر (١) وسيجئ بوجه أبسط في أبواب أدعية شهررمضان.

١ ـ جم : باسنادي إلى جدي السعيد أبي جعفر الطوسي قال : ويستحب لمن صام أن يدعوبهذا الدعاء قبل إفطاره سبع مرات.

أقول : ورأيت في كتب الدعوات ما من صائم يدعو بهذه الدعوات قبل إفطاره سبع مرات إلا غفر الله له ذنبه ، وفرج به همه ، ونفس كربه ، وقضى حاجته وأنجح طلبته ، ورفع عمله مع أعمال النبيين والصديقين ، وجاء يوم القيامة ووجهه أضوء من القمر ليلة البدر.

اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب العرش العظيم ورب البحر المسجور ، ورب الشفع والوتر ، ورب التوارة والانجيل ، ورب الظلمات والنور ، ورب الظل والحرور ، ورب القرآن العظيم ، أنت إله من في السموات وإله من في الارض لا إله فيهما غيرك ، وأنت جبار من في السماوات ، وجبار من في الارض لاجبار فيهما غيرك ، وأنت خالق من في السموات ، وخالق من في الارض ، لاخالق فيهما غيرك ، وأنت ملك في السماء ، وملك من في الارض

__________________

(١) في نسخة الاصل كتب عنوان الباب بخط يد المؤلف قدس‌سره وهكذا صدر الحديث واما قوله « أقول قد مضى » الخ بخط كتابه ، زيد بعد ذلك. وليس فيما عندنا من كتاب الدعاء عقد ابواب لادعية شهررمضان ولا كان مناسبا أن تعقد. فان محلها المناسب هو كتاب أعمال السنة كما سيجئ ، نعم مرفى ج ٩٥ ص ٣٤٦ ـ ٣٤٣ باب الدعاء لرؤية الهلال ، وفى صدر الباب : « أقول : سيجئ في أبواب اعمال السنة من كتاب الصيام أيضا أخبار هذا الباب فلا تغفل ».

٣٠٩

لاملك فيهما غيرك ، أسالك باسمك الكبير ، ونور وجهك المنير ، وملكك القديم ، إنك على كل شئ قدير ، وباسمك الذي أشرقت له نور حجبك ، وباسمك الذي صلح به الاولون ، وبه يصلح الا آخرون.

يا حي قبل كل حي ، ياحي بعد كل حي ، وياحي محيي الموتى ، ياحي لا إله إلا أنت صل على محمد وآل محمد ، واغفرلنا ذنوبنا ، واقض لنا حوائجنا ، واكفنا ما أهمنا من أمرالدنيا والاخرة ، واجعل لنا من أمرنا يسرا ، وثبتنا على هدى محمد ، و اجعل لنا من كل غم وهم وضيق فرجا ومخرجا ، واجعل دعاءنا عندك في المرفوع المتقبل المرحوم ، وهب لنا وما وهبت لاهل طاعتك من خلقك ، فانا مؤمنون بك منيبون إليك ، متوكلون عليك ، ومصيرنا إليك.

اللهم اجمع لنا الخير كله ، واصرف عنا الشر كله ، إنك أنت الحنان المنان بديع السموات والارض ، تعطي الخيرمن تشاء ، وتصرفه عمن تشاء ، اللهم أعطنا منه وامنن علينا به يا أرحم الراحمين ، يا الله يا رحمن يا رحيم ، ياذا الجلال والاكرام يا الله أنت الذي ليس كمثله شئ ، يا أجود من سئل يا أكرم من أعطي يا أرحم من استرحم ، صل على محمد وآله ، وارحم ضعفي وقلة حيلتي ، إنك ثقتي ورجائي ، و امنن علي بالجنة ، وعافني من النار برحتمك يا أرحم الراحمين (١).

٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده عن موسى بن جعفر عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السحور بركة (٢).

٣ ـ مجالس الشيخ : عن هلال بن محمد الحفار ، عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن أبيه عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين صلوات الله عليه : من أفضل سحور الصائم السويق بالتمر (٣).

٤ ـ دعائم الاسلام : عن علي عليه‌السلام عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : تسحروا

__________________

(١) جمال الاسبوع : ١٨٦ ـ ١٨٩.

(٢) نوادر الراوندى : ٣٥.

(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٦.

٣١٠

ولو على شربة ماء وأفطروا ولو على شق تمرة ، يعني إذا حل الفطر.

وقال : السحور بركة ، ولله ملائكة يصلون على المستغفرين بالاسحار ، وعلى المتسحرين ، وأكلة السحور فرق ما بيننا وبين أهل الملل.

وعنه عليه‌السلام أنه قال : لما أنزل الله « وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الاسود » جعل الناس يأخذون خيطين أبيض وأسود فينظرون إليهما ولايزالون يأكلون ويشربون حتى يتبين لهم الخيط الابيض من الخيط الاسود فبين الله ما أراد بذلك ، فقال « من الفجر »

وعن أبي عبدالله جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : الفجر هو البياض المعترض يعني الذي يكون عند الفجر في افق المشرق (١) والفجر فجران فالفجر الاول منهما ذنب السرحان ، وهو ضوء يسير دقيق صاعد من افق كضوء المصباح في غير اعتراض ، فذلك لايحرم شيئا حتى يعترض ذلك الضوء في الافق يمينا وشمالا فذلك هو الفجر الصادق المعترض ، وبه يحرم الطعام ، وما يحرم على الصائم (٢).

٥ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام : إذا غابت الشمس فقد وجبت الصلاة وحل الافطار.

ومنه : قال الصادق عليه‌السلام : إذا أفطرت كل ليلة من شهر رمضان فقل : الحمد لله الذي أعاننا فصمنا ، ورزقنا فأفطرنا ، اللهم تقبله منا ، وأعنا عليه ، وسلمنا فيه ، وسلمه منا ، في يسر منك وعافية ، الحمد لله الذي قضى عنا يوما من شهررمضان.

قال الصادق عليه‌السلام : تقول في كل ليلة من شهر رمضان : « اللهم رب شهر رمضان ، الذي أنزلت فيه القرآن ، وافترضت على عبادك فيه الصيام ، صل على محمد وآل محمد ، وارزقني حج بيتك الحرام ، في عامي هذا وفي كل عام ، واغفرلي تلك الذنوب العظام ، فانه لايفغرها غيرك يا رحمن » فانه من قال ذلك غفرت له ذنوب

__________________

(١) في المصدر المطبوع : يعنى الذى يأتى من أفق المشرق.

(٢) دعائم الاسلام ج ١ ص ٢٧١.

٣١١

أربعين سنة.

ومنه : قال الصادق عليه‌السلام : لوأن الناس تسحروا ثم لم يفطروا إلا على الماء لقدروا على أن يصوموا الدهر.

وقال : تسحروا ولو بشربة من ماء ، وأفضل السحور السويق والتمر.

وقال : إن الله وملائكته يصلون على المتسحرين والمستغفرين بالاسحار.

٦ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن موسى بن المتوكل ، عن محمد بن يحيى العطار ، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعري ، عن أبي ـ عبدالله الرازي ، عن الحسن بن علي بن أبي حمزة ، عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعاونوا بأكل السحر على صيام النهار ، وبالنوم على الصلاة في الليل.

ومنه : عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن علي ابن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام من قال عند إفطاره : « اللهم لك صمنا بتوفيقك ، وعلى رزقك أفطرنا بأمرك ، فتقبله منا واغفر لنا إنك أنت الغفور الرحيم » غفر الله ما أدخل على صومه من النقصان بذنوبه.

٧ ـ كتاب الامامة والتبصرة عن أحمدبن علي ، عن محمد بن الحسن ، عن محمد بن الحسن الصفار ، عن إبراهيم بن هاشم ، عن النوفلي عن السكوني ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : السحور بركة.

عن القاسم بن علي العلوي ، عن محمد بن أبي عبدالله ، عن سهل بن زياد ، عن النوفلى ، عن السكوني ، عن جعفربن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الطاعم الشاكرله من الاجر كأجر الصائم المتسحر (١).

__________________

(١) في نسخة الكمبانى هنا حديث لايناسب موضوع الباب نقلا عن كتاب فضائل الاشهر الثلاثة ، ثم تكررذكره في بابه المناسب الباب ٣٩ كما تراه في ص ٣١٨ تحت الرقم ١٠ ، وانما أسقطناه تبعا لنسخة الاصل ، فالحديث لايوجد فيه الامرة واحدة قد كتب ملاحظة ذيل الصفحات.

٣١٢

٨ ـ يد (١) مع (٢) لى : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن أبان وغيره ، عن الصادق جعفربن محمد عليهما‌السلام قال : من ختم صيامه بقول صالح وعمل صالح؟ تقبل الله منه صيامه ، فقيل له : يا ابن رسول الله! ما القول الصالح؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة (٣).

لى : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن محمد بن زياد مثله (٤).

٩ ـ ب : محمد بن الحسين ، عن أحمد بن الميثم ، عن الحسين بن أبي القرندس قال : رأيت أبا الحسن موسى عليه‌السلام في المسجد الحرام في شهر رمضان وقد أتاه غلام له أسود بين ثوبين أبيضين ، ومعه قلة وقدح ، فحين قال المؤذن : الله أكبر ، صب له فناوله وشرب (٥).

١٠ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسين بن أحمد بن عبدالله ، عن اليقطيني ، عن ابن البطائني ، عن رفاعة ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تعاونوا بأكلة السحر على صيام النهار ، وبالقائلة على قيام الليل (٦).

١١ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسن بن علي العاقولي ، عن محمد بن معاذ بن ثابت ، عن أبيه ، عن عمرو بن جميع ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله وملائكته يصلون على المستغفرين المتسحرين بالاسحار فتسحروا ولو بجرع الماء (٧).

__________________

(١) كتاب التوحيد : ٢٢ ط مكتبة الصدوق.

(٢) معانى الاخبار : ٢٣٥ ، ط مكتبة الصدوق.

(٣) امالى الصدوق : ٣٤.

(٤) امالى الصدوق : ٦١.

(٥) قرب الاسناد : ١٧٣ وفى ط ١٢٨ وفى بعض النسخ « أبى العرندس ».

(٦ ـ ٧) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١١١.

٣١٣

١٢ ـ ن : تميم القرشي عن أبيه ، عن الانصاري ، عن رجاء بن أبي الضحاك قال : كان الرضا عليه‌السلام في طريق خراسان ـ إذا أقام في بلدة عشرة أيام ـ صائما لايفطر فاذا جن الليل بدء بالصلاة قبل الافطار (١).

١٣ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن أحمد بن محمد ، عن صالح ابن السندي ، عن ابن سنان ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : الافطار على الماء يغسل ذنوب القلب (٢).

١٤ ـ ضا : أول أوقات الصيام وقت الفجر ، وآخره هو الليل طلوع ثلاث كواكب لاترى مع الشمس ، وذهاب الحمرة من المشرق وفي وجود سواد المحاجن (٣) ويستحب أن يتسحر في شهر رمضان ولو بشربة من ماء ، وأفضل السحور السويق والتمر ، مطلق لك الطعام ، والشراب ، إلى أن تستيقن طلوع الفجر ، واحل لك الافطار إذا بدت ثلاثة أنجم وهي تطلع مع غروب الشمس.

١٥ ـ سن : جعفر بن محمد الاشعري ، عن ابن القداح ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أول ما يفطر عليه في زمن الرطب الرطب ، وفي زمن التمر التمر (٤).

سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن إبراهيم بن مهزم ، عن طلحة بن زيد عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٥).

١٦ ـ سر : السياري ، عن محمد بن سنان ، عن رجل سماه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله تعالى : « وأتموا الصيام إلى الليل » قال : سقوط الشفق (٦).

__________________

(١) عيون الاخبارج ٢ ص ١٨٢ في حديث.

(٢) ثواب الاعمال : ٧٢.

(٣) المحاجن جمع محجن ، وقد يطلق على منقار الطائر ، فالمعنى يعرف النهار من الليل بوجودسواد منقار الطائر ، فتحرر.

(٤ ـ ٥) المحاسن : ٥٣١.

(٦) السرائر : ٤٦٨.

٣١٤

١٧ ـ مكا : من مجموع أبي ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كان إذا أفطر قال : اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبله منا ذهب الظمأ وابتلت العروق ، وبقي الاجر.

قال : وكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا أكل عند قوم قال : أفطر عندكم الصائمون وأكل طعامكم الابرار.

وقال : دعوة الصائم تستجاب عند إفطاره.

فقد جاءت الرواية أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يفط على التمر ، وكان إذا وجد السكر أفطر عليه.

عن الصادق عليه‌السلام أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله كان يفطر على الحلو ، فاذا لم يجد يفطر على الماء الفاتر ، وكان يقول : إنه ينقي الكبد والمعدة ، ويطيب النكهة والفم ويقوي الاضراس والحدق ، ويحدد الناظر ، ويغسل الذنوب غسلا ، ويسكن العروق الهائجة ، والمرة الغالبة ، ويقطع البلغم ، ويطفئ الحرارة عن المعدة ويذهب بالصداع (١).

وكان صلى‌الله‌عليه‌وآله إذا كان صائما يفطر على الرطب في زمانه (٢).

أنس بن مالك : كانت لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شربة يفطر عليها ، وشربة للسحرو ربما كانت واحدة ، وربما كانت لبنا ، وربما كانت الشربة خبزا يماث (٣).

__________________

(١) مكارم الاخلاق ص ٢٨ و ٢٧.

(٢) مكارم الاخلاق ص ٢٩.

(٣) مكارم الاخلاق ص ٣٣.

٣١٥

« ٣٩ »

* ( باب ) *

* « ( ثواب من فطر مؤمنا أو تصدق ) » *

* « ( في شهر رمضان ) » *

أقول : قد مضت الاخبار في باب فضل شهر رمضان.

١ ـ ثو : ابن المتوكل ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن ابن محبوب عن هشام بن سالم ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أيما مؤمن أطعم مؤمنا ليلة من شهررمضان كتب الله له بذلك مثل أجر من أعتق ثلاثين نسمة مؤمنة وكان له بذلك عندالله عزوجل دعوة مستجابة (١).

سن : ابن محبوب مثله (٢).

٢ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن عمر بن إبراهيم ، عن خلف ابن حماد ، عمن ذكره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من تصدق في شهر رمضان بصدقة صرف الله عنه سبعين نوعا من البلاء (٣).

٣ ـ سن : ابن فضال ، عن هارون بن مسلم ، عن أيوب بن الحر ، عن السميدع عن مالك بن أعين الجهني ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : لان افطر رجلا مؤمنا في بيتي أحب إلي من عتق كذا وكذا نسمة من ولد إسماعيل (٤).

٤ ـ سن : ابن محبوب ، عن أبي أيوب ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من فطر مؤمنا في شهر رمضان كان له بذلك عتق رقبه ، ومغفرة لذنوبه فيما مضى ، فان لم يقدر إلا ، على مذقة لبن ففطر بها صائما أو شربة من ماء عذب

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١٢٢.

(٢) المحاسن ص ٣٩٦.

(٣) ثواب الاعمال : ١٢٨.

(٤) المحاسن ص ٣٩٥.

٣١٦

وتمر لايقدر على أكثر من ذلك أعطاه الله هذا الثواب (١).

٥ ـ سن : أبي ، عن سعدان ، عن موسى بن بكر ، عن أبي الحسن موسى عليه‌السلام قال : فطرك أخاك الصائم أفضل من صيامك (٢).

٦ ـ سن : محمد بن علي ، عن علي بن أسباط ، عن سيابة بن ضريس ، عن حمزة ابن حمران ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليهما‌السلام إذا كان اليوم الذي يصوم فيه يأمر بشاة فتذبح وتقطع أعضاؤه وتطبخ ، وإذا كان عند المساء أكب على القدور حتى يجد ريح المرق وهو صائم ، ثم يقول : هات القصاع ، اغرفوا لال فلان واغرفوا لال فلان حتى يأتي على آخر القدور ثم يؤتى بخبز وتمر فيكون ذلك عشاءه (٣).

٧ ـ ضا : أحسنوا في شهر رمضان إلى عيالكم ، ووسعوا عليهم فقد أروي عن العالم عليه‌السلام أنه قال : إن الله لايحاسب الصائم على ما أنفقه في مطعم ولامشرب ، و أنه لا إسراف في ذلك.

٨ ـ مكا : عن الرضا عليه‌السلام قال : تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك (٤).

٩ ـ العيون : باسناد سيأتي عن الرضا عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في خطبته في فضل شهر رمضان : أيها الناس! من فطرمنكم صائما مؤمنا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، ومغفرة لمامضى من ذنوبه ، قيل : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وليس كلنا يقدر على ذلك ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : اتقوا النار ولو بشربة من ماء (٥).

بيان : أقول : في إخبار العامة زيادة في الخبر أشكل على المحدثين فهمها قال في النهاية : فيه اتقوا النار ولو بشق تمرة فانها تقع من الجائع موقعها من الشبعان.

__________________

(١ ـ ٣) المحاسن ص ٣٩٦.

(٤) مكارم الاخلاق : ١٥٨.

(٥) عيون الاخبارج ١ ص ٢٩٦ ، أمالى الصدوق ٥٨ ، في حديث طويل يأتى.

٣١٧

قيل : أراد أن شق التمرة لايتبين له كبير موقع من الجائع إذا تناوله كما لايتبين على شبع الشبعان إذا أكله ، فلا تعجزوا أن تتصدقوا به ، وقيل : لانه يسأل هذا شق تمرة ، وذاشق تمرة ، وثالثا ورابعا فيجتمع له ما يسد به جوعته انتهى.

أقول : يحتمل أن يكون المراد بالجايع والشبعان الغني والفقير ، فهما إما لتعميم حال المعطي ، أو حال السائل ، فعلى الاول المعنى أن شق التمرة لا يضر إعطاؤها الفقير كما لايضر الغني ، وعلى الثاني المعنى أنهما ينتفعان ، بها ، أو المعنى أنها تنفع الجائع حتى كأنه شبعان لكسر سورة جوعه.

ويخطر بالبال وجه آخر : وهو أن يكون ضمير « إنها » راجعا إلى النار أي كما أنه يحتمل أن يدخل الغني النار يحتمل أن يدخل الفقير النار ، وكما يتضرر الغني بها يتضرر الفقير بها ، فلا بد للفقير أيضا من اكتساب عمل ينجوبه من النار ولما لم يمكنه إلا شق التمرة ، فلا بد من أن يتصدق بها للنجاة منها ، ولعله أظهر الوجوه.

١٠ ـ كتاب فضائل الاشهر الثلاثة : عن محمد بن إبراهيم بن إسحاق ، عن أحمد بن محمد الهمداني ، عن علي بن الحسن بن علي بن فضال ، عن أبيه ، عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا عليه‌السلام قال : من تصدق وقت إفطاره على مسكين برغيف غفر الله ذنبه ، وكتب له ثواب عتق رقبة من النار [ كذا ] من ولد إسماعيل.

٣١٨

٤٠

* باب *

* « ( وقت ما يحبر الصبى على الصوم ) » *

١ ـ ل : ابن المغيرة ، عن جده ، عن جده ، عن العباس بن عامر ، عمن ذكره عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : يؤدب الصبي على الصوم ما بين خمس عشرة سنة إلى ست عشرة سنة (١).

٢ ـ ضا : اعلم أن الغلام يؤخذ بالصيام إذا بلغ تسع سنين ، على قدر ما يطيقه ، فان أطاق إلى الظهر أو بعده صام إلى ذلك الوقت ، فاذا غلب عليه الجوع والعطش أفطر ، وإذا صام [ صام ] ثلاثة أيام ولا تأخذه بصيام الشهر كله.

٣ ـ نوادر الراوندى : بإسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي عليه‌السلام : تجب الصلاة على الصبي إذا عقل ، والصوم إذا أطاق (٢).

٤١

( باب )

* « ( الحامل والمرضعة وذى العطاش والشيخ والشيخة ) » *

أقول : يأتي الايات المتعلقة بهذا الباب في باب وجوب صوم شهر رمضان وفضله إنشاء الله تعالى.

١ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام أنه كانت له ام ولد فأصابها عطاش في شهررمضان وهي حامل فسئل ابن عمر عن ذلك فقال : مروها فلتفطر وتصدق مكان كل يوم بمد من طعام (٣).

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ٩٢.

(٢) نوادر الراوندى :

(٣) قرب الاسناد : ٥٩.

٣١٩

٢ ـ ضا : إذا لم يتهيأ للشيخ أو الشاب المعلول أو المرأة الحامل أن يصوم من العطش والجوع أو خافت أن يضر بولدها فعليهم جميعا الافطار ، ويتصدق عن كل واحد لكل يوم بمد ين من طعام وليس عليه القضاء.

٣ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام في قوله : « وعلى الذين يطيقون فدية طعام مسكين » قال : الشيخ الكبير والذي يأخذه العطاش (١).

٤ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي بصير قال : سألته عن قول الله « وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين » قال : هو الشيخ الكبير الذي لايستطيع والمريض (٢).

٥ ـ شى : عن العلا ، عن محمد ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : سألته عن قول الله « وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين » قال : الشيخ الكبير ، والذي يأخذه العطاش (٣).

٦ ـ شى : عن رفاعة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام في قوله : « وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين » قال : المرأة تخاف على ولدها ، والشيخ الكبير (٤).

٧ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : الشيخ الكبير والذي به العطاش لاحرج عليهما أن يفطرا في رمضان ، وتصدق كل واحد منهما في كل يوم بمدين طعام ، ولا قضاء عليهما ، وإن لم يقدرا فلا شئ عليهما (٥).

٨ ـ سر : من كتاب المسائل ، عن علي بن مهزيار قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أسأله عم امرأة ترضع ولدها أو غير ولدها في شهر رمضان ، فتشتد عليها الصوم وهي ترضع حتى يغشى عليها ولا تقدر على الصيام أترضع وتفطر وتقضي صيامها إذا أمكنها أو تدع الرضاع؟ فانكانت مما لايمكنها اتخاذ من ترضع فكيف تصنع؟ فكتب : إن كانت يمكنها اتخاذ ظئر استرضعت لولده وأتمت صيامها ، وإن كان ذلك لايمكنها أفطرت وأرضعت ولدها ، وقضت صيامها متى أمكنها (٦).

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٧٨. والاية في البقرة : ١٨٤.

(٣ ـ ٥) تفسير العياشى ج ١ ص ٧٩.

(٦) السرائر ص ٤٧١.

٣٢٠