[تعريف الصوت والحرف]
قال : السابع ـ الصوت : وهو كيفية مسموعة تحصل من تموج الهوائين ـ قارع ومقروع ـ الى أن يصل الى سطح الصماخ ، وهو غير باق بالضرورة.
والحرف هيئة عارضة للصوت ، يتميز بها عن صوت آخر مثله تميزا في المسموع.
أقول : من الاعراض المحسوسة بحس السمع الصوت ، وحيث انه محسوس لا يفتقر الى تعريف.
وذهب النظام الى أنه جوهر ينقطع بالحركة. وهو خطأ ، فان الجوهر يدرك باللمس ، ولا شيء من الصوت مدرك باللمس ، فلا شيء من الجوهر بصوت وينعكس الى لا شيء من الصوت بجوهر.
وذهب بعضهم الى أنه عبارة عن التموج الحاصل فى الهواء من القلع والقرع. وبعضهم قالوا : (١) انه نفس القرع والقلع. وكلاهما فاسد ، لان التموج والقلع والقرع يدرع بالبصر ، ولا شيء من الصوت بمدرك بالبصر ، فلا شيء من ذلك بصوت ، وسبب غلطهم أخذ سبب الشيء مكان ذلك الشيء.
والتحقيق أنه عرض مسموع بحدث من التموج الحاصل فى الهواء الذي سببه القلع أو القرع. والقرع هو امساس عنيف ، والقلع تفريق عنيف. وبيانه أنه اذا حصل بين الجسمين المتقاربين (٢) مقارعة انقلب (٣) من بينهما هواء ، فيصدم ذلك الهواء هواء آخر ، [وهكذا] حتى يصل ذلك التموج الى سطح
__________________
(١) فى «ن» : قال.
(٢) فى «ن» : المتفارقين.
(٣) فى «ن» : انفلت.