صعبة ، وربما تكون
كارثية .. وهذه العاقبة ناشئة عن عدم التدبر والتأمل في العواقب ، وعدم معرفة
الصالح من غيره ..
والذي دلنا على
ذلك بصورة أوضح وأصرح هو قوله تعالى :
«وَيَذَرُونَ وَراءَهُمْ
يَوْماً ثَقِيلاً» :
حيث لم يذكر الله
سبحانه هنا : إلا حب هؤلاء للعاجلة ، ولم يشر إلى حصولهم عليها ، ووصولهم إليها
وعدمه ، ولعله من أجل أن لا يمر في وهم أحد أن ثمة لذة من وراء ذلك الحصول ، تدعو
إلى ترجيح اختيار العاجلة .. بل المطلوب هو إفهام الناس أن هذه اللذة مشكوك فيها
أيضا ، بل يكون فيها البوار والهلاك لنفس الطالب والراغب ، إذ أية لذة لهم في أن
يترك هذا النبي ـ مثلا ـ دعوته إلى طاعة الله ، والتزام أوامره تعالى ونواهيه؟!.
إلا الضرر والبلاء ، والبوار للناس جميعا ، ومنهم نفس هؤلاء الدعاة إلى ذلك ..
ولعل ثمة وهما
يراود مخيلتهم بوجود لذة مستقبلية فاندفعوا من أجله إلى هذا التصرف ولكنهم بعد أن
ظهر لهم : عكس ما توهموه. فما معنى إصرارهم على ممارسة كل هذه الضغوط على هذا
النبي الكريم والعظيم ليتخلى عن دعوته؟!. ألا يعد تصرفهم هذا من أقبح الأمور؟!
فكيف إذا استمروا مصرّين على ذلك ، إلى حدّ إشعال الحروب ، وإزهاق الأرواح. وربما
يكونون هم أول ضحاياها ، وأول من يحترق بنارها ، ويكونون أسوأ وقود لها.
فهل حب العاجلة
المستند إلى مجرد خيالات وتوهمات ، يدعو إلى مثل هذه التصرفات غير المعقولة؟ ، حتى
قبل أن يتحققوا من صدق هذا النبي ، وصحة ما جاءهم به ، وما وعدهم أو توعدهم به.