بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

من تخافون ، قالوا : قد عزمنا ، قال : فأنتم في أمان الله فامضوا.

فمضوا وظهرت لهم البارقة ، فخافوا فقال الصادق عليه‌السلام : فكيف تخافون وأنتم في أمان الله عزوجل؟ فتقدم البارقة وترجلوا وقبلوايد الصادق عليه‌السلام : وقالوا : رأينا البارحة في منامنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يأمرنا بعرض أنفسنا عليك ، فنحن بين يديك ونصحبك وهؤلاء ليندفع عنهم الاعداء واللصوص ، فقال الصادق عليه‌السلام : لا حاجة بنا إليكم فان الذي دفعكم عنا يدفعهم.

فمضوا سالمين ، وتصدقوا بالثلث ، وبورك في تجاراتهم ، فربحوا للدرهم عشرة ، فقالوا ما أعظم بركة الصادق عليه‌السلام فقال الصادق عليه‌السلام : قد تعرفتم البركة في معاملة الله عزوجل فدوموا عليها (١).

٢٤ ـ ن : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار ، عن ابن عيسى ، عن البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن رضا عليه‌السلام إلى أبي جعفر عليه‌السلام : يا أبا جعفر بلغني أن الموالي إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير ، وإنما ذلك من بخل لهم لئلا ينال منك أحد خيرا ، فأسألك بحقي عليك لايكن مدخلك ومخرجك إلا من الباب الكبير ، وإذا ركبت فليكن معك ذهب وفضة ، ثم لا يسألك أحد إلا أعطيته من سألك من عمومتك أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا ، والكثير إليك ، ومن سألك من عماتك فلا تعطها أقل من خمسة وعشرين دينارا ، والكثير إليك إني إنما أريد أن يرفعك الله ، فأنفق ولا تخش من ذي العرش إقتارا (٢).

٢٥ ـ يد (٣) ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استنزلوا الرزق بالصدقة (٤).

٢٦ ـ ن : باسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله :

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٤ و ٥

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٨

(٣) التوحيد : ٣٣

(٤) عيون الاخبارج ٢ ص ٣٥

١٢١

خير مال المرء وذخائره الصدقة (١).

٢٧ ـ ما : المفيد ، عن أحمد بن الحسين بن اسامة ، عن عبيدالله بن محمد ، عن محمد بن يحيى ، عن هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله إن الصدقة تزيد صاحبها كثرة فتصدقوا يرحمكم الله ، وإن التواضع يزيد صاحبه رفعة فتواضعوا يرفعكم الله ، وإن العفو يزيد صاحبه عزا فاعفوا يعزكم الله (٢).

٢٨ ـ ما : عن أبي قلابة قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أعطى درهما في سييل الله كتب الله له سبعمائة حسنة (٣).

٢٩ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن الحسين بن أحمد المالكى ، عن أحمد بن هليل ، عن زياد القندي ، عن الجراح بن المليح ، عن أبي اسحاق ، عن الحارث ، عن علي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : كل معروف صدقة إلى غني أو فقير ، فتصدقوا ولو بشق تمرة ، واتقوا النار ولو بشق التمرة ، فان الله عزوجل يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه أو فصيله حتى يوفيه إياها يوم القيامة ، حتى يكون أعظم من الجبل العظيم (٤).

٣٠ ـ ما : المفيد ، عن المظفربن أحمد ، عن محمد بن همام ، عن أحمد بن مابنداد ، عن الحسن بن علي الخزاز ، عن علي بن عقبة ، عن سالم بن أبي حفصة قال : لما هلك أبوجعفر الباقر عليه‌السلام قلت لاصحابي : انتظروني حتى أدخل على أبي عبدالله جعفر بن محمد فاعزيه به ، فدخلت عليه فعزيته ثم قلت : إنا الله و إنا إليه راجعون ، ذهب والله من كان يقول : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فلا يسأل عمن بينه وبين رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولاوالله لا يرى مثله أبداً.

__________________

(١) عيون الاخبارج ٢ ص ٦١

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ١٤

(٣) امالى الطوسى ج ١ ص ١٨٦ في حديث

(٤) امالى الطوسى ج ٢ ص ٧٣

١٢٢

قال : فسكت أبوعبدالله عليه‌السلام : ساعة ثم قال : قال الله تعالى : إن من عبادي من يتصدق بشق تمرة فاربيها له كما يربي أحدكم فلوه ، حتى أجعلها مثل جبل احد.

فخرجت إلى أصحابي فقلت : ما رأيت أعجب من هذا ، كنا نستعظم قول أبي جعفر عليه‌السلام « قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله » بلا واسطة فقال لي أبو عبدالله عليه‌السلام : « قال الله تعالى » بلاواسطة (١).

كش : محمد بن إبراهيم ، عن محمد بن علي القمى ، عن عبدالله بن محمد بن عيسى عن ابن أبي عمير ، عن هشام ، عن زرارة ، عن سالم مثله (٢).

٣١ ـ ثو : أبي ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن اللؤلؤي رفعه ، عن عمروبن شمر ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : عبدالله عابد ثمانين سنة ثم أشرف على امرأة فوقعت في نفسه ، فنزل إليها فراودها عن نفسها فطاوعته فلما قضى منها حاجته طرقه ملك الموت فاعتقل لسانه فمر سائل فأشار إليه أن خذ رغيفا كان في كسائه فأحبط الله عمل ثمانين سنة بتلك الزنية ، وغفر الله له بذلك الرغيف (٣).

٣٢ ـ ثو : ما جيلويه عن محمد بن أحمد ، عن الحسن بن الحسين ، عن معاذ ابن مسلم قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فذكروا الوجع ، فقال : داووا مرضاكم بالصدقة ، وما على أحدكم أن يتصدق بقوت يومه ، إن ملك الموت يدفع إليه الصك بقبض روح العبد ، فيتصدق فيقال له : رد عليه الصك (٤).

٣٣ ـ ثو : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن ابن هاشم ، عن موسى ابن أبي الحسن ، عن الرضا عليه‌السلام قال : كان في بني إسرائيل قحط شديد سنين متواترة ، وكان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكلها ، فنادى السائل ، يا أمة الله الجوع ، فقالت المرأة : أتصدق في مثل هذا الزمان ، فأخرجتها من فيها

__________________

(١) أمالى الطوسى : ج ١ ص ١٢٥

(٢) رجال الكشى : ٢٠٢

(٣ ـ ٤) ثواب الاعمال : ١٢٥

١٢٣

فدفعتها إلى السائل ، وكان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فحمله فوقعت الصيحة فعدت الام في أثر الذئب فبعث الله تبارك وتعالى جبرئيل عليه‌السلام فأخرج الغلام من فم الذئب فدفعه إلى امه فقال لها جبرئيل : يا أمة الله أرضيت؟ لقمة بلقمة (١)

٣٤ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد بن أبي الخزرج ، عن فضيل بن عثمان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من تصدق في يوم أو ليلة ـ ان كان يوم فيوم ، وإن كان ليل فليل ـ دفع الله عزوجل عنه الهدم والسبع وميتة السوء (٢).

٣٥ ـ ثو : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى عليه وآله : الصدقة تمنع ميتة السوء (٣).

٣٦ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن محمد بن علي ، عن محمد بن الفضيل ، عن عبدالرحمن بن زيد ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أرض القيامة نار ماخلا ظل المؤمن ، فان صدقته تظله (٤).

٣٧ ـ ثو : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن الحسن بن علي بن يقطين ، عن أخيه الحسن ، عن أبيه ، عن أبي الحسن الاول عليه‌السلام في الرجل يكون عنده الشئ أيتصدق به أفضل أم يشتري به نسمة؟ فقال : الصدقة أحب إلى (٥).

٣٨ ـ ثو : أبي ، عن سعد ، عن أحمد بن محمد ، عن ابن أبي نجران ، عن أبي جميلة ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : تصدقت يوما بدينار ، فقال لي رسول الله : أما علمت يا على أن صدقة المؤمن لاتخرج من يده حتى يفك عنها من لحيى سبعين شيطانا كلهم يأمره بأن لاتفعل ، وما يقع في يد السائل حتى يقع في يدالرب جل جلاله ، ثم تلاهذه الاية ، « ألم يعلموا أن

__________________

(١ ـ ٥) ثواب الاعمال : ١٢٦

١٢٤

الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم » (١).

٣٩ ـ ثو : أبي ، عن السعدآبادي ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن سعدان ابن مسلم ، عن معلى بن خنيس قال : خرج أبوعبدالله عليه‌السلام في ليلة قدر شت السماء وهو يريد ظلة بني ساعدة ، فاتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ ، فقال : بسم الله اللهم رده علينا ، قال فأتيته فسلمت عليه ، فقال : معلى؟ قلت : نعم جعلت فداك ، فقال لي : التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلي ، قال : فاذا أنا بخبز منتثر فجعلت أدفع إليه ما وجدت فاذا أنا بجراب من خبز ، فقلت : جعلت فداك احمله علي فقال : لا أنا أولى به منك ، ولكن امض معي ، قال : فأتينا ظلة بني ساعدة فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين تحت ثوب كل واحد منهم ، حتى أتى على آخره ثم انصرفنا

فقلت : جعلت فداك يعرف هؤلاء الحق؟ فقال عليه‌السلام : لو عرفوا لواسينا هم بالدقة (٢) والدقة هي الملح ، إن الله لم يخلق شيئا إلاوله خازن يخزنه إلا الصدقة ، فان الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه ، وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ثم ارتده منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، وذلك أنها تقع في يدالله قبل أن تقع في يد السائل ، فأحببت أن اناول ما وليها الله تعالى ان إذانا ولها الله وليها (٣).

إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب ، وتمحو الذنب العظيم ، وتهون

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١٢٧.

(٢) الدقة بالضم وتشديد القاف : الملح ، أو هى الملح المبزر مع التوابل كالفلفل والكمون وغير ذلك مما يطيب الغذاء.

(٣) كذا في نسخة الاصل ، وفى نسخة الكمبانى « لانه اذا ناولها الله وليها » و في المصدر المطبوع « : انه اذا ناوله ما ولاها الله ولاها » والظاهر عندى أن الجملة الاخيرة بدل عن الجملة الاولى وبمعناها جمع النساخ بينهما ، وكان حق الجملة هكذا : أن اناولها اذا الله وليها « أو اذا وليها الله » وسيجئ نقلا عن العياشى مثل ذلك.

١٢٥

الحساب ، وصدقة النهار تثمر المال ، وتزيد في العمر ، إن عيسى بن مريم عليه‌السلام لما أن مرعلى شاطئ البحر ألقى بقرص من قوته في الماء فقال له بعض الحواريين : يا روح الله وكلمته لم فعلت هذا ، فانما هو من قوتك؟ قال : فعلت هذا لتأكله دابة من دواب المآء وثوابه عندالله عظيم (١).

٤٠ ـ ص : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : كان ورشان يفرخ في شجرة وكان رجل يأتيه إذا أدرك الفرخان فيأخذ الفرخين ، فشكى ذلك الورشان إلى الله تعالى فقال : إني سأكفيكه ، قال : فأفرخ الورشان وجاء الرجل ومعه رغيفان فصعد الشجرة وعرض له سائل فأعطاه أحد الرغيفين ، ثم صعد فأخذ الفرخين ونزل بهما فسلمه الله لما تصدق به (٢).

٤١ ـ سن : أبي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبدي عن جعفر ابن محمد بن علي ، عن أبيه ، عن علي عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غيرالصلاة ، وذكر الله كثيرا أفضل من الصدقة والصدقة أفضل من الصوم ، والصوم جنة من النار (٣).

٤٢ ـ سن : أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن بشير بن مسلمة ، عن مسمع كردين عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : من تصدق بصدقة إذا أصبح دفع الله عنه نحس ذلك اليوم (٤).

٤٣ ـ شى : عن محمد القمام ، عن علي بن الحسين عليه‌السلام ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله ليربي لاحدكم الصدقة كما يربي أحدكم ولده حتى يلقاه يوم القيامة و هو مثل أحد (٥).

__________________

(١) ثواب الاعمال : ١٢٩ ـ ١٣٠

(٢) قصص الانبياء مخطوط ، وقد مر في ص ٢٥ شرح ذلك عن دعائم الاسلام

(٣) المحاسن : ٢٢١

(٤) المحاسن : ٣٤٩

(٥) تفسير العياشى : ج ١ ص ١٥٣

١٢٦

٤٤ ـ شى : عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : أنا خالق كل شئ وكلت بالاشياء غيري إلا الصدقة ، فاني أقبضها بيدي حتى أن الرجل أو المرأة يتصدق بشقة التمرة فاربيها له كما يربي الرجل منكم فصيله وفلوه حتى أتركه يوم القيامة أعظم من احد (١).

٤٥ ـ شى : عن علي بن جعفر ، عن أخيه موسى ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إنه ليس شئ إلا وقد وكل به ملك غير الصدقة ، فان الله يأخذ بيده ، ويربيه كما يربي أحدكم ولده ، حتى يلقاه يوم القيامة وهي مثل احد (٢).

٤٦ ـ سر : من كتاب المسائل من مسائل محمد بن علي بن عيسى : حدثنا محمد ابن أحمد بن محمد بن زياد وموسى بن محمد بن علي قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام أسأله عن المساكين الذين يقعدون في الطرقات من الجزاير والساسانيين وغيرهم هل يجوز التصدق عليهم قبل أن أعرف مذهبهم؟ فأجاب : من تصدق على ناصب فصدقته عليه لاله ، لكن على من لاتعرف مذهبه وحاله فذلك أفضل وأكثر ، ومن بعد فمن ترققت عليه ورحمته ولم يمكن استعلام ما هو عليه لم يكن بالتصدق عليه بأس إنشاء الله (٣).

٤٧ ـ شى : عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين عليه‌السلام : تصدقت يوما بدينار ، فقال لي رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أما علمت أن صدقة المؤمن لاتخرج من يده حتى يفك بها عن لحيى سبعين شيطانا ، وما يقع في يد السائل حتى يقع في يد الرب تبارك وتعالى ألم يقل هذه الاية « ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات » إلى آخر الاية (٤).

٤٨ ـ شى : عن معلى بن خنيس قال : خرج أبوعبدالله عليه‌السلام في ليلة قدرشت

__________________

(١ ـ ٢) تفسير العياشى ج ١ ص ١٥٣

(٣) السرائر : ٤٧١

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٠٧ في آية التوبة : ١٠٤

١٢٧

وهو يريد ظلة بني ساعدة ، فاتبعته فاذا هو قد سقط منه شئ فقال : بسم الله اللهم اردد علينا ، فأتيته فسلمت عليه ، فقال : معلى؟ قلت : نعم جعلت فداك قال : التمس بيدك فما وجدت من شئ فادفعه إلى فاذا أنا بخبز كثير منتثر ، فجعلت أدفع إليه الرغيف والرغيفين ، وإذا معه جراب أعجز من خبز ، قلت : جعلت فداك احمله على فقال : أنا أولى به منك ، ولكن امض معي.

فأتينا ظلة بني ساعدة ، فاذا نحن بقوم نيام فجعل يدس الرغيف والرغيفين حتى أتى على آخرهم ، حتى إذا انصرفنا قلت له : يعرف هؤلاء هذا الامر؟ قال : لا ، لوعرفوا كان الواجب علينا أن نواسيهم بالدقة وهو الملح ، إن الله لم يخلق شيئا إلا وله خازن يخزنه إلا الصدقة فان الرب تبارك وتعالى يليها بنفسه ، وكان أبي إذا تصدق بشئ وضعه في يد السائل ، ثم ارتجعه منه فقبله وشمه ثم رده في يد السائل ، وذلك أنها تقع في يد الله قبل أن تقع في يد السائل فأحببت أن أليها إذا وليها الله ، ووليها أبي (١).

إن صدقة الليل تطفئ غضب الرب ، وتمحوا الذنب العظيم ، وتهون الحساب ، وصدقة النهار تنمي المال وتزيد في العمر (٢).

٤٩ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ما من شئ إلا وكل به ملك إلا الصدقة ، فانها تقع في يدالله (٣).

٥٠ ـ شى : عن أبي بكر ، عن السكوني عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : خصلتان لا احب أن يشار كني فيهما أحد وضوئي فانه من صلاتى ، وصدقتي من يدي إلى يد سائل ، فانها تقع في يد الرحمن (٤).

__________________

(١) في المصدر : فأحببت أن أقبلها اذوليها الله ووليها ابى ، والظاهر بقريتة ما سبق ، فأحببت ان أناولها اذوليها الله ، وناولها أبى

(٢) تفسير العياشى : ج ٢ ص ١٠٧.

(٣ ـ ٤) تفسير العياشى : ج ٢ ص ١٠٨

١٢٨

٥١ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أحدهما عليهما‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام إذا أعطى السائل قبل يد السائل ، فقيل له : لم تفعل ذلك؟ قال : لانها تقع في يدالله قبل يد العبد ، وقال : ليس من شئ إلا وكل به ملك إلا الصدقة فإنها تقع في يدالله قال الفضل : أظنه يقبل الخبز أو الدرهم (١).

٥٢ ـ شى : عن مالك بن عطية ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قال علي بن الحسين عليه‌السلام : ضمنت على ربي أن الصدقة لاتقع في يد العبد حتى تقع في يد الرب ، وهو قوله « وهو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات » (٢).

٥٣ ـ جا : الجعابي ، عن ابن عقدة ، عن جعفر بن عبدالله ، عن أخيه محمد ، عن إسحاق بن جعفر ، عن محمد بن هلال قال : قال لي أبوك جعفر بن محمد عليه‌السلام : تصدق بشئ عند البكور ، فان البلاء لايتخطى الصدقة (٣).

٥٤ ـ نجم : من كتاب التجمل ، عن ابن اذينة ، عن ابن أبي عمير قال : كنت أبصر بالنجوم وأعرفها وأعرف الطالع ، فيد خلني من ذلك شئ فشكوت ذلك إلى أبي عبدالله عليه‌السلام فقال : إذا وقع في نفسك شئ فخذ شيئا فتصدق به على أول مسكين تلقاه ، فان الله يدفع عنك (٤).

٥٥ ـ مكا : عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال : الصدقة باليد تقي ميتة السوء ، و تدفع سبعين نوعا من أنواع البلاء ، وتفك ، عن لحيى سبعين شيطانا كلهم يأمره

__________________

(١ و ٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٠٨.

(٣) مجالس المفيد : ٤١.

(٤) فرج المهموم : ١٢٣ ـ ١٢٤ ، ثم استدل به على جوازالعمل بالنجوم ، وقال : لولم يكن في الشيعة عارف بالنجوم الا محمد بن أبى عمير لكان حجة في صحتها وابا حتها لانه من خواص الائمة عليهم‌السلام والحجج في مذاهبها ورواياتها. أقول : انه نقل الحديث اولا عن كتاب الفقيه ( ج ٢ ص ١٧٥ ط النجف ) والظاهر أن الصحيح من السند مانقله البرقى في المحاسن عن أبيه عن ابن أبى عمير ، عن ابن أذينة عن سفيان بن عمر ، فلم يكن العارف بالنجوم هو محمد بن ابى عمير ، ولا ابن اذينة بل رجل مجهول.

١٢٩

أن لايفعل.

وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : صدقة السر تطفئ غضب الرب وعنه عليه‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة تمنع ميتة السوء.

وقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الصدقة وصلة الرحم تعمران الديار ، وتزيدان في الاعمار.

عن الصادق عليه‌السلام قال : من تصدق في كل يوم أو ليلة ـ إن كان يوم فيوم وإن كان ليل فليل ـ دفع عنه الهدم والسبع وميتة السوء.

عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : البر والصدقة ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ، و يدفعان عن سبعين ميتة السوء.

عن معاذ بن مسلم قال : كنت عند أبي عبدالله عليه‌السلام فذكروا الوجع ، فقال : داووا مرضاكم بالصدقة ، وما على أحد كم أن يتصدق بقوت يومه؟ إن ملك الموت يدفع إليه الصك بقبض روح العبد ، فيتصدق فيقال له رد عليه الصك.

عنه عليه‌السلام قال : داوو امرضاكم بالصدقة ، وحصنوا أموالكم بالزكاة ، وأنا ضامن لكل ما يتوى (١) في بر أو بحر بعدأداء حق الله فيه من التلف.

عن العالم عليه‌السلام قال : الصدقة تدفع القضاء المبرم من السماء (٢).

٥٦ ـ كش : حمدويه ، عن ابن يزيد ، عن محمد بن عمر ، عن ابن عذافر عن عمر بن يزيد ، قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية فقال : لاتصدق عليهم بشئ ولا تسقهم من الماء إن استطعت ، وقال لي : الزيدية هم النصاب (٣).

٥٧ ـ جع : روى يعقوب بن يزيد باسناد صحيح قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : أنفق وأيقن بالخلف ، واعلم أنه من لم ينفق في طاعة الله ابتلي بأن ينفق في معصية الله عزوجل ، ومن لم يمش في حاجة ولي الله ابتلي بأن يمشى في حاجة

__________________

(١) توى المال يتوى : هلك ، أو أشرف على الهلاك

(٢) مكارم الاخلاق : ٤٤٥

(٣) رجال الكشى : ١٩٩

١٣٠

عدوالله عزوجل.

وقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : من منع ماله من الاخيار اختيارا صرف الله ماله إلى الاشرار اضطرارا (١).

٥٨ ـ ين : صفوان ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبيه ، عن أبي جعفرعليه‌السلام قال : البر وصدقة السر ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ، ويدفعان عن سبعين ميتة سوء.

٥٩ ـ ين : فضالة ، عن سيف ، عن أبي الصباح ، عن جابر ، عن الوصافي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : صدقة السر تطفئ غضب الرب

٦٠ ـ محص : عن صفوان قال : ذكر عند أبي عبدالله عليه‌السلام ضعفاء أصحابنا ومحاويجهم فقال : إني لاحب نفعهم واحب من نفعهم.

٦١ ـ محص : عن المفضل قال : قال أبوعبدالله عليه‌السلام : مياسير شيعتنا امناء على محاويجهم ، فاحفظونا فيهم يحفظكم الله.

٦٢ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما نقص مال من صدقة قط فأعطوا ولا تجبنوا.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة تمنع ميتة السوء.

وقال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استنزلوا الرزق بالصدقة.

وبهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كلكم يكلم ربه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ، فينظر أمامه ، فلا يجد إلا ما قدم وينظر عن يمينه فلا يجد إلا ـ ما قدم ، ثم ينظر عن يساره فاذا هو بالنار ، فاتقوا النار ولو بشق تمرة! فان لم يجد أحد كم فبكلمة طيبة (٢).

وبهذا الاسناد ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن جده عليهم‌السلام قال : كانت أرض بيني وبين رجل فأراد قسمتها وكان الرجل صاحب نجوم فنظر إلى الساعة التي

__________________

(١) جامع الاخبار : ٢٠٨

(٢) نوادر الراوندى : ٢

١٣١

فيها السعود ، فخرج فيها ، ونظر إلى الساعة التي فيها النحوس فبعث إلى أبي.

فلما اقتسما الارض خرج خير السهمين لابي عليه‌السلام ، فجعل صاحب النجوم يتعجب فقال له أبي : مالك؟ فأخبره الخبر ، فقال له أبي فهلا أدلك على خير مما صنعت : إذا أصبحت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس ذلك اليوم ، وإذا أمسيت فتصدق بصدقة تذهب عنك نحس تلك الليلة (١).

٦٣ ـ مجالس الشيخ : أحمد بن عبدون ، عن علي بن محمد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن العباس بن عامر ، عن أحمد بن رزق الغمشاني عن أبي اسامة ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كان علي بن الحسين عليه‌السلام يقول : الصدقة تطفئ غضب الرب ، قال : وكان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل ، قيل له : ما يحملك على هذا؟ قال : فقال : لست اقبل يد السائل إنما اقبل يدربي ، إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل (٢).

٦٤ ـ دعوات الراوندى : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة تسد سبعين بابامن الشر.

وروي أن سائلا وقف على خيمة وفيها امرأة وبين يديها صبي في المهد ، و كانت تأكل وما بقي إلا لقمة ، فأعطته ، فلما كان بعد ساعة اختطف الذئب ولدها من المهد ، فتبعته قليلا فرمى به من غير سوء ، وسمعت هاتفا يقول : لقمة بلقمة.

٦٥ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : الصدقة دواء منجح (٣).

٦٦ ـ نهج : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : استنزلوا الرزق بالصدقة (٤).

[ وقال عليه‌السلام : ] من أيقن بالخلف جادبا لعطية (٥).

وقال عليه‌السلام : من يعط باليد القصيرة يعط باليد الطويلة.

__________________

(١) نوادر الراوندى : ٥٣ ومثله في الكافى ج ٤ ص ٦.

(٢) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٢٨٥.

(٣) نهج البلاغة تحت الرقم ٦ من قسم الحكم.

(٤ ـ ٥) نهج البلاغة تحت الرقم ١٣٧ ـ ١٣٨ من قسم الحكم.

١٣٢

قال السيد رضي‌الله‌عنه : ومعنى ذلك أن ما ينفقه المرء من ماله في سبيل الخير والبر ، وإن كان يسيرا فان الله تعالى يجعل الجزاء عليه عظيما كثيرا ، واليدان عنا عبارتان عن النعمتين ، ففرق عليه‌السلام بين نعمة العبد ، ونعمة الرب ، فجعل تلك قصيرة ، وهذه طويلة ، لان نعم الله سبحانه أبدا تضعف على نعم المخلوقين أضعافا كثيرة إذ كانت نعمه تعالى أصل النعم كلها فكل نعمة إليها ترجع ، ومنها تنزع (١).

وقال عليه‌السلام : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة (٢).

وقال في وصيته لابنه الحسن عليه‌السلام : واعلم أن أمامك طريقا ذا مسافة بعيدة ، و مشقة شديدة وأنه لاغنابك فيه من حسن الارتياد ، وقدر بلاغك من لزاد مع خفة الظهر ، فلا تحملن على ظهرك فوق طاقتك ، فيكون ثقل ذلك وبالا عليك وإذا وجدت من أهل الفاقة من يحمل لك زادك إلى يوم القيامة فيوافيك به غدا حيث تحتاج إليه فاغتنمه ، وحمله إياه ، وأكثر من تزويده وأنت قادر عليه ، فلعلك تطلبه فلا تجده ، واغتنم من استقرضك في حال غناك ليجعل قضاءه لك في يوم عسر تك.

إلى قوله عليه‌السلام : إنما لك من دنياك ما أصلحت به مثواك ، وإنكنت جازعا على ما تفلت به من يديك فاجزع على كل مالم يصل إليك (٣).

٦٧ ـ كنز الكراجكى : عن محمد بن أحمد بن شاذان ، عن أبيه ، عن محمد بن الوليد ، عن الصفار ، عن محمد بن زياد ، عن المفضل بن عمر ، عن يونس بن يعقوب عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ملعون ملعون من وهب الله له مالا فلم يتصدق منه بشئ أما سمعت أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : صدقة درهم أفضل من صلاة عشر ليال

٦٨ ـ عدة الداعى : كان زين العابدين عليه‌السلام يقول : للخادم أمسك قليلا حتى يدعو.

__________________

(١) نهج البلاغه تحت الرقم ٢٣٢ من قسم الحكم :

(٢) نهج البلاغه تحت الرقم ٢٥٨ من قسم الحكم.

(٣) نهج البلاغه تحت الرقم ٣١ من قسم الرسائل والكتب.

١٣٣

وقال : دعوة السائل الفقير لاترد.

وكان عليه‌السلام يأمر الخادم إذا أعطت السائل أن تأمره بدعوة بالخير.

وعن أحدهما عليهما‌السلام : إذا أعطيتموهم فلقنوهم الدعاء فانه يستجاب لهم فيكم ولا يستجاب لهم في أنفسهم.

وكان عليه‌السلام يقبل يده عند الصدقة فسئل عن ذلك فقال : إنهاتقع في يدالله قبل أن تقع في يد السائل.

وقال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا ناولتم السائل فليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها فإن الله عزوجل يأخذها قبل أن تقع في يد السائل فانه عزوجل يأخذ الصدقات.

وقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ماتقع صدقة المؤمن في يد السائل حتى تقع في يدالله تعالى ، ثم تلاهذه الاية « ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عبادة ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم ».

وعن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : « إن الله تبارك وتعالى يقول : ما من شئ إلا وقد وكلت من يقبضه غيري إلا الصدقة ، فاني أتلقفها بيدي تلقفا حتى أن الرجل يتصدق أو المرأة لتتصدق بالتمرة أو بشق تمرة ، فأربيها له كما يربي الرجل فلوه وفصيله ، فيلقاني يوم القيامة وهى مثل جبل أحد.

وقال الصادق عليه‌السلام : استنزلوا الرزق بالصدقة.

وقال عليه‌السلام لمحمد ابنه : يا نبي كم فضل من تلك النفقة؟ فقال : أربعون دينارا ، قال : اخرج فتصدق بها ، قال : إنه لم يبق غيرها ، قال : تصدق بها ، فان الله عزوجل يخلفها ، أما علمت أن لكل شئ مفتاحا ومفتاح الرزق الصدقة ، فتصدق بها ، قال : ففعلت فمالبث أبوعبدالله عليه‌السلام إلا عشرة أيام حتى جاءه من موضع أربعة آلاف دينار.

وقال عليه‌السلام : الصدقة تقضي الدين وتخلف بالبركة.

وقال عليه‌السلام : إذا أملقتم فتاجروا الله بالصدقة.

١٣٤

وقال الباقر عليه‌السلام : إن الصدقة لتدفع سبعين علة من بلايا الدنيا مع ميتة السوء إن صاحبها لايموت ميتة سوء أبدا.

وقيل بينا عيسى عليه‌السلام مع أصحابه جالسا إذمر به رجل فقال : هذا ميت أو يموت ، فلم يلبثوا أن رجع إليهم وهو يحمل حزمة خطب ، فقالوا : يا روح الله أخبرتنا أنه ميت وهو ذانراه حيا؟ فقال عليه‌السلام : ضع حزمتك! فوضعها ففتحها فاذا فيه أسود قد القم حجرا ، فقال له عيسى عليه‌السلام أي شئ صنعت اليوم؟ فقال : يا روح الله وكلمته كان معي رغيفان فمربي سائل فأعطيته واحدا.

وقال الصادق عليه‌السلام : ما أحسن عبد الصدقة في الدنيا إلا أحسن الله الخلافة على ولده من بعده.

وكان عليه‌السلام بمنى فجاءه سائل فأمرله بعنقود ، فقال : لاحاجة لي في هذا إن كان درهم ، فقال : يسع الله لك فذهب ولم يعطه شيئا فجاءه آخر فأخذ أبوعبدالله عليه‌السلام ثلاث حبات من عنب فناوله إياها فأخذها السائل فقال : الحمد لله رب العالمين الذي رزقني ، فقال عليه‌السلام : مكانك فحثاله ملء كفيه فناوله إياه ، فقال السائل : الحمد لله رب العالمين فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : مكانك! يا غلام أي شئ معك من الدراهم؟ قال : فاذا معه نحو من عشرين درهما فيما حرزنا أو نحوها ، فقال : ناولها إياه فأخذها ثم قال : الحمدلله رب العالمين ، هذا منك وحدك لا شريك لك. فقال : عليه‌السلام : مكانك فخلع قميصا كان عليه ، فقال : البس هذا فلبسه ، ثم قال : الحمد لله الذي ، كساني وسترنى يا عبدالله جزاك الله خيرا ، لم يدع له عليه‌السلام إلا بذا ثم انصرف فذهب فظننا أنه لولم يدع له لم يزل يعطيه لانه كان كلما حمدالله تعالى أعطاه.

وقال عليه‌السلام : من تصدق بصدقة ثم ردت فلا يبعها ولا يأكلها ، لانه لا شريك له في شئ مما جعل له ، إنما هي بمنزلة العتاقة لايصلح له ردها بعد مايعتق.

وعنه عليه‌السلام في الرجل يخرج بالصدقة ليعطيها السائل فيجده قد ذهب ، قال :

١٣٥

فليعطها غيره ولايردها في ماله (١).

قال ابن فهد رحمه الله : الصدقة على خمسة أقسام :

الاول صدقة المال وقد سلفت.

الثاني صدقة الجاه وهي الشفاعة قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أفضل الصدقة صدقة اللسان قيل : يا رسول الله وما صدقة اللسان؟ قال : الشفاعة تفك بها الاسير وتحقن بها الدم ، وتجربها المعروف إلى أخيك ، وتدفع بها الكريهة ، وقيل : المواساة في الجاه والمال عودة بقائهما.

الثالث صدقة العقل والرأي وهي المشورة وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تصدقوا على أخيكم بعلم يرشده ، ورأي يسدده.

الرابع صدقة اللسان ، وهي الوساطة بين الناس ، والسعي فيما يكون سببا لاطفاء النائرة ، وإصلاح ذات البين ، قال تعالى : « لاخير في كثير من نجويهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس » (٢).

الخامس صدقة العلم وهي بذله لاهله ، ونشره على مستحقه ، وعن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ومن الصدقة أن يتعلم الرجل العلم ، ويعلمه الناس ، وقال عليه‌السلام : زكاة العلم تعليمه من لايعلمه.

وعن الصادق عليه‌السلام : لكل شئ زكاة وزكاة العلم أن يعلمه أهله ، وباع علي عليه‌السلام حديقته التي غرسها له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وسقاها هو بيده باثني عشر ألف درهم ، وراح إلى عياله وقد تصدق بأجمعها فقالت له فاطمة عليها‌السلام : تعلم أن لنا أياما لم نذق فيها طعاما ، وقد بلغ بنا الجوع وما أظنك إلا كأحدنا فهلا تركت لنا من ذلك قوتا فقال عليه‌السلام : منعنى من ذلك وجوه أشفقت أن أرى عليها ذل السؤال (٣).

٦٩ ـ اعلام الدين : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : العلل زكاة البدن والمعروف

__________________

(١) عدة الداعى : ٤٤ ـ ٤٦.

(٢) النساء : ١١٤.

(٣) عدة الداعى : ٤٧.

١٣٦

زكاة النعم.

٧٠ ـ الهداية : الصدقة تدفع البلوى ، وتزيد في الرزق والغنى ، وتدفع ميتة السوء وصدقة السر تطفئ غضب الرب ، ولا تحل الصدقة إلا لمحتاج ولا يجوز دفعها إلى النصاب.

وقال الصادق عليه‌السلام : اقرء آية الكرسي واحتجم أي يوم شئت ، وتصدق واخرج أي يوم شئت.

٧١ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن الحسن بن حمزة العلوي ، عن علي ابن محمد بن أبي القاسم ، عن أبيه ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة بن صدقة ، عن الصادق عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الصدقة على مسكين صدقة وهي على ذي رحم صدقة وصلة.

ومنه : بهذا الاسناد قال : الصدقة تدفع البلاء وهي انجح دواء ، وتدفع القضاء وقد ابرم إبراما ، ولا يذهب بالادواء إلا الدعاء والصدقة.

ومنه : بهذا الاسناد قال : الصدقة في السر تطفئ غضب الرب الخبر.

ومنه : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل ابن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : العدة عطية.

٧٢ ـ اربعين الشهيد رحمه الله : باسناده إلى الصدوق ، عن محمد بن موسى عن محمد العطار ، عن أحمد بن محمد ، عن عثمان بن عيسى ، عن أبي أيوب الخزاز قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لما نزلت هذه الاية على النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله « من جاء بالحسنة فله خير منها » (١) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : اللهم زدني! فأنزل الله عزوجل « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضا عفه له أضعافا كثيرة » (٢) فعلم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أن الكثير من الله عزوجل لايحصى ، وليس له منتهى.

__________________

(١) النمل : ٨٩.

(٢) الحديد : ١١.



١٣٧

١٥

* ( باب آخر ) *

* ( في آداب الصدقة ايضا زائدا على ) *

* ( ما تقدم في الباب السابق ) *

الايات : البقرة : يسألونك ماذا ينفقون قل ما أنفقتم من خير فللو الدين والاقربين واليتامى والمساكين وابن السبيل وما تفعلوا من خير فان الله به عليم (١).

وقال تعالى : ويسئلونك ماذا ينفقون قل العفو كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون (٢).

وقال سبحانه : الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقو امنا ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولاهم يحزنون * قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم * يا أيها الذين آمنوا لاتبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الاخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لايقدرون على شئ مما كسبوا والله لايهدي القوم الكافرين * ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت اكلها ضعفين فان لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير * أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل و أعناب تجري من تحتها الانهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الايات لعلكم تتفكرون.

يا أيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما أخرجنا لكم من

__________________

(١) البقرة : ٢١٥.

(٢) البقرة : ٢١٩.

١٣٨

الارض ولاتيمموا الخبيث منه تنفقون ولستم بآخذيه إلا أن تغمضوا فيه واعلموا أن الله غني حميد * الشيطان يعدكم الفقر ويأمر كم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم (١).

وقال تعالى : إن تبدوا الصدقات فنغما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله بما تعملون خبير * ليس عليك هداهم ولكن الله يهدي من يشاء وما تنفقوا من خير فلا نفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لاتظلمون * للفقراء الذين احصروا في سبيل الله لايستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لايسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فان الله به عليم * الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولاخوف عليهم ولاهم يحزنون (٢).

آل عمران : لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شئ فان الله به عليم (٣).

النساء : الذين ينفقون أموالهم رئاء الناس ولا يؤمنون بالله ولاباليوم الاخر ومن يكن الشيطان له قرينا فساء قرينا (٤).

وقال ، إن تبدوا خيرا أو تخفوه أو تعفوا عن سوء فان الله كان عفوا قديرا (٥).

التوبة : قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين * وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلوة

__________________

(١) البقرة : ٢٦٢ ـ ٢٦٨.

(٢) البقرة : ٢٧٠ ـ ٢٧٤.

(٣) آل عمران : ٩٢.

(٤) النساء : ٣٨.

(٥) النساء : ١٤٩.

١٣٩

إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون (١).

المدثر : ولا تمنن تستكثر (٢).

الدهر : ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لانريد منكم جزاء ولاشكورا (٣).

١ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : إذا ناولتم السائل الشئ فاسألوه أن يدعولكم فانه يجاب فيكم ولا يجاب في نفسه لانهم يكذبون ، وليرد الذي يناوله يده إلى فيه فيقبلها فان الله عزوجل يأخذها قبل أن تقع في يد السائل ، كما قال الله عزوجل « ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات » (٤).

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن عيسى ، عن الحسين بن موسى عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن الله تبارك وتعالى كره لي ست خصال وكرهتهن للاوصياء من ولدي ، وأتباعهم من بعدي : العبث في الصلاة والرفث في الصوم ، والمن بعد الصدقة ، وإتيان المساجد جنبا ، والتطلع في الدور ، والضحك بين القبور (٥).

سن : أبي ، عن محمد بن سليمان عن أبيه ، عن الصادق عليه‌السلام مثله (٦).

أقول : قد مضى بأسانيد.

٣ ـ ل (٧) لى : في بعض أخبار المناهي ، عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : إن الله كره

__________________

(١) براءة : ٥٣ ـ ٥٤.

(٢) المدثر : ٤.

(٣) الدهر : ٨.

(٤) الخصال ج ٢ ص ١٦٠ والاية في براءة : ١٠٤.

(٥) أمالى الصدوق : ٣٨.

(٦) المحاسن : ١٠.

(٧) الخصال ج ٢ ص ١٠٢. في حديث أخرج تمامه في ج ٧٦ ص ٣٣٧ ـ ٣٣٨.

١٤٠