بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

عليه وآله مثله (١).

١١ ـ ن : باسناد التميمي ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : بغض على كفر ، وبغض بني هاشم نفاق (٢).

١٢ ـ ن : جعفر بن نعيم الشاذاني ، عن أحمد بن إدريس ، عن ابن هاشم عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : سمعت الرضا عليه‌السلام يقول : من أحب عاصيا فهو عاص ، ومن أحب مطيعا فهو مطيع ، ومن أعان ظالما فهو ظالم ، ومن خذل ظالما فهو عادل ، إنه ليس بين الله وبين أحد قرابة ، ولاينال أحد ولاية الله إلا بالطاعة ولقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لبني عبدالمطلب ايتوني بأعمالكم لا بأحسابكم وأنسابكم قال الله تبارك وتعالى : « فاذا انفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون * فمن ثقلت موازينه فاولئك هم المفلحون * ومن خفت موازينه فاولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون » (٣).

١٣ ـ ن : تميم القرشي ، عن أبيه ، عن الانصاري ، عن الهروي ، عن الرضا ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : إن إسماعيل قال للصادق عليه‌السلام : يا أبتاه ما تقول في المذنب منا ومن غيرنا؟ فقال عليه‌السلام : « ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوء يجزبه » (٤).

١٤ ـ مع : الحسين بن أحمد العلوي ومحمد بن علي بن بشار معا ، عن المظفر ابن أحمد القزويني عن صالح بن أحمد ، عن الحسن بن زياد ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسن بن موسى الوشاء البغدادي قال : كنت بخراسان مع علي بن موسى الرضا عليه‌السلام في مجلسه ، وزيد بن موسى حاضر ، قد أقبل على جماعة في المجلس يفتخر عليهم ويقول : نحن ونحن ، وأبوالحسن عليه‌السلام مقبل على قوم

__________________

(١) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٥.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٦٠.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٣٥ والاية في سورة المؤمنون ١٠١ ـ ١٠٣.

(٤) عيون الاخبارج ٢ ص ٢٣٤ ، والاية في سورة النساء : ١٢٣.

٢٢١

يحدثهم.

فسمع مقالة زيد فالتفت إليه فقال : يا زيد أغرك قول بقالي الكوفة « إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار »؟ والله ما ذلك إلا للحسن والحسين ، وولد بطنها خاصة ، فأما أن يكون موسى بن جعفر عليه‌السلام يطيع الله و يصوم نهاره ويقوم ليله وتعصيه أنت ، ثم تجيئان يوم القيامة سواء لانت أعز على الله عزوجل منه.

إن علي بن الحسين عليهما‌السلام كان يقول : لمحسننا كفلان من الاجر ، و لمسيئنا ضعفان من العذاب.

وقال الحسن الوشاء : ثم التفت إلي فقال : يا حسن كيف تقرؤن هذه الاية « قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح » (١) فقلت : من الناس من يقرء « إنه عمل غير صالح » [ ومنهم من يقرأ : « إنه عمل غير صالح فمن قرأ » إنه عمل غير صالح » فقد ] نفاه عن أبيه.

فقال عليه‌السلام : كلا لقد كان ابنه ، ولكن لما عصى الله عزوجل نفاه الله عن أبيه ، كذا من كان منا لم يطع الله فليس منا ، وأنت إذا أطعت الله فأنت منا أهل البيت (٢).

ن : السناني ، عن الاسدي ، عن صالح بن أحمد مثله (٣).

١٥ ـ مع : أبي ، عن سعد ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن جميل بن صالح ، عن محمد بن مروان قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام : هل قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : « إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار » قال : نعم ، عنى بذلك الحسن والحسين وزينب وام كلثوم عليهم‌السلام (٤).

__________________

(١) هود : ٤٦ ، وقد قرء الكسائى ويعقوب وسهل « انه عمل غير صالح » على الفعل ونصب غير ، والباقون « عمل غير صالح » برفع عمل وغير على الوصف.

(٢) معانى الاخبار : ١٠٥ و ١٠٦.

(٣) عيون الاخبارج ٢ ص ٢٣٢ ـ ٢٣٣.

(٤) معانى الاخبار : ١٠٦.

٢٢٢

١٦ ـ مع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن معروف ، عن ابن مهزيار عن الوشاء ، عن محمد بن القاسم بن المفضل ، عن حماد بن عثمان قال : قلت لابي ـ عبدالله عليه‌السلام : جعلت فداك ما معنى قول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله « إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار » فقال : المعتقون من النار هم ولد بطنها الحسن والحسين وام كلثوم (١).

١٧ ـ ن : باسناد التميمى ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار (٢).

١٨ ـ ن : ما جيلويه وابن المتوكل والهمداني ، عن علي ، عن أبيه ، عن ياسر قال : خرج زيد بن موسى أخو أبي الحسن عليه‌السلام بالمدينة وأحرق وقتل ، وكان يسمى زيد النار ، فبعث إليه المأمون فاسر وحمل إلى المأمون ، فقال المأمون : اذهبوا به إلى أبي الحسن عليه‌السلام.

قال ياسر : فلما دخل إليه قال له أبوالحسن : يا زيد أغرك قول سفلة أهل الكوفة إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها على النار؟ ذاك للحسن و الحسين خاصة إن كنت ترى أنك تعصي الله وتدخل الجنة ، وموسى بن جعفر عليه‌السلام أطاع الله ودخل الجنة فأنت إذا أكرم على الله عزوجل من موسى بن جعفر ، والله ما ينال أحد ما عندالله عزوجل إلا بطاعته ، وزعمت أنك تناله بمعصيته ، فبئس ما زعمت.

فقال له زيد : أنا أخوك وابن أبيك فقال له أبوالحسن عليه‌السلام : أنت أخي ما أطعت الله عزوجل إن نوحا عليه‌السلام قال « رب إن ابني من أهلى وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين » (٣) فقال الله عزوجل « يا نوح إنه ليس من أهلك

__________________

(١) معانى الاخبار : ١٠٧.

(٢) عيون الاخبارج ٢ ص ٦٣.

(٣) هود : ٤٥.

٢٢٣

إنه عمل غير صالح » فأخرجه الله عزوجل من أن يكون من أهله بمعصيته (١).

١٩ ـ ن : الدقاق ، عن الاسدي ، عن صالح بن أبي حماد ، عن الحسن ابن الجهم قال : كنت عند الرضا عليه‌السلام وعنده زيد بن موسى أخوه ، وهو يقول : يا زيد اتق الله فانا بلغنا ما بلغنا بالتقوى ، فمن لم يتق الله ولم يراقبه فليس منا ، ولسنامنه ، يا زيد إياك أن تهين من به تصول من شيعتنا ، فيذهب نورك ، يا زيد إن شيعتنا إنما أبغضهم الناس وعادوهم ، واستحلوا دماءهم وأموالهم لمحبتهم لنا ، واعتقادهم لولا يتنا ، فان أنت أسأت إليهم ظلمت نفسك وأبطلت حقك.

قال الحسن بن الجهم : ثم التفت عليه‌السلام إلى فقال : يا ابن الجهم من خالف دين الله فابرء منه كائنا من كان من أي قبيلة كان ، ومن عادى الله فلا تواله كائنا من كان ، من أي قبيلة كان ، فقلت : يا بن رسول الله ومن الذي يعادي الله؟ قال : من يعصيه (٢).

٢٠ ـ ن : الوراق ، عن سعد ، عن الحسن بن أبي قتادة ، عن محمد بن سنان قال : قال أبوالحسن الرضا عليه‌السلام : إنا أهل بيت وجب حقنا برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فمن أخذ برسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حقا لم يعط الناس من نفسه مثله فلا حق له (٣).

٢١ ـ ن : البيهقي ، عن الصولي ، عن محمد بن موسى بن نصر ، عن أبيه ، قال : قال رجل للرضا عليه‌السلام : والله ما على وجه الارض أشرف منك آباء ، فقال : التقوى شرفهم وطاعة الله أحظتهم ، فقال له آخر : أنت والله خير الناس ، فقال : له : لاتحلف يا هذا ، خير مني من كان أتقى لله عزوجل وأطوع له ، والله ما نسخت هذه الاية آية « وجعلنا كم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقيكم » (٤).

__________________

(١) عيون الاخبارج ٢ ص ٢٣٤.

(٢) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٣٥.

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٢٣٦.

(٤) المصدر نفسه ، والاية في سورة الحجرات : ١٣.

٢٢٤

٢٢ ـ ما : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن أحمد بن يحيى ، عن إسماعيل ابن أبان ، عن نصير بن زياد ، عن جابر ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أنه قال : إننا ولد فاطمة مغفور لنا (١).

٢٣ ـ ما : الحفار ، عن محمد بن أحمد الصواف ، عن إسحاق بن عبدالله عن زيدان بن عبد الغفار ، عن حسين بن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام ، عن فاطمة ، عن أمير المؤمنين صلوات الله عليهما قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أيما رجل صنع إلى رجل من ولدي صنيعة فلم يكافئه عليها فأنا المكافئ له عليها (٢).

٢٤ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أربعة أنا لهم شفيع يو م القيامة ولو أتوا بذنوب أهل الارض : المكرم لذريتي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في امورهم عند ما اضطروا إليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (٣).

٢٥ ـ صح : عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : من اصطنع صنيعة إلى واحد من ولد عبدالمطلب ولم يجازه عليها في الدنيا فأنا اجازيه غدا إذا لقيني يوم القيامة (٤).

٢٦ ـ عو : ذكر العلامة قدس‌سره في كتابه المسمى بمنهاج اليقين بسنده عمن رواه قال : وقعت في بعض السنين ملحمة بقم ، وكان بها جماعة من العلويين ، فتفرق أهلها في البلاد ، وكان فيها امرأة علوية صالحة كثيرة الصلاة والصيام ، وكان زوجها من أبناء عمها اصيب في تلك الملحمة ، وكان لها أربع بنات صغار من ابن عمها ذلك ، فحرجت مع بناتها من قم ، لما خرجت

__________________

(١) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٤٢ و ٣٤٣.

(٢) أمالى الطوسى ج ١ ص ٣٦٥.

(٣) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٢ وتراه في عيون الاخبارج ١ ص ٢٥٩ والخصال ج ١ ص ٩١.

(٤) صحيفة الرضا عليه‌السلام : ٤٢ ، وفيه : قال : قال رسول الله ( ص ).

٢٢٥

الناس منها.

فلم تزل ترمى بها الغربة من بلد إلى بلد حتى أتت بلخ ، وكان قدومها إليها إبان الشتاء ، فقدمت بلخ في يوم شديد البرد ، ذي غيم وثلج ، فحين قدمت بلخ بقيت متحيرة لاتدري أين تذهب ، ولاتعرف موضعا تأوي إليه يحفظها وبناتها من البرد والثلج ، فقيل لها : إن بالبلد رجلا من أكابرها معروفا بالايمان والصلاح يأوي إليه الغرباء وأهل المسكنة.

فقصدت إليه العلوية وحولها بناتها ، فلقيته جالسا على باب داره وحوله جلساؤه وغلمانه ، فسلمت عليه وقالت : أيها الملك إني امرأة علوية ، ومعي بنات علويات ، ونحن غرباء ، وقدمنا إلى هذا البلد في هذا الوقت وليس لنا من نأوي إليه ولابها من يعرفنا فنلجأ إليه ، والثلج والبرد قد أضرنا ، دللنا إليك فقصدناك لتاوينا.

فقال : ومن يعرف أنك علوية ائتيني على ذلك بشهود! فلما سمعت كلامه ، خرجت من عنده حزينة تبكي ودموعها تنتثر ، واقفة في الطريق متحيرة لا تدري أين تذهب ، فمربها سوقي فقال : مالك أيتها المرأة واقفة ، والثلج يقع عليك ، وعلى هذه الاطفال معك؟ فقالت : إني امرأة غريبة لا أعرف موضعا آوي إليه ، فقال لها : امضي خلفي حتى أدلك على الخان الذى يأوي إليه الغرباء ، فمضت خلفه.

قال الراوي : وكان بمجلس ذلك الملك رجل مجوسي فلما رأى العلوية وقدردها الملك وتعلل عليها بطلب الشهود ، وقعت لها الرحمة في قلبه فقام في طلبها مسرعا فلحقها عن قريب ، فقال : إلى أين تذهبين أيتها العلوية؟ قالت : خلف رجل يدلني إلى الخان لاوي إليه فقال لها المجوسي : لابل ارجعي معي إلى منزلي ، فآوي إليه فانه خير لك ، قالت : نعم فرجعت معه إلى منزله.

فأدخلها منزله ، وأفرد لها بيتا من خيار بيوته ، وأفرشه لها بأحسن الفرش وأسكنها فيه ، وجاء بها بالنار والحطب ، وأشعل لها التنور وأعد لها جميع ما

٢٢٦

تحتاج إليه من المأكل والمشرب ، وحدث امرأته وبناته بقصتها مع الملك ، وفرح أهله بها وجاءت إليها مع بناتها وجواريها ، ولم تزل تخدمها وبناتها وتأنسها حتى ذهب عنهن البرد والتعب والجوع.

فلما دخل وقت الصلاة فقالت للمرأة : ألا تقوم إلى فضاء الفرض؟ قالت لها امرأة المجوسي : وما الفرض إنا اناس لسنا على مذهبكم ، إنا على دين المجوسي ولكن زوجي لما سمع خطابك مع الملك ، وقولك إني امرأة علوية ، وقعت محبتك في قلبه لاجل اسم جدك ورد الملك لك ، مع أنه على دين جدك.

فقالت : العلوية : اللهم بحق جدي وحرمته عند الله أسأله أن يوفق زوجك لدين جدي ، ثم قامت العلوية إلى الصلاة والدعاء طول ليلها بأن يهدي الله ذلك المجوسي لدين الاسلام.

قال الراوي : فلما أخذ المجوسي مضجعه ونام مع أهله تلك الليلة ، رأى في منامه أن القيامة قد قامت والناس في المحشر ، وقد كضهم العطش ، وأجهدهم الحر ، والمجوسي في أعظم ما يكون من ذلك ، فطلب الماء فقال له قائل : لا يوجد الماء إلا عند النبي محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله وأهل بيته ، ، فهم يسقون أولياء هم من حوض الكوثر فقال المجوسي : لا قصدنهم فلعلهم يسقوني جزاء لما فعلت مع ابنتهم وإيوائي إياها فقصدهم ، فلما وصلهم وجدهم يسقون من يرد إليهم من أوليائهم ويردون من ليس من أوليائهم وعلي عليه‌السلام واقف على شفير الحوض وبيده الكاس ، والنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله جالس وحوله الحسن والحسين عليهما‌السلام ، أبناؤهم.

فجاء المجوسي حتى وقف عليهم ، وطلب الماء وهو لما به من العطش ، فقال له علي عليه‌السلام : إنك لست على ديننا فنسقيك ، فقال له النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : يا علي اسقه فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إنه على دين المجوسي فقال : يا علي إن له عليك يدا بينة قد آوى ابنتك فلانة وبناتها فكنهم عن البرد ، وأطعمهم من الجوع ، وها هي الان في منزله مكرمة ، فقال علي عليه‌السلام : ادن مني ادن مني ، فدنوت منه فناولني الكأس بيده ، فشربت شربة وجدت بردها على قلبي ، ولم أرشيئا ألذ



٢٢٧

ولا أطيب منها.

قال الراوي : وانتبه المجوسي من نومته ، وهو يجد بردها على قلبه و رطوبتها على شفتيه ولحيته ، فانتبه مرتاعا ، وجلس فزعا ، فقالت زوجته : ما شأنك؟ فحدثها بمار آه من أوله إلى آخره ، وأراها رطوبة الماء على لحيته وشفتيه فقالت له : يا هذا قد ساق إليك خيرا بما فعلت مع هذه المرأة والاطفال العلويين فقال : نعم والله لا أطلب أثرا بعد عين.

قال الراوي : وقام الرجل من ساعته ، وأسرج الشمع ، وخرج هو وزوجته حتى دخل على البيت الذي تسكنه العلوية ، وحدثها بما رآه ، فقامت ، وسجدت لله شكرا ، وقالت : والله إني لم أزل طول ليلتي أطلب إلى الله هدايتك للاسلام والحمد لله على استجابة دعائي فيك ، فقال لها : اعرضي على الاسلام فعرضته عليه فأسلم وحسن إسلامه ، وأسلمت زوجته وجميع بناته وجواره وغلمانه ، وأحضرهم مع العلوية حتى أسلموا جميعهم.

قال الراوي : وأما ما كان من الملك فانه في تلك الليلة لما أوى إلى فراشه رآى في منامه مارآه المجوسي وأنه قد أقبل إلى الكوثر فقال : يا أمير المؤمنين اسقني فاني ولي من أوليائك ، فقال له علي عليه‌السلام : اطلب من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاني لا أسقي أحدا إلا بأمره ، فأقبل على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مرلي بشربة من الماء فاني ولي من أوليائكم ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ائتني على ذلك بشهود ، فقال : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وكيف تطلب مني الشهود دون غيري من أوليائكم؟ فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله : وكيف طلبت الشهود من ابنتنا العلوية ، لما أتتك وبناتها تطلب منك أن تأويها في منزلك؟.

فقال : ثم انتبه وهو حيران القلب شديد الظماء ، فوقع في الحسرة والندامة على ما فرط منه في حق العلوية ، وتأسف على ردها فبقي ساهرا بقية ليلته حتى أصبح وركب وقت الصبح يطلب العلوية ويسأل عنها ، فلم يزل يسأل ولم يجد من يخبره عنها ، حتى وقع على السوقي ، الذي أرادأن يدلها على الخان

٢٢٨

فأدله أن الرجل المجوسي الذي كان معه في مجلسه أخذها إلى بيته ، فعجب من ذلك.

ثم إنه قصد إلى منزل المجوسي وطرق الباب ، فقيل : من بالباب؟ فقيل له : الملك واقف ببابك يطلبك ، فعجب الرجل من مجيئ الملك ألى منزله ، إذ لم يكن من عادته ، فخرج إليه مسرعا فلما رآه الملك ، وجد عليه الاسلام ونوره ، فقال الرجل للملك : ماسبب مجيئك إلى منزلي؟ ولم يكن لك ذلك عادة ، فقال : من أجل هذه المرأة العلوية وقد قيل لي إنها في منزلك ، وقد جئت في طلبها ولكن أخبرني على حال هذه الحلية عليك فاني أراك قد صرت مسلما.

فقال : نعم والحمد لله ، وقد من علي ببركة هذه العلوية ودخولها منزلي بالاسلام ، فصرت أنا وأهلي وبناتي وجميع أهل بيتي مسلمين على دين محمد وأهل بيته ، فقال له : وما السبب في إسلامك؟ فحدثه بحديثه ، ودعاء العلوية له ورؤياه وقص القصة بتمامها.

ثم قال : وأنت أيها الملك وما السبب في حرصك على التفتيش عنها بعد إعراضك أولا عنها وطردك إياها؟ فحدثه الملك بما رآه ، وما وقع له مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فحمد الله تعالى ذلك الرجل على توفيق الله تعالى إياه لذلك الامر الذي نال به الشرف والاسلام وزادت بصيرته.

ثم دخل الرجل على العلوية فأخبرها بحال الملك ، فبكت وخرت ساجدة لله شكرا على ما عرفه من حقها ، فاستأذنها في إدخاله عليها ، فأذنت له ، فدخل عليها واعتذر إليها ، وحدثها بما جرى له مع جدها صلوات الله عليه ، وسألها الانتقال إلى منزله فأبت وقالت هيهات لاوالله ولوأن الذي أنا في منزله كره مقامي فيه لما انتقلت إليك.

وعلم صاحب المنزل بذلك فقال : لا والله تبرحي منزلي وإني قد وهبتك هذا المنزل ، وما أعددت فيه من الاهبة وأنا وأهلي وبناتي وأخدامي كلنا في خدمتك ونرى ذلك قليلا في جنب ما أنعم الله تعالى به علينا بقدومك.

٢٢٩

قال الراوي : وخرج الملك ، وأتى منزله وأرسل إليها ثيابا وهدايا وكيسا فيه جملة من المال. فردت ذلك ولم تقبل منه شيئا.

٢٧ ـ يقول الفقير إلى الله سبحانه : ذكر العلامه رحمه الله في كتابه المسمى بجواهر المطالب في فضايل مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام أيضا حكاية قريبة من تلك الحكاية قال : نقل ابن الجوزي وكان حنبلي المذهب في كتابه تذكرة الخواص (١) قال : قرأت في كتاب الملتقط وهو كتاب لجده أبي الفرج ابن الجوزي.

كان ببلخ رجل من العلويين ، وله زوجة وبنات فتوفي أبوهن ، قالت المرأة فخرجت بالنبات إلى سمرقند خوفا من شماتة الاعداء واتفق وصولي في شدة البرد فأدخلت البنات مسجدا ومضيت لاحتال في القوت ، وفرأيت الناس مجتمعين على شيخ فسألت عنه ، فقالوا : هذا شيخ البلد ، فشرحت له حالي ، فقال : أقيمي عندي البينة عندك أنك علوية ، ولم يلتفت إلى.

فيئست منه ، وعدت إلى المسجد فرأيت في طريقي شيخا جالسا على دكة وحوله جماعة ، فقلت : من هذا؟ قالوا ضامن البلد ، وهو مجوسي فقلت : عسى أن يكون على يده فرجي ، فحديثي وما جرى لي مع شيخ البلد (٢) فصاح بخادم له فخرج فقال له : قل لسيدتك تلبس ثيابها ، فدخل وخرجت امرأته و معها جوارى.

فقال لها : اذهبي مع هذه المرأة إلى المسجد الفلاني واحملي بناتها إلى الدار فجاءت معي وحملت البنات وقد أفردلنا بيتا في داره ، وأدخلنا الحمام وكسانا ثيابا فاخرة ، وجاءنا بألوان الاطعمة ، وبتنا بأطيب ليلة.

فلماكان نصف الليلة رأى شيخ البلد المسلم في منامه كأن القيامة قد قامت واللواء على رأس محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وإذا بقصر من الزمرد الاخضر فقال : لمن هذا

__________________

(١) راجع تذكرة خواص الامة ص ٢٠٧.

(٢) زاد في التذكرة : وأن بناتى في المسجد مالهم شى يقوتون به فصالح الخ.

٢٣٠

القصر؟ فقيل : لرجل مسلم موحد ، فتقدم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأعرض عنه ، فقال : يا رسول الله! تعرض عني وأنا رجل مسلم؟ فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أقم البينة عندي أنك مسلم فتحير الرجل ، فقال له رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : نسيت ما قلت للعلوية وهذا القصر للشيخ الذي هي في داره.

فانتبه الرجل وهو يلطم ويبكي ، وبث غلمانه في البلد ، وخرج بنفسه يدور على العلوية ، فاخبر أنها في دار المجوسي فجاء إليه فقال : أين العلوية؟ فقال : عندي ، فقال : اريدها ، فقال : مالك إلى هذا سبيل قال : هذه ألف دينار خذها وسلمهن إلى قال : لاوالله ، ولامائة ألف دينار.

فلما ألح عليه قال له : المنام الذي رأيته أنت رأيته أيضا أنا والقصر الذي رأيته لي خلق ، وأنت تدل علي باسلامك والله مانمت ولا أحد في داري إلا وأسلمنا كلنا على يد العلوية ، وعادت بركاتها علينا ، ورأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال لي : القصر لك ولا هلك بما فعلت مع العلوية (١).

قوله : « وأنت تدل » من الدلال بمعنى الغنج أي تفتخر علي باسلامك.

٢٨ ـ جا : علي بن محمد القرشي ، عن علي بن الحسن بن فضال ، عن الحسن ابن نصير ، عن أبيه ، عن عبدالغفار بن القاسم ، عن المنهال بن عمرو ، عن محمد بن الحنفية قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ليس منا من لم يرحم صغيرنا ، ويوقر كبيرنا ويعرف حقنا (٢).

٢٩ ـ أقول : روى ابن الجوزي في كتابه (٣) عن جده أبي الفرج باسناده إلى ابن الخصيب قال : كنت كاتبا للسيدة ام المتوكل ، فبينا أنا في الديوان إذا بخادم صغير قد خرج من عندها ، ومعه كيس فيه ألف دينار ، فقال : تقول لك

__________________

(١) كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين عليه‌السلام ص ١٧٠ وزاد بعده : وأنتم من أهل الجنة خلقكم الله مؤمنين في القدم.

(٢) مجالس المفيد : ١٧ و ١٨.

(٣) راجع تذكرة خواص الامة : ٢٠٩.

٢٣١

السيدة : فرق هذا على أهل الاستحقاق ، فهو من أطيب مالي ، واكتب لي أسماء الذين تفرقه عليهم ، حتى إذا جاء ني من هذا الوجه شئ صرفته إليهم.

قال : فمضيت إلى منزلي وجمعت أصحابي وسألتهم عن المستحقين ، فسموا لي أشخاصا ففرقت عليهم ثلاث مائة دينار وبقي الباقي بين يدي إلى نصف الليل وأذا أنا بطارق يطرق الباب فسألته من أنت؟ ققال : فلان العلوي وكان جاري فأذنت له فدخل فقلت له : ما الذي جاءبك في هذه الساعة؟ قال : طرقني طارق من ولد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ولم يكن عندي ما اطعمه ، فأعطيته دينارا فأخذه وشكر لي وانصرف.

فخرجت زوجتي وهي تبكي وتقول : أما تستحيي؟ يقصدك مثل هذا الرجل فتعطيه دينارا وقد عرفت استحقاقه؟ فأعطه الجميع ، فوقع كلامها في قلبي ، فقمت خلفه وناولته الكيس فأخذه وانصرف ، فلما عدت إلى الدار ، ندمت وقلت : الساعة يصل الخبر إلى المتوكل ، وهو يمقت العلويين ، فيقتلني ، فقالت لي زوجتي : لاتخف ، وتوكل على الله جدهم.

فبينا نحن كذلك إذ طرق الباب ، والمشاعيل بأيدي الخدم وهم يقولون : أجب السيدة ، فقمت مرعوبا وكلما مشيت قليلا تواترت الرسل فوقفت عند ستر السيدة ، فسمعت قائلا يقول : يا أحمد جزاك الله خيرا ، وجزى زوجتك ، كنت الساعة نائمة فجاءني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقال : جزاك الله خيرا ، وجزى زوجة ابن الخصيب خيرا ، فما معنى هذا.

فحدثتها الحديث ، وهي تبكي ، فأخرجت دنانير وكسوة ، وقالت : هذا للعلوي وهذا لزوجتك ، وهذا لك ، وكان ذلك يساوي مائة ألف درهم ، فأخذت المال وجعلت طريقي على باب العلوي وطرقت الباب فقال من داخل المنزل : هات ما عندك يا أحمد وخرج وهو يبكي ، فسألت عن بكائه ، فقال : لما دخلت منزلي قالت لي زوجتي : ما هذا الذي معك؟ فعرفتها فقالت لي : قم بنا نصلي وندعو للسيدة وأحمد وزوجته ، فصلينا ودعونا ، ثم نمت فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وهو

٢٣٢

يقول : قد شكرتهم على ما فعلوا معك ، الساعة يأتونك بشئ فاقبله منهم (١).

٣٠ ـ كتاب صفات الشيعة للصدوق رحمه الله : عن الحميري عن ، ابن عيسى عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن الحذاء قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : لما فتح رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله مكة قام على الصفا ، فقال : يا بني هاشم! يا بني عبدالمطلب! إني رسول الله إليكم وإني شفيق عليكم لاتقولوا إن محمدا منافوالله ما أوليائي منكم ولا من غير كم ألا المتقون ، فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدنيا على رقابكم ويأتي الناس ويحملون الاخرة ، ألا وإني قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله عزوجل وبينكم ، وإن لي عملي ، ولكم عملكم (٢).

٣١ ـ كتاب المسلسلات : للشيخ جعفر بن أحمد القمي رحمه الله : حدثنا أبومحمد عبدالله بن محمد بن أحمد بن محمد بن الفرج القاضي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني إسماعيل بن علي بن رزين وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني محمد بن الحسين الخثعمي وهو آخذ بشعره ، قال : قال عباد بن يعقوب الاسدي وهو آخذ بشعره قال : حدثني الحسين بن زيد وهو آخذ بشعره قال : حدثني جعفر بن محمد عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي محمد بن علي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني علي بن الحسين عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو آخذ بشعره قال سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله يقول ، وهو آخذا بشعره : من آذى شعري فالجنة عليه حرام.

قال : وحدثنا هارون بن موسى ومحمد بن عبدالله الكوفي قالا : حدثنا محمد بن الحسين الخثعمي باسناده وسلسل إلى آخره.

٣٢ ـ ومنه : حدثنا الحسين بن أحمد وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني عبدالرحمن بن محمد البلخي وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني منصور بن عبدالله

__________________

(١) تراه في كشف اليقين ص ١٧٢.

(٢) صفات الشيعة تحت الرقم ٨ ، ص ١٦٥.

٢٣٣

ابن خالد وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني محمد بن أحمد التميمي وهو آخذ بشعره قال : حدثني الحسين بن علي بن عمر بن علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، عن عبيد بن ذكوان وهو آخذ بشعره ، عن أبي خالد عمرو بن خالد و هو آخذ بشعره ، قال : قال زيد بن علي عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، قال : حدثني علي ابن الحسين عليه‌السلام وهو آخذ بشعره ، عن أبيه الحسين بن علي عليه‌السلام وهو آخذ بشعره عن أبيه علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو آخذ بشعره قال : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعره ، قال : من آذى شعرة مني فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى الله ومن آذى الله فعليه لعنة الله ملء السماء والارض.

قال : قلنا لزيد بن علي : من يعني؟ قال : يعنينا ولد فاطمة عليها‌السلام لا تدخلوا بيننا فتكفروا.

قال : وحدثنا عبدالله بن إبراهيم الطلقي قال : حدثني عبدالله بن عدي الحافظ قال : حدثني الحسين بن علي العلوي بمصر ، عن صالح بن يحيى ، عن أرطاة بن حبيب ، عن عبيد بن ذكوان باسناده مثله وسلسل من بعد هذا.

وحدثنا هارون بن موسى ومحمد بن عبدالله قالا : حدثنامحمد بن الحسين الاشناني قال : قال عباد بن يعقوب عن أرطاة بن حبيب ، عن عبيد بن ذكوان باسناده مثله وسلسل من بعد هذا (١).

٣٣ ـ كتاب الامامة والتبصرة : عن سهل بن أحمد ، عن محمد بن محمد بن الاشعث ، عن موسى بن إسماعيل بن موسى بن جعفر ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم سنة.

٣٤ ـ ذكر العلامة رحمه الله في جواهر المطالب : أن ابن الجوزى نقل في كتاب تذكرة الخواص أن عبدالله بن المبارك كان يحج سنة ويغزو سنة وداوم على ذلك خمسين سنة ، فخرج في بعض السنين لقصد الحج ، وأخذ معه خمسمائة دينار وذهب إلى موقف الجمال بالكوفة ليشتري جمالا للحج.

__________________

(١) قدمر مثل هذا بأسانيد تحت الرقم ٨ من هذا الباب.

٢٣٤

فرآى امرأة علوية على بعض المزابل تنتف ريش بطة ميتة ، قال : فتقدمت إليها وقلت : لم تفعلين هذا؟ فقالت : يا عبدالله لاتسأل عمالا يعنيك ، قال : فوقع في خاطري من كلامها شئ فألححت عليها فقالت : يا عبدالله قد ألجأتني إلى كشف سري إليك ، أنا امرأة علوية ولي أربع بنات يتامى ، مات أبوهن من قريب وهذا اليوم الرابع ما أكلنا شيئا وقد حلت لنا الميتة فأخذت هذه البطة اصلحها وأحملها إلى بناتي فيأكلنها.

قال : فقلت في نفسي : ويحك يا بن المبارك أين أنت عن هذه فقلت افتحي حجرك ففتحته فصببت الدنانير في طرف إزارها وهي مطرقة لاتلتفت إلى قال : و مضيت إلى المنزل ونزع الله من قلبي شهوة الحج في ذلك العام ثم تجهزت إلى بلادي وأقمت حتى حج الناس وعادوا ، فخرجت أتلقى جيراني وأصحابي فجعلت كل من أقول له : قبل الله حجك وشكر سعيك ، يقول : وأنت شكر الله سعيك وقبل حجك ، أما قد اجتمعنا بك في مكان كذا وكذا ، وأكثر على الناس في القول ، فبت متفكرافي ذلك فرأيت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في المنام وهو يقول لي : يا عبدالله لاتعجب ، فانك أغثت ملهوفة من ولدي فسألت الله تعالى أن يخلق على صورتك ملكا يحج عنك كل عام إلى يوم القيامة ، فان شئت تحج وإن شئت لاتحج (١).

ونقل أيضا في كتابه عن ابن أبي الدنيا أن رجلا رأى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله في منامه وهو يقول : امض ألى فلان المجوسي وقل له : قد اجيبت الدعوة ، فامتنع الرجل من أداء الرسالة لئلا يظن المجوسي أنه يتعرض له ، وكان الرجل في دنيا وسيعة.

فرأى الرجل رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ثانيا وثالثا ، فأصبح فأتى المجوسي وقال له في خلوة من الناس : أنا رسول رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله إليك وهو يقول لك : قد اجيبت الدعوة ، فقل له : اتعرفني؟ قال : نعم ، قال : إني انكردين الاسلام ونبوة محمد

__________________

(١) كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ١٦٧ ، تذكرة خواص الامة ٢٠٦.

٢٣٥

قال : أنا أعرف هذا ، وهو الذي أرسلني إليك مرة ومرة ومرة ، فقال : أنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله.

ودعا أهله وأصحابه فقال لهم : كنت على ضلال ، وقد رجعت إلى الحق فأسلموا فمن أسلم فما في يده فهو له ، ومن أبي فلينتزع عما لي عنده ، فأسلم القوم وأهله ، وكانت له ابنة مزوجة من ابنه ففرق بينهما.

ثم قال : أتدري ما الدعوة؟ فقلت له : لا والله ، وأنا اريد أن أسألك الساعة عنها ، فقال : لما زوجت ابنتي صنعت طعاما ودعوت الناس ، فأجابوا وكان إلى جانبنا قوم أشراف فقراء لامال لهم : فأمرت غلماني أن يبسطوا لي حصيرا في وسط الدار ، فسمعت صبية تقول لامها : يا اماه قد آذانا هذا المجوسي برائحة طعامه فأرسلت إليهن بطعام كثير ، وكسوة ودنانير للجميع ، فلما نظرن إلى ذلك قالت الصبية للباقيات : والله ما نأكل حتى ندعوله ، فرفعن أيديهن وقلن : حشرك الله مع جدنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأمن بعضهن فتلك الدعوة التي اجيبت (١).

٢٨

* ( باب ) *

* « ( تطهير المال الحلال المختلط بالحرام ) » *

١ ـ شى : عن سماعة قال : سأل أبا عبدالله عليه‌السلام رجل من أهل الجبال عن رجل أصاب مالا من أعمال السلطان فهو يتصدق منه ، ويصل قرابته ويحج ليغفر له ما اكتسب ، وهو يقول : « إن الحسنات يذهبن السيئات » (٢) فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن الخطيئة لاتكفر الخطيئة ، ولكن الحسنة تكفر الخطيئة ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : إن كان خلط الحرام حلالا فاختلط جميعا فلم يعرف الحلال من الحرام فلا بأس (٣).

سر : من كتاب المشيخة لابن محبوب عن سماعة مثله (٤).

__________________

(١) تذكرة خواص الامة : ٢٠٨ و ٢٠٩ ، كشف اليقين في فضائل أمير المؤمنين ١٦٩.

(٢) هود : ١١٤.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٦٢.

(٤) السرائر : ٤٧٢.

٢٣٦

٢ ـ شى : عنه في رواية المفضل بن سويد (١) أنه قال : انظر ما أصبت به فعدبه على إخوانك ، فان الله يقول : « إن الحسنات يذهبن السيئات » قال المفضل : كنت خليفة أخي على الديوان ، قال : وقد قلت : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، وما ترى؟ قال : لو لم تكن كتب (٢).

٣ ـ شى : عن المفضل بن مزيد (٣) الكاتب قال : دخل علي أبو عبدالله عليه‌السلام (٤) وقد امرت أن اخرج لبني هاشم جوائز ، فلم أعلم إلا وهو على رأسي وأنا مستخل فواثبت إليه وسألني عما امرلهم ، فناولته الكتاب ، فقال : ما أرى لاسماعيل ههنا شيئا فقلت : هذا الذي خرج إلينا ، ثم قلت له : جعلت فداك قد ترى مكاني من هؤلاء القوم ، فقال لي : انظر ما أصبت به فعد على أصحابك ، فان الله يقول : « إن الحسنات يذهبن السيئات » (٥).

٤ ـ قب : علي بن أبي حمزة قال : كان لي صديق من كتاب بني امية

__________________

(١) كذا في نسخة الاصل والكمبانى ، وهكذا المصدر وهو تصحيف ، والصحيح مفضل بن مزيد وهو أخو شعيب الكاتب ، وقد روى حديثه هذا وهكذا الحديث الاتى في المجاميع الرجالية تحت عنوانه مفضل بن مزيد اخو شعيب الكاتب كما في الكشى ص ٣٢٠ و ٣٢١.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٦٣ والجملة الاخيرة في كل النسخ غير محررة ففى المصدر : ولم تكن كتب ، وفى البرهان « لو لم يكن كتب « وفى نسخة الكشى » لو لم يكن كتبت ، قيل وفى اخرى مصححة « لو لم يكن كنت » وقد نقله المؤلف العلامة في ج ٧٥ ص ٣٧٦ عن الكشى وفيه « لو لم يكن كيت » وهوالاظهر ، و « لو » في هذه الجملة للتمنى والمعنى ليته لم يكن الامر كذلك : فلم يكن أخوك على الديوان ولم تكن أنت خليفته.

(٣) كذا في المصدر المطبوع ، وهو الصحيح كما عرفت عن نسخة الكشى ، وفي نسخة ، الكمبانى « المفضل بن مريم ».

(٤) في الكشى : دخلت على أبى عبدالله ، وهو تصحيف.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ١٦٣.

٢٣٧

فقال لي : استأذن لي على أبي عبدالله عليه‌السلام ، فاستأذنت له ، فلما دخل سلم وجلس ثم قال : جعلت فداك إني كنت في ديوان هؤلاء القوم ، فأصبت من دنياهم مالا كثيرا ، وأغمضت في مطالبه.

فقال أبوعبدالله عليه‌السلام : لولا أن بني امية وجدوا من يكتب لهم ويجبي لهم الفئ ويقاتل عنهم ويشهد جماعتهم لما سلبونا حقنا ، ولوتر كهم الناس وما في أيديهم ما وجدوا شيئا إلا ما وقع في أيديهم.

فقال الفتى : جعلت فداك فهل لي من مخرج منه؟ قال : إن قلت لك تفعل؟ قال : أفعل ، قال : اخرج من جميع ما كسبت في دواوينهم ، فمن عرفت منهم رددت عليه ماله ، ومن لم تعرف تصدقت به ، وأنا أضمن لك على الله الجنة ، قال : فأطرق الفتى طويلا فقال : قد فعلت جعلت فداك.

قال ابن أبي حمزة : فرجع الفتى معنا إلى الكوفة فما ترك شيئا على وجه الارض إلا خرج حتى ثيابه التي كانت على بدنه ، قال : فقسمنا له قسمة ، و اشترينا له ثيابا ، وبعثناله بنفقة ، قال : فما أتى عليه أشهرقلائل حتى مرض فكنا نعوده قال : فدخلت عليه يوما وهو في السياق (١) ففتح عينية ثم قال : يا علي وفا لي والله صاحبك.

قال : ثم مات فولينا أمره ، فخرجت حتى دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام فلما نظر إلى قال : يا علي وفينا والله لصاحبك ، قال : فقلت : صدقت جعلت فداك هكذا قال لي والله عند موته (٢).

__________________

(١) يعنى حال الاحتضار ونزع الروح.

(٢) مناقب آل أبى طالب ج ٤ ص ٢٤٠.

٢٣٨

٢٩

* (باب) *

* « ( حكم من انتسب إلى النبى صلى‌الله‌عليه‌وآله ) » *

* « ( من جهة الام في الخمس والزكاة ) » *

١ ـ ج ، لما دخل هارون الرشيد المدينة توجه لزيارة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله و معه الناس ، فتقدم إلى قبر النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : السلام عليك يا ابن عم ، مفتخرا بذلك على غيره ، فتقدم أبوالحسن موسى بن جعفر الكاظم عليه‌السلام إلى القبر فقال : السلام عليك يا رسول الله ، السلام عليك يا أبه ، فتغير وجه الرشيد وتبين الغيظ فيه (١).

٢ ـ كنز الكراجكى : مثله وفي آخره : فتغير وجه الرشيد ثم قال : يا أبا الحسن إن هذا الهو الفخر.

٣ ـ فس : أبي ، عن ظريف بن ناصح ، عن عبدالصمد بن بشير ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال لي أبوجعفر عليه‌السلام : يا أبا الجارود ما يقولون في الحسن والحسين عليهما‌السلام؟ قلت : ينكرون علينا أنهما ابنا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قلت : بقول الله عزوجل في عيسى بن مريم « ومن ذريته داود وسليمان ـ إلى قوله ـ وكذلك نجزي المحسنين » (٢) وجعل عيسى من ذرية إبراهيم عليه‌السلام قال : فأي شئ قالوا لكم؟ قلت : قالوا قد يكون ولد الابنة من الولد ، ولا يكون من الصلب.

قال : فبأي شئ احتججتم عليهم؟ قال : قلت : احتججنا عليهم بقول الله تعالى « قل تعالوا ندع أبناء نا وأبناء كم » الاية (٣) قال : فأي شئ قالوا لكم؟ قلت :

__________________

(١) الاحتجاج ص ٢١٤.

(٢) الانعام : ٨٤.

(٣) آل عمران : ٦١.

٢٣٩

قالوا : قد يكون في كلام العرب ابني رجل واحد ، فيقول أبناؤنا ، وإنما هما ابن واحد.

قال : فقال أبوجعفر عليه‌السلام : والله يا أبا الجارود لا عطينكاها من كتاب الله مسمى لصلب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لايردها إلا كافر ، قال : قلت : جعلت فداك وأين؟ قال : حيث قال الله عزوجل « حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم » إلي أن ينتهي إلى قوله « وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم » (١) فاسألهم يا أبا الجارود هل حل لرسول الله نكاح حليلتهما؟ فان قالوا : نعم فكذبوا والله وفجروا ، وإن قالوا : لا ، فهما والله ابناه لصلبه ، وما حرمها عليه إلا الصلب (٢).

ج : عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه‌السلام مثله (٣).

٤ ـ ج (٤) ن : هاني بن محمد بن محمود ، عن أبيه رفعه إلى موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : دخلت على الرشيد فقال لي : لم جوز تم للعامة والخاصة أن ينسبوكم إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ويقولون لكم : يا بني رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وأنتم بنو علي عليه‌السلام وإنما ينسب المرء إلى أبيه ، وفاطمة إنما هي وعاء والنبي جدكم من قبل امكم؟

فقلت : يا أمير المؤمنين لو أن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله نشر فخطب إليك كريمتك هل كنت تجيبه؟ فقال : سبحان الله ولم لا احبيبه بل أفتخر على العرب والعجم وقريش بذلك ، فقلت : لكنه عليه‌السلام لا يخطب إلى ولا ازوجه فقال : ولم؟ فقلت : لانه ولدني ولم يلدك فقال : أحسنت يا موسى.

ثم قال : كيف قلتم إنا ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله والنبي لم يعقب وإنما العقب للذكر لا للانثى أنتم ولد الابنة ، ولا يكون لها عقب؟ فقلت : أسأله (٥) بحق

__________________

(١) النساء : ٢٣.

(٤) تفسير القمى ص ١٩٦ و ١٩٧.

(٣) الاحتجاج : ١٧٦ و ١٧٧.

(٢) الاحتجاج : ٢١٢ و ٢١٣ في حديث طويل.

(٥) في الاحتجاج : أسألك بحق القرابة والقبر ومن فيه الا أعفيتنى ، وما في المتن

٢٤٠