ولصاحب الخمسة الباقي ، حيث قسم الارغفة على أربعة وعشرين جزءا.
وغير ذلك من النكت التي لا تعد ولا تحصى.
أقول ، الوجه السادس على كونه أعلم أنه قضى بقضايا غريبة [وحكم بأحكام عجيبة] يعجز عنها حذاق العلماء ، فمنها أنه أتي بعبد قيده مولاه وحلف أنه لا يطلقه حتى يتصدق بزنة القيد ، فقال علي بقصعة فيها ، فأتي ثم حط رجل العبد وفيها القيد ، ثم رفع القيد من الماء وقال : عليّ ببرادة الحديد وطرحها في الماء الى أن عاد الى مكانه لما كان القيد فيه ، ثم قال لمولاه تصدق بزنة هذه البرادة ، فانها زنة القيد (١).
ومنها أنه أتاه شخصان مختصمان (٢) إليه ، فقال لهما : ما خطبكما؟ فقال أحدهما : اني اصطحبت أنا وهذا الشخص في الطريق ، وكان معي خمسة أرغفة ومعه ثلاثة أرغفة ، فجاء رجل فعرضنا عليه الاكل معنا ، فلما انصرف رمى لنا ثمانية دراهم ، فقلت له : خذ منها ثلاثة دراهم بعدد رغفاتك (٣) وآخذ أنا خمسة بعدد أرغفي ، فقال لا آخذ الا النصف ، فقال لهما : هذا مما لا ينبغي أن تتخاصم (٤) فيه الناس ، فقال صاحب الثلاثة : لا أريد الا مرّ الحق ، فقال : اذا كنت لا تريد إلا مرّ الحق فلك منها درهم واحد ، فقال وكيف ذلك؟ فقال : لان الثمانية الارغفة انقسمت على أربعة وعشرين جزءا لكل واحد منكم ثمانية أجزاء ، فأكلت أنت ثمانية أجزاء وبقي من خبزك جزءا واحدا ، وأكل هذا من خبزه ثمانية أجزاء ، فبقي له سبعة أجزاء ، فيكون الضيف قد أكل من خبزك جزءا واحدا ومن خبزه
__________________
(١) راجع احقاق الحق : ٨ / ٩٦.
(٢) فى «ن» : يتحاكمان.
(٣) فى «ن» : أرغفتك.
(٤) فى «ن» : عليه.