بلوازمه ومقدماته ، فدعاء الندبة ودعاء الفرج وأمثالهما كلها في مقام تمني الوصول إلى خدمته بعد حصول الاستعداد والقابلية.
وحيث إنا قد ذكرنا شرح دعاء الندبة وبعض الأدعية الاُخرى في زمان الغيبة ، أحببت إيراد دعاء آخر مروي في الأنوار عن مصباح السيد ابن طاووس «قده» (١) عن الصادق عليهالسلام قال : من دعا بهذا الدعاء أربعين صباحاً كان من أنصار القائم عليهالسلام ، وإن مات قبل ظهوره أحياه الله تعالى حتى يجاهد معه ، ويُكتب له بعدد كل كلمة منه ألف حسنة ، ويُمحى عنه ألف سيئة ، وهو هذا (المسمى بدعاء العهد) : «بسم الله الرحمن الرحيم. اللهم رب النور العظيم ، ورب الكرسي الرفيع ، ورب البحر المسجور ، ومنزل التوراة والإنجيل والزبور ، ورب الظل والحرور ، ومنزل القرآن العظيم ، ورب الملائكة المقرَّبين والأنبياء والمرسلين. اللهم إني أسألك بوجهك الكريم وبنور وجهك المنير وملكك القديم ، يا حي يا قيوم ، أسألك باسمك الذي أشرقت به السماوات والأرضون ، وباسمك الذي يصلح به الأولون والآخرون ، يا حي قبل كل حي ، يا حي لا إله إلا أنت. اللهم بلِّغ مولانا الإمام الهادي المهدي القائم بأمرك ـ صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ـ عن جميع المؤمنين والمؤمنات في مشارق الأرض ومغاربها وسهلها وجبلها وبرها وبحرها ، عني وعن والديّ ، من الصلوات زنة عرش الله ، ومداد كلماته ، وما أحصاه علمه ، وأحاط به كتابه. اللهم إني اُجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت في أيام حياتي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي ، لا أحول عنها ولا أزول أبداً. اللهم اجعلني من أنصاره وأعوانه والذابّين عنه ، والمسارعين إليه في قضاء حوائجه ، والممتثلين لأوامره ونواهيه ، والمحامين عنه ، والسابقين إلى إرادته ، والمستشهدين بين يديه. اللهم إن حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً ، فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرِّداً قناتي ملبِّياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي. اللهم أرني الطلعة الرشيدة ، والغرة الحميدة ، واكحل ناظري بنظرة مني إليه ، وعجِّل فرجه ، وسهّل مخرجه ، وأوسع منهجه ، واسلك بي محجَّته ، وأنفذ أمره ، واشدد أزره ، وقوّ ظهره. واعمر اللهم به بلادك ، وأحي به عبادك ؛ فإنك قلت وقولك الحق : (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (٢) فأظهر اللهم
__________________
١. مصباح الزائر ، ص ١٦٩ ؛ مصباح الكفعمي ، ص ٥٥٠ ؛ البلد الأمين ، ص ٨٢ ؛ مزار ابن المشهدي ، ص ٦٦٣ ؛ بحار الأنوار ، ج ٥٣ ، ص ٩٥ ، ح ١١١.
٢. سورة الروم ، الآية ٤١.