والحسن ذكروا له وجوها :
الاول : كونه مستحقا للعقاب ، كضرب السيد عبده على عصيانه.
الثاني : اشتماله على دفع ضرر ، كشرب المريض الدواء المرّ.
الثالث : كونه جالبا للنفع ، كالعوض عنه مع اللطفية.
الرابع : كونه بمجرى العادة ، كاحراق الله تعالى الطفل الملقى في النار.
الخامس : أن يفعل دفعا عن النفس ، كما اذا قتلنا من يقصد قتلنا.
اذا تقرر هذا فالقبيح انما يصدر عنا خاصة ، لاستحالة كونه تعالى فاعلا للقبيح ، والعوض فيه علينا. وأما الحسن : فقد يصدر عنا [وقد يصدر عنه تعالى أما الذي يصدر عنا] فاما مع اباحته كذبح الحيوان للاكل ، أو مع ندبه كذبح الاضحية والعقيقة ، أو مع وجوبه كذبح النذور والكفارات وهدي التمتع.
والعوض في هذه الثلاثة على الله تعالى. أما استحقاقها العوض فلكونها تألمت ألما غير مستحق.
وأما كونه على الله تعالى فلانه مالك لنا وللحيوانات ، وقد أمرنا بايلامها ونحن مأمورون.
وأما الالم الحاصل بمجرى العادة ، فالعوض فيه علينا ، لأنا قصدنا ايلام الطفل الملقى في النار ، والباري تعالى لم يقصد ذلك بخلق النار ، وليست النار وشبهها الا آلة في الايلام كالسيف ، وكما أنه لا عوض على الحداد فكذا هنا ، هذا ان قلنا بالطبيعة ، وأما اذا قلنا أن المحرق هو الله تعالى بمجرى العادة ، فلان اجراء العادة حكمة لا يجوز نقضها ، والله تعالى قد نهانا عن هذا الالقاء ، فصار الملقى كأنه المؤلم في الحقيقة.
وأما الذي يصدر عنه لا بشركة العبد : فاما على وجه الاستحقاق كالعقاب وذلك لا يستحق به عوض ، أو لا على وجه الاستحقاق ، فيكون ألما مبتدأ ،