بواسطة الأنبياء والسفراء ، فنبينا الخاتم صلىاللهعليهوآله هو الواسطة بالنسبة إلينا إلى معرفة ذاته الأقدس ، وقد جعل صلىاللهعليهوآله علياً عليهالسلام باباً بقوله : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، ولا يؤتى المدينة إلا من بابها.
ولا اختصاص بعليٍّ عليهالسلام ، بل كل حجةٍ في عصره هو الباب إلى الله ؛ على ما في الصافي في تفسير آية : (وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا) (١) في سورة البقرة عن الاحتجاج (٢) عن أمير المؤمنين عليهالسلام قال : نحن البيوت التي أمر الله أن يؤتى من أبوابها ، نحن باب الله وبيوته التي يؤتى منه ، فمن تابعنا وأقرَّ بولايتنا فقد أتى البيوت من أبوابها ، ومن خالفنا وفضّل علينا غيرنا ، فقد أتى لابيوت من ظهورها ، إن الله لو شاء عرّف الناس نفسَه حتى يعرفونه ويأتونه من بابه ، ولكن جعلنا أبوابه وصراطه وسبيله وبابه الذي يؤتى منه. قال : فمن عدل عن ولايتنا ، وفضّل علينا غيرنا ، فقد أتى البيوت من ظهورها ، وإنهم عن الصراط لناكبون. انتهى.
وهذا هو المراد من الفقرة المذكورة في الزيارة الجامعة: «والباب المبتلى به الناس»؛ فإنّ الابتلاء بمعنى الامتحان، فبهم يُمتحن الناس؛ فإنّ الآتي من الباب مثاب، والآتي من ظهرها حَقَّت عليه كلمةُ العذاب.
أما التعبير بـ «الوجه» فإن الإقبال إلى الشيء لما كان بواسطة التوجه إلى وجه ، وكذا من طرف المتوجه بواسطة الوجه ، فالإقبال إلى الله تعالى بواسطة الأنبياء والحجج المعصومين سلام الله عليهم ، فهم وجه الله على ما في الصافي (٣) عن السجاد عليهالسلام في تفسير : (وَيَبْقَىٰ وَجْهُ رَبِّكَ) (٤) : نحن وجه الله الذي يؤتى منه.
وفي مجمع البحرين (٥) في تفسير الحديث القدسي [في] مَن سجد سدجدة الشكر : «اُقبِلُ إليه بفضلي ، واُريه وجهي» قال الصدوق (٦) رحمهالله : «وجه أنبياؤه وحججه». ثم قال بعد ذلكَ : ولا يجب أن تنكر من الأخبار ألفاظ القرآن. انتهى.
وتصديق ذلك ما روي (٧)عن أبي الصلت عن الرضا عليهالسلام قال: قلت له: يا ابن رسول الله ، ما
__________________ ـ
١. سورة البقرة ، الآية ١٨٩.
٢. الإحتجاج ، ج ١ ، ص ٣٣٨ ، مناقب آل أبي طالب عليهمالسلام ، ج ١ ، ص ٣١٤ ؛ بحار الأنوار ، ج ٢٣ ، ص ٣٢٨ ، ح ٩.
٣. الصافي ، ج ٥ ، ص ١١٠.
٤. سورة الرحمن ، الآية ٢٧.
٥. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ٤٧٣.
٦. كتاب من لا يحضره الفقيه ، ج ١ ، ص ٣٣٤ ؛ وانظر : التوحيد ، ص ١١٧ ، ح ٢١.
٧. عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ٢ ، ص ١٠٦ ح ٣ ؛ الأمالي للصدوق ، ص ٥٤٥ ، ح ٧٢٨ ؛ التوحيد ، ص ١١٧ ، ح ٢١ ؛ الاحتجاج ، ج ٢ ، ص ١٩٠.