بحار الأنوار

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي

بحار الأنوار

المؤلف:

الشيخ محمّد باقر بن محمّد تقي المجلسي


الموضوع : الحديث وعلومه
الناشر: مؤسسة الوفاء
الطبعة: ٢
الصفحات: ٣٩٦
  الجزء ١   الجزء ٢   الجزء ٣ الجزء ٤ الجزء ٥ الجزء ٦ الجزء ٧ الجزء ٨ الجزء ٩ الجزء ١٠ الجزء ١١ الجزء ١٢ الجزء ١٣ الجزء ١٤ الجزء ١٥ الجزء ١٦ الجزء ١٧ الجزء ١٨ الجزء ١٩ الجزء ٢٠ الجزء ٢١ الجزء ٢٢ الجزء ٢٣ الجزء ٢٤ الجزء ٢٥ الجزء ٢٦ الجزء ٢٧ الجزء ٢٨ الجزء ٢٩ الجزء ٣٠ الجزء ٣١ الجزء ٣٥ الجزء ٣٦ الجزء ٣٧ الجزء ٣٨ الجزء ٣٩ الجزء ٤٠ الجزء ٤١ الجزء ٤٢ الجزء ٤٣ الجزء ٤٤ الجزء ٤٥ الجزء ٤٦ الجزء ٤٧ الجزء ٤٨ الجزء ٤٩ الجزء ٥٠ الجزء ٥١ الجزء ٥٢ الجزء ٥٣ الجزء ٥٤ الجزء ٥٥ الجزء ٥٦ الجزء ٥٧ الجزء ٥٨ الجزء ٥٩ الجزء ٦٠ الجزء ٦١   الجزء ٦٢ الجزء ٦٣ الجزء ٦٤ الجزء ٦٥ الجزء ٦٦ الجزء ٦٧ الجزء ٦٨ الجزء ٦٩ الجزء ٧٠ الجزء ٧١ الجزء ٧٢ الجزء ٧٣ الجزء ٧٤ الجزء ٧٥ الجزء ٧٦ الجزء ٧٧ الجزء ٧٨ الجزء ٧٩ الجزء ٨٠ الجزء ٨١ الجزء ٨٢ الجزء ٨٣ الجزء ٨٤ الجزء ٨٥ الجزء ٨٦ الجزء ٨٧ الجزء ٨٨ الجزء ٨٩ الجزء ٩٠ الجزء ٩١ الجزء ٩٢ الجزء ٩٣ الجزء ٩٤   الجزء ٩٥ الجزء ٩٦   الجزء ٩٧ الجزء ٩٨ الجزء ٩٩ الجزء ١٠٠ الجزء ١٠١ الجزء ١٠٢ الجزء ١٠٣ الجزء ١٠٤

والنواضح : الابل التي يستقي عليهامن الابار.

وعن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله أنه أوجب في العسل العشر (١).

١١

( باب )

* ( قصة أصحاب الجنة ) *

* ( الذين منعوا حق الله من أموالهم ) *

١ ـ فس : أبي ، عن إسحاق بن الهيثم ، عن علي بن الحسين العبدي ، عن سليمان الاعمش ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أنه قيل له : إن قوما من هذه الامة يزعمون أن العبد قد يذنب الذنب فيحرم به الرزق؟ فقال ابن عباس : فوالذي لا إله غيره لهذا أنور في كتاب الله من الشمس الضاحية ، ذكر الله في سورة ن والقلم أنه كان شيخا وكانت له جنة ، وكان لايدخل بيته ثمرة منها ، ولا إلى منزله حتى يعطي كل ذي حق حقه ، فلما قبض الشيخ ورثه بنوه ، وكان له خمس من البنين ، فحملت جنته في تلك السنة التي هلك فيها أبوهم حملا لم يكن حلمت قبل ذلك فراحوا الفتية إلى جنتهم بعد صلاة العصر ، فأشرفوا على ثمرة ورزق فاضل لم يعاينوا مثله في حياة أبيهم

فلما نظروا إلى الفضل طغوا وبغوا ، وقال بعضهم لبعض : إن أبانا كان شيخا كبيرا قد ذهب عقله وخرف فهلم فلنتعاقد عهدا فيما بيننا أن لا نعطي أحدا من فقراء المسلمين في عامنا هذا شيئا حتى نستغني وتكثر أموالنا ، ثم نستأنف الصنيعة فيما يستقبل من السنين المقبلة ، فرضي بذلك منهم أربعة ، وسخط الخامس وهو الذي قال الله : « قال أو سطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون »؟

فقال الرجل : يا ابن عباس كان أو سطهم في السن؟ فقال : لابل كان أصغر القوم سنا وكان أكبرهم عقلا ، وأوسط القوم خير القوم ، والدليل عليه في القرآن قوله

__________________

(١) دعائم الاسلام ٢٦٥ ـ ٢٦٦

١٠١

إنكم يا امة محمد أصغر القوم وخير الامم قال الله : « وكذلك جعلنا كم امة وسطا » (١)

فقال لهم أوسطهم : اتقوا الله وكونوا على منهاج أبيكم تسلموا وتغنموا فبطشوا به وضربوه ضربا مبرحا ، فلما أيقن الاخ أنهم يريدون قتله دخل معهم في مشورتهم كارها لامرهم غير طائع

فراحوا إلى منازلهم ثم حلفوا بالله أن يصرموا إذا أصبحوا ولم يقولوا إنشاء الله ، فابتلاهم الله بذلك الذنب ، وحال بينهم وبين ذلك الرزق الذي كانوا أشرفوا عليه ، فأخبر عنهم في الكتاب قال : « إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصر منها مصبحين * ولا يستثنون * فطاف عليها طائف من ربك وهم نائمون * فأصبحت كالصريم » قال : كالمحترق

فقال الرجل : يا ابن عباس ما الصريم؟ قال : الليل المظلم ، ثم قال : لاضوء له ولا نور ، فلما أصبح القوم « تنادوا مصبحين * أن اغدوا على حرثكم إن كنتم صارمين » قال : « فانطلقوا وهم يتخافتون » قال : وما التخافت يا ابن عباس؟ قال : يتشاورون يشاور بعضهم بعضا لكي لايسمع أحد غيرهم ، فقالوا : « لا يدخلنها اليوم عليكم مسكين * وغدوا على حرد قادرين » وفي أنفسهم أن يصرموها ولا يعلمون ما قد حل بهم من سطوات الله ونقمته

فلما رأوها وعاينوا ما قد حل بهم « قالوا إنا لضالون * بل نحن محرومون » فحرمهم الله ذلك الرزق بذنب كان منهم ، ولم يظلمهم شيئا « قال أوسطهم ألم أقل لكم لولا تسبحون * قالوا سبحان ربنا أنا كنا ظالمين * فأقبل بعضهم على بعض يتلاومون » قال : « يلومون أنفسهم فيما عزموا عليه قالوا ياويلنا إنا كنا طاغين * عسى ربنا أن يبدلنا خيرا منها إنا إلى ربنا راغبون » فقال الله : « كذلك العذاب و لعذاب الاخرة أكبر لوكانوا يعلمون » (٢)

__________________

(١) البقرة : ١٤٣

(٢) تفسير القمى : ٩١ ـ ٩٣

١٠٢

٢ ـ شى : عن زرعة عن سماعة قال : إن الله فرض للفقراء في أموال الاغنياء فريضة لايحمدون بأدائها ، وهي الزكاة بهاحقنوا دماءهم ، وبها سموا مسلمين ، ولكن الله فرض في الاموال حقوقا غير الزكاة ، وقد قال الله تبارك وتعالى : « وينفقوا مما رزقنا هم سرا وعلانية » (١)

١٢

* (باب) *

* ( وجوب زكاة الفطر وفضلها ) *

الايات : الاعلى : قد أفلح من تزكى * وذكر اسم ربه فصلى (٢)

١ ـ يد (٣) مع (٤) لى : ابن المتوكل ، عن السعد آبادي ، عن البرقي عن أبيه ، عن محمد بن زياد الازدي ، عن أبان وغيره ، عن الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام قال : من ختم صيامه بقول صالح أو عمل صالح ، تقبل الله منه صيامه فقيل له : يا ابن رسول الله ما القول الصالح؟ قال : شهادة أن لا إله إلا الله ، والعمل الصالح إخراج الفطرة (٥)

لى : الهمداني ، عن علي ، عن محمد بن زياد مثله (٦)

٢ ـ فس : قال الصادق عليه‌السلام في قوله : « وأوصاني بالصلوة والزكاة (٧) قال : زكاة الرؤوس لان كل الناس ليست لهم أموال وإنما الفطرة على الفقير والغني

__________________

(١) تفسير العياشى ٢ ص ٢٣٠. والاية في ابراهيم : ٣١

(٢) الاعلى : ١٤ ـ ١٥.

(٣) التوحيد : ٦

(٤) معانى الاخبار : ٢٣٥

(٥) امالى الصدوق : ٣٤

(٦) امالى الصدوق : ٦١

(٧) مريم : ٣١

١٠٣

والصغير والكبير (١)

٣ ـ فس : « قد أفلح من تزكى » قال : زكاة الفطر ، فاذا أخرجها قبل صلاة العيد « وذكر اسم ربه فصلى » قال : صلاة الفطر والاضحى (٢).

٤ ـ ب : على عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن فطرة شهر رمضان على كل إنسان هي أو على من صام وعرف الصلاة؟ قال : هي على كل صغير وكبير ، ممن يعول (٣).

٥ ـ ع : أبي ، عن سعد ، عن ابن عبدالجبار ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن عمار ، عن معتب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : اذهب فأعط عن عيالي الفطرة ، وأعط عن الرقيق بأجمعهم ولاتدع منهم أحدا ، فانك إن تركت منهم إنسانا تخوفت عليه الفوت فقلت : وما الفوت؟ قال : الموت (٤).

٦ ـ شى : عن إسحاق بن عمار قال : سألت أبا عبدالله عليه‌السلام عن قول الله : « وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة » قال : هي الفطرة التي افترض الله على المؤمنين (٥).

٧ ـ شى : عن إبراهيم بن عبدالحميد ، عن أبي الحسن عليه‌السلام قال : سألته عن صدقة الفطرة أواجبة هي بمنزلة الزكاة؟ فقال : هي مما قال الله : « أقيموا الصلوة وآتوا الزكوة » هي واجبة (٦).

٨ ـ شى : عن هشام بن الحكم ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : نزلت الزكاة وليس للناس الاموال ، وإنما كانت الفطرة (٧)

__________________

(١) تفسير القمى : ٤١٠

(٢) تفسير القمى : ٧٢١

(٣) قرب الاسناد : ١٣٦

(٤) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٦

(٥ ـ ٦) تفسير العياشى : ج ١ ص ٤٢

(٧) تفسير العياشى : ج ١ ص ٤٣

١٠٤

٩ ـ نوادر الراوندى : باسناده ، عن موسى بن جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : من أدى زكاة الفطر تمم الله له مانقص من زكاته (١)

١٣

* ( باب ) *

* ( قدر الفطرة ومن تجب عليه أن يؤدى ) *

* ( عنه ومستحق الفطرة ) *

١ ـ ب : علي ، عن أخيه عليه‌السلام قال : سألته عن المكاتب ، هل عليه فطرة شهر رمضان أو على من كاتبه؟ وهل تجوز شهادته؟ قال : لاتجوز شهادته والفطرة عليه (٢).

٢ ـ ل : في خبر الاعمش ، عن الصادق عليه‌السلام قال : زكاة الفطرة واجبة على كل رأس صغير أو كبير ، حر أو عبد ، ذكر أو انثى أربعة أمداد من الحنطة و الشعير والتمر والزبيب ، وهو صاع تام ، ولايجوز دفع ذلك إلا إلى أهل الولاية والمعرفة (٣).

ن : فيما كتب الرضا عليه‌السلام للمأمون مثله (٤)

٣ ـ ع : أبي ، عن علي بن إبراهيم ، عن اليقطيني ، عن يونس ، عن إسحاق عن أبي إبراهيم عليه‌السلام قال : سألته عن صدقة الفطرة ، اعطيها غير أهل ولايتي من فقراء جيراني؟ قال : نعم الجيران أحق بها المكان الشهرة (٥).

٤ ـ ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن علي بن الحسن ابن فضال ، عن عباد بن يعقوب ، عن إبراهيم بن أبي يحيى ، عن أبي عبدالله ، عن

__________________

(١) نوادر الراوندى : ٢٤

(٢) قرب الاسناد : ١٦١

(٣) الخصال ج ٢ ص ١٥٢

(٤) عيون الاخبارج ٢ ص ١٢٣

(٥) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٧

١٠٥

أبيه عليهما‌السلام قال : إن أول من جعل مدين من البر عدل صاع من تمر عثمان (١)

٥ ـ ع ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن يزيد ، عن ياسر القمي ، عن الرضا عليه‌السلام قال : الفطرة صاع من حنطة ، أوصاع من تمر ، أو صاع من زبيب ، و إنما خفف الحنطة معاوية (٢)

٦ ـ ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن فضالة ، عن أبي المغرا ، عن الحسين الحذاء ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام أنه ذكر صدقة الفطرة أنها على كل صغير وكبير ، من حر أو عبد ، ذكر أو انثى صاع من زبيب ، أو صاع من شعير ، أو صاع من ذرة ، قال : فلما كان زمن معاوية وخصب الناس عدل الناس ذلك إلى نصف صاع من حنطة (٣)

٧ ـ ع : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى ، عن معاوية بن وهب قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : في الفطرة جرت السنة بصاع من تمر ، أوصاع من زبيب ، أوصاع من شعير ، فلما كان في زمن عثمان كثرت الحنطة ، وقومه الناس فقال : نصف صاع من بر بصاع من شعير (٤)

٨ ـ ع : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن ابن هاشم وأيوب بن نوح ومحمد ابن عبدالجبار وابن يزيد جميعا عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن الحكم عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : التمر في الفطرة أفضل من غيره ، لانه أسرع منفعة ، و ذلك أنه إذا وقع في يدصاحبه أكل منه وقال : نزلت هذه الزكاة وليس للناس أموال وإنما كانت الفطرة (٥)

٩ ـ مع (٦) ن : أبي وابن الوليد معا ، عن محمد العطار ، وأحمد بن إدريس معا ، عن الاشعري عن جعفر بن إبراهيم بن محمد الهمداني وكان معنا حاجا قال : كتبت إلى أبي الحسن عليه‌السلام على يد أبي : جعلت فداك إن أصحابنا اختلفوا في الصاع بعضهم يقول : الفطرة بصاع المدينة ، وبعضهم يقول : بصاع العراق ، فكتب إلي : الصاع

__________________

(١ ـ ٥) علل الشرايع ج ٢ ص ٧٧

(٦) معانى الاخبار : ٢٤٩

١٠٦

ستة أرطال بالمديني ، وتسعة أرطال بالعراقي ، قال : وأخبرني فقال : بالوزن يكون ألفاومائة وسبعين درهما (١)

١٠ ـ مع : بهذا الاسناد ، عن الاشعري ، عن محمد بن عبدالجبار ، عن أبي القاسم الكوفي أنه جاء بمد وذكر أن ابن أبي عمير أعطاه ذلك المد وقال : أعطانيه فلان رجل من أصحاب أبي عبدالله عليه‌السلام وقال : أعطانيه أبوعبدالله عليه‌السلام وقال : هذا مد النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فعيرناه فوجدناه أربعة أمداد ، وهو قفيز وربع ، بقفيزنا هذا (٢)

أقول : قد مضى بعض أخبار الصاع في أبواب الغسل

١١ ـ ضا : ادفع زكاة الفطر عن نفسك ، وعن كل من تعول من صغير أو كبير حروعبد ، ذكر وانثى ، واعلم أن الله تبارك وتعالى فرضها زكاة للفطرة قبل أن يكثر الاموال فقال : « أقيموا الصلوة وآتوا الزكوة »

وإخراج الفطرة واجب على الغني والفقير ، والعبد والحر ، وعلى الذكران والاناث ، والصغير والكبير ، والمنافق والمخالف ، لكل رأس صاع من تمر ، وهو تسعة أرطال بالعراقي ، أو صاع من حنطة ، أو صاع من شعير ، أو صاع من زبيب ، أو قيمة ذلك ، ومن أحب أن يخرج ثمنا فليخرج مائتين وثلاثين درهما إلى درهم ، والثلثان أقل ماروي ، والدرهم أكثر ما روي ، وقد روي ثمن تسعة أرطال تمر ، وروي من لم يستطع يده لاخراج الفطرة أخذ من الناس فطرتهم وأخرج ما يجب عليه منها

ولابأس باخراج الفطرة إذا دخل العشر الاواخر ، ثم إلى يوم الفطر قبل الصلاة فان أخرها إلى أن تزول الشمس صارت صدقة ، ولايدفع الفطر إلا إلى مستحق وأفضل ما يعمل به فيها أن يخرج إلى الفقيه ليصرفها في وجوهها ، بهذا جاءت الروايات.

__________________

(١) عيون الاخبارج ١ ص ٣١٠

(٢) معانى الاخبار : ٢٤٩

١٠٧

وروى : الفطرة نصف صاع من بر ، وسائره صاعا صاعا ، ولا يجوز أن يدفع ما يلزمه واحد إلى نفسين فان كان لك مملوك مسلم أو ذمي فادفع عنه ، وإن ولدلك مولود يوم الفطر قبل الزوال فادفع عنه الفطرة وإن ولد بعد الزوال فلا فطرة عليه وكذلك إذا أسلم الرجل قبل الزوال أو بعده فعلى هذا ، ولابأس باخراج الفطرة في أول يوم من شهر رمضان إلى آخره وهي الزكاة إلى أن تصلى صلاة العيد ، فان أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة ، وأفضل وقتها آخر يوم من شهر رمضان

١٢ ـ شى : عن زرارة قال : سألت أبا جعفر عليه‌السلام وليس عنده غير ابنه جعفر عن زكاة الفطر فقال : يؤدي الرجل عن نفسه وعياله وعن رقيقه الذكر منهم والانثى والصغير منهم والكبير صاعا من تمر عن كل إنسان ، أو نصف صاع من حنطة ، وهي الزكاة التي فرضها الله على المؤمنين مع الصلاة على الغني والفقير منهم ، وهم جل الناس وأصحاب الاموال أجل الناس (١) قال : وقلت : على الفقير الذي يتصدق عليهم؟ قال : نعم يعطي ما يتصدق به عليه (٢).

١٣ ـ شى : عن سالم بن مكرم الجمال ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام قال : أعط الفطرة قبل الصلاة وهو قول الله : « وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة » والذي يأخذ الفطرة عليه أن يؤدي عن نفسه وعن عياله ، وإن لم يعطها حتى ينصرف من صلاته فلايعد له فطرة (٣).

١٤ ـ الهداية : قال الصادق عليه‌السلام : ادفع زكاة الفطرة عن نفسك ، وعن كل من تعول : من صغيرأو كبير ، وحر وعبد ، وذكرو انثى ، صاعا من تمر أو صاعا من زبيب ، أو صاعا من بر ، أو صاعا من شعير ، وأفضل ذلك التمر ولا بأس أبن تدفع عن نفسك وعن من تعول إلى أحد ، ولا يجوز أن يدفع واحد إلى نفسين.

ومنه قال الصادق عليه‌السلام : لا بأس باخراج الفطرة في أول يوم من شهر رمضان إلى آخره وهي زكاة إلى أن يصلى العبد فان أخرجها بعد الصلاة فهي صدقة وأفضل

__________________

(١) أقل الناس ظ.

(٢) تفسير العياشى ج ١ ص ٤٢

(٣) المصدرص ٤٣

١٠٨

وقتها آخر يوم من شهر رمضان

ومنه قال الصادق عليه‌السلام : إذا كان للرجل عبد مسلم أوذمي فعليه أن يدفع عنه الفطرة ، وإذا كان المملوك بين نفرين فلا فطرة عليه إلا أن يكون لرجل واحد

ومنه قال الصادق عليه‌السلام : لاتدفع الفطرة إلا إلى أهل الولاية

ومنه قال الصادق عليه‌السلام : من حلت له الفطرة لم تحل عليه

ومنه قال الصادق عليه‌السلام : الفطرة واجبة على كل مسلم فمن لم يخرجها خيف عليه الفوت فقيل له : وما الفوت؟ قال : الموت

ومنه سئل الصادق عليه‌السلام : عن الفطرة على أهل البوادي فقال : على كل من اقتات قوتا أن يؤدي من ذلك

وسئل عن رجل بالبادية لايمكنه الفطرة فقال : يصدق بأربعة أرطال من لبن

١٥ ـ الاقبال : روينا باسنادنا ألى أبي عبدالله عليه‌السلام قال : ينبغي أن يؤدي الفطرة قبل أن يخرج الناس إلى الجبانة فان أداها بعد ما يخرج (١) فانما هي صدقة وليست فطرة (٢)

١٦ ـ دعائم الاسلام : عن جعفر بن محمد صلوات الله عليه أنه قال في قول الله : « قد أفلح من تزكى » قال : أدى زكاة الفطر « وذكر اسم ربه فصلى » يعني صلاة العيد في الجبانة

وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه‌السلام أنه سئل عن زكاة الفطر قال هي الزكاة التي فرضها الله عزوجل على جميع المؤمنين مع الصلاة بقوله « وأقيموا الصلوة وآتوا الزكوة » (٣) على الغني والفقير والفقراء هم أكثر الناس ، الاغنياء أقلهم فأمر كافة الناس بالصلاة والزكاة

وعن علي عليه‌السلام أن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قال : تجب صدقة الفطر على الرجل عن كل من في عياله ممن يمون من صغيرا أو كبير ، حر أو عبد ، ذكر أو انثى عن

__________________

(١) يرجح خ ل.

(٢) كتاب الاقبال : ٢٨٣

(٣) البقرة : ٤٣ و ٨٣ و ١١٠ والنساء : ٧٧ والنور : ٥٦ ، المزمل : ٢٠

١٠٩

كل إنسان صاع من طعام

وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : يلزم الرجل أن يؤدي صدقة الفطر عن نفسه وعن عياله الذكر منهم والانثى ، الصغير والكبير ، الحر والعبد ، ويعطيها عنهم وإن كانوا أغنياء

وعنه ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهم‌السلام أنه سئل : هل على الفقير الذي يتصدق عليه زكاة الفطرة؟ قال : نعم يعطي مما يتصدق به عليه

وعن الحسين بن علي عليهما‌السلام أنه قال : زكاة الفطر على كل حاضر وبادي

وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : يؤدي الرجل زكاة الفطر عن عبده اليهودي والنصراني ، وكل من أغلق عليه بابه ، وعن رقيق امرأته إذا كانوا في عياله ، وتؤدي هي عنهم إن لم يكونوا في عيال زوجها ، وكانوا يعملون في مالها دونه ، وإن لم يكن لهازوج أدت عن نفسها وعن عيالها وعبيدها ومن يلزمها نفقته

وعن الحسن والحسين عليهما‌السلام أنهما كانا يؤديان زكاة الفطر عن علي عليه‌السلام حتى ماتا ، وكان علي بن الحسين عليه‌السلام يؤديها عن الحسين حتى مات ، وكان أبوجعفر عليه‌السلام يؤديها عن علي عليه‌السلام حتى مات. قال جعفر بن محمد عليهما‌السلام : وأنا اوديها عن أبي عليه‌السلام

وهذا والله أعلم من التطوع في الصدقة عن الموتى ، لاعلى أنه شئ يلزم

وعن علي عليه‌السلام أنه قال : زكاة الفطر صاع من حنطة أو صاع من شعير أو صاع من تمر أو صاع من زبيب

وعن جعفر بن محمد عليهما‌السلام أنه قال : من لم يجد حنطة ولاشعيرا ولا تمرا ولا زبيبا يخرجه من صدقة الفطر فليخرج عوض ذلك من الدراهم

وعن علي عليه‌السلام أنه قال : إخراج صدقة الفطر قبل الفطر من السنة (١)

__________________

(١) دعائم الاسلام : ٢٦٦ و ٢٦٧

١١٠

( أبواب الصدقة )

١٤

( باب )

* ( فضل الصدقة وأنواعها وآدابها ) *

الايات :

البقرة : وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب (٢)

وقال تعالى : وأنفقوا في سبيل الله (٣)

وقال تعالى : من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضا عفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون (٤)

وقال تعالى : يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقنا كم من قبل أن يأتي يوم لابيع فيه ولا خلة ولا شفاعة (٥).

وقال سبحانه : مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت

__________________

(١) البقرة : ١٧٧

(٢) البقرة : ١٩٥

(٣) البقرة : ٢٤٥

(٤) البقرة : ٢٥٤

١١١

سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم (١).

وقال تعالى : وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فان الله يعلمه وما للظالمين من أنصار (٢)

آل عمران : اعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء (٣).

النساء : وما ذا عليهم لو آمنوا بالله واليوم الاخر وأنفقوا مما رزقهم الله وكان الله بهم عليما (٤).

التوبة : الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لايجدون إلا جهدهم فيسخرون منهم سخر الله منهم ولهم عذاب أليم (٥).

وقال تعالى : ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات (٦)

الرعد : وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية (٧).

اسرى : وآت ذاالقربى حقه والمسكين وابن السبيل ولا تبذر تبذيرا (٨).

النور : ولا يأتل اولوا الفضل منكم والسعة أن يؤتوا اولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله (٩).

القصص : ومما رزقنا هم ينفقون (١٠).

الروم : فآت ذاالقربى حقه والمسكين وابن السبيل ذلك خير للذين يريدون وجه الله واولئك هم المفلحون (١١).

التنزيل : ومما رزقنا هم ينفقون (١٢).

__________________

(١) البقرة : ٢٦١. (٢) البقرة : ٢٧٠.

(٣) آل عمران : ١٣٤.

(٤) النساء : ٣٩.

(٥) براءة : ٧٩.

(٦) براءة : ١٠٤.

(٧) الرعد : ٢٢.

(٨) أسرى : ٢٦ :

(٩) النور : ٢٢.

(١٠) القصص : ٥٤.

(١١) الروم : ٣٨.

(١٢) السجدة : ١٦.

١١٢

الاحزاب : والمتصدقين والمتصدقات (١).

سبا : قل إن ربي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدرله وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين (٢)

فاطر : وأنفقوا مما رزقنا هم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور * ليوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور (٣)

يس : وإذا قيل لهم أنفقوا مما رزقكم الله قال الذين كفروا للذين آمنوا أنطعم من لو يشاء الله أطعمه إن أنتم إلا في ضلال مبين (٤).

الحديد : آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير (٥).

إلى قوله تعالى : وما لكم ألا تنفقوا في سبيل الله والله ميراث السماوات والارض لايستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل اولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا وعدالله الحسنى ، والله بما تعملون خبير * من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له وله أجر كريم (٦).

إلى قوله تعالى : إن المصدقين والمصدقات وأقرضوا الله قرضا حسنا يضاعف لهم ولهم أجر كريم (٧).

التغابن : إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم ويغفر لكم والله شكور حليم (٨).

المزمل : وأقرضوا الله قرضا حسنا وما تقدموا لا نفسكم من خير تجدوه عندالله هو خيرا وأعظم أجرا * واستغفروا الله إن الله غفور رحيم (٩).

__________________

(١) الاحزاب : ٣٥.

(٢) سبأ : ٣١.

(٣) فاطر : ٢٩.

(٤) يس : ٤٧.

(٥) الحديد : ٧.

(٦) الحديد : ٩ ـ ١١.

(٧) الحديد : ١٨.

(٨) التغابن : ١٧.

(٩) المزمل : ٢٠ ـ ٢١.

١١٣

الليل : والليل إذا يغشى * والنهار إذا تجلى * وما خلق الذكرو الانثى * إن سعيكم لشتى * فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى * إن علينا للهدى * وإن لناللاخرة والاولى * فأنذرتكم نارا تلظى * لايصليها إلا الا شقى * الذي كذب وتولى * وسيجنبها الاتقى * الذي يؤتي ماله يتزكى * وما لاحد عنده من نعمة تجزى * إلا ابتغاء وجه ربه الاعلى * ولسوف يرضى.

اقول : قد مضى بعض أخبار هذا الباب في باب وجوب الزكاة وفضلها أيضا.

١ ـ لى : ابن المغيرة ، باسناده عن السكوني ، عن الصادق ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لاصحابه : ألا اخبر كم بشئ إن أنتم فعلتموه تباعد الشيطان منكم كما تباعد المشرق من المغرب؟ قالوا : بلى ، قال : الصوم يسود وجهه ، والصدقة تكسر ظهره ، والحب في الله والموازرة على العمل الصالح يقطعان دابره ، والاستغفار يقطع وتينه ، ولكل شئ زكاة وزكاة الابدان الصيام (١).

٢ ـ ير : ابن عيسى ، عن محمد البرقي ، عن إبراهيم بن إسحاق ، عن أبي عثمان العبدي ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة ، وذكر الله أفضل من الصدقة والصدقة أفضل من الصوم ، والصوم جنة (٢).

٣ ـ لى : الاسترآبادي ، عن أحمد بن الحسن الحسيني عن أبي محمد العسكري

__________________

(١) امالى الصدوق : ٣٧.

(٢) بصائر الدرجات : ١١ في ط و ٤ في ط.

١١٤

عن آبائه ، عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : إن العبد إذا مات قالت الملائكة : ما قدم؟ وقال الناس : ما أخر؟ فقدموا فضلا يكن لكم ، ولا تؤخروا كلا يكن عليكم فان المحروم ومن حرم خير ماله ، والمغبوط من ثقل بالصدقات والخيرات موازينه ، وأحسن في الجنة بها مهاده ، وطيب على الصراط بها مسلكه (١).

٤ ـ لى : علي بن عيسى ، عن علي بن محمد ما جيلويه ، عن البرقي ، عن أبيه عن ابن علوان ، عن عمرو بن ثابت ، عن زيدبن علي ، عن أبيه ، عن جده عليهما‌السلام قال : قال أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه‌السلام : إن في الجنة لشجرة يخرج من أعلاها الحلل ، ومن أسفلها خيل بلق مسرجة ملجمة ذوات اجنحة ، لاتروث و لاتبول ، فيركبها ، أولياء الله فتطير بهم في الجنة حيث شاؤا ، فيقول الذين أسفل منهم : يا ربنا ما بلغ بعبادك هذه الكرامة؟ فيقول الله جل جلاله : إنهم كانوا يقومون الليل ولاينامون ، ويصومون النهار ولا يأكلون ، ويجاهدون العدو ولايجبنون ، و يتصدقون ولايبخلون (٢).

٥ ـ لى : في خبر المناهي قال النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله : ألا ومن تصدق بصدقة فله بوزن كل درهم مثل جبل أحدمن نعيم الجنة (٣).

٦ ـ لى : ابن موسى ، عن الصو في ، عن الرماني ، عن عبدالعظيم ، عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : من أيقن بالخلف جاد بالعطية (٤).

ن : الدقان عن الصو في مثله (٥).

٧ ـ لى : على ابن عيسى ، عن علي بن محمد ما جيلويه ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن محمد

__________________

(٨) امالى الصدوق : ٦٨ في حديث

(٩) امالى الصدوق : ١٧٥ وبلق جمع أبلق.

(١) أمالى الصدوق : ٢٥٩

(٢) أمالى الصدوق : ٢٦٧

(٣) عيون الاخبار ج ٢ ص ٥٦

١١٥

ابن سنان المجاور ، عن أحمد بن نصر الطحان ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله الصادق جعفر بن محمد عليه‌السلام أن عيسى روح الله مر بقوم مجلبين فقال : ما لهؤلاء؟ قيل : يا روح الله إن فلانة بنت فلان تهدى إلى فلان بن فلان في ليلتها هذه [ قال : يجلبون اليوم ويبكون غدا ، فقال قائل منهم : ولم يا رسول الله؟ قال : لان صاحبهم ميتة في ليلتها هذه ] (١) فقال القائلون بمقالته : صدق الله وصدق رسوله ، وقال أهل النفاق : ما أقرب غدا.

فلما أصبحوا جاؤا فوجدوها على حاله لم يحدث بها شئ فقالوا : يا روح الله إن التي أخبرتنا أمس أنها ميتة لمت فقال عيسى : يفعل الله ما يشاء فاذهبوا بنا إليها ، فذهبوا يتسابقون حتى قرعوا الباب فخرج زوجها ، فقال له عيسى : استأذن لي على صاحبتك ، قال : فدخل عليها فأخبرها أن روح الله وكلمته بالباب مع عدة ، قال : فتخدرت فدخل عليها فقال لها : ما صنعت ليلتك هذه؟ قالت : لم أصنع شيئا إلا وقد كنت أصنعه فيما مضى إنه كان يعترينا (٢) سائل في كل ليلة جمعة فننيله ما يقوته إلى مثلها وإنه جاءني في ليلتي هذه وأنا مشغولة بأمري وأهلي في مشاغيل فهتف فلم يجبه أحدثم هتف [ فلم يجب ، حتى هتف ] مرارا ، فلما سمعت مقالته قمت متنكرة حتى أنلته كما كنا ننيله ، فقال لها : تنحي عن مجلسك فاذا تحت ثيابها أفعى مثل جذعة عاض على ذنبه ، فقال عليه‌السلام : بما صنعت صرف عنك هذا (٣)

٨ ـ ثو : ابن الوليد ، عن ابن أبان ، عن الاهوازي ، عن فضالة ، عن معاوية ابن عمار ، عن إسماعيل بن يسار قال : سمعت أبا عبدالله عليه‌السلام يقول : إياكم و الكسل ، إن ربكم رحيم يشكر القليل ، إن الرجل ليصلي الركعتين تطوعا يريد بهما وجه الله عزوجل فيدخله به الجنة ، وإنه ليتصدق بالدرهم تطوعا

__________________

(١) ما بين العلامتين ساقط عن نسخة الكمبانى

(٢) اعتراه : غشيه طالبا معروفة ، ويصح أن يقرء « يعتربنا » من اعتر به وببابه : اعترض للمعروف من غير أن يسأل

(٣) أمالى الصدوق ٢٩٩ ـ ٣٠٠ وما بين العلامتين ساقط عن نسخة الكمبانى

١١٦

يريد به وجه الله عزوجل فيدخله الله به الجنة ، وإنه ليصوم اليوم تطوعا يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنة (١).

٩ ـ فس : عن أمير المؤمنين عليه‌السلام قال : طوبى لمن أنفق الفضل من ماله وأمسك الفضل من كلامه (٢).

١٠ ـ فس : أبي ، عن حماد ، عن حريز ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام [ قال : ] إن الرب تبارك وتعالى ينزل (٣) كل ليلة جمعة إلى السماء الدنيا من أول الليل وفي كل ليلة في الثلث الاخير وأمامه ملكان ينادي : هل من تائب يتاب عليه؟ هل من مستغفر ليستغفر له؟ هل من سائل فيعطى سؤله ، اللهم أعط كل منفق خلفا وكل ممسك تلفأ ، فاذا طلع الفجرعاد الرب إلى عرشه ، فقسم الارزاق بين العباد.

ثم قال للفضيل بن يسار : يا فضيل من ذلك وهو قول الله « وما أنفقتم من شئ فهو يخلفه وهو خير الرازقين » إلى قوله : « أكثر هم بهم مؤمنون » (٤).

١١ ـ فس : « فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى » (٥) قال : نزلت في رجل من الانصار كانت له نخلة في دار رجل فكان يدخل عليه بغير إذن ، فشكى ذلك إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله لصاحب النخلة : بعني نخلتك هذه بنخلة في الجنة ، فقال : لا أفعل ، قال : فبعنيها بحديقة في الجنة ، فقال : لا أفعل وانصرف ، فمضى إليه أبوالد حداح واشتراها منه ، وأتى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال أبوالد حداح : يا رسول الله خذها واجعل لي في الجنة

__________________

(١) ثواب الاعمال : ٣٦

(٢) تفسير القمى : ٤٢٨

(٣) كذا في نسخة الاصل وهكذا نقله في كتاب التوحيد ( ج ٣ ص ٣١٥ ) وتأوله من أراد فليراجعه ، وفى المصدر المطبوع : « ينزل أمره كل ليلة ».

(٤) تفسير القمى : ٥٤١ ، في آية سبأ : ٣٩

(٥) الليل : ٥ ـ ٧.

١١٧

التي قلت لهذا فلم يقبله ، فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لك في الجنة حدائق وحدائق فأنزل في ذلك « فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى » يعني أبا الد حداح فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى * وما يغني عنه ماله إذا تردى » يعني إذا مات « إن علينا للهدى » قال : علينا أن نبيين لهم (١).

١٢ ـ ب : هارون ، عن ابن صدقة ، عن الصادق عليه‌السلام ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : إن المعروف يمنع مصارع السوء ، وإن الصدقة تطفي غضب الرب ، الخبر (٢).

١٣ ـ ب : ابن طريف ، عن ابن علوان ، عن الصادق ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : داوو امرضا كم بالصدقة الخبر (٣).

١٤ ـ ب : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : استنز لوا الرزق بالصدقة (٤).

١٥ ـ ب : بهذا الاسناد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الخلق كلهم عيال الله فأحبهم إلى الله عزوجل أنفقهم لعياله (٥).

١٦ ـ ل : أبي ، عن علي ، عن أبيه ، عن النوفلي ، عن السكوني ، عن جعفر ابن محمد ، عن أبيه عليهما‌السلام قال : قام أبوذر ـ ره ـ عند الكعبة فقال أنا جندب بن سكن فاكتنفه الناس فقال : لو أن أحدكم أراد سفرا لاتخذ فيه من الزاد ما يصلحه فسفر يوم القيامة أما تريدون فيه ما يصلحكم؟ فقام إليه رجل فقال : أرشدنا ، فقال : صم يوما شديد الحر للنشور ، وحج حجة لعظائم الامور ، وصل ركعتين في سواد الليل لوحشة القبور. كلمة خير تقولها ، وكلمة شر تسكت عنها ، أو صدقة منك على مسكين لعلك تنجوبها يا مسكين من يوم عسير.

__________________

(١) تفسير القمى : ٧٢٨ ، وتراه في الدر المنثور ج ٦ ص ٣٥٨

(٢) قرب الاسناد : ٥١

(٣ ـ ٤) قرب الاسناد ص ٧٤

(٥) قرب الاسناد ص ٧٥

١١٨

اجعل الدنيا درهمين درهما أنققته على عيالك ، ودرهما قدمته لاخرتك والثالث يضر ولاينفع فلا ترده ، اجعل الدنيا كلمتين كلمة في طلب الحلال ، وكلمة للاخرة ، والثالثة تضر ولا تنفع لاتردها ثم قال : قتلني هم يوم لا ادركه (١).

١٧ ـ ثو (٢) ل : ابن الوليد ، عن الصفار ، عن البرقي ، عن أبيه ، عن صفوان بن يحيى ، عن إسحاق بن غالب ، عمن حدثه ، عن أبي جعفر عليه‌السلام قال : البر والصدقة ينفيان الفقر ، ويزيدان في العمر ، ويدفعان سبعين ميتة سوء (٣).

١٨ ـ ل : الخليل ، عن محمد بن إبراهيم الدبيلي ، عن أبي عبدالله ، عن سفيان عن الزهري ، عن سالم ، عن أبيه قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : لاحسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فهو ينفق منه آناء الليل وآناء النهار ، ورجل آتاه القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار (٤).

١٩ ـ ل : العسكري ، عن محمد بن عبدالعزيز ، عن الحسن بن محمد الزعفراني عن عبيدة بن حميد ، عن أبي الزعزاء ، عن أبي الاحوص ، عن أبيه مالك بن نضلة ، قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : الايدي ثلاثة : فيدالله عزوجل العليا ، ويد المعطي التي تليها ، ويد السائل السفلى ، فأعط الفضل ولاتعجز نفسك (٥).

أقول : قد سبق بعضها في باب فضل الزكاة (٦).

٢٠ ـ ل : حمزة العلوي ، عن علي ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد الاشعري عن القداح. عن أبي عبدالله ، عن آبائه عليهم‌السلام قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله : كل معروف صدقة ، والدال على الخير كفاعله ، والله يحب إغاثة اللفهان (٧).

__________________

(١) الخصال ج ١ ص ٢١

(٢) ثواب الاعمال : ١٢٦ ـ ١٢٧

(٣) الخصال ج ١ ص ٢٥

(٤) الخصال ج ١ ص ٣٨

(٥ ـ ٦) الخصال ج ١ ص ٦٦

(٧) الخصال ج ١ ص ١٠٦ ومثله في المحاسن : ٨

١١٩

٢١ ـ ل : ابن المتوكل ، عن محمد العطار ، عن الاشعري ، عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان ، عن معاوية بن وهب ، عن أبي عبدالله عليه‌السلام : قال : من يضمن لي أربعة بأربعة أبيات في الجنة : من أنفق ولم يخف فقرا ، وأنصف الناس من نفسه ، و أفشى السلام في العالم ، وترك المراء وإن كان محقا (١)

٢٢ ـ ل : الاربعمائة : قال أمير المؤمنين عليه‌السلام : داووا امرضا كم بالصدقة

وقال عليه‌السلام : استنزلوا الرزق بالصدقة

وقال عليه‌السلام : أنفقوا ممارزقكم الله عزوجل فان المنفق بمنزلة المجاهد في سبيل الله ، فمن أيقن بالخلف سخت نفسه بالنفقة (٢)

٢٣ ـ ن : المفسر ، عن أحمد بن الحسن الحسيني ، عن أبي محمد العسكري عن آبائه ، عن موسى بن جعفر عليه‌السلام قال : كان الصادق عليه‌السلام في طريق ومعه قوم معهم أموال ، وذكر لهم أن بارقة (٣) في الطريق يقطعون على الناس فارتعدت فرائصهم ، فقال لهم الصادق عليه‌السلام : مالكم؟ قالوا : معنا أموال نخاف أن تؤخذ منا أفتأخذها منا فلعلهم يندفعون عنها إذا رأوا أنهالك؟.

فقال : وما يدريكم لعلهم لا يقصدون غيري ، ولعلكم تعرضوني بها للتلف؟ فقالوا : فكيف نصنع؟ ندفنها؟ قال : ذاك أضيع لها ، فلعل طارئا يطرء عليها فيأخذها؟ أو لعلكم لا تهتدون إليها بعد ، فقالوا : فكيف نصنع؟ دلنا! قال : أو دعوها من يحفظها ويدفع عنها ويربيها ويجعل الواحد منها أعظم من الدنيا بما فيها ثم يردها و يوفرها عليكم أحوج ما تكونون إليها ، قالوا : من ذاك؟ قال : ذاك رب العالمين قالوا : وكيف نودعه؟ قال : تتصدقون بهاعلى ضعفاء المسلمين ، قالوا : وأنى لنا الضعفاء بحضرتنا هذه؟ قال : فاعزموا على أن تتصدقوا بثلثها ليدفع الله عن باقيها

__________________

(١) الخصال ج ٢ ص ١٦١

(٢) الخصال ج ٢ ص ١٦٠

(٣) البارقة : السيوف لبروقها ولمعانها ، والمراد ، اللصوص لانهم لايهجمون على القافلة الا وسيوفهم شاهرة

١٢٠