وكذا يدل على ما ذكرنا من الاستغفار وكونهم سبب المغفرة ، ما في الصافي (١) في تفسير الآية في سورة الأنفال (وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) (٢) عن الكافي (٣) عن الصادق عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : إن لكم في حياتي خيراً ، وفي مماتي خيراً. قال : قيل : يا رسول الله أمّا حياتك فقد علمنا فما لنا في وفاتك؟ فقال : أمّا في حياتي فإن الله يقول : (وَمَا كَانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) ، وأما في مماتي فتُعرض عليّ أعمالكم فأستغفر لكم.
والقمي (٤) والعياشي (٥) عن الباقر عليهالسلام ما يقرب منه ، وقال في آخره : فإن أعمالكم تُعرض عليّ كل خميس واثنين. فما كان من حسنة حمدت الله عليها ، وما كان من سيئة استغفرتُ الله لكم. انتهى.
ثم إن استجابة الدعاء به ـ عجل الله تعالى فرجه ـ إما لِما مر في قبول الصلوات من تصاعد الدعاء مع عمله في مواقع استجابة الدعاء ، وإما للاستشفاع به والتوسل بولائه ؛ فإنه كأجداده وسائل للفيض ووسائط لإفاضة الخير من المبدأ الفياض.
ومن الواضح المعلوم أنهم عليهمالسلام كما كانوا علة غائبة للخلقة وأصل الوجود ، فكذلك هم الوسائط لقوام الوجود ودوامه ، وهم المراد من الوسيلة في آية المائدة إذ قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (٦) ، ففي الصافي (٧) عن القمي (٨) قال : تقرّبوا إليه بالإمام وفي العيون (٩) عن النبي صلىاللهعليهوآله : الأئمة من ولد الحسين ؛ مَن أطاعهم فقد أطاع الله ، ومن عصاهم فقد عصى الله ، هم العروة الوثقى والوسيلة إلى الله.
قوله : «وأقبل إلينا بوجهك الكريم» قد مرّ في الفصول السابقة أن المراد بوجه الله هو
__________________
١. الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٠.
٢. سورة الأنفال ، الآية ٣٣.
٣. الكافي ، ج ٨ ، ص ٢٥٤.
٤. تفسير القمي ، ج ١ ، ص ٢٧٧.
٥. تفسير العياشي ، ج ٢ ، ص ٥٥ ، ح ٤٥ ؛ الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٠٠ ؛ نور الثقلين ، ج ٢ ، ص ١٥٣.
٦. سورة المائدة ، الآية ٣٥.
٧. الصافي ، ج ٢ ، ص ٣٣.
٨. تفسير القمي ، ج ١ ، ص ١٦٨.
٩. عيون أخبار الرضا عليهالسلام ، ج ١ ، ص ٦٣ ، ح ٢١٧ ؛ بحار الأنوار ، ج ٣٦ ، ص ٢٤٤ ، ح ٥٤.