يراد فقط العيش في ظل الكرامة الإلهية ، والتقلب في نعيم الجنة ، والحصول على السعادة ، واللذة فيها .. وبذلك تنتفي الحاجة إلى الخصوصيات الموجودة في الكافور ..
وبهذا تتضح الإجابة على السؤال الثالث عن السبب في أن الأبرار في الآية الأولى يشربون من كأس ، أما في هذه الآية فهم يسقون ..
فإن الأبرار هم الذين يفعلون ، ويبذلون الجهد في الحياة الدنيا ، أما في الآخرة فإنهم يكرمون ويعظمون ، وتأتيهم الألطاف الإلهية ، من دون حاجة إلى بذل جهد ..
كما أن بذلك يظهر الجواب عن السؤال الثاني ، فإن الأبرار هم الذين يصنعون الخير ، ويكسبونه بجهدهم ، فما قدروا عليه إنما هو بعض من عين الخير التي لا نفاد لما فيها ..
أما في الآخرة ، فإنما يشربون من كأس ملأوها هم بجهدهم وعملهم ، فما عملوه من خير يوفى إليهم ، ولا يظلمون فتيلا ..
وإذ قد اتضح : أن الزنجبيل في الآخرة هو من مفردات زيادة النعيم ، فإنه يتضح أيضا :
أن لا مجال لقبول التفسير القائل بأن الزنجبيل يحتاج إليه في الآخرة لإطفاء عطش يوم القيامة ، حيث ينال المؤمن البرد اللذيذ بعد التعب وطول الوقوف في عرصات ذلك اليوم.
وكذا لا يصح قولهم : إن للزنجبيل بعض الأثر في إثارة الرغبة والميل إلى ثمار الجنة ..
* * *