معنى الخبر الذي رووه أن ثواب «لا إله إلا الله» النظر إلى وجه الله؟ فقال عليهالسلام : من وصف الله بوجه كالوجوه فقد كفر ، ولكن وجه الله أنبياؤه ورسله وحججه الذين بهم يتوجه إلى الله وإلى دينه ، والنظر إلى أنبياء الله ورسله وحججه في درجاتهم ثواب عظيم للمؤمنين [يوم القيامة]. انتهى ما في المجمع.
قوله : «وناشر راية الهدى» ويناسبه ما في البحار (١) عن غيبة النعماني (٢) عن أبي عبد الله عليهالسلام ـ إلى أن قال : ـ ولما كان يوم صفين سألوه نشر الراية ، فأبى عليهم ، فتحملوا عليه بالحسن والحسين وعمار بن ياسر ، فقال للحسن : يا بني ، إنّ للقوم مدة يبلغونها ، وإنّ هذه راية لا ينشرها بعدي إلا القائم. انتهى.
قوله : «أين الطالب بذحول الأنبياء» يمكن أن يكون المراد الأنبياء السلف المقتولين ظلماً وعدواناً كيحيى وزكريا ، ومعلوم أن المهدي ـ عجل الله فرجه ـ وارث الأنبياء ، فيكون ولي الدم وطلب ثارهم. و «الذحول» كما عرفت : الثارات. ويمكن إرادة خصوص خاتم الأنبياء وأبنائه المظلومين المقتولين إما بالسم أو بالسيف. والوراثة على هذا واضحة لا إشكال فيها.
نعم ، في كون النبي الخاتم مقتولاً يمكن التأمل فيه. ولكن يندفع إما باحتمال كونه أيضاً مقتولاً بالذراع المسموم بيد المرأة اليهودية ؛ على ما يستفاد من بعض الأخبار (٣) ، أو بأن قتل سبطه المظلوم قتل له تسبيباً.
قوله : «أين المنصور» إشارة إلى الآية : (وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا) (٤). فالمظلوم هو الحسين ، ووليُّه المنصور هو القائم عليهالسلام ؛ كما في الأخبار (٥) : إن الملائكة ضجّت إلى الله تعالى من مظلومية الحسين يوم
__________________
١. بحار الأنوار ، ج ٣٢ ، ص ٢١٠ ، ح ١٦٥.
٢. الغيبة للنعماني ، ص ٣٠٧ ، ح ١.
٣. مسالك الافهام ج ١١ ص ٤٥٩ ، بحار الأنوار ج ٦٣ ص ٤.
٤. سورة الإسراء ، الآية ٣٣.
٥. كما في الكافي ، ج ١ ، ص ٤٦٥ ، ح ٦ ؛ والأمالي للطوسي ، ص ٤١٨ ، ح ٩٤١ ؛ وبحار الأنوار ، ج ٤٥ ، ص ٢٢١ ، ح ٣.