وترك الظلم والكذب ، وغيرها من فعل الواجبات والتفضل والاحسان وحسن السيرة ، وغيرها من المندوبات. واما سمعي كايقاع الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد ، وغيرها من الاعمال الشرعية الواجبة والمندوبة.
[تحقيق حول قاعدة اللطف]
قال : البحث الثاني ـ في اللطف : وهو ما يقرب من فعل الطاعة ويبعد عن المعصية، ولم يكن له حظ في التمكين.
وهو واجب ، خلافا للاشعرية ، والا لكان نقضا لغرضه تعالى في التكليف ، لانه تعالى أراد الطاعة من العبد ، فاذا علم أنه لا يختارها أو لا يكون أقرب إليها الا عند فعل اللطف ، فلو لم يفعله تعالى لكان ناقضا لغرضه ، وهو نقص ، تعالى الله عنه.
واللطف ان كان من فعل الله تعالى وجب فعله عليه ، وان كان من فعل المكلف وجب عليه تعالى أن يعرفه اياه وأن يوجبه عليه ، وان كان من فعل غيرهما لم يجز أن يكلفه الله تعالى الفعل الملطوف فيه ، الا بعد أن يعلم أن ذلك الغير يفعله لا محالة ، اذ لا يصح أن يوجبه على ذلك الغير لاجل مصلحة تعود الى غيره الا أن يكون له فيه مصلحة ، كما أوجب على النبي (صلىاللهعليهوآله) أداء الرسالة لنفع الغير [ونفعه عليهالسلام (١)].
أقول : لما فرغ من التكليف ومباحثه شرع في اللطف ، وهنا مسائل :
الاولى في تعريفه : وعرفه بأنه ما يقرب المكلف معه من فعل الطاعة ويبعد عن فعل المعصية ، ولم يكن له حظ في التمكين. فالاول جنس شامل للطف وغيره من القدرة والآلات ، فانها بأجمعها يقرب الى فعل الطاعة ويبعد عن المعصية.
__________________
(١) هذه الزيادة لم تثبت في المطبوع من المتن.