المشروط ، والواحد على الاثنين ، والفرق بينه وبين الاول أن السابق الاول يلزم من وجوده وجود المتأخر ، بخلاف هذا فانه لا يلزم من وجود الواحد وجود الاثنين.
الثالث : السبق بالرتبة اما بالحس ، كسبق الامام على المأموم في المحراب أو بالعقل كسبق الجنس على النوع.
الرابع : السبق بالشرف كسبق المعلم على متعلمه والنبي على أمته.
الخامس : السبق بالزمان كسبق الأب على ابنه.
وسبق عدم الشيء على وجوده لا يمكن أن يكون بالوجه الاول ، لان العدم ليس علة للوجود ، ولا بالوجه الثاني لانه يجتمع فيه السابق والمسبوق ، والوجود لا يجامع العدم. ولا بالثالث أي بالرتبة والوضع وهو ظاهر. ولا بالرابع لعدم كون العدم أشرف من الوجود ، فلم يبق الا الخامس. ومعناه حينئذ أن زمان عدمه سابق على زمان وجوده ، والزمان تستلزم الحركة لانه مقدارها والحركة تستلزم الجسم لانه معروضها ، وكل حادث يستلزم سبق حادث آخر فان انتهى الى حادث لا يكون مسبوق بالعدم ، بالتفسير المذكور ثبت أن التفسير المذكور لا يتأتى بالنسبة الى كل واحد واحد من أجزاء العالم ، وان لم ينته ثبت وجود حوادث لا أول لها وقد احلتموه ، فتعين الاول.
فأما الثاني وهو أنه لا يتأتى بالنسبة الى كل العالم فلان الزمان اما أن يكون جزءا من أجزاء العالم أولا والثاني محال ، والا لزم أن يكون نفس واجب الوجود ، لان العالم عندكم كل موجود سوى الله تعالى ، فالمغاير للعالم يكون هو الله تعالى ، والاول أيضا محال لان كون مجموع العالم مسبوقا بالعدم بالزمان يستلزم سبق الزمان على نفسه وهو محال.
واذا لم يكن التفسير المذكور يتأتى بالنسبة الى كل العالم ولا الى كل