لنا وليك ، وابنَ وليِّك ، وابن بنت نبيك ، حتى لا يظفر بشيء من الباطل إلا مزّقه ، ويحث الحق ويحققه. واجعله اللهم مفزعاً لمظلوم عبادك ، وناصراً لمن لا يجد له ناصراً غيرك ، ومجدداً لما عُطِّل من أحكام كتابك ، ومشيِّداً لما ورد من أعلام دينك وسنن نبيك صلىاللهعليهوآله ، واجعله ممن حصَّنته من بأس المعتدين. اللهم سُرَّ نبيك محمداً صلىاللهعليهوآله برؤيته ، ومن تبعه على دعوته ، وارحم استكانتنا بعده ، اللهم اكشف هذه الغمة عن هذه الاُمّة بحضوره ، وعجّل لنا ظهوره ، (إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا) (١) برحمتك يا أرحم الراحمين» انتهى.
قوله : «المسجور» المملو.
قوله : «زنة عرش الله ومداد كلماته» الزنة بمعنى الوزن. والمداد قال في مجمع البحرين (٢) : أي مثل عدد الكلمات. أقول : ويمكن أن يُراد بمعنى الامتداد ، أي الانتهاء ، فيكون كناية عن عدم التناهي ؛ لأن كلماته تعالى غير متناهية ، كما أن العرش لعظمه كأنه لا يوزن.
قوله : «أزره» الأزر كلاظهر لفظاً ومعنىً.
قوله : «واكحل ناظريّ» أي أجْلِ ؛ فإنّ الكحل كما يجلي البصر ، فكذلك وجود الحجة تقرُّ به العيون.
قوله : «مجدداً لما عُطِّل» الخ ، إشارة إلى ما سبق ذكره من أنه يزيل البدع ، ويجدد السنن المتروكة.
«الاستكانة» بمعنى الخضوع والتضرع.
ولا يخفى أن قوله : «اللهم اجعلني من أنصاره» إلى قوله : «والمستشهدين بين يديه» إشارة إلى ما ذكرنا من طلب الاستعداد والصلاحية بخدمته.
جعلنا الله من المستعدين لشرف لقائه ، بحق أجداده الطاهرين ، صلوات الله عليهم أجمعين.
و (خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ) (٣) ، والحمد لله أولاً وآخراً.
تمت الرسالة بيد مؤلفها علي بن علي الرضا الخوئي ، في سيم شهر شعبان ١٣٤٥.
__________________
١. سورة المعارج ، الآية ٧.
٢. مجمع البحرين ، ج ٤ ، ص ١٨٠.
٣. سورة المطففين ، الآية ٢٦.