الحسن قبيحا والقبيح حسنا ، لكنه ينقلب فلا يكون ذاتيا [لهما] وهو المطلوب.
بيان الملازمة : ان ذاتي الشيء لا يزول عنه ، والا لما كان ذاتيا ، وأما أنه ينقلب فلوجهين :
الاول : أن النبي صلىاللهعليهوآله اذا هرب من ظالم يريد قتله ، فاستتر عند انسان ، فجاء الظالم طالبا له وسأل عنه ذلك الانسان ، فان أخبر بأنه عنده لزم السعي في قتل النبيصلىاللهعليهوآله ، وهو قبيح ، وما لزم منه القبيح فهو قبيح ، فيكون صدقه قبيحا ، فيجب حينئذ أن يخبر بأنه ليس عنده محافظة على حفظ النبي صلىاللهعليهوآله وذلك كذب ، فقد صار كذبه حسنا.
الثاني : من قال «لا كذبن غدا» يجب عليه الكذب غدا ، والا لزم خلف الوعد ، وهو قبيح.
الثالث : أنه لو كان القبائح قبيحة لذاتها ، لما وقع تكليف ما لا يطاق منه تعالى واللازم باطل فالملزوم مثله. أما بيان الملازمة : فلان من جملة ما ذكرتم من القبائح تكليف ما لا يطاق ، فيكون قبيحا ، وكل قبيح لا يجوز على الله تعالى ، وهي مقدمة اتفاقية ، فلا يجوز أن يقع [منه] تكليف ما لا يطاق.
وأما بطلان اللازم فلوجهين :
الاول : أنه كلف الكافر الذي مات على كفره بالايمان ، وهو غير قادر عليه لانه لو كان قادرا لكان ممكنا بالنسبة إليه ، وهو باطل. لان الله تعالى علم أنه لا يؤمن ، فيكون الايمان منه محالا ، والا لزم انقلاب علمه تعالى جهلا ، وهو محال ، وما لزم منه المحال فهو محال ، فايمانه محال مع أنه كلّفه اتفاقا ، فقد كلّفه بما لا يطاق.
الثاني : أنه كلف أبا لهب بالايمان بالنبي (صلىاللهعليهوآله) ، وتصديقه في كل ما أخبر به ، والا لما استحق العقاب بالمخالفة ، ومن جملة ما أخبر النبي