قوله : «وعداتي» جمع عدة ، أصله «الوعد» ، فعُوِّض التاء عن الواو ، «كالهِبَة» و «السِّمَة» من «وَهَب» و «وَسَم».
الإعراب :
جملة «والملأ أمامه» «الملأ» مبتدأ و «أمامه» ظرف مستقر متعلق بعامل مقدَّر خبره ، وهي حالية ، أي قال صلىاللهعليهوآله هذا الكلام ، والحال أن الجماعة الكثيرة من الأشراف كانوا أمامه مما يقرب سبعين ألفاً.
قوله : «شتى» نعت للشجر باعتبار الجنسية المساوقة للجمعية ، فالشجر جنس ، والشجرة واحدة.
قوله : «إلا أنه لا نبيَّ بعدي» الاستثناء مفرَّغ ، والتقدير : «عليٌّ بمنزلة هارون من موسى في جميع الحيثيات أو في أشهرها ، إلا في النبوة ؛ لعدم النبوة بعدي». فهو من قبيل إقامة السبب مقام المسبَّب ، والمستثنى منه محذوف. فعلى الأول يدل على عموم المنزلة ، وعلى الثاني في الأوصاف الشائعة ، وسيأتي توضيحه إن شاء الله تعالى.
قوله : «مبيضّةً وجوهُهم» بنصب مبيضة على أنه حال من فاعل الظرف وهو «على منابر» ، أو من ضمير متعلَّقُه المحذوف الراجع إلى الشيعة.
قوله : «حولي» إما حال أيضاً باعتبار معنى الإحاطة أو خبر بعد خبر لشيعتك.
المعنى :
قوله : «فقال والملأ أمامه من كنت مولاه» الخ.
إشارة إلى ما قاله صلىاللهعليهوآله يوم الغدير بمحضر سبعين ألفاً من الوجوه والأشراف من أهل المدينة والأطراف ، بعد تمهيد مقدمة وتقديم عبارة كالقرينة بيان المراد ، فقال : ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى. فمن كنت مولاه ، فهذا عليٌّ مولاه (١).
ومن الواضح أن أولوية النفس بالمؤمنين إشارة إلى ما في الآية الشريفة : (النَّبِيُّ أَوْلَىٰ بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ) (٢) ، وهذه الأولوية هي الأولوية التي لذاته الأقدس من حيث العلية
__________________
١. لاحظ خبر الغدير في : رسائل الشريف المرتضى ، ج ٤ ، ص ١٣٠ ؛ عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ١ ، ص ١٦٢ ـ ١٦٤ ، ح ٢٢ ؛ الخصال ، ص ٢١٩ ، ح ٤٤ ؛ مناقب آل أبي طالب عليهالسلام ، ج ٢ ، ص ٣٤ ؛ الغدير ، المجلد الأول عن عدة مصادر خاصة السنية منها.
٢. سورة الأحزاب ، الآية ٦.