سؤال : كيف يمكن لهذه الحيوانات غير المدركة ، أن تهلك هذا الجيش العظيم؟
جوابه : من عدة وجوه :
الوجه الأول : إنها يمكن أن لا تكون حيوانات فعلا ، بل هي خلق آخر ، على شكل طير أبابيل ، وهي مدركة وليست قاصرة ، كأن تكون جنا أو ملائكة. كما روي (١) : إن كل طير في منقاره حجر وفي رجليه حجران. وإذا رمت بذلك مضت وطلعت أخرى فلا يقع حجر من حجارتهم تلك على بطن إلّا خرقه ، ولا عظم إلّا أوهاه وثقبه. وفي رواية أخرى (٢) : إنها كانت تحاذي رأس الرجل ثم ترميها على رأسه ، فيخرج من دبره ، حتى لم يبق منهم أحد.
فهذا التسديد في العمل ، ليس من وظيفة الطير المعروف حقيقة.
الوجه الثاني : إنهم ـ بالرغم من كونهم حيوانات ـ فإنهم موجهون بالمعجزة والتسديد الإلهي ، حفظا للبيت العتيق ، حيث أمروا بحسب غرائزهم بذلك ، فأنتجت فشل جيش الفيل.
الوجه الثالث : وهو ما يمكن أن يجاب به الماديون وأضرابهم. بأن نقول : إنه ثبت أن بعض الحيوانات كالطير الزاجل يمكن أن ترسل إلى مسافات بعيدة حاملة معها رسائل ونحوها. وأن كثيرا من أنواع الحيوانات الداجنة كالقطط والدجاج والماعز ، تهتدي لبيوت أصحابها. فليكن هذا الطير شيئا من هذا القبيل.
سؤال : إن فاعل ترميهم ، هو الأبابيل. وفاعل : جعلهم ، هو الله سبحانه ، والسياق ينبغي أن يكون واحدا ، فلما ذا قال : فجعلهم ولم يقل : فجعلتهم؟
__________________
(١) الميزان ، ج ٢٠ ص ٣٦٣.
(٢) الميزان ج ٢٠ ، ص ٣٦٣.