دابّته حديدا مدمّجا ، فرفع الفرس رأسه فشجّني هذه الشجّة التي في صدغي ، فدعاني أمير المؤمنين عليهالسلام فتفل فيها وأخذ حفنة من التراب فتركه عليها ، فو الله ما وجدت لها ألما ولا وجعا. ثمّ أقمت معه حتّى قتل صلوات الله عليه.
وصحبت الحسن بن علي عليهالسلام حتّى ضرب بساباط المدائن ، ثمّ بقيت معه بالمدينة أخدمه وأخدم الحسين عليهالسلام حتّى مات الحسن مسموما ، سمّته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي لعنها الله دسّا من معاوية لعنه الله.
ثمّ خرجت مع الحسين بن علي عليهالسلام حتّى حضرت كربلاء وقتل ، وخرجت هاربا بديني (١) وأنا انتظر خروج المهدي وعيسى بن مريم عليهماالسلام.
قال أبو محمّد العلوي : ومن عجيب ما رأيت من هذا الشيخ علي بن عثمان وهو في دار عمّي طاهر بن يحيى وهو يحدّث بهذه الأعاجيب ، فنظرت إلى عنفقته قد احمرّت ثمّ ابيضّت ، فجعلت أنظر إلى ذلك لأنّه لم يكن في رأسه ولا في لحيته ولا عنفقته بياض ، فنظر إليّ وقال : ما ترون إنّ هذا يصيبني إذا جعت وإذا شبعت رجعت إلى سوادها ، فدعا عمّي بطعام فأكل وأنا انظر إليه فعادت عنفقته إلى سوادها حين شبع ، انتهى (٢).
وقال السيّد نعمة الله الجزائري في مقدّمة شرحه على كتاب غوالي اللآلئ بعد ذكره جملة من طرقه : ولنا طريق غريب قصير حدّثني وأجازني به السيّد الثقة السيّد هاشم بن الحسين الأحسائي في دار العلم شيراز في المدرسة المقابلة لبقعة مير سيّد محمّد عابد عليه الرحمة والرضوان في حجرة
__________________
(١) في المصدر : هاربا من بني أميّة.
(٢) إكمال الدين : ٥٤٣ / ٩ الباب الخمسون.