الشريفة : (هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (١) إلى قوله : (لَّهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ) (٢).
وكذلك أمير المؤمنين عليهالسلام كان آية من آيات الله ، وكانت منافعه واضحة ، ومع وجود منافعه للملة قتله أشقى الأشقياء وأشقى من عاقر ناقة صالح.
قوله : «وجرى القضاءُ لهم بما يُرجى له حسن المثوبة».
قوله : «بما» متعلق بـ «جرى» ، أي جرى القضاء لهم بالمظلومية والمقهورية وغصب الحقوق وسد الباب وترك مراعاة المودة الموصى بها لهم ... الى غير ذلك من المصائب الواردة المرجوّ لها بحكم (إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (٣) و «إن الصبر مفتاح الفرج» (٤) وإن التسليم لأمر الله تعالى له مقام عظيم ومراتب عالية.
قوله : «إذ كانت» تعليل لهذا المطلب ، يعني إن المالك يتصرف في ملكه ما يشاء ، فلو غُصب حق آل محمد ـ صلى الله عليه ـ برهة من الزمان مع صبرهم على القضاء والرضا بما أصاب لهم ، فقد عوَّض اللهُ عنه بملك طويل وسلطنة تامة في الدنيا ، وهو سلطنة آل محمد «ص».
قوله : «وسبحان ربنا» سبحان مفعول مطلق نوعي ، أي اُسبِّحُ مثل تسبيح ربنا ، كما قال ابن هشام ، إذ ليس كل تسبيح بمحمود ، ولا كل تنزيه بمرضي. هذا إن كان المصدر مبنياً للفاعل ، وإن كان مبنياً للمفعول فالمعنى واضح ، يعني اُسَبِّح تسبيحَ الرب المعبود بالحق لا المعبودات الباطلة.
قوله «ان» في : «ان كان وعد ربنا» مخففة من المثقلة ، ولذا دخل اللام في خبر كان بعدها.
__________________
١. سورة الأعراف ، الآية ٧٣.
٢. سورة الشعراء ، الآية ١٥٥.
٣. سورة الشرح ، ال آية ٦.
٤. نسبه إلى المشهور ، المازندراني ، في شرح اُصول الكافي (ج ٩ ، ص ٢٠٣) فقال : كما اشتهر «الصبر مفتاح الفرج». وعدّه التنوخي في الفرج بعد الشدة (ج ١ ، ص ٣٧) من الأمثال السائرة. وفي شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد (ج ١ ، ص ٣٢٢) عدّ من كلام علي عليهالسلام : الصبر مفتاح الظفر ، والتوكل على الله رسول الفرج. وقال : من كلامه عليهالسلام : انتظار الفرج بالصبر عبادة.