وغير ذلك من الخواص ، وهو ضعيف فان ذلك يدل على اختلاف أنواعها ، فأما على اختلاف مفهوم الجسم فلا.
توضيح :
المراد بالابعاد الثلاثة : هو الطول والعرض والعمق ، والمراد بتقاطعها هو أن نفرض كل واحد منها قاطعا للآخر ، كما نفرض العرض قاطعا للطول والعمق ، والعمق قاطعا للطول والعرض ، وقد ظهر لك كيفية تقاطعها على زوايا قوائم ، وقد عرفت معنى الزاوية والقائمة.
[بقاء الاجسام وعدم انعدامه]
قال : وهي باقية ، خلافا له أيضا. والضرورة قاضية بذلك البقاء ، فانا نعلم بالضرورة أن الجسم الذي شاهدناه في الزمن الاول هو بعينه في الزمن الثاني.
أقول : ذهب النظام الى أن الاجسام غير باقية ، بل آنا فآنا ينعدم الجسم ويوجد جسم آخر ، وهكذا كالماء الجاري ينقص (١) منه جزء ثم يأتي جزء آخر وهو باطل ، فانا نعلم علما ضروريا من غير شك بأن الجسم الذي شاهدناه في الزمن الاول هو بعينه الذي شاهدناه في الزمن الثاني ، وأعلم ضرورة أني الذي كنت بالامس.
وانما قال النظام ذلك (٢) ، لانه لما اعتقد أن الاجسام تعدم قبل [يوم] القيامة
__________________
(١) فى «ن» : ينقضى.
(٢) فى «ن» : بذلك.