بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

المن بعد الصدقة ونهى عنه (١).

٤ ـ لى : في خبر المناهي قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من اصطنع إلى أخيه معروفا فامتن به أحبط الله عمله وثبت وزره ، ولم يشكر له سعيه ، ثم قال صلى‌الله‌عليه‌وآله : يقول الله عزوجل : حرمت الجنة على المنان والبخيل والقتات وهوالنمام (٢).

٥ ـ ب : هارون ، عن ابن زياد ، عن الصادق عليه‌السلام قال : لايدخل الجنة العاق لوالديه ، والمدمن الخمر والمنان بالفعال للخير إذا عمله (٣).

٦ ـ ل : الخليل ، عن ابن خزيمة ، عن أبي موسى ، عن عبدالرحمن ، عن سفيان ، عن الاعمش ، عن سليمان بن مسهر ، عن خرشة بن الحر ، عن أبي ذر عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : ثلاثة لايكلمهم الله عزوجل : المنان الذي لايعطي شيئا إلا بمنة ، والمسبل إزاره ، والمنفق سلعته بالحلف الفاجر (٤).

٧ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام أن عليا عليه‌السلام كان يقول : من تصدق بصدقة فردت عليه فلا يجوز له أكلها ، ولا يجوز له إلا إنفاذها ، إنما منزلتها بمنزلة العتق لله ، فلو أن رجلا أعتق عبدالله فرد ذلك العبد ، لم يرجع في الامر الذي جعله لله ، فكذلك لا يرجع في الصدقة (٥).

٨ ـ فس : « الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لايتبعون ما أنفقوا منا ولا أذى » (٦) الاية فانه قال الصادق عليه‌السلام : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أسدى إلى

__________________

(١) أمالى الصدوق : ١٨١.

(٢) أمالى الصدوق : ٢٥٩ في حديث وقد رواه الصدوق في الفقيه ج ٤ ص ٢ ـ ١١ باسناده إلى عمرو بن شعيب.

(٣) قرب الاسناد : ٥٥.

(٤) الخصال ج ١ ص ٨٦.

(٥) قرب الاسناد : ٥٩.

(٦) البقرة : ٢٦٢.

١٤١

مؤمن معروفا ثم آذاه بالكلام أو من عليه فقد أبطل الله صدقته ، ثم ضرب مثلا فقال : « كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولايؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شئ مما كسبوا والله لايهدي القوم الكافرين ».

وقال : من كثر امتنانه وأذاه لمن تصدق عليه ، بطلت صدقته ، كما يبطل التراب الذي يكون على الصفوان ، والصفوان الصخرة الكبيرة التي تكون في المفازة فيجيئ المطر فيغسل التراب منها ، ويذهب به ، فضرب الله هذا المثل لمن اصطنع معروفا ثم أتبعه بالمن والاذى.

وقال الصادق عليه‌السلام : ما شئ أحب إلى من رجل سبقت مني إليه يدأتبعها اختها وأحسنت ربها (١) لاني رأيت منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل.

ثم ضرب مثل المؤمنين الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم عن المن والاذى قال : « ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل

__________________

(١) في المصدر المطبوع : « وأحسنت بها له » وهو تصحيف من المصححين وقد روى الحديث في الكافى ج ٤ ج ٢٤ ، مرفوعا عن أبى عبدالله (ع) قال : ما توسل إلى أحد بوسيلة ولا تذرع بذريعة أقرب له إلى ما يريده منى من رجل سلف اليه منى يد اتبعتها اختها وأحسنت ربها فانى رأيت منع الاواخر يقطع لسان شكر الاوائل ، ولا سخت نفسى بردبكر الحوائج وقد قال الشاعر :

واذا بليت ببذل وجهك سائلا

فا بذله للمتكرم المفضال

ان الجواد اذا حباك بموعد

أعطا كه سلسا بغير مطال

واذا السؤال مع النوال قرنته

رجح السؤال وخف كل نوال

فالرب هنا بمعنى الزيادة يقال : رب فلان نعمته على زيد : أى زادها ، قال المؤلف العلامة : أحسنت ربها : أى تربيتها بعدم المنع بعد ذلك العطاء ، فان منع النعم الاواخر يقطع لسان شكر المنعم عليه على النعم الاوائل.

١٤٢

فطل والله بما تعملون بصير » قال : مثلهم « كمثل جنة [ بربوة ] » أي بستان في موضع مرتفع « أصابها وابل » أي مطر « فآتت أكلها ضعفين » ويتضاعف ثمرها كما يتضاعف أجر من أنفق ماله ابتغاء مرضات الله ، والطل ما يقع بالليل على الشجر والنبات ، وقال أبو عبدالله عليه‌السلام : والله يضاعف لمن يشاء لمن أنفق ماله ابتغاء مرضات الله.

قال : فمن أنفق ماله أبتغاء مرضات الله ثم امتن على من تصدق عليه كان كمن قال الله : « أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبروله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت » قال : الاعصار الرياح فمن امتن على من تصدق عليه كانت كمن كان له جنة كثير الثمار ، وهو شيخ ضعيف ، له أولاد ضعفاء فيجيئ ريح ونار فتحرق ماله كله (١).

٩ ـ فس : « يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه » (٢) فانه كان سبب نزولها أن قوما كانوا إذا صرموا النخل عمدوا إلى أرذل تمورهم فيتصدقون بها فنهاهم الله عن ذلك ، فقال : « ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه » أي أنتم لو دفع ذلك إليكم لم تأخذوه (٣).

١٠ ـ ج : كتب الحميري إلى القائم عليه‌السلام يسأله عن الرجل ينوي إخراج شئ من ماله وأن يدفعه إلى رجل من إخوانه ثم يجد في أقربائه محتاجا أيصرف ذلك عمن نواه له في قرابته؟ فأجابه عليه‌السلام : يصرفه إلى أدنا هما وأقربهما من مذهبه فان ذهب إلى قول العالم عليه‌السلام : « لايقبل الله الصدقة وذورحم محتاج » فليقسم بين القرابة وبين الذي نوى ، حتى يكون قد أخذ بالفضل كله (٤).

__________________

(١) تفسير القمى : ٨١ ـ ٨٢.

(٢) البقرة : ٢٦٨.

(٣) تفسير القمى : ٨٣.

(٤) الاحتجاج : ٢٧٥.

١٤٣

١١ ـ ما : فيما أوصى به أمير المؤمنين عليه‌السلام عند وفاته : لا تأكلن طعاما حتى تصدق منه قبل أكله (١).

١٢ ـ ل : ابن بندار ، عن جعفر بن محمد بن نوح ، عن محمد بن عمرو ، عن يزيد بن زريع ، عن بشربن نمير ، عن القاسم بن عبدالرحمن ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة لاينظر الله إليهم يوم القيامة : عاق ومنان ومكذب بالقدر ومدمن خمر (٢).

١٣ ـ فس : « ولا تمنن تستكثر » في رواية أبي الجارود عن أبي جعفر عليه‌السلام يقول : لاتعطي العطية تلتمس أكثر منها (٣).

١٤ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن فضال ، عن مثنى الحناط عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي بن الحسين عليهما‌السلام : ما من رجل تصدق على مسكين مستضعف فدعاله المسكين بشئ تلك الساعة ألا استجيب له (٤).

١٥ ـ ثو : عن أحمد بن إدريس ، عن البرقي ، عن عثمان بن عيسى ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : تحرم الجنة على ثلاثة : على المنان ، وعلى القتات ، وعلى مدمن الخمر (٥).

١٦ ـ سن : عبدالله بن المغيرة ومحمد بن سنان ، عن طلحة بن زيد ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : من تصدق بصدقة ثم ردت عليه فليعدها ولا يأكلها لانه لا شريك لله في شئ مما يجعل له ، إنما هي بمنزلة العتاق ، لا يصلح ردها بعد ما يعتق (٦).

__________________

(١) امالى الطوسى ج ١ ص ٧.

(٢) الخصال : ج ١ ص ٩٤.

(٣) تفسير القمى : ٧٠٢ ، في آية المدثر : ٤.

(٤) ثواب الاعمال : ١٣٠.

(٥) ثواب الاعمال : ٢٤١.

(٦) المحاسن : ٢٥٢.

١٤٤

١٧ ـ شى : عن أبي بصير ، عن أبي جعفر عليه‌السلام « إعصار فيه نار » قال : ريح (١).

١٨ ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : في قول الله : « يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من الارض و لاتيمموا الخبيث منه تنفقون » قال : كنا في اناس على عهد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يتصدقون بأشرما عندهم من التمر الرقيق القشر ، الكبير النوا ، يقال له : المعافارة ففي ذلك أنزل الله « ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون » (٢).

١٩ ـ شى : عن يونس بن ظبيان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « لن تنالوا البر حتى تنفقوا ما تحبون » هكذا أقرأها (٣).

٢٠ ـ جا : الحسن بن حمزة العلوي ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة من كنوز البر : كتمان الحاجة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان المرض ، وكتمان المصيبة (٤).

٢١ ـ مكا : قال رجل من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام : إني لاجد آيتين في كتاب الله أطلبهما فلا أجدهما ، قال : فقال عليه‌السلام : وما هما؟ قلت : « ادعوني أستجب لكم » (٥) فندعوه فلانرى إجابة ، قال : أفترى الله أخلف وعده؟ قلت : لا قال : فمه؟ قلت : لا أدري ، قال : لكني اخبرك من أطاع الله فيما أمربه ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه ، قلت : وما جهة الدعاء؟ قال : تبدء فتحمد الله وتمجده وتذكر نعمه عليك فتشكره ثم تصلى على النبي وآله ، ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر منها ، فهذه جهة الدعاء.

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٤٨ في آية البقرة : ٢٦٦.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٤ في آية آل عمران : ٩٢.

(٤) مجالس المفيد : ١٢.

(٥) المؤمن : ٦٢.

١٤٥

ثم قال : وما الاية الاخرى؟ قلت : قوله : « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه » (١) وأراني انفق ولا أرى خلفاقال عليه‌السلام : أفترى الله أخلف وعده؟ قلت : لا ، قال : فمه؟ قلت : لا أدري ، قال : لو أن أحدكم اكتسب المال من حله وأنفق في حقه ، لم ينفق درهما إلا أخلف الله عليه (٢).

تم : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن موسى بن القاسم ، عن عثمان بن عيسى ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام مثله (٣).

٢٢ ـ ين : ابن أبي البلاد ، عن عبيدالله بن الوليد الوصا في ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : البر يزيد في العمر ، وصدقة السر تطفئ غضب الرب.

٢٣ ـ من كتاب قضاء الحقوق للصوري : عن إسحاق بن أبي إبراهيم بن يعقوب قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام وعنده المعلى بن خنيس إذ دخل عليه رجل من أهل خراسان ، فقال : يا ابن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله تعرف موالاتى إياكم أهل البيت ، و بيني وبينكم شقة بعيدة ، وقد قل ذات يدي ، ولا أقدر أتوجه إلى أهلي إلا أن تعينني قال : فنظر أبوعبدالله عليه‌السلام يمينا وشمالا وقال : ألا تسمعون ما يقول أخوكم؟ إنما المعروف ابتداء فأما ما أعطيت بعدما سأل فانما هو مكافاة لما بذل لك من [ ماء ] وجهه.

ثم قال : فيبيت ليلته متأرقا (٤) متململا بين الياس والرجاء لايدري أين يتوجه بحاجته ، فيعزم على القصد إليك ، فأتاك وقلبه يجب (٥) وفرائصه ترتعد وقد نزل دمه في وجهه ، وبعد هذا فلا يدري أينصرف من عندك بكابة الردأم بسرور النجح ، فان أعطيته رأيت أنك قد وصلته ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « والذي

__________________

(١) سبأ : ٣٨.

(٢) مكارم الاخلاق : ٣٢١.

(٣) فلاح السائل : ٣٨.

(٤) متأرفا : اى ذاهبا نومه بالفكر والسهر.

(٥) اى يضطرب ويخفق من الوجيب : الاضطراب.

١٤٦

فلق الحبة وبرء النسمة وبعثني بالحق نبيا لما يتجشم (١) من مسألته إياك أعظم مما ناله من معروفك » قال : فجمعوا للخراساني خمسة آلاف درهم ، و دفعوها إليه.

٢٤ ـ ختص ، ابن أبي نجران ، عن هشام بن سالم ، عن الحسن بن علي الحلال عن جده قال : سمعت الحسين بن علي صلوات الله عليهما يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول : ابدأ بمن تعول : امك وأباك واختك وأخاك ، ثم أدناك فأدناك وقال : لاصدقة وذورحم محتاج (٢).

٢٥ ـ مصباح الانوار : روي عن أبي سعيد الخدري قال : أصبح علي ذات يوم فقال : يا فاطمه عندك شئ تغديناه؟ قالت : لا ، والذي أكرم أبي بالنبوة ، و أكرمك [ بالوصية ] ما أصبح الغداة عندي شئ اغد يكاه ، وما كان عندي شئ منذ يومين إلا شيئا كنت اوثرك به على نفسي ، وعلى ابني هذين الحسن والحسين عليهما‌السلام ، فقال علي عليه‌السلام : يا فاطمة ألا كنت أعلمتيني فأبغيكم شيئا ، فقالت : يا أبا الحسن إني لاستحيي من إلهى أن تكلف نفسك مالا تقدر.

فخرج عليه‌السلام من عند فاطمة واثقا بالله ، حسن الظن به عزوجل فاستقرض دينارا فأخذه ليشتري لعياله ما يصلحهم؟ فعرض له المقداد بن الاسود الكندي رضوان الله عليه ، وكان يوما شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أمير المؤمنين عليه‌السلام أنكر شأنه ، فقال : يا مقداد ما أزعجك الساعة من رحلك؟ فقال : يا أبا الحسن خل سبيلي ولا تسألني عن حالي ، قال : يا أخي لا يسعني أن تجاوزني حتى أعلم علمك.

فقال : يا أبا الحسن رغبت إلى الله تعالى وإليك أن تخلي سبيلي ولا تكشفني عن حالي ، فقال : يا أخي إنه لايسعك أن تكتمني حالك ، فقال : يا أبا الحسن أما إذ أبيت فوالذي أكرم محمدا بالنبوة وأكرمك بالوصية ، ما أزعجني من رحلي

__________________

(١) تجشمت كذا وكذا : اى فعلته على كره ومرارة ومقاساة المشقة العظيمة.

(٢) الاختصاص : ٢١٩.

١٤٧

إلا الجهد ، وقد تركت عيالي جياعا ، فلما سمعت بكاء هم ، لم تحملني الارض فخرجت مهموما راكبا رأسي ، هذه حالي وقصتي ، فانهملت عينا أمير المؤمنين عليه‌السلام بالبكاء حتى بلت دموعه كريمته ، وقال : أحلف بالذي حلف به ما أزعجني إلا الذي أزعجك ، وقد اقترضت دينارا فهاكه فقد آثرتك على نفسي ، فدفع الدينار إليه ، ورجع حتى دخل المسجد ، فصلى الظهر والعصر والمغرب.

فلما قضى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله صلاة المغرب ، مر بعلى وهو في الصف الاخر فلكزه رسول الله برجله ، فقام علي عليه‌السلام فلحقه في باب المسجد ، فسلم عليه ، فرد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : يا با الحسن هل عندك شئ تعشيناه؟ فنميل معك؟ فمكث مطرقا لايحير جوابا حياء من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وقد عرف ماكان من أمر الدينار ومن أين أخذه وأين وجهه ، بوحي من الله تعالى إلى نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمر أن يتعشى عند علي عليه‌السلام تلك الليلة.

فلما نظر إلى سكوته قال : يابا الحسن مالك لاتقول : لافأنصرف أو نعم فأمضي معك ، فقال حياء وكرما : فاذهب بنا فأخذ رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بيد علي عليه‌السلام فانطلقا حتى دخلا على فاطمة ، وهي في مصلاها قد قضت صلاتها ، وخلفها جفنة تفور دخانا ، فلما سمعت كلام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله خرجت من مصلاها ، فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد السلام ومسح بيده على كريمتها ، وقال لها : يا بنتاه كيف أمسيت رحمك الله؟ قالت : بخير قال : عشينا رحمك الله وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وعلي عليه‌السلام.

فلما نظر علي عليه‌السلام إلى الطعام ، وشم ريحه ، رمى فاطمة ببصره رميا شحيحا قالت له فاطمة : سبحان الله ما أشح نظرك وأشده؟ هل أذنبت فيما بيني وبينك ذنبا استوجبت به السخط منك؟ فقال : أي ذنب أعظم من ذنب أصبتيه ، أليس عهدي بك اليوم الماضي وأنت تحلفين بالله مجتهدة ما طعمت طعاما منذيومين؟ قال : فنظرت إلى السماء وقالت : إلهي يعلم في سمائه وأرضه أني لم أقل إلا حقا ، فقال لها : يا فاطمة أنى لك هذا الطعام الذى لم أنظر إلى مثل لونه ، ولم أشم مثل رائحته

١٤٨

قط ، ولم آكل أطيب منه؟

قال : فوضع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله كفه الطيبة المباركة بين كتفي أمير المؤمنين عليه‌السلام فغمزها ثم قال : يا علي هذا بدل دينارك ، هذا جزاء دينارك من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ثم استعبر باكيا صلى‌الله‌عليه‌وآله ثم قال : الحمد لله الذي أبى لكما أن تخرجا من الدنيا حتى يجريك يا علي مجرى زكريا ، و يجري فاطمة مجرى مريم بنت عمران ، عند قوله تعالى : « كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقا قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب » (١).

١٦

( باب )

* ( ذم السؤال خصوصا بالكف ومن المخالفين ) *

* ( وما يجوز فيه السؤال ) *

١ ـ ما : عن ابن عمر قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله يحب الحيي المتعفف ويبغض البذي السائل الملحف (٢).

__________________

(١) آل عمران : ٣٧. وقد أخرج الحديث بهذا اللفظ في كشف الغمة ص ١٤١ و ١٤٢ ( الطبعة الحجرية ) ومثله في تفسير العياشى ج ١ ص ١٧١ ، وذكر الزمخشرى في الكشاف عن ذكر قصة زكريا ومريم عليهما‌السلام : وعن النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه جاع في زمن قحط فاهدت له فاطمة رغيفين وبضعة لحم آثرته بها فرجع بها اليها فقال : هلمى يا بنية وكشفت عن الطبق فاذا هو مملوء خبزا ولحما ، فبهتت وعلمت أنها نزلت من الله فقال لها : أنى لك هذا ، قالت هو من عند الله ، ان الله يرزق من يشاء بغير حساب ، فقال : الحمد لله الذى جعلك شبيهة سيدة نساء ، بنى اسرائيل ثم جمع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على بن ابى طالب والحسن والحسين وجميع أهل بيته حتى شبعوا وبقى الطعام كما هو وأوسعت فاطمة على جيرانها.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٧.

١٤٩

٢ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن جعفر الرزاز ، عن جده محمد بن عيسى ، عن محمد بن الفضيل ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : علمني عملا لايحال بينه وبين الجنة قال : لاتغضب! ولا تسأل الناس شيئا ، وارض للناس ما ترضى لنفسك (١).

٣ ـ ع : الهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد عن الرضا ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام أنه قال : اتخذ الله عزوجل إبراهيم خليلا لانه لم يرد أحدا ، ولم [ ير ] يسأل أحدا غير الله عزوجل (٢).

٤ ـ ع : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن حنان ، قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لاتسألوهم فتكلفونا قضاء حوائجهم يوم القيامة (٣).

٥ ـ ع : بهذا الاسناد قال : قال أبوجعفر عليه‌السلام : لاتسألوهم الحوائج فتكونوا لهم الوسيلة إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في القيامة (٤).

٦ ـ مع : نهى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، عن قيل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال أما كثرة السؤال فانه نهى عن مسألة الناس أموالهم ، وقد يكون أيضا من السؤال عن الامور وكثرة البحث عنها كما قال عزوجل « لاتسألواعن أشياء إن تبدلكم تسؤكم » (٥).

٧ ـ ل : ابن الوليد ، عن سعد ، عن الحسن بن علي بن النعمان ، عن ابن أسباط ، عن بعض أصحابنا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما كان في شيعتنا فلا يكون فيهم ثلاثة أشياء : لايكون فيهم من يسأل بكفه ، ولا يكون فيهم بخيل ولا يكون فيهم من يؤتى في دبره (٦).

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ٢ ص ١٢١ في حديث.

(٢) علل الشرايع ج ١ ص ٣٢ و ٣٣.

(٣) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٥٠.

(٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٢٥١.

(٥) معانى الاخبار : ٢٧٩ ـ ٢٨٠ في حديث متفرقا والاية في المائدة : ١٠١.

(٦) الخصال ج ١ ص ٦٥.

١٥٠

٨ ـ ل : في وصية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إلى علي عليه‌السلام أنه قال لابي ذر : يا باذر إياك والسؤال فانه ذل حاضر ، وفقر تتعجله ، وفيه حساب طويل يوم القيامة يا باذر لاتسأل بكفك وإن أتاك شئ فاقبله (١).

٩ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن عدة من أصحابه ، عن ابن أسباط عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما ابتلى الله به شيعتنا فلن يبتليهم بأربع بأن يكونوا لغير رشدة ، أو أن يسألوا بأكفهم ، أوأن يؤتوا في أدبارهم ، أو أن يكون فيهم أخضر أزرق (٢).

١٠ ـ ل : ابن الوليد ، عن محمد العطار ، عن الاشعري عن أبي عبدالله الرازي عن ابن أبي عثمان ، عن أبيه ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أربع خصال لا تكون في مؤمن : لا يكون مجنونا ، ولايسأل على أبواب الناس ، ولا يولد من الزنا ، ولاينكح في دبره (٣).

١١ ـ ل : الخليل ، عن ابن صاعد ، عن حمزة بن العباس ، عن يحيى بن نصر ، عن ورقاء بن عمر ، عن الاعمش ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله عزوجل يبغض الفاحش البذي السائل الملحف (٤).

١٢ ـ ل : أبي ، عن محمد العطار ، عن سهل ، عن السياري ، عن محمد بن يحيى الخزاز ، عمن أخبره ، عن أخبره ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن الله عزوجل أعفى شيعتنا من ست : من الجنون ، والجذام ، والبرص ، والابنة ، وأن يولد له من زنا ، و أن يسأل الناس بكفه (٥).

١٣ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن اليقطيني ، عن زرعة ومحمد بن سنان معا ، عن المفضل ، عن الصادق عليه‌السلام قال : ألا إن شيعتنا قد أعاذهم الله عزوجل من ست

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٨٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٠٧.

(٣) الخصال ج ١ ص ١٠٩.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٢٨.

(٥) الخصال ج ١ ص ١٦٣.

١٥١

من أن يطمعوا الغراب ، أو يهروا هرير الكلب ، أو أن ينكحوا في أدبارهم ، أو يولدوا من الزنا ، أو يولد لهم من الزنا ، أو يتصدقوا على الابواب (١).

١٤ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : اتبعوا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فانه قال : من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر (٢).

١٥ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن عبدالحميد بن عواض قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : لا تصلح المسألة إلا في ثلاث في دم مقطع أو غرم مثقل أو حاجة مدقعة (٣).

١٦ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن هاشم وسهل معا ، عن ابن مرار وعبد الجبار بن المبارك معا ، عن يونس ، عمن حدثه عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن رجلا مربعثمان بن عفان وهو قاعد على باب المسجد ، فسأله فأمر له بخمسة دراهم ، فقال له الرجل : أرشدني ، فقال له عثمان : دونك الفتية الذين ترى وأو مأ بيده إلى ناحية من المسجد فيها الحسن والحسين وعبدالله بن جعفر عليهم‌السلام.

فمضى الرجل نحوهم حتى سلم عليهم وسألهم ، فقال له الحسن عليه‌السلام : يا هذا إن المسألة لاتحل إلا في إحدى ثلاث : دم مفجع ، أودين مقرح ، أو فقر مدقع ففي أيها تسأل؟ فقال : في وجه من هذه الثلاث ، فأمر له الحسن عليه‌السلام بخمسين دينارا ، وأمرله الحسين عليه‌السلام بتسعة وأربعين دينارا ، وأمر له عبدالله بن جعفر بثمانية وأربعين دينارا.

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ١٦٣.

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٥٨.

(٣) الخصال ج ١ ص ٦٦ ، والدم المقطع : مالا ويوجد لديتها وفاء ، مأخوذ من قولهم للغريب مقطع : اذا اقطع عن أهله ، وكذلك يقال للرجل : مقطع : اذا كتب اسم نظرائه في ديوان الاعطية وفرض لهم فريضة ولم يكتب اسمه في الديوان ولافرض له فريضة فهو مقطع عن العطاء. والغرم : الغرامة قال الخليل : الغرم لزوم نائبة في المال من غير جناية ، يعنى انه احتمل غرامة الاخرين. والمدقع : اى ملصق بالدقعاء وهو التراب.

١٥٢

فانصرف الرجل فمر بعثمان ، فقال له : ما صنعت؟ فقال : مررت بك فسألتك فأمرت لي بما أمرت ولم تسألني فيما أسأل ، وإن صاحب الوفرة (١) لما سألته قال لي : يا هذا فيما تسأل؟ فان المسألة لاتحل إلا في إحدى ثلاث فأخبرته بالوجه الذي أسأله من الثلاثة فأعطاني خمسين دينارا ، وأعطاني الثاني تسعة وأربعين دينارا ، وأعطاني الثالث ثمانية وأربعين دينارا.

فقال عثمان : ومن لك بمثل هؤلاء الفتية؟ اولئك فطموا العلم فطما ، وحازوا الخير والحكمة.

قال الصدوق ره : معنى قوله : فطموا العلم فطما ، أي قطعوه عن غيرهم قطعا وجمعوه لانفسهم جمعا (٢).

١٧ ـ ل : فيما أوصى به النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عليا عليه‌السلام : يا علي ثمانية إن اهينوا فلايلوموا إلا أنفسهم : الذاهب إلى مائدة لم يدع إليها ، والمتأمر على رب البيت وطالب الخير من أعدائه ، وطالب الفضل من اللئام ، والداخل ، بين اثنين في سر لم يدخلاه فيه ، والمستخف بالسلطان والجالس في مجلس ليس له بأهل ، والمقبل بالحديث على من لايسمع (٣).

١٨ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن الاشعري ، عن ابن يزيد ، عن عبدالله البصري رفعه إلى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ياعلي إن الله جعل الفقر أمانة عند خلقه ، فمن ستره كان كالصائم القائم ، ومن أفشاه إلى من يقدر على قضاء حاجته فلم يفعله فقد قتله ، أما إنه ماقتله بسيف ولارمح ، و لكن بما أنكى من قلبه (٤).

١٩ ـ ثو : ما جيلويه ، عن محمد بن يحيى ، عن الاشعري ، عن الجاموراني

__________________

(١) الوفرة : الشعرة إلى شحمة الاذن ، أو ما جاوزها ويحتمل أن يكون أرادبها : الكثرة في العطاء.

(٢) الخصال ج ١ ص ٦٦.

(٣) الخصال ج ٢ ص ٤٠.

(٤) ثواب الاعمال : ١٦٦.

١٥٣

عن الحسن بن علي ، عن الحسين بن أبي العلا ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : رحم الله عبدا عف وتعفف وكف عن المسألة ، فانه يعجل الذل في الدنيا وفي الاخرة ولايغني الناس عنه شيئا (١).

٢٠ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير عن أبي المغرا ، عن عنبسة بن مصعب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة أيام لقي الله عزوجل يوم يلقاه وليس على وجهه لحم (٢).

٢١ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن ابن يزيد ، عن ابن سنان ، عن مالك بن حصين السلولي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ما من عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يجوجه الله إليها ويثبت له بها النار (٣).

٢٢ ـ يج : روي أن رجلا جاء إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : ماطعمت طعاما منذيومين فقال : عليك بالسوق ، فلماكان من الغد دخل فقال : يا رسول الله أتيت السوق أمس فلم اصب شيئا فبت بغير عشاء ، قال : فعليك بالسوق ، فأتى بعد ذلك أيضا فقال عليه‌السلام : عليك بالسوق ، فانطلق إليها فاذا عير قد جاءت وعليها متاع فباعوه بفضل دينار ، فأخذه الرجل وجاء إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : ما أصبت شيئا قال : هل أصبت من عيرآل فلان شيئا؟ قال : لا ، قال : بلى ضرب لك فيها بسهم وخرجت منها بدينار قال : نعم ، قال : فما حملك على أن تكذب؟ قال : أشهد أنك صادق ودعاني إلى ذلك إرادة أن أعلم أتعلم ما يعلم ما يعمل الناس؟ وأن أزداد خيرا إلى خير؟ فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : صدقت من استغنى أغناه الله ، ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لايسد أدناها هئ فمارئي سائلا بعد ذلك اليوم ، ثم قال : إن الصدقة لاتحل لغني ولا لذي مرة سوي ، أي لايحل له أن يأخذها وهو يقدر أن يكف نفسه عنها (٤).

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١٦٧.

(٢ و ٣) ثواب الاعمال : ٢٤٦.

(٤) لايوجد في مختار الخرائج المطبوع.

١٥٤

٢٣ ـ شى : عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : إن الله يبغض الملحف (١).

٢٤ ـ شى : عن محمد الحلبي قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : ثلاثة لاينظر الله إليهم يوم القيامة ولايزكيهم ولهم عذاب أليم : الديوث من الرجال ، والفاحش المتفحش والذي يسأل الناس وفي يده ظهر غنى (٢).

٢٥ ـ شى : عن هارون بن خارجة قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : من سأل الناس شيئا وعنده ما يقوته يومه فهو من المسرفين (٣).

٢٦ ـ سر : من كتاب أبي القاسم بن قولويه ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفرعليه‌السلام : يا محمد لويعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي ما في العطية مارد أحدا أحدا ثم قال : يا محمد إنه من سأل بظهر غنى لقي الله مخموشا وجهه يوم القيامة (٤).

٢٧ ـ جا : الحسن بن حمزة العلوي ، عن ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن بكر بن صالح ، عن الحسن بن علي ، عن عبدالله بن إبراهيم ، عن أبي عبدالله ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة من كنوز البر : كتمان الحاجة ، وكتمان الصدقة ، وكتمان المرض ، وكتمان المصيبة (٥).

٢٨ ـ مكا : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام أنه قال : اتبعوا قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : فانه قال : من فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه باب فقر.

عن الصادق عليه‌السلام قال : مامن عبد يسأل من غير حاجة فيموت حتى يحوجه

__________________

(١) تفسير العياشى ج ١ ص ١٥١.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٧٨. في آية آل عمران : ٧٧.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٤.

(٤) السرائر : ٤٨٤.

(٥) مجالس المفيد : ١٢.

١٥٥

الله عزوجل [ إلى السؤال ] ويثبت له بها في النار.

وعنه عليه‌السلام قال : قال رجل للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله علمني شيئا إذا فعلته أحبني الله من السماء ، وأحبني أهل الارض ، قال : ارغب فيما عند الله يحببك الله ، وازهد فيما عند الناس يحببك الناس.

قال الباقر عليه‌السلام : لو يعلم السائل ما في المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي مافي العطية مارد أحد أحدا (١).

٢٩ ـ جع : روي عن أنس بن مالك ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه قال : ما من عبد فتح على نفسه بابا من المسألة إلا فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر.

قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن المسألة لاتحل إلا لفقر مدقع ، أو غرم مقطع.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما فتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله عليه بابا من الفقر.

وقال عليه‌السلام : من سأل عن ظهر غنى ، فصداع في الرأس وداء في البطن.

وقال عليه‌السلام : من سأل الناس أموالهم تكثرا فانما هي جمرة فليستقل منه أو ليستكثر (٢).

٣٠ ـ ختص : قال الصادق عليه‌السلام : إن الله جعل الرحمة في قلوب رحماء خلقه ، فاطلبوا الحوائج منهم ، ولا تطلبوها من القاسية قلوبهم ، فان الله تبارك وتعالى أحل غضبه بهم (٣).

٣١ ـ ين : علي بن النعمان ، عن ابن شمر ، عن جابر ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله : إن الله يحب الحيي الحليم الغني المتعفف ، ألا وإن الله يبغض الفاحش البذي السائل الملحف.

٣٢ ـ ين : ابن علوان ، عن عمرو بن خالد ، عن زيد بن علي ، عن آبائه

__________________

(١) مكارم الاخلاق : ١٥٧.

(٢) جامع الاخبار : ١٦٠.

(٣) الاختصاص : ٢٤٠.

١٥٦

عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : تحرم الجنة على ثلاثة : على المنان وعلى المغتاب وعلى مدمن الخمر.

٣٣ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن الكاظم ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن مسألة الرجل كسبه بوجهه فأبقى رجل على وجهه وترك.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أجر السائل في حق له كأجر المتصدق عليه (١).

٣٤ ـ مجالس الشيخ : الحسين بن إبراهيم ، عن محمد بن وهبان عن أحمد ابن إبراهيم عن الحسن بن علي الزعفراني ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم ، عن محمد بن مسلم قال : قال أبو جعفر عليه‌السلام : يا محمد لو يعلم السائل مافي المسألة ما سأل أحد أحدا ، ولو يعلم المعطي ما في العطية مارد أحد أحدا ، قال : ثم قال لي : يا محمد إنه من سأل وهو بظهر غنى لقي الله مخموشا وجهه.

ومنه : بهذا الاسناد ، عن هشام ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن قوما أتوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اضمن لنا على ربك الجنة ، قال : فقال : على أن تعينوني بطول السجود ، قالوا : نعم يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فضمن لهم الجنة قال : فبلغ ذلك قوما من الانصار قال : فأتوه فقالوا : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله اضمن لنا الجنة قال : على أن لا تسألوا أحدا شيئا قالوا : نعم يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فضمن لهم الجنة فكان الرجل منهم يسقط سوطه وهو على دابته فينزل حتى يتناوله كراهية أن يسأل أحدا شيئا ، وإن كان الرجل لينقطع شسعه فيكره أن يطلب من أحد شسعا (٢).

٣٥ ـ الدرة الباهرة : قال الرضا عليه‌السلام : المسألة مفتاح البؤس.

٣٦ ـ نهج البلاغة : قال عليه‌السلام : فوت الحاجة أهون من طلبها إلى غير

__________________

(١) نوادر الراوندى : ٣.

(٢) امالى الطوسى ج ٢ ص ٢٧٧.

١٥٧

أهلها (١).

وقال عليه‌السلام : العفاف زينة الفقر والشكر زينة الغنا (٢).

وقال عليه‌السلام : وجهك ماء جامد يقطره السؤال ، فانظر عند من تقطره (٣).

٣٧ ـ عدة الداعى : قال الصادق عليه‌السلام : من سأل من غير فقر فانما يأكل الخمر.

وقال الباقر عليه‌السلام : أقسم بالله وهو حق مافتح رجل على نفسه باب مسألة إلا فتح الله له باب فقر.

وقال سيد العابدين عليه‌السلام : ضمنت على ربي أن لايسأل أحد أحدا من غير حاجة ، إلا اضطرته حاجة بالمسألة يوما إلى أن يسال من حاجة.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله يوما لاصحابه : ألا تبايعوني؟ فقالوا : قد بايعناك يا رسول الله ، قال : تبايعوني على أن لاتسألوا الناس شيئا ، فكان بعد ذلك تقع المخصرة من يد أحدهم فينزل لها ولايقول لاحد : ناولنيها.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : لو أن أحدكم يأخذ حبلا فيأتي بحزمة حطب على ظهره فيبيعها فيكف بهاوجهه خير له من أن يسأل.

وقال الصادق عليه‌السلام : شيعتنا من لايسأل الناس شيئا ولومات جوعا.

وقال الباقر عليه‌السلام : طلب الحوائج إلى الناس استلاب للعزة ، ومذهبة للحياء واليأس مما في أيدي الناس عز المؤمنين والطمع هوالفقر الحاضر.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من استغنى أغناه الله ، ومن استعف أعفه الله ، ومن سأل أعطاه الله ، ومن فتح على نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لايسد أدناها شئ.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : لا تقطعوا على السائل مسئلته فلولا أن المساكين يكذبون

__________________

(١) نهج البلاغه تحت الرقم ٦٦ من قسم الحكم.

(٢) نهج البلاغه تحت الرقم ٦٨ و ٣٤٠ من قسم الحكم.

(٣) نهج البلاغه تحت الرقم ٣٤٦ من قسم الحكم.

١٥٨

ما أفلح من ردهم.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : ردوا السائل ببذل يسير ، أو بلين ورحمة ، فانه ياتيكم من ليس بانس ولاجان لينظر كيف صنعكم فيما خولكم الله.

وقال بعضهم : كنا جلوسا على باب دار أبي عبدالله عليه‌السلام بكرة فدنا سائل إلى باب الدار فسأل فردوه فلامهم لائمة شديدة ، وقال : أول سائل قام على باب الدار رددتموه! اطعموا ثلاثة ثم أنتم أعلم إن شئتم أن تزدادوا فازدادوا ، وإلا فقد أديتم حق يومكم.

وقال عليه‌السلام : أعطوا الواحد والاثنين والثلاثة ثم أنتم بالخيار.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا طرقكم سائل ذكر بليل فلا تردوه.

وعنهم عليهم‌السلام : إنا لنعطي غير المستحق حذرا من رد المستحق.

وقال علي بن الحسين عليه‌السلام : صدقة الليل تطفئ غضب الرب.

وقال عليه‌السلام لابي حمزة ، إذا أردت أن يطيب الله ميتتك ، ويغفر لك ذنبك يوم تلقاه ، فعليك بالبر وصدقة السر وصلة الرحم ، فانهن يزدن في العمر وينفين الفقر ، ويدفعن عن صاحبهن سبعين ميتة سوء.

وسئل النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله عن أي الصدقة أفضل؟ فقال : على ذي الرحم الكاشح.

وسئل الصادق عليه‌السلام عن الصدقة على من يتصدق على الابواب أو يمسك عنهم ، ويعطيه ذوي قرابته؟ قال : لا ، يبعث بها إلى من بينه وبينه قرابة فهو أعظم للاجر.

وقال عليه‌السلام : من تصدق في رمضان صرف عنه سبعين نوعا من البلاء.

وعن الباقر عليه‌السلام : إذا أردت أن تتصدق بشئ قبل الجمعة بيوم فأخره إلى يوم الجمعة (١).

٣٨ ـ اعلام الدين : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام لولده الحسن عليه‌السلام : يا بني

__________________

(١) عدة الداعى : ٧٠ ـ ٧٢.

١٥٩

إذا نزل بك كلب الزمان وقحط الدهر فعليك بذوي الاصول الثابتة ، والفروع النابتة ، من أهل الرحمة ، والايثار والشفقة ، فانهم أقضى للحاجات ، وأمضى لدفع الملمات ، وإياك وطلب الفضل ، واكتساب الطساسيج ، والقراريط (١) من ذوي الاكف اليابسة ، والوجوه العابسة ، فانهم إن أعطوا منوا ، وإن منعوا كدوا ثم أنشأ يقول :

واسأل العرف إن سألت كريما

لم يزل يعرف الغنا واليسارا

فسؤال الكريم يورث عزا

وسؤال الليئم يورث عارا

وإذا لم تجد من الذل بدا

فالق بالذل إن لقيت الكبارا

ليس إجلالك الكبير بعار

إنما العار أن تجل الصغارا

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : اطلبوا المعروف والفضل من رحماء امتي تعيشوا في أكنافهم والخلق كلهم عيال الله وإن أحبهم إليه أنفعهم لخلقه ، وأحسنهم صنيعا إلى عياله وإن الخير كثير وقليل فاعله.

__________________

(١) الطساسيج جمع طسو ج ـ بفتح الطاء والسين المهملة المشددة ـ ربع دانق وهو حبتان والقراريط جمع قيراط : نصف دانق.

١٦٠