وهاهنا حجج كثيرة لارباب هذه المذاهب ، ذكر المصنف ـ رحمهالله ـ في كتاب الاسرار في العلوم الثلاثة جملة منها.
[تماثل الاجسام فى الجسمية]
قال : البحث الثاني : في أحكام الجواهر (١) : الاجسام متماثلة خلافا للنظام ، لان المعقول من الجسم ، هو (٢) الجوهر القابل للابعاد الثلاثة المتقاطعة على زوايا قوائم أمر واحد متساو في الجميع فتكون متساوية.
أقول : اتفق العقلاء من الحكماء والمتكلمين على أن الاجسام متماثلة في الجسمية ، وانما تختلف بفصول تنضم إليها فتصير أنواعها مختلفة ، والدليل على ذلك أن المعقول من الجسم أمر واحد متساو في الجميع ، فان المعقول من الجسم عند الحكماء هو الجوهر القابل للابعاد الثلاثة المتقاطعة على زوايا قوائم ، وعند المتكلمين هو الطويل العريض العميق.
وهذان التعريفان صادقان على كل واحد من الاقسام ، فلو لم تكن متماثلة لما جمعها حد واحد ، اذ المختلفات لا يجمعها حد واحد ، بل ان اورد أمر مشترك بينها كان مع التقسيم [مختلفا] كقولنا : الحيوان اما ناطق أو صاهل أو ناهق ، والمراد بها الانسان والفرس والحمار.
وذهب النظام الى أن طبيعة كل جسم بخلاف (٣) طبيعة الجسم الاخر ، لاختلاف خواصها ، كالحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة واللطافة والكثافة ،
__________________
(١) فى المطبوع من المتن : الجوهر.
(٢) فى المطبوع من المتن : وهو.
(٣) فى «ن» تخالف.