بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين » وكل شئ في الدنيا فان لهم فيه نصيبا ، فمن وصلهم بشئ فما يدعون له أكثر مما يأخذون منه (١).

١٣ ـ شى : عن سماعة ، عن أبي عبدالله وأبي الحسن عليهما‌السلام قال : سألت أحدهما عن الخمس ، فقال : ليس الخمس إلا في الغنائم (٢).

١٤ ـ شى : عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه‌السلام في قول الله : « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى » فان : هم أهل قرابة نبي الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٣).

١٥ ـ شى : عن محمد بن الفضيل ، عن أبي الحسن الرضا عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله : « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى » قال : الخمس لله والرسول وهو لنا (٤).

١٦ ـ شى : عن إسحاق ، عن رجل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن سهم الصفوة ، فقال : كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وأربعة أخماس للمجاهدين والقوام وخمس يقسم بين مقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ونحن نقول : وهو لنا ، والناس يقولون ليس لكم ، وسهم لذي القربى وهو لنا وثلاثة أسهام لليتامى والمساكين وأبناء السبيل يقسمه الامام بينهم ، فان أصابهم درهم [ درهم ] لكل فرقة منهم نظر الامام بعد فجعلها في ذي القربى ، قال : يردها إلينا (٥).

١٧ ـ شى : عن المنهال بن عمرو ، عن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : قال : ليتامانا ومساكيننا وأبناء سبيلنا (٦).

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦١.

(٢ ـ ٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦٢.

(٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦٢.

(٦) المصدر نفسه وصدر الحديث هكذا : قال المنهال بن عمرو سألت على بن الحسين عليهما‌السلام عن الخمس فقال : هو لنا ، فقلت : ان الله يقول : « واليتامى والمساكين وابن السبيل »؟ فقال : يتامانا ومساكيننا وأبناء سبيلنا.

٢٠١

١٨ ـ شى : عن زكريا بن مالك الجعفي ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل » قال : أما خمس الله فالرسول بضعه في سبيل الله ، ولنا خمس الرسول ولا قاربه ، وخمس ذوي القربى فهم أقرباؤه ، واليتامى يتامى أهل بيته فجعل هذه الاربعة الاسهم فيهم وأما المساكين وأبناء السبيل فقد علمت أنا لانأكل الصدقة ولا يحل لنا ، فهو للمساكين وأبناء السبيل (١).

١٩ ـ شى : عن عيسى بن عبدالله العلوي ، عن أبيه ، عن جعفربن محمد عليهما‌السلام قال : قال : إن الله لا إله إلا هو لما حرم علينا الصدقة أنزل لنا الخمس ، والصدقة علينا حرام ، والخمس لنا فريضة ، والكرامة أمرلنا حلال (٢).

٢٠ ـ فر : الحسين بن سعيد معنعنا ، عن زيد بن الحسن الانماطي ، قال : سمعت عن أبان بن تغلب قال : سألت عن جعفر بن محمد عليهما‌السلام ، عن قول الله تعالى : « يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول » فيمن نزلت؟ قال : فينا والله نزلت خاصة ، ما شركنا فيها أحد ، قلت : فان أبا الجارود روى عن زيد بن علي بن أبيطالب عليه‌السلام أنه قال : الخمس لنا ما احتجنا إليه ، فاذا استغنينا عنه فليس لنا أن نبني الدور والقصور ، قال : فهو كما قال زيد ، وقال زيد : إنما سألت عن الانفال فهي لنا خاصة (٣).

٢١ ـ فر : جعفر بن محمد بن هشام معنعنا عن ديلم بن عمرو قال : إنا لقيام بالشام إذ جيئ بسبي آل محمد عليهم‌السلام حتى اقيموا على الدرج ، إذجاء شيخ من أهل الشام فقال : الحمد لله الذي مثلكم ، وقطع قرن الفتنة ، فقال على بن الحسين : أيها الشيخ انصت لي فقد نصت لك حتى أبديت لي عما في نفسك من العداوة هل قرأت القرآن؟ قال : نعم ، قال : هل وجدت لنافيه حقاخاصة دون المسلمين؟

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦٣.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٦٤.

(٣) تفسير فرات ابن ابراهيم ص ٤٩.

٢٠٢

قال : لا ، قال : ما قرأت القرآن قال : بلى قد قرأت القرآن ، قال : فما قرأت الانفال « اعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى » أتدرون من هم؟ قال : لا ، قال : فانا نحن هم ، قال : إنكم لانتم هم؟ قال : نعم ، قال : فرفع الشيخ يده ثم قال : اللهم إني أتوب إليك من قتل آل محمد ومن عداوة آل محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

أقول : وجدت في كتاب سليم بن قيس الهلالي أنه قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله متعمدين لخلافه ولوحملت الناس على تركها لتفرقوا علي ، وساق الحديث الطويل إلى أن قال : ولم اعط سهم ذي القربى إلا من أمر الله باعطائه الذين قال الله : « إن كنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان » فنحن الذين عنى الله بذي القربى ، واليتامى والمساكين وابن السبيل فينا خاصة ، لانه لم يجعل لنا في سهم الصدقة نصيبا ، أكرم الله نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله وأكرمنا أن يطعمنا أو ساخ الناس (٢).

أقول : وروى مثله الكليني في الروضة ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه عن حماد بن عيسى ، عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن ابن أبي عياش عن سليم (٣).

وروى الطبرسي في الاحتجاج مثله عن مسعدة بن صدقة عنه عليه‌السلام (٤) وقد مرت الاخبار بطولها في كتاب الفتن.

__________________

(١) تفسير فرات بن ابراهيم : ٥٠.

(٢) كتاب سليم بن قيس : ١٤٤.

(٣) الكافى ج ٨ ص ٥٨ ـ ٦٣.

(٤) الاحتجاج : ١٤١.

٢٠٣

٢٥

*( باب الانفال )*

الايات : الانفال : يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول (١).

الحشر : وما أفاء الله على رسوله منهم فما أو جفتم عليه من خيل ولا ركاب ولكن الله يسلط رسله على من يشاء والله على كل شئ قدير * ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ، واتقوا الله إن الله شديد العقاب * للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله أولئك هم الصادقون (٢).

١ ـ ف : رسالة الصادق عليه‌السلام في الغنائم ووجوب الخمس لاهله :

فهمت ما ذكرت أنك اهتممت به من العلم بوجوه مواضع مالله فيه رضى وكيف أمسك سهم ذي القربى منه ، وما سألتني من إعلامك ذلك كله ، فاسمع بقلبك وانظر بعقلك ثم أعط في جنبك النصف من نفسك ، فانه أسلم لك غدا عند ربك ، المتقدم أمره ونهيه إليك ، وفقنا الله وإياك.

اعلم أن الله ربي وربك ، ما غاب عن شئ ، وما كان ربك نسيا ، وما فرط في الكتاب من شئ وكل شئ فصله تفصيلا ، وإنه ليس ما وضح الله تبارك وتعالى من أخذ ماله بأوضح مما أوضح من قسمته إياه في سبله ، لانه لم يفترض من ذلك شيئا في شئ من القرآن إلاوقد أتبعه بسبله إياه غير مفرق بينه وبينه.

يوجبه لمن فرض له ما لايزول عنه من القسم ، كما يزول ما بقي سواه عمن

__________________

(١) الانفال : ١.

(٢) الحشر : ٦ ـ ٩.

٢٠٤

سمي له ، لانه يزول عن الشيخ (١) بكبره ، والمسكين بغناه ، وابن السبيل بلحوقه ببلده ، ومع توكيد الحج مع ذلك بالامر به تعليما وبالنهي عما ركب ممن منعه تحرجا فقال الله عزوجل في الصدقات وكانت أول ما افترض الله من سبله : « إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب و الغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل » فأعلم نبيه صلى‌الله‌عليه‌وآله موضع الصدقات وأنها ليست لغيرها ، ولايضعها إلاحيث يشاء منهم على ما يشاء ، ويكف الله جل جلاله نبيه عليه‌السلام وأقرباءه عن صدقات الناس وأو ساخهم فهذا سبيل الصدقات.

وأما المغانم فانه لماكان يوم بدر ، قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من قتل قتيلا فله كذا وكذا ، ومن أسر أسيرا فله من غنائم القوم كذا وكذا ، فان الله قدو عدني أن يفتح علي وأنعمني عسكرهم.

فلما هزم الله المشركين وجمعت غنائمهم قام رجل من الانصار فقال : يا رسول الله إنك أمرتنا بقتال المشركين وحثثتنا عليه وقلت : من أسر أسيرا فله كذا وكذا من غنائم القوم ، ومن قتل قتيلا فله كذا وكذا ، وإني قتلت قتيلين لي بذلك البينة ، وأسرت أسيرا ، فأعطنا ما أوجبت على نفسك يا رسول الله ثم جلس.

فقام سعد بن عبادة فقال : يا رسول الله ما منعنا أن نصيب مثل ما أصابوا جبن عن العدو ، ولا زهادة في الاخرة (٢) والمغنم ، ولكنا تخوفنا إن بعدت مكاننا منك فيميل إليك من جند المشركين أو يصيبوا منك ضيعة فيميلوا إليك فيصيبوك بمصيبة وإنك إن تعط هؤلاء القوم ما طلبوا يرجع سائر المسلمين ليس لهم من الغنيمة شئ ، ثم جلس.

فقام الانصاري فقال مثل مقالته الاولى ثم جلس ، يقول ذلك كل واحد منهما ثلاث مرات.

__________________

(١) عن اليتيم ظ.

(٢) في الاجرة ظ.

٢٠٥

فصد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فأنزل الله عزوجل « يسألونك عن الانفال » والانفال اسم جامع لما أصابوا يومئذ مثل قوله « ما أفاء الله على رسوله » ومثل قوله : « ما غنمتم من شئ » ثم قال : « قل الانفال لله والرسول » فاختلجها الله من أيديهم فجعلها لله ولرسوله ثم قال : « فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله و رسوله إن كنتم مؤمنين ».

فلما قدم رسول الله المدينة أنزل الله عليه « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمس وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إنكنتم آمنتم بالله وما أنزلنا على عبدنا يوم الفرقان يوم التقى الجمعان » فأما قوله « لله » فكما يقول الانسان : هو لله ولك ، ولا يقسم لله منه شئ فخمس رسول الله الغنيمة التي قبض بخمسة أسهم ، فقبض سهما لرسول الله (١) يحيى به ذكره ، ويورث بعده ، وسهما لقرابته من بني عبدالمطلب ، وأنفذ سهمالايتام المسلمين ، وسهما لمساكينهم ، وسهما لابن السبيل من المسلمين في غير تجارة ، فهذا يوم بدر ، وهذا سبيل الغنائم التي اخذت بالسيف.

وأما مالم يوجف عليه بخيل ولا ركاب فان كان المها جرون حين قدموا المدينة أعطتهم الانصار نصف دورهم ونصف أموالهم ، والمهاجرون يومئذ نحو مائة رجل فلما ظهر رسول الله عليه‌السلام على بني قريظة النضير ، وقبض أموالهم ، قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : للانصار : إن شئتم أخرجتم المهاجرين من دوركم وأموالكم وقسمت لهم هذه الاموال دونكم ، وإن شئتم تركتم (٢) أموالكم ودور كم وأقسمت لكم معهم قالت الانصار : بل اقسم لهم دوننا ، واتركهم معنا في دورنا وأموالنا.

فأنزل الله تبارك وتعالى « ما أفاء الله على رسوله منهم » يعني يهود قريظة « فما أو جفتم عليه من خيل ولا ركاب » لانهم كانوا معهم بالمدينة أقرب من أن يوجف عليهم بخيل ولاركاب ، ثم قال : « للفقراء المهاجرين الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم يبتغون فضلامن الله ورضوانا وينصرون الله ورسوله اولئك هم الصادقون » فجعلها الله لمن هاجر من قريش مع النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله وصدق ، وأخرج

__________________

(١) في المصدر : فقبض سهم الله لنفسه.

(٢) تركتموهم في أموالكم ظ.

٢٠٦

أيضا عنهم المهاجرين مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من العرب لقوله « الذين اخرجوا من ديارهم وأموالهم » ، لان قريشا كانت تأخذ ديار من هاجر منها وأموالهم ، ولم تكن العرب تفعل ذلك بمن هاجر منها.

ثم أثنى على المهاجرين الذين جعل لهم الخمس وبرأهم من النفاق بتصديقه إياهم حين قال : « فاولئك هم الصادقون » لا الكاذبون ، ثم أثنى على الانصار وذكر ما صنعوا وحبهم للمهاجرين ، وإيثارهم إياهم ، وأنهم لم يجدوا في أنفسهم حاجة يقول : حزازة مما اوتوا يعني المهاجرين دونهم ، فأحسن الثناء عليهم فقال : « والذين تبوؤا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم ولايجدون في صدورهم حاجة مما اوتوا ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فاولئك هم المفلحون ».

وقد كان رجال اتبعوا النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله قدوتر هم المسلفون فيما أخذوا من أموالهم فكانت قلوبهم قد امتلات عليهم ، فلما حسن إسلامهم استغفروا لانفسهم مما كانوا عليه من الشرك ، وسألوا الله أن يذهب بما في قلوبهم من الغل لمن سبقهم إلى الايمان ، واستغفروا لهم حتى يحلل ما في قلوبهم ، وصاروا إخوانا لهم ، فأثنى الله على الذين قالوا ذلك خاصة فقال : « والذين جاؤا من بعدهم يقولون ربنا اغفرلنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤف رحيم ».

فأعطى رسول الله المهاجرين عامة من قريش على قدر حاجتهم فيما يرى لانها لم تخمس فتقسم بالسوية ، ولم يعط أحدا منهم شيئا إلا المهاجرين من قريش غير رجلين من الانصار يقال لاحدهما : سهل بن حنيف ، وللاخر سماك بن خرشة أبودجانة ، فانه أعطاهما لشدة حاجة كانت بهما من حقه ، وأمسك النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله من أموال بني قريظة والنضير مالم يوجف عليه خيل ولا ركاب سبع حائط لنفسه لانه لم يوجف على فدك خيل أيضا ولاركاب.

وأماخيبر فانها كانت مسيرة ثلاثة أيام من المدينة وهي أموال اليهود ، ولكنه

٢٠٧

اوجف عليها خيل وركاب ، وكانت فيها حرب فقسمها على قسمة بدر ، فقال الله : « ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل كيلا يكون دولة بين الاغنياء منكم وما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا » فهذا سبيل ما أفاء الله على رسوله مما اوجف عليه خيل وركاب.

وقد قال علي بن أبي طالب عليه‌السلام : مازلنا نقبض سهمنا بهذه الاية التي أولها تعليم ، وآخرها تحرج ، حتى جاء خمس السوس وجنديسابور إلى عمر ، وإنا والمسلمون والعباس عنده ، فقال عمر لنا : إنه قد تتا بعت لكم من الخمس أموال فقبضتموها حتى لاحاجة بكم اليوم ، وبالمسلمين حاجة وخلل ، فأسلفونا حقكم من هذا المال حتى يأتي الله بقضائه من أول شئ يأتي المسلمين ، فكففت عنه لاني لم آمن حين جعله سلفا لو ألححنا عليه فيه أن يقول في خمسنا مثل قوله في أعظم منه ـ عنى ميراث نبينا صلى‌الله‌عليه‌وآله ـ حين ألححنا عليه ، فقال له العباس : لاتغتمز في الذي لنا يا عمر! فان الله قد أثبته لنا بأثبت مما أثبت به المواريث بيننا فقال عمر : وأنتم أحق من أرفق المسلمين وشفعني فقبضه عمرثم قال : لا والله ما أتاهم ما يقضينا (١) حتى لحق بالله ثم ما قدرنا عليه بعده.

ثم قال علي عليه‌السلام : إن الله حرم على رسوله الصدقة فعوضه منها سهما من الخمس وحرمها على أهل بيته خاصة دون قومهم وأسهم لصغير هم وكبيرهم وذكرهم وانثاهم وفقيرهم وشاهدهم وغائبهم ، لانهم إنما اعطوا سهمهم بأنهم قرابة نبيهم التي لاتزول عنهم.

الحمد لله الذي جعله منا وجعلنا منه ، فلم يعط رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أحدا من الخمس غيرنا وغير حلفائنا وموالينا ، لانهم منا ، وأعطى من سهمه ناسا لحرم كانت بينه وبينهم معونة في الذي كان بينهم.

فقد أعلمتك ما أوضح الله من سبيل هذه الانفال الاربعة ، وما وعد من أمره

__________________

(١) في النسخ : ما آتيهم ما يقبضنا ، وهو تصحيف.

٢٠٨

فيهم ، ونوره بشفاء من البيان ، وضياء من البرهان ، جاء به الوحي المنزل ، وعمل به النبي المرسل ، فمن حرف كلام الله أوبد له بعد ما سمعه وعقله ، فانما إثمه عليه والله حجيجه فيه ، والسلام عليك ورحمة الله وبركاته (١).

٢ ـ شى : عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : في سورة الانفال جذع الانوف (٢).

٣ ـ شى : عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته ـ أوسئل ـ عن الانفال فقال : كل قرية يهلك أهلها أو يجلون عنها فهي نفل : نصفها يقسم بين الناس و نصفها للرسول (٣).

٤ ـ شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : الانفال مالم يوجف عليه بخيل ولاركاب (٤).

٥ ـ شى : عن عبدالله بن سنان ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الانفال قال : هي القرى التي قد جلا أهلها وهلكوا فخربت فهي لله وللرسول (٥).

٦ ـ شى : عن محمد بن مسلم ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول : إن الفيئ والانفال ماكان من أرض لم يكن فيها هراقة دم ، أو قوم صالحوا أو قوم أعطوا بأيديهم ، وما كان من أرض خربة أو بطون الاودية فهذا كله من الفيئ ، فهذا

__________________

(١) تحف العقول : ٣٥٦ ـ ٣٦٢.

(٢) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٦.

(٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٧ ، ورواه في التهذيب عن حريز عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا عبدالله ( ع ) يقول وسئل عن الانفال : فقال : كل قرية يهلك أهلها أو يجلون عنها فهى نفل الله عزوجل نصفها يقسم بين الناس ونصفها لرسول الله ، فما كان لرسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فهو للامام. وانما ذكرنا لفظ الحديث من التهذيب ج ١ ص ٣٨٧ لتعلم أن الصحيح من لفظ الحديث هو الذى نقلناه ، لا كما تراه في المصدر وتفسير البرهان وغير ذلك.

(٤ ـ ٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٧.

٢٠٩

لله وللرسول ، فما كان لله فهو لرسوله يضعه حيث شاء. وهو للامام من بعد الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله (١).

٧ ـ شى : عن بشير الدهان قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إن الله فرض طاعتنا في كتابه فلايسع الناس حملنا (٢) لناصفوا المال ، ولنا الانفال ، ولنا قرائن القرآن (٣).

٨ ـ شى : عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : سألته عن الانفال ، فقال : ماكان من أرض بادأهلها فذلك الانفال فهو لنا (٤).

٩ ـ شى : عن أبي اسامة زيد ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سألته عن الانفال فقال : كل أرض خربة ، وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولاركاب (٥).

وزاد في رواية اخرى : منها عليها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله (٦).

١٠ ـ شى : عن أبي بصير قال : سمعت أبا جعفر عليه‌السلام يقول : لنا الانفال ، قلت : وما الانفال؟ قال : منها المعادن والاجام وكل أرض لارب لها وكل أرص باد أهلها فهو لنا (٧).

وفي رواية اخرى ، عن أحدهما [ و] ظ عن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : كل مال لامولى له ولا ورثة فهومن أهل هذه الاية « يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول » (٨).

وفى رواية ابن سنان قال عليه‌السلام : هي القرية قد جلى أهلها وهلكوا ، فخرجت فهي

__________________

(١) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٧.

(٢) جهلناخ ل.

(٣) المصدر نفسه ، والقرائن جمع القرينة : ما يدل على المراد من الشواهد التى يعضد بعضها بعضا. وفى بعض النسخ طبقا لسائر الروايات : « لنا كرائم القرآن ».

(٤ ـ ٥) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٧.

(٦) فيه تصحيف ، ولعل الصحيح : وزاد في رواية اخرى عنه عليه‌السلام : نصفها.

لرسول الله.

(٧ ـ ٨) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٨.

٢١٠

لله وللرسول (١).

وفي رواية ابن سنان ومحمد الحلبي عنه عليه‌السلام قال : من مات وليس له مولى فماله من الانفال (٢).

وفي رواية زرارة عنه عليه‌السلام قال : هي كل أرض جلى أهلها من غير أن يحمل عليهم خيل ولاركاب ، فهي نفل الله وللرسول (٣).

١١ ـ شى : عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : سمعته يقول في الملوك الذين يقطعون الناس : هي من الفئ والانفال ، وأشباه ذلك (٤).

وفي رواية اخرى عن الثمالى قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام عن قول الله تعالى : « يسئلونك عن الانفال » قال : يسئلونك الانفال ، قال : ما كان للملوك فهو للامام (٥).

١٢ ـ شى : عن سماعة بن مهران قال : سألته عليه‌السلام عن الانفال ، قال : كل أرض خربة وأشياء كانت تكون للملوك ، فذلك خلص للامام ، ليس الناس فيه سهم ، قال : ومنها البحرين لم يوجف بخيل ولاركاب (٦).

١٣ ـ شى : عن بشير الدهان قال : كنا عند أبي عبدالله عليه‌السلام والبيت غاص بأهله ، فقال لنا : أحببتم وأبغض الناس ، ووصلتم وقطع الناس ، وعرفتم و أنكر الناس ، وهو الحق ، وإن الله اتخذ محمدا عبدا قبل أن يتخذه رسولا وإن عليا عبد نصح الله فنصحه ، وأحب الله فأحبه ، وفي كتاب الله لناصفو المال ، ولنا الانفال ، ونحن قوم قد فرض الله طاعتنا ، وإنكم لتأتمون بمن لايعذر الناس بجهالته ، وقد قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من مات وليس له إمام يأتم به فميتته [ ميتة ] جاهلية فعليكم بالطاعة فقد رأيتم أصحاب علي عليه‌السلام (٧).

١٤ ـ شى : عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام : « يسألونك عن الانفال » قال : ماكان للملوك فهو للامام ، قلت : فانهم يقطعون ما في أيديهم أولادهم ويساءهم

__________________

(١ ـ ٦) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٨.

(٧) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٩.

٢١١

وذوي قرابتهم ، وأشرافهم ـ حتى بلغ ذكر من الخصيان ، فجعلت لا أقول في ذلك شيئا إلا قال : وذلك ، حتى قال : تعطي منه الدرهم إلى المأة الالف ثم قال : « هذا عطاؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب » (١).

١٥ ـ شى : عن داود بن فرقد قال : قلت لابي عبدالله عليه‌السلام بلغنا أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أقطع عليا ما سقى الفرات؟ قال : نعم ، قال : وما سقى الفرات؟ الانفال أكثر مما سقى الفرات ، قلت : وما الانفال؟ قال : بطول الاودية ورؤوس الجبال والاجام ، والمعادن وكل أرض لم يوجف عليها خيل ولاركاب ، وكل أرض ميتة قد جلا أهلها وقطائع الملوك (٢).

١٦ ـ شى : عن أبي مريم الانصاري قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قوله « يسئلونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول » قال : سهم لله ، وسهم للرسول قال : قلت : فلمن سهم الله؟ فقال : للمسلمين (٣).

١٧ ـ فر : جعفر بن محمد الفزاري ، عن محمد بن مروان ، عن محمد بن علي ، عن علي بن عبدالله ، عن الثمالي ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : قال الله تبارك وتعالى : « ما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى » فما كان للرسول فهو لنا وشيعتنا حللناه لهم وطيبناه لهم ، يا أبا حمزة والله لايضرب على شئ من الاشياء في شرق الارض ولاغربها إلا كان حراما سحتا على من نال منه شيئا ما خلانا وشيعتنا ، فانا طيبناه لكم وجعلناه لكم ، والله يا أبا حمزة لقد غصبونا ومنعونا حقنا (٤).

١٨ ـ مصباح الانوار : روى ابن بابويه مرفوعا إلى أبي سعيد الخدري قال : لما نزلت « وآت ذا القربى حقه » (٥) قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لك فدك ، وفي رواية اخرى عنه أيضا مثله ، وعن عطية قال : لمانزلت « وآت ذا القربى حقه »

__________________

(١ ـ ٣) تفسير العياشى ج ٢ ص ٤٩.

(٤) تفسير فرات بن ابراهيم : ١٥٨ و ١٥٩.

(٥) أسرى : ٢٦.

٢١٢

دعا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة فأعطاها فدك ، وعن علي بن الحسين عليهما‌السلام قال : أقطع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فاطمة فدك ، وعن أبان بن تغلب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : قلت : أكان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطى فاطمة فدك؟ قال : كان رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وقفها فأنزل الله « وآت ذا القربى حقه » فأعطاها رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله حقها ، قلت : رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أعطاها؟ قال : بل الله تبارك وتعالى أعطاها.

١٩ ـ فس : « يسئلونك عن الانفال » قال : نزلت « يسألونك الانفال قل الانفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إنكنتم مؤمنين ».

فحدثني أبي ، عن فضالة بن أيوب ، عن أبان بن عثمان ، عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن الانفال : فقال : هو القرى التي قد خربت وانجلى أهلها ، فهي لله وللرسول ، وماكان للملوك فهو للامام ، وما كان من أرض الجزية لم يوجف عليها بخيل ولاركاب ، وكل أرض لارب لها والمعادن منها ، و من مات وليس له مولى ، فماله من الانفال.

وقال : نزلت يوم بدر لما انهزم الناس كان أصحاب رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله على ثلاث فرق ، فصنف كانوا عند خيمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وصنف أغاروا على النهب ، و فرقة طلبت العدو وأسروا وغنموا ، فلما جمعوا الغنائم والاسارى تكلمت الانصار في الاسارى فأنزل الله تبارك وتعالى « ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الارض » (١).

فلما أباح الله لهم الاسارى والغنائم تكلم سعد بن معاذ وكان ممن أقام عند خيمة النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يارسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ما منعنا أن نطلب العدو زهادة في الجهاد ، ولا جبنا عن العدو ، ولكنا خفنا أن نعرى موضعك فتميل عليك خيل المشركين ، وقد أقام عند الخيمة وجوه المهاجرين والانصار ، ولم يشك أحد منهم فيما حسبته ، والناس كثيرون يا رسول الله! والغنائم قليلة ، ومتى تعطي

__________________

(١) الانفال : ٦٧.

٢١٣

هؤلاء لم تبق لاصحابك شئ وخاف أن يقسم رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله الغنائم وأسلاب القتلى بين من قاتل ، ولايعطي من تخلف على خيمة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله شيئا.

فاختلفوا فيما بينهم حتى سألوا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فقالوا : لمن هذه الغنائم؟ فأنزل الله « يسألونك عن الانفال قل الانفال لله والرسول » فرجع الناس وليس لهم في الغنيمة شئ ثم أنزل الله بعد ذلك « واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل » فقسمه رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله بينهم.

فقال سعدبن أبي وقاص : يا رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أتعطي فارس القوم الذي يحميهم مثل ما تعطي الضعيف؟ فقال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ثكلتك امك وهل تنصرون إلا بضعفائكم قال : فلم يخمس رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ببذر وقسمه بين أصحابه ثم أستقبل يأخذ الخمس بعد بدر ، ونزل قوله : « يسئونك عن الانفال » بعد انقضاء حرب بدر (١).

٢٠ ـ ل : أبي ، عن سعد ، عن ابن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن حفص ابن البختري ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : إن جبرئيل كرى برجله خمسة أنهار ولسان الماء يتبعه : الفرات ، ودجلة ، ونيل مصر ، ومهران ، ونهر بلخ ، فما سقت أو سقي منها فللامام ، والبحر المطيف بالدنيا (٢).

__________________

(١) تفسير القمى : ٢٣٥ ـ ٢٣٦.

(٢) الخصال ج ١ ص ١٤٠ ، وقد أخرجه المؤلف العلامة في ج ٦٠ ص ٤٣ وبعده بيان راجعه ان شئت.

٢١٤

٢٦

* ( باب ) *

* « ( فضل صلة الامام عليه‌السلام ) » *

١ ـ لى : ابن إدريس ، عن أبيه ، عن الاشعري ، عن عمر بن علي بن عمر ابن يزيد ، عن عمه محمد بن عمر ، عن أبيه ، عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله من وصل أحدا من أهل بيتى في دار هذه الدنيا بقيراط كافيته يوم القيامة بقنطار (١).

ما : الغضائرى ، عن الصدوق مثله (٢).

٢ ـ فس : أحمد بن إدريس ، عن أحمد بن محمد ، عن علي بن الحكم ، عن أبي المغرا ، عن إسحاق بن عمار ، عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : سألته عن قول الله « من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم » قال : نزلت في صلة الامام عليه‌السلام (٣).

شى : عن إسحاق مثله (٤).

٣ ـ ثو : أبي ، عن أحمد بن إدريس ، عن عمران بن موسى ، عن ابن يزيد ، عن البزنطي ، عن حماد بن عثمان ، عن إسحاق بن عمار قال : قلت للصادق عليه‌السلام : ما معنى قوله تبارك وتعالى « من ذاالذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة »؟ قال : صلة الامام (٥).

ثو : أبي ، عن محمد بن أحمد بن علي بن الصلت ، عن عبدالله بن الصلت ، عن

__________________

(١) أمالى الصدوق : ٢٤٠.

(٢) امالى الطوسى ج ٢ ص ٥٥.

(٣) تفسير القمى : ٦٦٥ والاية في الحديد : ١١.

(٤) تفسير العياشى ج ١ ص ١٣١.

(٥) ثواب الاعمال : ٩٠ والاية في سورة البقرة : ٢٤٥.

٢١٥

يونس ، عن إسحاق عنه عليه‌السلام مثله (١).

٤ ـ شى : عن مفضل بن عمر قال : دخلت على أبي عبدالله عليه‌السلام يوما ومعي شئ فوضعته بين يديه ، فقال : ما هذا؟ فقلت : هذه صلة مواليك وعبيدك قال : فقال لي : يا مفضل إني لاقبل ذلك ، وما أقبل من حاجة بي إليه ، وما أقبله إلا ليزكوابه.

ثم قال : سمعت أبي عليه‌السلام يقول : من مضت له سنة لم يصلنا من ماله قل أو كثر لم ينظر الله إليه يوم القيامة إلا أن يعفو الله عنه.

ثم قال : يا مفضل إنها فريضة فرضها الله على شيعتنا في كتابه إذ يقول : « لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون » (٢) فنحن البر والتقوى ، وسبيل الهدى ، وباب التقوى ، لايحجب دعاؤناعن الله ، اقتصروا على حلالكم و حرامكم ، فسلوا عنه ، وإياكم أن تسألوا أحدا من الفقهاء عما لايعينكم وعما ستر الله عنكم (٣).

٥ ـ شى : عن الحسن بن موسى قال : روى أصحابنا أنه سئل أبو عبدالله عليه‌السلام عن قوله تعالى : « الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل » قال : هو صلة الامام في كل سنة مما قل أو كثر ، ثم قال أبوعبدالله عليه‌السلام : وما اريد بذلك إلا تزكيتكم (٤).

٦ ـ بشا : محمد بن شهريار الخازن ، عن محمد بن الحسن بن داود ، عن محمد بن يحيى العلوي ، عن ابن عقدة ، عن محمد بن الفضل بن إبراهيم ، عن عمران بن معقل ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : سمعته يقول : لاتدعوا صلة آل محمد من أموالكم

__________________

(١) ثواب الاعمال : ٩٠.

(٢) آل عمران : ٩٢.

(٣) تفسير العياشى ج ١ ص ١٨٤.

(٤) تفسير العياشى ج ٢ ص ٢٠٩ ، والاية في سورة الرعد : ٢١.

٢١٦

من كان غنيا فعلى قدرغناه ، ومن كان فقيرا فعلى قدر فقره ، ومن أراد أن يقضي الله أهم الحوائج إليه فليصل آل محمد وشيعتهم بأحوج ما يكون إليه من ماله (١).

أقول : قد مضى الاخبار في ذلك في كتاب الامامة.

٢٧

* ( باب ) *

* « ( مدح الذرية الطيبة وثواب صلتهم ) » *

الايات : هود : ونادى نوح ربه فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين * قال يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غيرصالح (٢).

المؤمنون : فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون (٣).

١ ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن سلمة بن الخطاب عن الحسين بن سعيد الازدي ، عن إسحاق بن إبراهيم ، عن عبدالله بن صباح ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق عليه‌السلام قال : إذا كان يوم القيامة جمع الله الاولين والاخرين في صعيد واحد ، فتغشاهم ظلمة فيضجون إلى ربهم ويقولون : يا رب اكشف عنا هذه الظلمة ، قال : فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرض القيامة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بأنبياء ، فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة فيجيئهم النداء من عند الله ما هؤلاء بملائكة فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء ، فيجيئهم النداء من عندالله ما هؤلاء بشهداء فيقولون : من هم؟ فيجيئهم النداء يا أهل الجمع سلوهم من أنتم؟ فيقول أهل الجمع من أنتم؟ فيقولون نحن العلويون ، نحن ذرية محمد رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله نحن أولاد علي

__________________

(١) بشارة المصطفى : ٧.

(٢) هود : ٤٥ ـ ٤٦.

(٣) المؤمنون : ١٠١.

٢١٧

ولي الله ، نحن المخصوصون بكرامة الله ، نحن الامنون المطمئنون ، فيجيئهم النداء من عندالله عزوجل : اشفعوا في محبيكم وأهل مودتكم وشيعتكم فيشفعون فيشفعون (١).

٢ ـ لى : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم ، عن ابن معبد ، عن ابن خالد ، عن الرضا عليه‌السلام قال : النظر إلى ذريتنا عبادة ، فقيل له : يا ابن رسول الله النظر إلى الائمة منكم عبادة؟ أم النظر إلى جميع ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله؟ فقال : بل النظر إلى جميع ذرية النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله عبادة (٢).

٣ ـ أقول : روي في ن مثله وزاد في آخره مالم يفارقوا منهاجه ، ولم يتلو ثوا بالمعاصي (٣).

٤ ـ لى : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن ابن أبي الخطاب عن النضر ابن شعيب ، عن القلانسي ، عن الصادق عليه‌السلام عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إذا قمت المقام المحمود تشفعت في أصحاب الكبائر من امتي ، فيشفعني الله فيهم والله لاتشفعت فيمن آذى ذريتي (٤).

٥ ـ لى : ابن موسى ، عن الاسدي ، عن البرمكي ، عن جعفر بن أحمد التميمي عن أبيه ، عن عبدالملك بن عمير الشيبانى ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : أنا سيد الانبياء والمرسلين ، وأفضل من الملائكة المقربين وأوصيائي أوصياء النبيين والمرسلين ، وذريتي أفضل ذريات النبيين والمرسلين ، الخبر (٥).

__________________

(١) أمالى الصدوق : ١٧٠ و ١٧١ ، وفى نسخة الكمبانى رمز الخصال وهو تصحيف والتصحيح من نسخة الاصل.

(٢) امالى الصدوق : ١٧٦.

(٣) عيون الاخبارج ٢ ص ٥١.

(٤) أمالى الصدوق : ١٧٧.

(٥) أمالى الصدوق : ١٧٩.

٢١٨

٦ ـ ن (١) لى : أحمد بن محمد بن رزمة ، عن أحمد بن عيسى العلوي ، عن عباد بن يعقوب ، عن حبيب بن أرطاة ، عن محمد بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد قال : حدثني زيد بن على وهو آخذ بشعره قال : حدثني أبي علي بن الحسين عليهما‌السلام حدثني علي بن أبي طالب عليه‌السلام وهو آخذ بشعره عن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله وهو آخذ بشعرة ، قال : من آذى شعرة مني فقد آذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله عزوجل ومن آذى الله عزوجل لعنه الله ملء السماء وملء الارض (٢).

٧ ـ كتاب الغايات (٣) : حدثنا محمد بن الحسين بن أحمد العلوي ومحمد بن علي بن الحسين ، قالا : حدثنا أحمد بن محمد بن رزمة القزويني مثله إلا أن فيه « فعليه لعنة الله » موضع « لعنه الله » وقال في آخره : إن الصحيح عندي هو أرطاة ابن حبيب الاسدي وعبيد بن ذكوان كماذكر تهما في بعض أسانيد هذا الحديث لاغيره ، لكني ذكرته كما رويته ونقل إلى ، ولا قوة إلا بالله (٤).

٨ ـ ما : جماعة ، عن أبي المفضل ، عن محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد بن يعقوب ، عن أرطاة بن حبيب ، عن عبيد بن ذكوان ، عن عمرو بن خالد مثله وزاد في آخره وتلا « إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والاخرة وأعد لهم عذابا مهينا » (٥).

٩ ـ فس : أبي ، عن حنان ، بن سدير ، عن أبيه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام أن صفية

__________________

(١) عيون الاخبارج ١ ص ٢٥٠.

(٢) امالى الصدوق : ١٩٩.

(٣) في الكمبانى كتاب الغارات وهو تصحيف.

(٤) كتاب الغايات مخطوط ، وما ذكره من تصحيح السند تراه في سند امالى الطوسى في الحديث الاتى.

(٥) أمالى الطوسى ج ٢ ص ٦٦ و ٦٧ ، والاية في سورة الاحزاب : ٥٧. وفى نسخة الكمبانى قدم ذكر هذا الحديث المرقم ٨ من أمالى الطوسى إلى حيث الرقم ٣ ، وهو سهو ظاهر ، والتصحيح من نسخة الاصل ، مؤيدا بنص الحديث في المصدر



٢١٩

بنت عبدالمطلب مات ابن لها ، فأقبلت فقال لها عمر : غطي قرطك ، فان قرابتك من رسول الله لاينفعك شيئا ، فقالت له : هل رأيت لي قرطا يا ابن اللخناء؟ ثم دخلت على رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فأخبرته بذلك وبكت ، فخرج رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فنادى الصلاة جامعة.

فاجتمع الناس ، فقال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لاتنفع لو قمت المقام المحمود ، لشفعت في حار وحكم (١) لايسألني اليوم أحد : من أبواه؟ إلا أخبرته ، فقام إليه رجل فقال : من أبي يا رسول الله؟ فقال : أبوك غير الذي تدعى له ، أبوك فلان بن فلان ، فقام آخر فقال : من أبي يا رسول الله؟ قال : أبوك الذي تدعى له ، ثم قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : ما بال الذي يزعم أن قرابتي لاتنفع لايسألني عن أبيه؟ فقام إليه عمر فقال : أعوذ بالله يا رسول الله من غضب الله وغضب رسوله ، اعف عني عفا الله عنك ، فأنزل الله : « يا أيها الذين آمنوا لاتسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم » إلى قوله « ثم أصبحوا بها كافرين » (٢).

١٠ ـ ن : علي بن عيسى عن إسماعيل بن علي الدعبلي ، عن دعبل بن علي عن الرضا ، عن آبائه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أربعة أنالهم شفيع يوم القيامة : المكرم لذريتي من بعدي ، والقاضي لهم حوائجهم ، والساعي لهم في امورهم عند اضطرارهم ، والمحب لهم بقلبه ولسانه (٣).

ما : بالاسناد إلى أخي دعبل عن الرضا عليه‌السلام مثله (٤).

ن : بالاسانيد الثلاثة ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم‌السلام : عن النبي صلى الله

__________________

(١) كذا في النسخ ، وزاد في نسخة الاصل « علوجكم » خ ل. وفى المصدر ص ٣٨٧ حديث بسند آخر ، وفيه لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبى وأمى واخ لى كان في الجاهلية ولعله « جارى حكم » فتحرر.

(٢) تفسير القمى : ١٧٤ و ١٧٥ والاية في سورة المائدة : ١٠١.

(٣) عيون الاخبارج ١ ص ٢٥٣ و ٢٥٤.

(٤) امالى الطوسى ج ١ ص ٣٧٦.

٢٢٠