«اللهم عرّفني نفسك ؛ فإنك إن لم تعرّفني نفسك (حجتك خ ل) لم أعرف نبيك. اللهم عرّفني رسولك ؛ فإنك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجتك. اللهم عرّفني حجتك ؛ فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني».
وفيه (١) عن الكافي (٢) أيضاً عن عبد الله بن سنان قال : قال أبو عبد الله عليهالسلام : سيصيبكم شبهة فتبقون بلا عَلَم يُرى ولا إمام هدى ، لا ينجو منها إلا من دعا بدعاء الغريق. قلت : وكيف دعاء الغريق؟ قال : تقول : «يا الله يا رحمن يا رحيم ، يا مقلب ال قلوب ، ثبّت قلبي على دينك». فقلت : «يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلبي على دينك». فقال إن الله عزّ وجلّ مقلب القلوب والأبصار ، ولكن قل كما أقول : «يا مقلّب القلوب ، ثبّت قلبي على دينك». انتهى.
وظاهر هذين الخبرين أن الدعاء لأجل التحفظ في الاعتقاد وعدم وقوع الشك والارتداد ، ولذا قال عليهالسلام في الخبر الثاني : «إن الله تعالى وإن كان مقلب القلوب والأبصار ، إلا أن الغرض في هذا المقام تثبيت القلب لا البصر».
وأما احتمال التعجيل في الفرج والمبادرة في الأمر المقرَّر به سبب صدق الالتجاء وصميمية الدعاء ، فقد يُستفاد من خبر البحار (٣) عن تفسير العياشي (٤) عن الفضل بن أبي قرة قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : أوحى الله إلى إبراهيم أنه سيولد لك ، فقال لسارة ، فقالت : (أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ) (٥) ، فأوحى الله إليه : إنها ستلد ويُعذَّب أولادها أربعمئة سنة ـ يردد الكلام عليّ ، قال : ـ فلما طال على بني إسرائيل العذاب ضجّوا وبكوا إلى الله أربعين صباحاً ، فأوحى الله إلى موسى وهارون يخلصهم من فرعون ، فحطَّ عنهم سبعين ومئة سنة. قال : فقال أبو عبد الله عليهالسلام : هكذا أنتم لو فعلتم لفرَّج الله عنكم» صريح فيما نحن بصدده من دخل الدعاء والالتماس والتضرع إلى حضرة الباري في تعجيل فرج مولانا صاحب الأمر ـ عجل الله فرجه ـ ، كما أن بني إسرائيل إذ تضرعوا إلى ذاته الأقدس فخفف الله عنهم وحطَّ عنهم مدّةً
__________________
١. بحار الأنوار ، ج ٥٢ ، ص ١٤٩ ، ح ٧٣.
٢. الصحيح : كمال الدين ؛ لاحظ : كمال الدين ، ص ٣٥٢ ، ح ٤٩ ؛ وعنه في غنائم الأيام ، ج ٢ ، ص ٤٢١ والصراط المستقيم ، ج ٢ ، ص ٢٢٨.
٣. بحار الأنوار ، ج ١٣ ، ص ١٤٠ ، ح ٥٧.
٤. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ١٥٤ ، ح ٤٩.
٥. سورة هود ، الآية ٧٢.