الكثيرة التفصيلية مع عدم ايجاده بها ، ـ كما ظنّه فرفوريوس ـ ، إلاّ أنّ العقل البسيط الّذي عندنا موجود في عقولنا وهناك نفس وجوده ومعقولاتنا المفصلة متجدّدة زمانية واردة علينا شيئا بعد شيء بعدية على التراخي ، وهناك مرتبة ذاته مجتمعة دهرية والمعقول البسيط هاهنا ليس علّة تامّة ، بل معدّة لهذه التفاصيل والنفس قابلة لها ، بخلاف ما هناك. فعلى هذه الطريقة صور المعقولات عنده على وجه بسيط مقدّس عن شوب القوّة والكثرة. وأشبه الأمثلة في هذا الباب قول بعض الحكماء : لو كان للأوّليات وجود في الاعيان لا في النفس ـ لأنّها معان مجرّدة عن المادّة ـ لكانت نسبتها إلى لوازمها كنسبة الأوّل إلى معلولاته ؛ انتهى.
وغير خفي بانّه كان المناسب على ما ذكره ـ من جعل العلم الكمالي هو العلم الاجمالي على الوجه الثاني ـ أن يمثّل له بالملكة لا بالمعقول البسيط ـ كما تقدّم من أنّ المعقول البسيط انّما يناسب الاجمالي على الوجه الأوّل ـ.
ثمّ ما ذكره من قوله : « فعلى هذه الطريقة صور المعقولات عنده ـ ... إلى آخره ـ » يناسب ظاهر العلم الاجمالي على الوجه الأوّل ، لانّ الاجمالي بمعنى المنشئية للانكشاف والتمكّن عليه لا يستلزم تحقّق صور المعقولات عنده في مرتبة ذاته ؛ فتأمّل.
وثانيهما ـ أي : ثانى الوجوه للجواب عن الاشكال المشهور الّذي ورد على العلم الحضوري ـ : ما صرّح به بعض الأعاظم من العرفاء ، وهو : انّ ذاته ـ تعالى ـ في مرتبة ذاته مظهر لجميع صفاته وأسمائه كلّها ، وهي أيضا مجلاة يرى بها وفيها صور جميع الممكنات من غير حلول ولا اتحاد ـ إذ الحلول يقتضي وجود شيئين لكلّ منهما وجود مغاير لوجود صاحبه ، والايجاد يستدعي ثبوت أمرين يشتركان في وجود واحد ينسب ذلك الوجود إلى كلّ منهما بالذات ـ ، وهناك ليس كذلك ، بل ذاته بمنزلة مرآة يرى فيها صور الموجودات كلّها وليس وجود المرأة وجود ما يتراءى فيها أصلا. ثمّ صرّح بأنّ ما يظهر في المرأة ويتراءى من الصور ليست هي بعينها الأشخاص الخارجية ـ كما ذهب إليه الرياضيون القائلون بخروج / ١٥٨ DA / الشعاع ـ ، ولا هي صور منطبعة فيها ـ كما اختاره الطبيعيون ـ ، ولا هي من موجودات عالم المثالى ـ كما زعمه الاشراقيون ـ ، بل الحقّ انّ